سواليف:
2025-04-24@14:32:06 GMT

ترامب وعقيدة الجنون اللعب على حافة الهاوية

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

#ترامب و #عقيدة_الجنون اللعب على #حافة_الهاوية _ د. #منذر_الحوارات


من يستمع أو يشاهد الرئيس الأمريكي الجديد وهو يطلق الوعود ويهدد، يصل إلى قناعة  أن هذا الرجل يمكن أن يفعل ما  يحلو له سواء كان الطرف الآخر حليفاً أو خصماً،  لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ما يقوم به دونالد ترامب مجرد أفعال عبثية ؟ أم أنها جزء من استراتيجيته للحصول على ما يريد ؟ لا شك أن ما يفعله ترامب جزء من استراتيجية يطلق عليها (عقيدة الجنون) وهذه واحدة من أكثر أدوات السياسة تعقيداً واستخدمها اول الأمر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وبعده الرئيس رونالد ريغان، ومع عودة ترامب يتم احيائها  بأسلوب جريء وغير تقليدي، وهي تقوم على إثارة الشك لدى الخصوم والشركاء على حد سواء تجعلهم يعتقدون ان الرئيس غير متوقع ومستعد لاتخاذ خطوات مدمرة إذا لزم الأمر مما يدفعهم لتقديم التنازلات، بالتالي فهي تجبر خصومه على التعامل معه بحذر وتمنحه موقفاً تفاوضياً اقوى.

لم يتأخر ترامب كثيراً في اللجوء لهذه الاستراتيجية فمنذ لحظة تنصيبه، بدأ بتهديد حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي والصين وهنا كشف عن نظريته عندما سأله احد الصحفيين وماذا لو لم تطبق الصين؟  ماذا تقول ؟ رد ترامب ستطبق! لأن الرئيس شي يعلم أنني مجنون هكذا بالحرف الواحد، اذاً هو يجاهر بنظريته، ولم يستثني ترامب احداً من تهديداته ايران وروسيا وكوريا واليابان، لكن الأخطر هو حديثه عن ضم جزيرة غرينلاند واحتلال كندا وقناة بنما، أما في المنطقة العربية فقد حدد سعره العربي سلفاً، بينما ابقى الدعم المطلق لاسرائيل، لكن لندقق قليلاً ما الذي يقوم به ترامب هل هو جنون حقاً أم جزء من خطة لقلب موازين العلاقات الدولية ؟ جميع ما يقوم به ترامب هو جزء من خطته لقلب موازين العلاقات التجارية لأمريكا لمصلحتها فقط تحت شعار امريكا اولاً، لكنه في نهاية الامر سيغير خارطة العلاقات الدولية برمتها، وهو الأمر الذي يخبئ في ثنياياه انعكاسات خطيرة على العالم والولايات المتحدة لن تتوقف عند فقدان الثقة بها والانتقال إلى حلفاء آخرين بل ربما تؤدي إلى إضرابات على مستوى الدول المختلفة وقد تطال الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها .

 أخطر ما يجسد سلوك  ترامب هو حديثه عن  ضم جزيرة غرينلاند واحتلال كندا وقناة بنما، تحت بند  توسيع أمريكا لغايات الصراع المستقبلي، فهو يعيد مبدأ مونرو والذي يعتمد على وجود فضاء جيوسياسي خاص بالولايات المتحدة لذلك يعيد التركيز على الممرات، فغرينلاند  المغطاة بالثلوج تبشر بمكانة جيوسياسية هائلة، لذلك  يتستثمر في غضب السكان من  قضية موانع الحمل التي حاولت فيها مملكة الدنمارك تقليل مواليد الجزيرة في قضية اللوالب ذائعة الصيت، للتصويت لصالح الانضمام إلى الولايات المتحدة الأميركية في اي استفتاء قادم، وهي الجزيرة التي يُتوقع ان يذوب ثلجها خلال العقود القادمة في رهان واضح على التغير المناخي، وهي أرض هائلة وعذراء مليئة بالمعادن  والموقع الاستراتيجي على ملتقى طرق مهم ولهذا فهي شديدة الأهمية، أما قناة بنما فلم يكن تهديده من قبيل الصدفة فكما هو معلوم اشترت الصين حقوق الخدمات للقناة وهذا الأمر لا يمكن أن تقبل به أمريكا ترامب، اما كندا فإن ميزانها التجاري يميل بشكل صارخ لمصلحة كندا، لكنه وبرغم كل ما سبق وفي سياق هذه الطموحات يدشن المرحلة التي تلغى فيها أسس وقواعد النظام الدولي وينسف مفهوم سيادة الدول.

مقالات ذات صلة عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا 2025/01/28

ما سبق يؤكد ان العالم وبقيادة الولايات المتحدة وهي التي أعلنت سابقاً عن عصر الانفتاح والشراكة العالمية تعود مرة اخرى لتبني سياسة العزلة وتعيد تدشين عصر الإمبراطوريات رغم التناقض بين المفهومين، مما يعطي الانطباع بأن في الأفق غبار يالطا جديدة تمنح الولايات المتحدة سيادة العالم ولكنها في نفس الوقت تمنح ما يعرف بالدول المفترسة (الصين وروسيا وربما الهند مكانة منضبطة في هذا العالم الجديد، لكن السؤال الملح هل دونالد ترامب أداة امريكياً للوصول إلى أهداف محدد أم ان الأمر جاء  هكذا، التاريخ يقول ان ما من عهد أمريكي في أي وقت إلا وجسد مصلحة الولايات المتحدة في حينه، وقد  يكون كل  ذلك من قبيل الصدف، لكن الأكيد في كل ما يحدث أن العالم ومنطقتنا تبدو في مواجهة لحظة مفصلية وهي في اغلب التوقعات لا تؤدي إلى الاستقرار.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ترامب حافة الهاوية الولایات المتحدة جزء من

إقرأ أيضاً:

تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة

تتزايد التقديرات الاسرائيلية أن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني أقرب من أي وقت مضى، والآن بالذات، تحتاج "إسرائيل" التي تظل أيديها مُقيّدة فيما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.

وأكد الجنرال تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع كل الخلاف والانقسام داخل الاسرائيليين خارج السياج العسكري، لأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في يناير، وقدم فيها نفسه كـ"رئيس سلام". 

وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أن المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلا: "حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أن تبقى عند نفس النقطة، وسيتعين على إيران أن تكون خالية من القدرات النووية التي تهددها".

وأشار إلى أنه "بغض النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأمريكي الإيراني، فسوف يتعين تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب لدولة ثالثة خاضعة للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقي على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، بجانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقوي". 

وأكد أنه "سواء استمرت العملية ستة أسابيع أو أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا، ويجب على إسرائيل أن تكون مستعدة وجاهزة".

وأوضح أن "الإعلان الاسرائيلي خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أن التقرير المسرّب يخدم فعليا المصلحة الأميركية في المفاوضات مع إيران".

وأضاف أن "الأكيد أنه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أي هجوم أو تحرك ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل "نموذج ليبيا" الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف للتوضيح أنه غير مطروح على الطاولة، وتركيز جهوده مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها فيما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، الدفاعية والهجومية". 

وأوضح أن "المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وسأذكر بعضها فقط: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية".

وأضاف أن "العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيلي أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى، مما يستدعي وضع كل الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلا فإن إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عدداً من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغيير كبير في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

مقالات مشابهة

  • زعماء العالم يعقدون اجتماعا للمناخ بغياب الولايات المتحدة
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • (كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن
  • نشرة أخبار العالم | إيران تعرض صفقة بتريليون دولار على الولايات المتحدة.. وهجوم دمـ.ـوي في الهمالايا.. والكشف عن مقترح ترامب النهائي لوقف الحرب الأوكرانية
  • ترامب: الولايات المتحدة ستجني إيرادات ضخمة من الرسوم الجمركية المفروضة
  • شعبية ترامب تتراجع في الولايات المتحدة بعد 100 يوم من تنصيبه
  • هل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خدعة جديدة؟
  • تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • ترامب:الولايات المتحدة لا تستطيع توفير محاكمة لكل مهاجر غير شرعي قبل ترحيله
  • محطة الفضاء الدولية على حافة الهاوية.. تحذيرات من كارثة محتملة قبل تقاعدها