مناقشة "تاريخ الدول والملوك" بمحور التراث الحضاري بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت قاعة العرض، بجناح وزارة الثقافة المصرية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بمحور "التراث الحضاري" لمناقشة كتاب "تاريخ الدول والملوك" لابن الفرات، و"زبدة كشف المماليك" لابن شاهين الظاهري، الصادر ضمن سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
ناقش الندوة كل من الدكتور أيمن فؤاد سيد، والدكتور علاء النهر، والدكتور محمد جمال الشوربجي، والدكتور محمد كمال عز الدين، وأدارتها الكاتبة سلوى بكر.
وأكدت سلوى بكر أن تحقيق كتاب "تاريخ الدول والملوك" مهم جدا وتطرق إلى مخطوطات لم تنشر من قبل، موضحة أن الكتاب يضم صفحات مصورة من مخطوطة موجودة بمكتبة الخزانة العامة بالرباط، عليها ختم مخطوطات الأوقاف رقم 241ق، وختم الزاوية الناصرية رقم 2442، وتحمل عنوان “الجزء السادس من تاريخ ابن الفرات" رحمه الله".
وقالت: إن الكتاب يتكون من 301 صفحة بخط المؤلف، تبدأ بحوادث سنة 625 حتى 632هـ، وهي غير كاملة للأخر، وتتوقف عند ترجمة الشيخ المسند أبي عبد الله محمد بن أبي المعالي عماد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي يعلى الجزري الحراني.
وقال الدكتور علاء النهر، إن ابن الفرات اعتمد في كتابته على النقول؛ فهو غير معاصر لحوادث هذه الحقبة، ونص على أغلب نقوله، سواء فيما يخص الحوادث أم الوفيات، مشيرا إلى أنه فيما يخص الوفيات، فاستقى تراجمَه من مصادر كثيرة، هي: نقل كثيرًا فيما يخص تراجم المصريين عن الحافظ عبد العظيم المنذري المصري، المتوفى سنة 656هـ/1258م، غير أن أغلب هذه التراجم لم ترد في كتابه "التكملة لوفيات النقلة" مع اعتماده كثيرًا عليه بلا عزو.
وقال الدكتور محمد كمال عزالدين، يلحظ أن أغلب نقول الكاتب جاءت عن المنذري غير الواردة في "التكملة" نقلها بخط الحافظ جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري، المتوفى سنة 673هـ/1274م، وكانت نقول ابن الفرات عنه بصيغ كثيرة، منها: "قال الشيخ الحافظ جمال الدين يوسف بن أحمد اليغموري".. و"نقلتُ من خط الحافظ جمال الدين اليغموري قال الحافظ أبو محمد المنذري".
وأشار إلى أن الكاتب أيضا اعتمد على النقل عن علي بن موسى بن سعيد الأندلسي المغربي، ولغته سهلة سائغة، وأورد نقوله عنه بقوله: "قال ابن سعيد المؤرخ"... وكُلُّ نقوله وجدتُها في كتاب "اختصار القدح المعلّى في التاريخ المحلى" بالنص بلا تصرف.
وقال إن الكتاب اعتمد في ترجمة أحد علماء مدينة مالقة الأندلسية على كتاب "تاريخ مالقة" لقاضي مالقة أبي عبد الله محمد بن علي بن عسكر الغساني، المتوفى سنة 636هـ/1238م، وقد مات ولم يتمه، فأكمله ولد أخته أبو بكر محمد ابن خميس، وصدرت طبعته بعنوان "أعلام مالقة" عن دار الغرب الإسلامي سنة 1999م. وصدَّر نقله، قائلًا: "قال ابن عسكر في تاريخ مالقة"، غير أنَّ نقلَه لم يرد في المطبوع.
كما تطرقت الندوة إلى كتاب "زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك" من تأليف: الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري الحنفي ت. ٨٧٣ هجرية ١٤٦٨ ميلادية، من تحقيق ودراسة الدكتور محمد جمال الشوربجي، من إصدارات سلسلة التراث الحضاري بالهيئة العامة المصرية للكتاب.
وأكدت الكاتبة سلوى بكر، أن الكتاب مهم جدير بالاقتناء والقراءة، وقد صدر هذا التحقيق عن سلسلة مهمة جدا للنشر في مصر الآن، تهتم بنشر عيون التراث الحضاري على مدى الأزمان، وهي سلسلة التراث الحضاري بالهيئة العامة المصرية للكتاب والتي أتشرف برئاسة تحريرها، ومدير تحريرها الدكتور أسامة السعدوني جميل، المتخصصين في التاريخ الوسيط.
وقال الدكتور محمد جمال الشوربجي، عن كتابه إنه يضم تاريخا مهما حيث شهد أواخر النصف الأول من القرن السابع الهجري تطورات خطيرة وسريعة على الساحة السياسية المصرية، فاستهلت سنة 647هـ بحملة لويس التاسع ملك فرنسا على دمياط، ثم موت الملك الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب 637-647هـ بمدينة المنصورة في السنة نفسها، ثم معركة المنصورة وهزيمة لويس التاسع وأسره، ثم مجيء الملك توران شاه بن الصالح نجم الدين أيوب من حصن كيفا، وتوليته الملك في أول سنة 648هـ ثم قتله، وتولية شجر الدر ثم عز الدين أيبك التركماني 648-654هـ الملك في السنة نفسها؛ وكان ذلك إيذانًا بنهاية دولة بني أيوب في مصر وقيام دولة المماليك.
وقال "الشوربجي" إن "كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك": أردت أن أوضح لكل ما أشكل عليه وأبين له طرقًا توصله إليه، فصنفت كتابا وسميته كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك، يشتمل على تعظيم ملك مصر وسلطانها، وتفصيل جهاتها وأركانها، لأنها أعظم المدن، وسلطانها أعظم السلاطين، لأن وجوده ظل ظليل على العالمين.
وقال إن الكتاب يستمل على حدود ملك مصر، وما به من المماليك ولم أطول الكلام واخترت الاختصار في ذلك.
ولقد رتب ابن شاهين الذي عاش خلال العصر المملوكي كتابه، أربعين بابًا في مجلدين ضخمين، لكنه انتخب مما ورد بالكتاب، جملة من أساسيات مادته وضمنها كتابه أسماه "زبدة كشف المماليك" رتبها في اثني عشر بابًا وهو ما نضعه بين يدي القارئ، لأن الهدف من ذلك التيسير وكما يقول المؤلف هو: أن لا يحصل للمتأمل الملل، بل يسهل له الوصول لكل مقصد وأمل.
وقال الدكتور أيمن فؤاد سيد، من خلال القراءة نجد أن هدف المؤلف كشف الممالك الخاضعة لدولة المماليك جغرافيًا وإداريًا، وإبراز فضل الأماكن المقدسة بذكر الوارد فيها من الآيات والأحاديث والآثار، وبخاصة القدس التي أفاض في فضائلها وأخبارها القديمة إفاضة خارجة عن الحد، ثم أضاف إليه ما يتعلق بالنصائح الملوكية؛ لأنه أهدى هذا المختصر إلى السلطان الظاهر جقمق 842-857هـ، ثم ختمه بباب عن أخبار الدهر، وبعض الفوائد الشرعية والطبية وغير ذلك، فخرج في صورة دائرة معارف أكثر منه تخصصي في شئون الحكم والإدارة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الجزء السادس الدكتور محمد كمال القاهرة الدولى للكتاب هيئة المصرية العامة للكتاب دورته الـ56 دكتور محمد كمال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 التراث الحضاری وقال الدکتور الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
بحضور نخبة من الخبراء.. معرض الكتاب يستعرض أهمية المتاحف المصرية المتخصصة
استضافت القاعة الرئيسية بمحور «قراءة المستقبل»، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «المتاحف المصرية المتخصصة»، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، من بينهم الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتور أشرف أبو اليزيد، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف النوعية بوزارة السياحة والآثار، وأدارت الندوة الإعلامية هدى عبد العزيز.
ندوة بعنوان «المتاحف المصرية المتخصصة»افتتحت الإعلامية هدى عبد العزيز، النقاش بالتأكيد على أهمية حماية التراث باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من مفهوم الأمان، مشيرة إلى أن التراث يجب أن يكون حيًا وقويًا ليتم الحفاظ عليه عبر الأجيال.
من جانبه، أوضح الدكتور ميسرة عبد الله، أن المتاحف تعد تعبيرًا صادقًا عن الهوية الإنسانية، حيث ترتبط الآثار بالذاكرة الفردية والجماعية وتعكس العقيدة والفكر وارتباط الإنسان بأرضه. وأضاف أن فكرة المتاحف تعود إلى العصور المصرية القديمة، حيث كان المصريون القدماء يحرصون على الحفاظ على معابد وأسلافهم منذ الأسرة الثانية (2700 ق.م).
وتحدث عن أقدم الأمثلة على المتاحف، مشيرًا إلى مدينة قور في العراق، حيث تم العثور على أرفف تحتوي على آثار قديمة مرفقة ببطاقات تعريفية، مما يعكس أول محاولة لإنشاء نظام توثيق للقطع الأثرية.
كما تناول تأثير الحرب العالمية الثانية على مفهوم المتاحف، حيث أدى ارتفاع عدد المصابين والجرحى إلى إعادة تصميم المتاحف لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات الزوار، من حيث أساليب العرض وتجهيزات المتاحف.
وفيما يتعلق بأنواع المتاحف، أوضح الدكتور ميسرة أن هناك 45 نوعًا من المتاحف عالميًا، تُصنف تحت 6 فئات رئيسية، وهي متاحف التاريخ، الفنون، العلوم، الفنية، الاستوجرافية، والمتاحف القومية. كما أشار إلى المتاحف الفرعية مثل المتاحف التعليمية ومتاحف المحافظات، إضافة إلى المتاحف المتخصصة التي تركز على مجالات بعينها، مثل متاحف العملات أو النسيج.
وأوضح الفرق بين المتاحف القومية والمتخصصة، مشيرًا إلى أن المتاحف القومية، مثل المتحف المصري بالتحرير، تغطي التاريخ بأكمله، في حين أن المتاحف المتخصصة تركز على نوع معين من الآثار، مثل متحف تل بسطا.
ندوة بعنوان «المتاحف المصرية المتخصصة»كما استعرض الفرق بين التراث والأثر، موضحًا أن "الأثر" هو كل نتاج مادي للإنسان القديم ظل باقيًا عبر الزمن، بينما "التراث" هو مفهوم أشمل يشمل الإنتاج المادي والفكري والثقافي الذي توارثته الأجيال. وميّز بين التراث المادي، مثل طرق الخبز والصيد والملابس التقليدية، والتراث غير المادي، مثل الأغاني والقصص الشعبية والتقاليد الشفاهية.
واختتم الدكتور ميسرة حديثه بالتأكيد على أهمية المتاحف المعنية بالتراث، داعيًا إلى توسيع نطاق العمل على جمع وتوثيق القصص الشعبية والأغاني التراثية، خاصة في صعيد مصر، للحفاظ على هذا الإرث الثقافي.
بدوره، أكد الدكتور أشرف أبو اليزيد أن هناك جهودًا غير معلنة لحماية التراث، مشيرًا إلى أن متحف الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون يحتوي على تسجيلات أرشيفية منذ ستينيات القرن الماضي توثق مختلف جوانب الحياة اليومية في مصر، مثل صناعة الخبز من النوبة إلى الدلتا، وعادات السبوع والعزاء، والحياة في الصحراء، والسواقي، والبيئة البحرية. وأضاف أن هذا المتحف، الذي افتُتح عام 2020، يفتقر إلى التغطية الإعلامية اللازمة للتعريف به.
وأوضح أن المتاحف تقوم أساسًا على الاقتناء والحماية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك تاريخًا عريقًا في هذا المجال منذ القدم. وأضاف أن دور المتاحف لم يعد مقتصرًا على الحفاظ على الآثار فحسب، بل أصبحت معيارًا لتقييم حضارة الأمم، مستشهدًا بألمانيا التي تضم أكثر من 6000 متحف.
واقترح الدكتور أشرف إنشاء متاحف متخصصة في المجالات التي تتميز فيها مصر، مثل متحف للسينما المصرية باعتبارها رائدة في هذا المجال، مؤكدًا أن تعزيز دور المتاحف يسهم في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاًإقبال جماهيري غير مسبوق في ثالث أيام معرض الكتاب تزامنا مع عيد الشرطة
مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار «مقبرة بيتوزيريس» في معرض الكتاب 2025
معرض الكتاب 2025.. «اتحاد كتاب مصر» ينظم أصبوحة شعرية متميزة