تتواصل الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع ، التي اندلعت في أبريل 2023 والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين عن منازلهم ووقوع نصف السكان فريسة للجوع.

 استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر 

وقد حوصرت الفاشر لأشهر العام الماضي (2024) من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل نحو 800 شخص.

أدانت مصر استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية، والذي أدي إلى مقتل عدد كبير من الأبرياء ممن لجأوا للمستشفي للحصول علي الخدمات الطبية.

واستهجنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، استهداف البنية التحتية المدنية والمرافق العامة ومنشآت الرعاية الصحية التي تلعب دورا محوريا في توفير الخدمات الأساسية للمدنيين في السودان الشقيق، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تكفل لها الحماية.

وجددت مصر مطالبتها بضرورة وقف التصعيد في الفاشر الذي يؤدي استمراره إلى وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء والعزل، معربة عن تعازيها للشعب السوداني الشقيق ولأسر الضحايا.

إدانة المملكة العربية السعودية 

عقّبت وزارة الخارجية السعودي على التقارير التي تفيذ باستهداف المستشفى السعودي في منطقة الفاشر وذلك بالتزامن مع نشر الأمم المتحدة تقريرا لفتت فيه إلى المخاوف في منطقة الفاشر.

وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأكدت الخارجية في بيانها على "رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الصحي والإنساني، وعلى أهمية ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 15 أبريل 2023م، معبرةً عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".

وكانت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان، كليمنتاين نكويتي سلامي قد أعربت بتقرير، الجمعة، عن "القلق البالغ بشأن تقارير شن هجوم وشيك من قوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وإزاء سلامة المدنيين العالقين في تبادل إطلاق النار".

وناشدت سلامي، وهي أيضا منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، "جميع أطراف الصراع التفكير في الكثير من الأرواح البريئة المعرضة للخطر وحثتها على خفض التوترات"، كما حثت الأطراف على "إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وحذرت من أن زيادة العنف لن يؤدي سوى إلى تعميق المأساة للمدنيين وعرقلة آفاق السلام والاستقرار في السودان".

وورد بتقرير الأمم المتحدة أن "قوات الدعم السريع كانت قد أصدرت بيانا في 20 يناير، تضمن إنذارا نهائيا للقوات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية لمغادرة الفاشر بحلول ظهر يوم الأربعاء، مما يشير إلى هجوم وشيك. وفي ردها أعربت القوات المسلحة السودانية عن استعدادها لمقاومة الهجوم".

انتهاكاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمعاهدات الدولية

وأعرب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. وأكد الأمين العام، أن هذا الاستهداف يمثل انتهاكاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، التي تلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية.

ودعا إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمنشآت الصحية في السودان، لتمكينهم من أداء واجباتهم الإنسانية على الوجه الأكمل، خاصةً في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق.

وشدد البديوي على أهمية احترام القوانين الدولية والإنسانية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي تهدد أرواح الأبرياء وتعرقل مساعي الجهود الإنسانية.

من جانبها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. 

واعتبرت وزارة الخارجية، أن قصف المستشفى يمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المرضى والطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، والحفاظ على المنشآت الصحية في أوقات الحروب، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لحماية الأعيان المدنية.

وعبّرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لأسر الضحايا وحكومة وشعب جمهورية السودان، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.

كما أدانت الإمارات واستنكرت بشدة استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، على موقف دولة الإمارات الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مشددا على ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.

ودعا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية وفق إعلان جدة ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان«، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية، مؤكدا على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفاشر مدينة الفاشر المزيد المستشفى السعودی فی مدینة الفاشر استهداف المستشفى السعودی فی الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي من تفاقم أزمة النزوح في السودان ودعوة لحماية المدنيين

المتحدث باسم الأمم المتحدة قال أن المدنيين يجب ألا يكونوا هدفًا بأي حال، مشيرًا إلى وصول نحو 5 آلاف نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي.

الخرطوم: التغيير

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء موجات النزوح الجديدة من العاصمة السودانية الخرطوم، نتيجة تصاعد العنف والمخاوف من عمليات قتل خارج نطاق القانون، في ظل التغيرات الأخيرة في السيطرة الميدانية داخل المدينة.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الجمعة، أن المدنيين يجب ألا يكونوا هدفًا بأي حال، مشيرًا إلى وصول نحو 5 آلاف نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي، وفقًا للتقارير الواردة من العاملين في المجال الإنساني.

وأوضح دوجاريك أن هذه العائلات بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية، فيما أفادت تقارير أخرى بنزوح أعداد إضافية إلى أم دخن بوسط دارفور، مضيفًا أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على التحقق من تلك التقارير رغم القيود المالية التي تعيق أنشطة جمع البيانات وتؤخر الإنذارات المبكرة المتعلقة بالحركة السكانية.

وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن موجة نزوح أوسع ناجمة عن الصراع، تشمل مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، لافتًا إلى أن المدنيين يفرون من مناطق الخطر أو يحاولون العودة إلى ديارهم المدمرة، حيث يواجهون انعدام الخدمات الأساسية ومخاطر مخلفات الحرب من متفجرات وقذائف غير منفجرة.

وفيما يتعلق بالوصول الإنساني، أشار دوجاريك إلى أن قافلة مساعدات تابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لا تزال عالقة في مدينة الأبيض بشمال كردفان، في طريقها إلى كادقلي عاصمة جنوب كردفان، بسبب العقبات الأمنية والإدارية.

كما عبّر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، عن غضبه إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد الهجمات على المطابخ المجتمعية والمساحات الآمنة التي يديرها المتطوعون، مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني يُلزم جميع الأطراف بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومحايد ودون عوائق.

الوسومآثار الحرب في السودان أوضاع النازحين الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • إطلاق حملة إلكترونية واسعة لدعم الصحفيين في غزة
  • إدانات حقوقية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي في صنعاء
  • مركز عين الإنسانية: استهداف المدنيين والأحياء السكنية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني
  • المنسقة الأممية بالسودان: الوضع في مخيم زمزم بشمال دارفور لا يزال مأساوياً
  • عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر يؤكد حرص الحكومة على تقديم كافة التسهيلات لوكالات الأمم المتحدة
  • مسيرات تستهدف مدينة الدبة شمالي السودان و سقوط قتلى و جرحى وسط المدنيين
  • الحكومة السودانية تطالب الأمم المتحدة بالتدخل برا وجوا لإنقاذ مواطني الفاشر
  • مشاركة الإمارات في مؤتمر خاص بالسودان تفجر الأزمات.. وتحذير شديد اللهجة لـ”الحكومة البريطانية”
  • تحذير أممي من تفاقم أزمة النزوح في السودان ودعوة لحماية المدنيين
  • قلق أممي إزاء نزوح المدنيين من الخرطوم بسبب العنف والقتل خارج القانون