عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: أمانة المجالس من سلامة الفطرة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن صيانة أمانة المجالس من سلامة الفطرة الإنسانية، ومحاسن خصال الشريعة الإسلامية.
واستشهدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حلقة برنامج «فطرة»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، بالحديث الشريف حيث يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت، فهي أمانة» موضحة أن التفت يعني نظر يمينًا ويسارًا خشية سماع حديثه وحرصًا منه على اختصاص المتحدث بالإصغاء إليه دون غيره.
وتابعت: «الإمام ابن القيم رحمه الله يقول وحسن المجالس وشرفها بأمانة حاضرها، بما يحصل في المجالس ويقع فيها من الأقوال والأفعال»، لافتة إلى أن ليس كل جليس يصلح بالإصغاء إليه، وكان على الإنسان تحري من يختار مؤانسًا بالإصغاء إليه ويستأمنه على حديثه من صديق مخلص الود، لأننا جميعًا نحتاج في وقت من الأوقات إلى مؤنس من صديق مخلص، أو استئناس به بمجرد الإفصاح عن حاجة تضيق بها صدورنا، فتنشرح الصدور بنصيحة صادقة وعون صديق مخلص وقت الحاجة إليه.
استشارة ناصح مسالموأضافت: «ذكر الإمام الموردي رحمه الله في أدب الدنيا والدين أن من الأسرار ما لا يستغنى فيه عن مصاحبة صديق مساهم واستشارة ناصح مسالم، فليختر العاقل لسره أمينًا إن لم يجد إلى كتمه سبيلًا، لذلك، كان إفشاء السر من قبيح خصال الفطرة، لأن فيه الكثير من المفاسد التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، ومنها خيانة الأمانة، والتخبيط على الأصحاب، والإخلال بالمروءة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر العالمي للفتوى قناة الناس الأزهر
إقرأ أيضاً:
الوطن ومكتسباته أمانة
ناصر بن حمد العبري
تاريخ سلطنة عُمان الحديث هو قصة كفاح وإصرار؛ حيث لم تكن نهضة عُمان الجديدة مفروشة بالورود أمام والدنا المرحوم بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فقد واجهت عُمان في مسيرتها نحو التقدم العديد من العقبات، بدءًا من الظروف الاقتصادية الصعبة، وصولًا إلى التحديات الاجتماعية والسياسية. لكن بفضل فكره السامي وحكمته السديدة، استطاع السلطان قابوس، رحمه الله، أن يضع عُمان على خريطة العالم كدولة تسعى نحو التنمية والازدهار.
لقد كانت رؤية السلطان قابوس واضحة؛ حيث عمل على بناء دولة حديثة تعتمد على التعليم والصحة والبنية التحتية، مع الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة. وقد ساهمت الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى جانب المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز، في تحقيق الاستقرار والأمان، مما أتاح الفرصة للنهضة العُمانية أن تتجلى في مختلف المجالات.
إن المكتسبات التي حققتها عُمان خلال العقود الماضية هي أمانة في أعناقنا جميعًا. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو تاريخ وثقافة وقيم يجب أن نحافظ عليها وننقلها للأجيال القادمة. إن مسؤوليتنا اليوم هي الحفاظ على هذه المكتسبات وتعزيزها، والعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل لعُمان.
وعلينا أن نتذكر دائمًا أن التحديات لا تزال قائمة، وأن العمل الجماعي والتعاون بين جميع فئات المجتمع هو السبيل لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوطن يحتاج إلى كل فرد من أبنائه ليكون جزءًا من مسيرة البناء والتطوير، ولنسعى جميعًا نحو عُمان أكثر ازدهارًا وتقدمًا.
وفي عصر النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تم البناء على تلك الإنجازات، وأصبحت سلطنة عُمان تتمتع بموقعها الاستراتيجي، حيث أخذت عجلة التنمية الشاملة تعم الجبال والسهول والوديان. إن المشاريع التنموية التي تم إطلاقها في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والسياحة، والصناعة، تعكس التزام القيادة العُمانية بتحقيق التنمية المستدامة.
والتعليم هو أساس النهضة، وقد أولت الحكومة العُمانية اهتمامًا كبيرًا بتطوير النظام التعليمي، حيث تم إنشاء العديد من الجامعات والمدارس الحديثة التي تسهم في تأهيل الشباب العُماني لمواجهة تحديات المستقبل. كما إن الاستثمار في الصحة العامة قد ساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، مما يعكس الرؤية الشاملة التي تتبناها القيادة.
وعلى صعيد التنمية الاقتصادية، فإن سلطنة عُمان تسعى إلى تنويع مصادر دخلها، بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وقد تم إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية التي تستهدف قطاعات متنوعة مثل السياحة، والتكنولوجيا، والصناعات التحويلية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الاقتصاد الوطني.
إنَّ الأمانة التي نحملها تجاه وطننا تتطلب منا الإخلاص في العمل، والتفاني في العطاء، والتعاون من أجل تحقيق رؤية عُمان المستقبلية؛ فالمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع، وعلينا جميعًا أن نكون على قدر هذه المسؤولية لضمان مستقبل مشرق لعُمان وأجيالها القادمة، وأن نكون الحارس الأمين على هذا الوطن ومكتسباته.
رابط مختصر