مسقط- الرؤية

افتتح بالجمعية العمانية للفنون معرض وملتقى ميموريا الفوتوغرافي للفنان السعودي محمد محتسب، والذي تستضيفه وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبتنظيم مؤسسة مسار المعنية بتنظيم الفعاليات والرحلات الفوتوغرافية.

رعى افتتاح المعرض سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، وبحضور سعادة السفير إبراهيم سعد إبراهيم بن بيشان سفير المملكة العربية السعودية لدى سلطنة عُمان وحضور عدد من الفنانين والمهتمين بمجال التصوير.

ويضم المعرض 60 صورة فوتوغرافية التقطت في أكثر من 20 دولة من مجموعة من الصور التي تستعرض رحلة المصور عبر العالم، وتجسد من خلالها ثقافة وطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده وتراثه الثقافي، حيث عكست عدسة المصور علاقة الإنسان ببيئته ومحيطه المعاش، كما نقلت رؤيته تفاصيل الانسان وعلاقته بمجتمعه وثقافته فأصبحت ميموريا خلدتها عينه الثالثة.

ويُعدّ محمد محتسب أحد أبرز المصورين الحائزين على أكثر من 600 جائزة دولية خلال مسيرته الإبداعية، فقد تميّزت أعماله بصور أشبه بلوحات فنية توثق تفاصيل الحياة اليومية للناس في مختلف دول العالم.

ويستمر المعرض الى 2 فبراير الشهر القادم ضمن ملتقى ميموريا الفوتوغرافي، حيث سيقام تاريخ 28 يناير محاضرتين الأولى بعنوان تصوير حياة الناس في السفر يقدمها الفنان محمود الجابري والثانية حول أسرار تصوير المنتجات يقدمها الفنان سعد الشبيب، وبتاريخ 29 يناير ستقام أيضا محاضرتين الأولى بعنوان لاند سكيب يقدمها الفنان هاني المرهون والثانية عن الدرون : تقنيات وتراخيص يقدمها الفنان أسامة الغيلاني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • انطلاق معرض اللمسات الفنية "وجوه" لـ"تعليمية جنوب الباطنة" في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • خيرُ جليسٍ مهما تنوعّت الصيغ
  • لندن تحتضن لأول مرة معرض الحرمين ونسك بتنظيم سعودي.. فيديو
  • علي بن تميم: «أبوظبي للكتاب» يعزز حضور وتأثير الثقافة العربية عالمياً
  • عباس عرقجي يوقع كتابه «قوّة التفاوض» في «معرض عُمان»
  • نفاد جميع نسخ «البرتغاليون في بحر عُمان» من معرض مسقط
  • وفود من أفغانستان والسعودية والإمارات تشارك لأول مرة في معرض “إينوبروم – آسيا الوسطى” بطشقند
  • مسقط تستضيف اليوم الجولة الثالثة من المحادثات بين واشنطن وطهران
  • مسقط تستضيف الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية – الأميركية