لجريدة عمان:
2025-01-30@05:30:51 GMT

غزة تحتضن أبناءها النازحين من جديد

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

غزة تحتضن أبناءها النازحين من جديد

غزة - د. حكمت المصري: حجم الدمار كارثي في شمال غزة. تقول تحرير (35) عامًا وهى أرملة، استشهد زوجها عام 2008م، وصلت الى قلب مدينة بيت حانون مشيًا على الأقدام، حيث اضطرت للنزوح القسري الي قلب مدينة غزة تحت تهديد النيران "لم اتخيل يومًا ما ان تتحول بيت حانون الي مدينة مدمرة بهذا الشكل، حجم الدمار الذي اصاب المكان كارثي ولا يستوعبه العقل ولا يمكن بأي شكل من الأشكال وصف المشهد الذي رأيته".

وأضافت أن "اهل المنطقة مصدمون من حجم الدمار في المنطقة والكل يسير مندهشاً كأن زلزالا ضرب المنطقة وأهلكها بشكل كامل، لا بيوت ومستشفيات ومدارس ومساجد او مزارع كل شيء مسح على الارض وكأن شيئًا لم يكن، لكننا سنقيم على أنقاض منازلنا وسنعيد بناء كل ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، هذه الأرض لنا ولن نتخلى عنها ابدا".

الدكتور احمد المصري (67) عامًا وصل الى منزله في بيت لاهيا وقد تفاجأ أن الجيش هدم أجزاء كبيرة منه ومن مركزه الطبي المرخص من وزارة الصحة الفلسطينية وأحرق جزء كبير منه وقام أيضًا بتحطيم الاجهزة الطبية بشكل متعمد" على حد وصفه.

وأضاف: "تركت منزلي والمركز الطبي المجهز بكافة المعدات الطبية وهو كامل ووضعه جيد، وطوال أيام الاجتياح الإسرائيلي، كنت أفكر فيما حل بالاجهزة والمعدات الطبية، تراودني مخاوف أن أراه مدمراً، حيث كان يغطى هذا المركز احتياجات سكان شمال غزة بالكامل قبل الحرب وهو مركز متخصص في علاج النساء والعقم وبه مكان مخصص للولادة الطبيعية، كنت أتسائل بحال وجدت المركز مدمراً، ماذا سأفعل وقد اسسته منذ عام 1993م وقمت بتطويره على مدار السنين".

وأضاف: "صراحة الطريق للبيت كانت طويلة ومتعبة ومليئة بمشاعر القهر لأنه كل ثانية كنا نمر جانب ركام وردم المنازل".

أفاد الدكتور احمد أن "كل شيء في شمال قطاع غزة مدمر بشكل كامل". وقال بحسرة: "أول ما وصلت منزلي، تفاجأت بالذي رأيته، للأسف المركز مدمر بشكل كبير جدا، معظم الاجهزة الطبية غير موجودة بمكانها والبعض الاخر مهشم ومكسر".

وأشار إلى أن "هذا المركز يعمل فيه اكثر من ثلاثون من الطواقم الطبية، هؤلاء اصبحوا بدون عمل نتيجة تدمير المركز الطبي. وأوضح أن "مشاعر قهر كبيرة تملكته في تلك اللحظة"، إلا أنه حمد الله على قدره.

وأوضح أنه خلال تجوله داخل الحي الذي يسكن فيه شاهد جثامين الشهداء ملقاة في الشوارع وعلى طول الطريق وهناك رائحة تدلل على تحللها ووجود أعداد كبيرة من الجثامين تحت الركام والأنقاض، بينما كان الأهالي يحاولون انتشال تلك الجثامين من تحت ركام المنازل باستخدام الادوات البدائية، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي تعمد تدمير كل البنية التحتية في شمال قطاع وترك المنطقة محروقة وغير صالحة للحياة بأي شكل من الأشكال بعد ان دُمر الاحتلال الآبار وانابيب المياه بقطاع غزة ".

طريق طويل ومتعب

لم يكن حال مخيم جباليا افضل، بل تعرض المخيم الى منطقه مدمرة لا تصلح للسكن مطلقًا، مع بداية اجتياح مخيم جباليا الاخير، نزح الفلسطيني محسن مسعود من منطقة القصاصيب بمخيم جباليا إلى غرب مدينة غزة بعدما أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مركز الإيواء الذي كان داخله برفقة عدد كبير من النازحين من عدة مناطق.

وفي معرض وصفه لمشاعر حماسه للعودة وتفقد منزله والحى الذي يسكن فيه، قال مسعود وقد بدى عليه الإرهاق والتعب: "منذ ان صليت الفجر خرجت باتجاه الشمال، لم أستطع الانتظار حتى وقت دخول الهدنة المعلن عنها، سارعت برفقة العديد من النازحين الى شارع الجلاء، كنا كالحجيج نكبر ونهلل ونشكر الله تعالى أن مَنّ علينا بكرم العودة الى الديار، حجم الدمار الذي رأيناه لا يوصف، نساء تبكى مرارة الفقد ورجال غيرت الحرب ملامحهم وشوارع مغطاه بالركام والبيوت المهدمة،

وصلت الي أطراف مخيم جباليا، للوهلة الأولى تذكرت زلزال تسونامى الذي ضرب اليابان، دمار وخراب لا يوصف، كنت أتمني أن يكون بيتى عامرًا لكننى وجدته عبارة عن كتله من الحجارة المهدمة، أسرعت للتأكد من وجود قبر أخي في الأرض المجاورة للمنزل والذي دفناه فيها قبل عدة أشهر لكننى لم أحد له ملامح تذكر، فقد تهدم بالكامل أيضًا، لا يوجد بيت في المنطقة سالمًا فالمكان اصبح كتله من الخراب لكننا سنعمرها كما عمرناها سابقا".

وفي سياق متصل، فقد أشارت التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة: إلى أن 2.3 مليون طن من الركام في غزة يحتوي على مادة الأسبستوس المحظورة دوليا والتي تسبب السرطان كما أن هناك مخاوف بانتشار داء الليشمانيات وهو مرض جلدي طفيلي مميت إذا ترك دون علاج وذلك بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض.

كما ان إعادة معالجة نصف هذه الأنقاض غير الملوثة فقط ستكون كافية لإعادة بناء شبكة الطرق بأكملها في غزة.

لذلك اقترح مسؤولون من ذات الأمم المتحدة الى أمكانية استخدام الركام في هياكل الدفاع البحري مثل حواجز الأمواج للحماية من تآكل السواحل والفيضانات وتشمل الاستخدامات المحتملة الأخرى كتل الرصف للأرصفة وقنوات الصرف.

هنا وقد تستمر إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة حتى عام 2040 على الأقل وقد يطول الأمر لعدة عقود على حد قول الأمم المتحدة.

اما فيما يتعلق بالسكن فكانت التصريحات تشير الى أن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليا إلى مأوى في غزة، وقد كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن أن أكثر من 70 في المائة من المساكن والمدارس والمستشفيات والشركات في غزة تهدمت أو سويت بالأرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حجم الدمار فی غزة

إقرأ أيضاً:

السيد أسعد يفتتح "حوار المعرفة العالمي".. ومسقط تحتضن المكتب الإقليمي لمجلس العلوم الدولي في الشرق الأوسط

 

 

◄ المحروقية: ضرورة تحويل المعرفة المبتكرة والأفكار الإبداعية إلى عوائد اقتصادية واجتماعية

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

 

رعى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص لجلالة السلطان، أمس، انطلاق منتدى "حوار المعرفة العالمي- مسقط"، بتنظيم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبالتعاون مع مجلس العلوم الدولي (ISC)، وحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي، والمكرمين، وأصحاب السعادة، ولفيف من العلماء، وأعضاء مجلس العلوم الدولي.

ويُعد هذا الحدث العلمي العالمي- الذي أُقيم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض- فرصةً بارزةً تجمعُ نخبة من العلماء وصنّاع السياسات والشركاء من مختلف دول العالم، ومجالات العلوم لمناقشة التحديات العالمية، واستشراف أولويات التعاون الدولي في مجال البحث العلمي والابتكار، ويشارك فيه علماء بارزون ومفكرون من مختلف الجامعات العريقة، ومراكز الأبحاث وصناع القرار ورجال الأعمال من مختلف دول العالم.

وأكدت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أهمية هذا المنتدى في تبادل المعرفة والخبرات وتعزيز التعاون بين الدول والشعوب لمواجهة التحديات العالمية، مع الالتفات الجاد إلى تحويل المعرفة المبتكرة والأفكار الإبداعية إلى عوائد اقتصادية واجتماعية تعود بالنفع على الناس، وذلك تحقيقًا للهدف الأسمى لاقتصاد المعرفة، وهو ما تسعى إلى تحقيقه رؤية "عُمان 2040". وعرّجت المحروقية على الجلسات الحوارية التي يتضمنها المنتدى والتي تركز حول 3 موضوعات رئيسة؛ وهي: مستقبل العلوم: (التطورات الحالية والمتوقعة في العلوم، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى، والعلوم المفتوحة، وتقييم البحوث، والنشر العلمي، والعلوم متعددة التخصصات)، ودبلوماسية العلوم وارتباطها بالتنمية المستدامة ودورها في دفع التغيير البيئي والاجتماعي، إضافة إلى العلوم والمجتمع مع التأكيد على الثقة في العلوم، وقضايا المساواة والتماسك الاجتماعي.

وأضافت معاليها أنَّ دعم البحث العلمي والابتكار من أبرز أولويات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ حيث يتم تمويل العديد من الأبحاث العلمية سنويًا من خلال موازنات الوزارة التي توفرها الدولة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الوزارة دشنت برامج عديدة لدعم وتطوير البنى التحتية وبناء الكفاءات وخلق الشراكات الوطيدة بين الشركاء والفاعلين في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار لتحقيق التكامل وتعظيم الأثر من الجهود الوطنية المبذولة من قبل القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية.

من جهته، أكد البروفيسور السير بيتر جلوكمان رئيس مجلس العلوم الدولي أهمية مثل هذه الحوارات والاجتماعات العلمية الدولية والإقليمية، في سد الفجوة بين العلوم والسياسة، بطريقة تتناسب مع السياقات الإقليمية". وقال جلوكمان: "سنركز في هذا الحوار على بعض القضايا الأكثر إلحاحًا حول ارتباط العلوم بالمجتمع، والعلوم والسياسة، والدور الحاسم للعلوم في التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية في كل بلد؛ بما في ذلك الدول الأقل نموًا والاقتصادات الناشئة". وأكد رئيس مجلس العلوم الدولي ضرورة أن يستوعب العلماء والاجتماعيون، وصُنَّاع السياسات، والسياسيون، والدبلوماسيون وجميع المواطنين، أن للعلوم دورًا حاسمًا في معالجة كل تحدٍ تواجهه كل حكومة من المستوى المحلي إلى الدولي.

وتحدثت روث مورغان مديرة مركز العلوم الجنائية في كلية لندن الجامعية المتحدثة الرئيس الأول في المنتدى عن دور العلوم في بناء الثقة، وما يبدو عليه العقد الاجتماعي للعلوم في الوقت الراهن، ومن له الحق في تشكيله.

كما تحدث سعادة تشابا كوروشي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السابعة والسبعين المتحدث الرئيس الثاني للمنتدى حول التحديات التي تواجه العلوم أثناء مساهمتها في رسم السياسات، وآليات التصدي لهذه التحديات العالمية في سبيل تطوير واعتماد أهداف التنمية المستدامة.

بعدها وقَّعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس العلوم الدولي على مُذكِّرة حسن نوايا لتنفيذ برنامج خاص للتعاون في مجالات العلوم والتقنية والابتكار. وتتضمن المذكرة عددًا من مجالات التعاون؛ أبرزها: تبادل التمثيل الرسمي بين سلطنة عُمان، ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومجلس العلوم الدولي، من خلال مشروع إنشاء مكتب إقليمي لمجلس العلوم الدولي في منطقة الشرق الأوسط ليكون مقره مسقط.

وتخلل المنتدى عقد جلسات نقاشية تناولت "دور العلوم في مواجهة التحديات العالمية"، ودور الابتكار والتكنولوجيا في تحقيق الاستدامة، ومناقشة أكثر المجالات إلحاحًا لاستثمار العلوم لضمان مستقبل مستدام، وإعادة التفكير في التعاون العلمي الدولي في القرن الحادي والعشرين، واستكشاف أهمية العلم باعتباره مسعى عالمي حقيقي، والتطرق إلى التحديات الحالية للتعاون العلمي الدولي إلى جانب مناقشة الحاجة إلى إعادة تصور التقدم في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • آلاف النازحين الجدد شمال دارفور خوفا من «الدعم السريع»
  • طرابلس تحتضن منتدى الأعمال الليبي الصربي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • كارثة غزة تتكشف مع عودة النازحين وباريس ترفض التهجير القسري
  • قطر تحتضن مباراة العراق وفلسطين بعد رفض اللعب في القدس وعمان
  • داليا مصطفى تكشف عن الجانب الأسري في حياتها
  • السيد أسعد يفتتح "حوار المعرفة العالمي".. ومسقط تحتضن المكتب الإقليمي لمجلس العلوم الدولي في الشرق الأوسط
  • الرياض تحتضن النسخة الخامسة من جوائز الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية
  • غزة بين عودة النازحين ومخططات التهجير.. تصريحات ترامب تثير غضبًا عربيًا واسعًا
  • «الإغاثة الطبية بغزة»: عودة النازحين بارقة أمل.. وموقف مصر أحبط رهانات التهجير