في وقت لازالت تداعيات « عزلة » بركة ووزراء حزبه في مجلس النواب ترخي بظلالها على نقاشات البيت الداخلي لحزب علال الفاسي، بعد أن جلس وزراء الاستقلال أمس، مجتمعين ومنعزلين عن باقي أعضاء الحكومة، في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب، حصل « اليوم 24 » على معطيات قد تفسر بعض حيثيات مشهد « التجمع العائلي الاستقلالي » تحت قبة البرلمان، والذي يرى البعض أنه (المشهد) رسالة من الأمين العام لحزب الاستقلال إلى من يهمهم الأمر.

يومان قبل جلسة مجلس النواب ليوم أمس، كان من المفترض أن يقوم نزار بركة وزير التجهيز والماء، بزيارة إلى مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة، الذي دخل مرحلة التجريب منذ أيام، ووصلت مؤخرا أولى الأمتار المكعبة من المياه إلى سد دار خروفة.

وقبل ساعات فقط عن موعد زيارة المشروع من طرف وزير التجهيز والماء، تم الإخبار بتأجيل الزيارة التفقدية إلى أجل غير مسمى، وهي الزيارة التي كان الوزير يريدها رسمية بحضور وسائل الإعلام، وبعد الوصول الفعلي للماء إلى السد المستقبل.

مقربون من الوزير تحدث إليهم « اليوم 24″، قالوا إن « طارئا » حدث في آخر لحظة، أجل الزيارة التفقدية للمشروع، مؤكدين أنه لم يتم إلغاؤها بل أجلت فقط إلى موعد سيعلن عنه قريبا، دون تفاصيل أكثر عن الأسباب الحقيقية لتأجيل الزيارة.

ويبدو أن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، حريص على القيام بالزيارة التفقدية للمشروع الثاني الذي يعرفه المغرب المتعلق بالربط المائي بين الأحواض المائية، وذلك بمجرد وصول أولى الأمتار المكعبة من المياه إلى السد المستقبل، خاصة أنه غاب عن زيارة المشروع الأول للربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، والتي أشرف عليها رئيس الحكومة في غشت 2023، وأثيرت حينها عدة أسئلة حول سبب غياب بركة، رغم أنه سهر على تنفيذ المشروع، ويدخل ضمن اختصاصات وزارته.

مصدر مسؤول بوزارة التجهيز والماء، قال في اتصال مع « اليوم 24″، إن مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة في مرحلة التجارب، مضيفا، « الماء في القنوات الآن، وقد وصل فعليا إلى سد دار خروفة ».

وأوضح المتحدث أن « زيارة الوزير التقنية للمشروع، حُدد لها موعد يوم السبت الماضي، آنذاك لم يكن الماء قد وصل إلى سد دار خروفة، ورغم ذلك كان الوزير سينفذ زيارته قبل أن يتم تأجيلها لأسباب شخصية »، دون تفاصيل أكثر.

تأجيل الزيارة التفقدية التي لم يعلن عنها رسميا من قبل، تزامنت مع مشهد انعزال وزراء الاستقلال عن باقي الوزراء تحت قبة البرلمان يوم أمس، لتتناسل الأسئلة حول ما الذي يجري داخل بيت الأغلبية الحكومية؟ وما علاقة تأجيل نشاط رسمي للوزير بركة مع « الغضبة » غير المعلنة لوزراء الاستقلال؟

وتأتي الأحداث المتسارعة أيضا، بعد نحو عشرة أيام عن زيارة بركة إلى معقله الانتخابي إقليم العرائش، معلنا في تجمع حزبي السعي إلى تصدر نتائج « انتخابات 2026″، وهي الزيارة ذاتها التي شهدت تدشين الوزير لعدة مشاريع في الشمال، في غياب لأبرز القيادات والمنتخبين من حزب التجمع الوطني للأحرار، أبرزهم رئيس الجهة عمر مورو، وبرلمانيون من الأحرار.

مصادر حزبية من التجمع الوطني للأحرار، قالت إنهم اشتكوا من تهميش قيادات الحزب والمنتخبين وعدم استدعائهم لتدشينات الوزير في إقليم العرائش أساسا، قبل أن يتبين أن المشاريع التي دشنها بركة هي مشاريع لوزارة التجهيز والماء، ولم تكن الجهة طرفا مساهما فيها.

ويرتقب أن يتم الشروع في تزويد ساكنة طنجة بالماء الصالح للشرب الذي تم نقله في إطار مشروع الربط المائي الثاني الذي تشهده المملكة، والذي يهدف إلى نقل 100 مليون متر مكعب في السنة من سد وادي المخازن إلى سد دار خروفة عبر القناة، بمعدل تدفق يقدر بـ3.2 مكعب في الثانية.

كلمات دلالية الربط المائي حزب الاستقلال عزيز أخنوش نزار بركة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الربط المائي حزب الاستقلال عزيز أخنوش نزار بركة الزیارة التفقدیة التجهیز والماء الربط المائی المائی بین

إقرأ أيضاً:

الاستقلال الأوروبي ضرورة حتمية

ترجمة : بدر بن خميس الظفري -

أحد أكثر الأحداث تحديًا لأوروبا هذا العام هو عودة دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. فقد وصفت مجلة الإيكونوميست، في توقعاتها لعام 2025، هذا الحدث بأنه «لحظة صادمة». ومن منظور أوروبي، فإن الوضع يبدو خطيرًا بالفعل. إن موقف ترامب أقوى من أي وقت مضى، إذ يتمتع الحزب الجمهوري بأغلبية في كلا مجلسي الكونجرس، كما أن ترامب فاز أيضًا بالتصويت الشعبي، إذ صوّت له عدد من الأمريكيين أكثر من أي مرشح آخر. أما أوروبا، فيبدو أنها في موقف ضعيف، فقد تفكك الائتلاف الحاكم في ألمانيا نهاية عام 2024، ومن المقرر إجراء الانتخابات في فبراير، وسيستغرق تشكيل حكومة جديدة أسابيع، إن لم يكن شهورًا. وفي فرنسا، تولى أربعة رؤساء وزراء السلطة في عام 2024، ولم يتمكن أي من الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة من تحقيق أغلبية في البرلمان. وفي النمسا، هناك مستشار مؤقت فقط، بينما تواجه حكومة إسبانيا حالة من الضعف الشديد.

هذا الوضع يمنح قوة إضافية لرئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة من جديد، أورسولا فون دير لاين، التي تبدو مستعدة لاغتنام الفرصة. ولكن بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن سلطتها محدودة للغاية في مجالات السياسة الخارجية والأمن والدفاع.

كما أن الاقتصاد الأوروبي ليس في حالة جيدة. فمن بين أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5% في عام 2024، والاقتصاد الأمريكي بنسبة حوالي 3%، بينما نما اقتصاد الاتحاد الأوروبي بنسبة حوالي 1% فقط.

لذا، فإن أوروبا ليست في وضع جيد للتعامل مع رئيس أمريكي يفاجئنا باستمرار بتصريحات غير مدروسة. ويناقش المحللون حول ما إذا كان يجب أخذ تصريحاته بجدية أو لا. وما يعنيه هذا بالنسبة للتعريفات الجمركية على السلع الأوروبية، أو المطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل دول الناتو الأوروبية، أو حل الأزمة الأوكرانية في «يوم واحد» أو «ستة أشهر»، كل ذلك غير واضح.

حتى وقت قريب، كان هناك نقاش يدور بشكل دائم بين صانعي القرار في أوروبا حول كيفية التعامل مع ترامب. لذلك، فإن الوقت قد حان للنظر في كيفية إدارة أوروبا لعلاقاتها مع بقية العالم، وخاصة مع الصين، في وقت تزداد فيه التحديات في العلاقة عبر الأطلسي.

حاليًّا، يبدو أن هناك ثلاث مدارس فكرية رئيسية. فالسياسيون، خاصة في الدول الأوروبية الكبرى، لديهم أملٌ أنه من خلال الحجج القوية والمجاملات الشخصية، يمكنهم إقناع ترامب بأن مشاركتهم في الناتو تصب في مصلحة الولايات المتحدة، وأن فرض التعريفات ضد الشركاء الأوروبيين أمر غير سديد. هذا الرأي شائع في ألمانيا، التي تخلت، على عكس المملكة المتحدة وفرنسا، عن الأسلحة النووية. وفي وقت أدلى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات لا تستبعد استخدام هذه الأسلحة، تعتمد ألمانيا بشكل خاص على المظلة النووية الأمريكية.

على النقيض من ذلك، يبدو أن بعض الحكومات الأوروبية، مثل المجر وسلوفاكيا، وربما قريبًا النمسا، تعتقد أنه إذا ما ابتعدت واشنطن عن أوروبا، فإن هناك حاجة إلى بنية أمنية دولية أكثر قومية وصديقة لروسيا.

حتى الآن، هناك عدد قليل يدعو إلى حل ثالث، وهو الاستقلال الأكبر للدبلوماسية الأوروبية الذي طال انتظاره.

قبل إعادة انتخاب ترامب، كان كثيرون في أوروبا يعتقدون أن رئاسته الأولى كانت مجرد استثناء عابر. ولكن الآن، يبدو أن الولايات المتحدة تتبع بقوة مسار «أمريكا أولاً» المستدام، الذي انقطع لفترة وجيزة خلال إدارة جو بايدن.

سياسات هذا المسار تعود إلى الواجهة من جديد، وتهدف إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي الكبير مع الاتحاد الأوروبي بشكل عدائي، وهو موقف غير مريح بشكل خاص لألمانيا، التي تمتلك الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا كبيرًا معها. لذلك، من مصلحة ألمانيا قيادة الطريق نحو سياسة أوروبية أكثر استقلالية.

لن تسعى هذه السياسة إلى إيجاد توازن متساوٍ بين واشنطن وبكين، لكنها ستعتمد بشكل أكبر على توقعات الصين وأقل على القرارات الفردية من واشنطن.

الرئيس الجديد للحكومة الألمانية، المتوقع أن يكون فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، سيولي العلاقة عبر الأطلسي أهمية كبيرة. ولكن على المستوى الاقتصادي، من المحتمل أن يصغي ميرتس إلى قطاع الأعمال الألماني.

يمكن أن تشكل علاقة أقرب بين ألمانيا والصين مصلحة مشتركة لكلا الطرفين، وهما مستفيدان كبيران من سياسات العولمة.

يمكن للشركات الألمانية والصينية أن تقود الجهود لتعزيز العولمة والتجارة الحرة وتوسيع التبادل الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي والصين والجنوب العالمي.

ولفغانغ روهر عضو سابق في الخارجية الألمانية، وأستاذ استشاري في جامعة تونجي، وباحث زائر في مركز الدراسات الثقافية للعلوم والتكنولوجيا في جامعة برلين التقنية.

مقالات مشابهة

  • وزارة التجهيز والماء تحذر مستعملي الطرق بسبب سوء الأحوال الجوية
  • الاستقلال الأوروبي ضرورة حتمية
  • الوزير الوالي: يتهم أطرافا بقطع الكهرباء عن عدن بهدف افشال زيارة وفد الحكومة إلى نيويورك
  • رئيس وزراء بريطانيا يؤكد بدء تعافي الاقتصاد
  • “حياة”… حملة تبرع بالدم لمؤسسة بركة الإنسانية في حماة
  • تأجيل محاكمة الوزير الأسبق الطاهر خاوة إلى 18 فيفري
  • انعزال وزراء الاستقلال في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب... ماذا يجري داخل التحالف الحكومي؟
  • فاجعة سد المختار السوسي.. وزارة التجهيز تحقق وتطلق حملة تفتيش شاملة
  • بـ72 مليون ريال.. وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي بجزيرة مصيرة.. 6 فبراير