مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد جناح وزارة الثقافة ، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة في إطار "ملتقى الإبداع الشعري"، لمناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" للشاعر عربي كمال، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة الإبداع الشعري، بتصميم غلافه الفنان أحمد اللباد.
ناقش الديوان الدكتور شوكت المصري، أستاذ ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون بالإسكندرية، الذي أكد أن الشعر ليس مجرد مشاعر فقط، بل إن الشعرية العربية قد شهدت ظهور أكثر من 115 ألف شاعر على مدار السنوات، خاصة وأن الشعر يعد فنًا نخبويًا.
وأشار إلى أن قصيدة النثر هي نص يمكن قراءته مرارًا وتكرارًا، وأن الشاعر عربي كمال حاول أن يصيغ تركيبته الشعرية من خلال توصيف شعري خاص.
وقال المصري إن الشاعر عربي كمال تمكن من تحويل النص نفسه إلى "ظل لجسد لا وجود له"، كما في جسد الأنثى التي لا مثيل لها، التي تطالعنا عبر العديد من الصور الحياتية المرسومة بعناية فائقة، حتى تساهم في إيهامنا بوجودها في الواقع. ومن خلال هذا الوهم الفني، يزرع الشاعر بذرة هذا الظل في طينة الحياة، ليكتسب له دمًا ولحمًا. ورغم أن الوجود الشبحي قد يكون نهاية لجسد الشاعر، إلا أنه بداية للشعر، الذي يظل مبدعًا بلا نهاية عبر أجساد جديدة.
وأكد أن الشاعر لم يقتصر في ديوانه "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" على دور العقل في توجيه المحسوس، بل استخدم مزايا فنية متعددة، مثل اللغة اليومية والتداعيات المسرفة واستخدام الأساليب الوعرة، ليجمع بين الفكر والشعور معًا.
وأوضح المصري أن الشاعر يتمتع بقدرة فائقة على تحويل الأفكار إلى محسوسات، وتحويل المحسوسات إلى أفكار، وهو أسلوب يعرف باسم "حضور الفكر في الصورة". وكان السبيل لتحقيق ذلك هو اكتناز التجربة ذات التأثير المحدود الزمني، عبر الإشارة والمواربة، وصيد الظلال، والتنقل بخفة وتنسيق دقيق.
وأضاف أن الشاعر يمتلك مهارة مميزة في استخدام التناص الشعري المستمد من الكتب السماوية في صيغ بسيطة، مليئة بالمفاجآت، مما جعله يوفق بين الفكر والعاطفة، وبين الظواهر التي قد تبدو متباعدة في طبيعتها.
كما قال المصري إن العنوان يخاطب الظل ككيان منفصل عن صاحبه، له كيانه المستقل. وأوضح المصري أن الظل، من الناحية العلمية، هو ظاهرة فيزيائية لا يمكن وصفها ككائن مستقل يُمد أو يُقبض بناءً على حركة الشمس.
وأشار إلى أن الشاعر يعترف في قصيدته «قاب قوسين أو أدنى» بمحاولته الصمود في مواجهة الوحش، قائلًا:
تعبت أيتها الغزالةُ،
أجهدني نزالك،
صرتُ صيادًا عجوزًا،
تساقطت أسناني،
وقدمي النحيفةُ تيبست-كشجرة حزينة–
من طول الانتظار.
ويختتم القصيدة بـ:
سأموتُ-الآن- أيتها الغزالةُ،
وأنتِ قريبة مني،
قاب قوسين أو أدنى، لكن يدي ترتعش.
وأكد المصري أن من السمات التي تكشفها قصائد الديوان هو التنوع الأسلوبي، حيث يظهر الشاعر في بعض القصائد مفرطًا في الرومانسية المتأملة للذات، وفي أخرى يتبع الحكائية الدرامية التي تتمتع برومانسيتها ومأساتها. وفي جميع الحالات، يظل الشاعر محافظًا على ملامحه الذاتية الخاصة، فتتراوح ملامحه بين الرومانسي والثوري والساخر والمتأمل، وهكذا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة الدولى للكتاب عرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ أن الشاعر
إقرأ أيضاً:
أمسية شعرية تجمع مبدعي العرب في ختام فعاليات رابع أيام معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت قاعة "ديوان الشعر" الأمسية الشعرية الأخيرة لليوم الرابع من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، وجمعت نخبة من أبرز الشعراء العرب.
وقدمت الأمسية وجبة شعرية دسمة عكست تنوع الإبداع العربي وثراءه، حيث توافد الحضور للاستمتاع بإلقاء الشعراء المشاركين وقصائدهم المميزة.
أدار الأمسية الشاعر والإعلامي أسامة جاد، الذي افتتحها بالترحيب بالحضور والثناء على مستوى الشعراء وقصائدهم التي أظهرت جماليات اللغة العربية وتنوع تأويلاتها.
أشار جاد إلى أن الأمسية تمثل استمرارا لاستكشاف قدرات الشعر العربي في التعبير عن المشاعر والقضايا الإنسانية بلغة ثرية وساحرة.
شارك في الأمسية الشاعر السعودي محمد الدميني، الذي ألقى قصيدته "نزوات إلى صديق قديم"، تبعه مواطنه الشاعر علي الحازمي، الذي تحدث عن تجربته الشعرية وإصداراته التي تجاوزت ستة دواوين ترجمت إلى عدة لغات، قبل أن يلقي قصيدته المؤثرة "أنا كثير في غياب أحبتي".
ومن مصر، قدم الشاعر ماجد يوسف قصيدتيه "عتبات" و"مجرى العيون"، فيما أثار الشاعر السوري المقيم في ألمانيا، فواز القادري، إعجاب الحضور بقصيدته "من على برج القاهرة: قصائد حب"، حيث استعرض في كلمته مسيرته الشعرية التي أثمرت عن أكثر من 40 ديوانًا.
كما أبهرت الشاعرة المغربية فدوى الزياني الحضور بإلقائها قصيدتيها "خريف أزرق" و"خدعة النور في آخر الممر". وعبرت عن فخرها بترؤس جمعية زاكورة للشعراء، التي تسهم في تعزيز الحراك الشعري بالمغرب.
كما شهدت الأمسية أيضا مشاركة الشاعر المصري وليد علاء الدين، الذي قدم قصيدتيه "عندما تتحدث عن السماء" و"عشرين صورة للحب". وتبعه الشاعر بشير رفعت بقصيدته "لا تمطر ملحًا"، والشاعر التونسي شمس الدين العوني بقصيدته "يكفي أن تقول الشجرة".
وكان من بين المشاركين الشاعر والإعلامي محمود شرف، الذي أشار إلى أعماله الشعرية المترجمة إلى عدة لغات، لكنه اضطر لاختصار مشاركته بسبب ضيق الوقت. بينما ألقى الشاعر المصري سعيد شحاتة قصيدة بالعامية بعنوان "يابنت يا جنينة".
اختتمت الأمسية بقصائد للشاعرين المصريين جمال فتحي، الذي قرأ من ديوانه "تحت القمر"، وعمر شهريار، الذي قدم قصيدته "عالم قديم".