يُطوِّع بأنامله الطمى والطين، ويصنع منه أوانى فخارية بأشكال مختلفة. تلك المهنة التى ورثها الحاج محمد القط، وهو فى منتصف الخمسينات من عمره، عن أبيه وأجداده، وعلّمها للأجيال الجديدة، حتى أصبح عَلَماً من أعلام مدينة طنطا، يعمل فى واحدة من أقدم الحرف والمهن فى مصر، التى تعود إلى عهد الفراعنة والمصريين القدماء.

ينتج الحاج محمد القط يومياً آلاف القطع الساحرة من الأوانى الفخارية، مثل القلل والشقافات المستخدمة فى ديكورات العمارات وواجهات المنازل، إلى جانب الزير والطواجن المخصصة لصناعة القشدة الفلاحى.

وثَّقت عدسة «الوطن» مراحل تصنيع المنتجات الفخارية اليدوية المصنوعة من الطين والطمى، بدءاً من إعداد المواد الخام، وصولاً إلى تسليمها للعميل.

كشف محمد القط، فى الخمسينات من عمره، عن مراحل المهنة التى ورثها عن والده وأجداده، وسعى إلى تطويرها وتعليمها للأجيال الجديدة، إذ يقول: «أعمل فى هذه المهنة منذ أن كنت فى العاشرة من عمرى. إنها حرفة تتطلب مهارة ودقة وخيالاً وإبداعاً، فهى أشبه بفن الرسم بالريشة والقلم، كما أننا نحرص دائماً على مواكبة العصر والتكنولوجيا».

وعن مراحل التصنيع، أوضح: «نحضر الطين الناتج عن عمليات حفر العمارات باستخدام الجرارات، ثم نقوم بتنقيته من الشوائب، وتصفيته من الطوب، بعد ذلك ندخله فى أحواض لتجفيفه تماماً، ثم يبدأ التصنيع، وأخيراً يتم إدخاله إلى الأفران لحرقه».

تشتهر ورشة «القط» بصناعة القلل والأزيار وطواجن الطعام وأطباق الحمام والقصارى الخاصة بالمشاتل والأوانى الخزف والديكورات الخاصة للمنازل والعمارات، التى تضيف لمسة جمالية عليها: «أى صورة تجيلنا نقدر نعملها ونشكلها بسهولة ويسر».

تعتبر تلك المهنة من أكثر الحرف التى تتطلب وقتاً كبيراً للتمكن منها، حتى يستطيع العامل تقديم قطع مميزة تجعله يتميز عن غيره: «بنعلّم الطفل المهنة دى من وهو 5 سنين، ولما يكبر يكون صنايعى بريمو، قادر على تشكيل الطين بسهولة».

وعن المواسم التى يكثر فيها الطلب على تلك المنتجات، قال «القط»: «إحنا موسمنا بيبدأ من رجب، حتى شهر رمضان، خاصة على القلل والطواجن الفخارية، بنحاول طول الوقت نطور من الصناعة فى الصنع وعمليات الحرق والانتهاء من التصنيع بجودة وكفاءة عالية».

وصلت شهرة ورشة «القط» عالمياً، إذ يُصدر منتجاته للبلاد العربية والأوروبية، ليسطر اسمه بين أهل الفن والمبدعين، مضيفاً: «إحنا أصل المهنة وبنصدرها للسعودية وليبيا والكويت والإمارات وفرنسا وإيطاليا، والسعر بيختلف من كل قطعة لأخرى حسب السوق».

ربما يعتمد كثير من الأسر فى «طنطا» على تلك الحرفة لزيادة الدخل والمعيشة، إذ يعمل بها كثير من الأشخاص بمختلف الأعمار: «ربنا يكرم، والناس بتدور على الرزق الحلال، وشغلنا فاتح بيوت كتيرة، خاصة فى رمضان بنشتغل من بعد السحور، علشان نلاحق على طلبات العملاء».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صناعة الفخار ورشة صناعة الفخار صناعة الفواخير

إقرأ أيضاً:

تدشين أنشطة التصنيع الغذائي في الدورات الصيفية للبنات بالأمانة

الثورة نت/..

دشنت اللجنة الفرعية للدورات والأنشطة الصيفية للبنات بأمانة العاصمة، بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، أنشطة التصنيع الغذائي، بهدف إكساب الطالبات الخبرات والمهارات المتعلقة بالتصنيع الغذائي.

وفي التدشين، أكدت رئيسة اللجنة الفرعية للدورات الصيفية -قسم الطالبات- ابتسام المحطوري، أهمية إكساب الفتيات مهارات التصنيع الغذائي والدفع بهن لاحتراف مهن تسهم في تمكينهن من تأسيس مشاريع صغيرة، لتحسين دخلهن وتعزيز جهود الاكتفاء الذاتي.

وثمنت جهود هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر في تبني مثل هذه الأنشطة التي تستهدف طالبات الدورات الصيفية.

وأشادت بتظافر الجهود في تفعيل الأنشطة الصيفية في مجالات التصنيع الغذائي والإنتاج المحلي والمهارات الحياتية، بما يعود بالنفع والفائدة على مستوى الطالبة والأسرة والمجتمع وبما يساعد على تحقيق النهوض الحضاري ومواجهة التحديات الاقتصادية.

من جانبها أشادت مدير أنشطة الطالبات بوزارة التربية والتعليم والبحث العلمي عضو اللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية بثينة المنصور، بدور الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر في دعم وتمويل وتنفيذ ورش التصنيع الغذائي التي سيكون لها أثراً فاعلاً في إكساب الطالبات مهارات التصنيع الغذائي في إطار توجهات القيادة الثورية لتعزيز الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي.

وأوضحت أن ورش التصنيع الغذائي تستمر أسبوعين بعدد ٥٨١ ورشة، تقدمها مدربات مختصات في مجال التصنيع الغذائي.

فيما أوضحت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في إدارة المرأة بالهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر لمياء شرف الدين، أن أنشطة التصنيع الغذائي تأتي ضمن رؤية الهيئة لإيجاد مجتمع منتج قادر على توظيف موارده بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

وذكرت أن المستفيدات سيتلقين معارف ومهارات نظرية وعملية في مجالات التجفيف، التعليب، صناعة المربى، المخللات، العصائر، والزبادي، بما يسهم في تنمية قدراتهن وتحفيز طاقاتهن على الإبداع والإنتاج.

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير.. مراحل تطور الإرهاب الداعشي في سوريا
  • الحسينية القديمة.. معلم تراثي يسنده الطين وجذوع النخيل (صور)
  • الوزراء يوافق على اقتراح برلماني بإدراج مهرجان العالم علمين تحت النفع العام
  • جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل
  • معرض”ذاكرة الطين” للتشكيلية فاطمة النمر
  • تدشين أنشطة التصنيع الغذائي في الدورات الصيفية للبنات بالأمانة
  • مبتكرون عمانيون: يكشفون الجزء المفقود في حلقة دعم الابتكارات من الفكرة و حتى مراحل الإنتاج و التصنيع
  • عمرو سعد بإطلالة مختلفة بعد انتهاء تصوير “الغربان” (صور)
  • يسري عبدالله وأحمد الفيتوري يناقشان ليالي الطين.. الثلاثاء
  • تعاون سينمائي قريب يجمع أسماء جلال بـ «آسر ياسين ومحمد إمام وويجز»