أكدت الدكتورة سمر كشك، الاستشارية النفسية، أن العديد من الناس يضيعون أوقاتهم وأعمارهم في محاولة إثبات شيء لا قيمة حقيقية له، مثل محاولات إظهار أنفسهم في صورة مثالية أمام الآخرين، خاصة عندما يكونون في مواجهة مع مشاكل أو صراعات داخلية، مشددة على أنه غالبًا ما نكون مشغولين بإظهار أننا بخير أمام الآخرين، سواء كان ذلك لإثبات قدرتنا على التعامل مع المشاكل أو لإثبات أننا لم نتأثر بشكل سلبي بمواقف معينة.

 

وقالت كشك، خلال حلقة برنامج "سلام نفسي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، :" لكن في كثير من الأحيان، هذه المحاولات لا تؤدي إلا إلى إرهاق نفسي وجسدي لأننا نعيش في صورة غير حقيقية عن أنفسنا، موضحة أن هذا السلوك قد يظهر بوضوح في الحياة اليومية، مثل محاولات الزوجة لإظهار أنها جميلة أمام زوجها بعد كلمات بسيطة قد قالها، رغم أنها قد تهمل مهامها الأخرى بسبب تركيزها على إرضاء الآخرين.

 

وشددت على أنه عندما نحاول إظهار صورة مثالية طوال الوقت، نغفل عن أشياء أهم، مثل تربيتنا لأبنائنا أو العناية بصحتنا النفسية، متابعة: "إظهار شيء مغاير لحقيقتك يؤدي إلى صراع داخلي شديد، في النهاية، الشخص الذي يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية أو التظاهر بشيء لا يشعر به، يعاني في صمت، الراحة النفسية تأتي فقط عندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا."

وأشارت إلى أن الحل يكمن في الاعتدال، فأفضل الطرق لتحقيق الراحة النفسية هي أن نعيش حياتنا كما هي، وأن نتقبل أنفسنا بعيوبنا وأخطائنا، موضحة: "خير الأمور أوسطها.. لا تبين كل مشاكلك للآخرين، ولا تحاول إخفاء مشاعرك، بل حاول أن تكون شفافًا مع نفسك."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النفسية صورة مثالية الناس كشك

إقرأ أيضاً:

كيف تتقبل الآخرين؟!

 

 

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

يشكو كثير من الناس من أنَّ فلاناً به خِصلة لا تُعجبه فيه فلا يتقبله، رغم مجالسته في جمع الآخرين وفي نفسه نفور منه، وآخر يشكو من طبع فلان في أمر مُعين، لكنه يُجالسه، وآخر يكن لشخص احتراماً بالغاً، لكنه لا يتقبل منه فعلًا مُعينًا، وتبقى الأنفس في نفور دائم في تعاملهم من أشخاص يُداومون مجالستهم، ولكن في نفوسهم بعض الحساسية تجاههم.

عند البحث في تكوينات البعض يُبهمنا تصرفاتهم وطبائعهم ونبحث عن عيب، فهل المشكلة فيهم أم في الذين يتعاملون معهم، فكون النفس البشرية تختلف بتكوينات الأشخاص في اختلاف البيئة التي يعيشون فيها والناس المحيطين بهم ومكسبهم العِلمي والثقافي المُكتسب لديهم تجد تلك العوامل تصقل شخصياتهم وبها تُبنى عقلياتهم وطريقة تصرفاتهم وينتج عن ذلك كله مسألة تقبلهم للآخرين من عدمها وبطريقتهم التي يرتؤونها للغير.

ليس عيبًا أن تتقبل إنسانًا أو لا تتقبله، ولا يوجد اختلاف في ذلك؛ بل الخلاف في نظرة الشخص للآخرين كيف يُترجمها في نفسيته وكيف يُبدي بها لغيره وهل المشكلة هي عيب فيه أم في من ينتقيهم لكي يتقبلهم وتتوق نفسه لهم من عدمه، وهي مسألة تخص الشخص نفسه وليس لها اختصاص بالآخرين، فالآخرون ليس لديهم مدى في سيكولوجية انتقائك لهم ولا يُحددون طريقة مُعينة للتعامل معك كونك لم تُفصح لهم عن ما يُعجبك فيهم كي تَقبلهم به وليس لديهم استعداد لتغيير سيكولوجية أساليبهم ونَمَطهم كي يكسبوا ودك ولخاطر عينيك من عدمه.

من تجربة شخصية سألني شخص عن فلان، فأجبته بما يظهر منه في مُعاملته معي، فقال بكل غرابة إنَّ به عيباً لا يستسيغه ولا يتقبله، وسألني عن مدى تقبلي له، فأدهشني الأمر كون علاقتي به مبنية على ما يجده مني ولا أعي كيف علاقته به، وبما يُبديه له من تعامل؛ فأدركت حينها أن اختلاف المعاملات مع الآخرين هي ردة فعل منهم تجاههم، وليست عيبًا فيهم كما يدعي هو تجاههم، كي لا يستسيغهم ولا يتقبلهم، ولا يُحبذ التعامل معهم. فكما تُعامل الناس سيعاملونك. وفي كل الأحوال الناس ليسوا ديناميكيين، كي يعملوا لأجلك، وليسوا مُلزمين بك في تطويع تعاملهم معك وليسوا كاملين إن كنت تدعي الكمال والكامل هو اللّه وحده سبحانه.

 

خلاصة القول.. لا يُمكن أن تجد في الناس توافقًا كاملًا في تطبيع أفكارك فيهم، كي يُعجِبوك ويرضوك كما تريد؛ بل هي مسألة ثقافة تعامل منك، إن تقبلت فيهم جزئية تحبها دون غيرها وبها وعليها، ستَبني جانب علاقتك بهم وتقبلك لهم، واترك بقية طباعهم التي لا تُعجبك لهم، فأنت غير مسؤول عنهم فيما لا يهمك ولا يعنيك فيهم، وعليك بما وجدته في جانبهم الذي أحببته. أمّا أن تُطوع النَّاس حسب أفكارك فهي مسألة لا يمكنك تعميمها على الكل، وإن عشت على ذلك، فأنت الخسران في مسألة تقبلك، وليست مشكلة فيمن تتعامل معهم، ويجب عليك مُحاسبة نفسك وإصلاح فكر تعاملك نظير شكواك من عدم تقبلك للآخرين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • استشارية نفسية: التظاهر بالأخلاق يتسبب في صراع داخلي مع النفس
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • موعد مباراة مصر ضد فرنسا بربع نهائي كأس العالم لكرة اليد وقنوات البث المباشر
  • بعد تصريحات داليا مصطفى.. استشارية توضح العلاقة بين الصدمات النفسية والإصابة بالسكر
  • النجاح يبدأ من مرآتك
  • زوجه تصرخ أمام محكمة الأسرة: زوجي عنده وسواس قهرى والطلاق الحل الوحيد
  • مصرع سيدة أثناء عبورها الطريق أمام نادي قارون في الفيوم
  • عبد الرحمن يوسف.. صورة من بعيد!
  • الزوراء "المتصدر" أمام نفط ميسان في الدوري العراقي