ندوة حول «الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات» على هامش معرض الكتاب
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
شهدت قاعة «فكر وإبداع»، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، مناقشة كتاب «الأمن القومي للدولة: المقومات والتحديات»، لمؤلفه، اللواء الدكتور محمد الدسوقي سيد الأهل، وأدار الندوة، الإعلامية نادية السباعي، وشارك في المناقشة كل من: اللواء عادل العمدة، أستاذ الأمن القومي بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، الكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي.
وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية من الإعلامية نادية السباعي، التي أشادت بالحضور المميز من شخصيات عسكرية وإعلامية وسياسية بارزة، وأكدت في كلمتها أن مصطلح الأمن القومي يظل محور اهتمام الباحثين في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن الكتاب يقدم تفسيرًا واضحًا وشاملًا لمفهوم الأمن القومي والقضايا المحيطة به، ما يجعله دليلًا مهمًا لفهم التحديات التي تواجه المجتمعات.
واستهل اللواء محمد الدسوقي سيد الأهل، كلمته، بالشكر للحضور، متحدثًا عن المفهوم الشامل للأمن القومي الذي يتجاوز الجوانب العسكرية ليشمل التنمية الشاملة، مؤكدًا أن الأمن القومي والتنمية وجهان لعملة واحدة، كما استعرض التحديات التي تواجه الدولة المصرية، موضحًا أن الأمن القومي الحديث يعتمد على القوة الناعمة والتكنولوجيا المتطورة في مواجهة الحروب الحديثة، مشيرًا إلى التحولات الدولية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وما أفرزته من تهديدات جديدة تجاوزت الحدود القومية لتشمل الداخل بفعل تداعيات العولمة، لافتًا إلى أهمية التعاون العربي المشترك في مواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن الإرادة السياسية هي العامل الأساسي لتحقيق هذا الهدف.
كما تناول الدسوقي، تبيان العديد من المفاهيم المحورية، مثل: دور أجهزة المخابرات في جمع المعلومات، تأثير العولمة على استقلال الدول، كما استعرض احتواء الكتاب العديد من الأمثلة الواقعية التي توضح كيف تؤثر التحديات الإقليمية والدولية على الأمن القومي، مشيرًا إلى محاولات استهداف الهوية والثقافة والتراث في المنطقة، وأكد أن هناك ضرورة لإعادة النظر في مفهوم الأمن القومي ليتسع ليشمل أبعادًا غير تقليدية، مثل: الأمن السيبراني والبيولوجي، كما شدد على أهمية رفع وعي الشعوب تجاه القضايا الأمنية، بوصف ذلك جزءًا من استراتيجية شاملة لتحقيق الاستقرار.
فيما تحدث الكاتب الصحفي جمال الكشكي، عن أهمية الكتاب، واصفًا إياه بأنه دليل متكامل لفهم التحديات الأمنية الراهنة، وأشار إلى أن المنطقة العربية تعيش في خضم تهديدات غير مسبوقة منذ عام 2011، مشددًا على أن هذه التهديدات لا يمكن فصلها عن الأمن القومي المصري، وأن الكتاب يتميز بأسلوبه السلس ومنهجيته العلمية، ما يجعله مرجعًا مهمًا لفهم العلاقات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأمن القومي.
أما اللواء عادل العمدة، فتناول في كلمته أهمية الكتاب في تسليط الضوء على معركة الوعي، موضحًا أن الأمن القومي المصري والعربي لا ينفصلان، وأن التحديات الإقليمية والدولية تفرض ضرورة تعزيز التعاون العربي، وأشار إلى أن الكتاب يوضح الفرق بين التحديات والمخاطر الأمنية، ويوفر حلولًا واقعية لمواجهتها.
ومن جانبه، أثنى الدكتور إيهاب لطفي، المتخصص في إدارة الأعمال، على الجهد العلمي الذي بذله اللواء محمد الدسوقي في تأليف الكتاب، وأوضح أن الكتاب يقدم رؤية متكاملة للأمن القومي تشمل أبعاده التقليدية وغير التقليدية مثل الأمن السيبراني والبيئي، حيث تضمن الكتاب حالات واقعية تعكس التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.
واختتمت الندوة، بتوجيه الشكر للمؤلف اللواء محمد الدسوقي، على إسهامه العلمي الكبير، الذي جمع بين النظرية والتطبيق بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية والتفسير الواقعي للتحديات الأمنية، وأكد الحضور أن الكتاب يشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية، مع دعوتهم للجميع بقراءته لفهم أعمق للقضايا الأمنية الراهنة، وتأثيرها على التنمية والاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاًما بين الإيجابيات والسلبيات.. معرض الكتاب يناقش «الإنترنت في حياة الأطفال»
معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
خبراء يرسمون «خريطة أجيال وسائل التواصل» في معرض الكتاب 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب محمد الدسوقی معرض الکتاب أن الکتاب القومی ا
إقرأ أيضاً:
ترامب يُقيل مدير وكالة الأمن القومي ومسؤولين أمنيين واستخباريين
واشنطن- الوكالات
كشف مسؤولون أمريكيون عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أقالت مدير وكالة الأمن القومي، المتخصصة بعمليات التنصت والتجسس الإلكتروني، الجنرال تيموثي هُو ونائبته المدنية ويندي نوبل، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي مجلس الأمن القومي بعد تشكيك في ولائهم من الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر.
وأكدت لومر في تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنها دافعت عن عمليات الإقالة هذه خلال اجتماعها مع الرئيس ترامب، الأربعاء. وخلال الاجتماع، ضغطت لومر من أجل إقالة عدد من المسؤولين إلى جانب هُو، الذي يدير أيضًا القيادة السيبرانية الأمريكية، وتحديدًا موظفي مجلس الأمن القومي الذين اعتبرتهم غير مخلصين للرئيس. وكشفت عن أنها حضت ترامب على إقالة هُو؛ لأنه «اختير بعناية» من رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة سابقًا الجنرال مارك ميلي عام 2023، عندما رُشِّح هُو للقيادة السيبرانية ووكالة الأمن القومي.
وكشف مسؤول أمريكي رفيع عن أن ترامب أمر وزير الدفاع بيت هيجسيث بإقالة الجنرال هُو.
وكتبت لومر في منشور على منصة «إكس»، أن «مدير وكالة الأمن القومي تيم هُو ونائبته ويندي نوبل خانا الرئيس ترامب. ولهذا السبب أُقِيلا».
وألغى هيجسيث في يناير الماضي التصريح الأمني لميلي بسبب عدم ولائه لترامب. وبموجب قرار الإقالة، أُعيد تعيين نوبل في وظيفة داخل مكتب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات والأمن في «البنتاجون».
وصرح مسؤولون حاليون وسابقون بأنهم لا يعلمون بأي سبب رسمي لإقالة هُو أو نقل نوبل. وجرى تعيين القائم بأعمال مدير وكالة الأمن القومي الجنرال ويليام هارتمان، الذي كان نائبًا لقيادة الأمن السيبراني، في منصب هُو. وعُيّنت المديرة التنفيذية لوكالة الأمن القومي شيلا توماس نائبةً له.
والجنرال هُو خبير في الأمن السيبراني، يتمتع بخبرةٍ تزيد على 30 عامًا في الخدمة العسكرية؛ بما في ذلك رئاسة قوة المهمات الوطنية السيبرانية التابعة للقيادة السيبرانية، والتي قادت عمليات سيبرانية هجومية في الخارج. وأدار قسم القيادة السيبرانية في «المجموعة الصغيرة الروسية»، في جهد مشترك مع وكالة الأمن القومي للدفاع عن انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 من التدخل الروسي.
وخلال جهود الدفاع عن الانتخابات عام 2018، قاد هُو عمليات هجومية ضد «المتصيدين» الروس، وأطلق مبادرات لكشف برامج التجسس الخبيثة لوكالة التجسس الروسية، وتنفيذ مهمات «المطاردة المتقدمة» ضد الاستخبارات الروسية في الشبكات الحكومية لأوروبا الشرقية.
وكان رد فعل القادة الديمقراطيين في لجنتي الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ سريعًا. ورأى عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ السيناتور مارك وارنر أن هُو خدم بامتياز. وقال في بيان: «في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تهديدات إلكترونية غير مسبوقة، كما أبرز الهجوم الإلكتروني الصيني (سولت تايفون) بوضوح، كيف يُمكن أن تجعل إقالته الأمريكيين أكثر أمانًا؟».
وقال نظيره في مجلس النواب النائب جيم هايمز، في بيان: «أشعر بقلق بالغ إزاء قرار» إقالة هُو؛ لأن الأخير «قائد صادق وصريح، التزم بالقانون ووضع الأمن القومي في المقام الأول. أخشى أن تكون هذه هي الصفات التي قد تؤدي إلى إقالته من هذه الإدارة».
وأقال هيجسيث والرئيس ترامب عددًا من كبار الضباط من مناصبهم، وبينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، ورئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي، وقائدة خفر السواحل الأدميرال ليندا فاغان.
لكن هذه الإقالات تُمثل خرقًا للسوابق. يسعى الضباط العسكريون إلى العمل بعيدًا عن السياسة، وعادةً ما يُبقيهم الرؤساء في مناصبهم حتى لو كانوا مُرشحين من قِبل أسلافهم.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن لومر، المعروفة بتبنيها نظرية أن هجمات 11 سبتمبر 2001 كانت مؤامرة داخلية، عرضت مخاوفها على ترامب، الذي أكد أن قرارات الإقالة «لا ترتبط على الإطلاق» بنصائح لومر. ولكنه وصفها بأنها «وطنية عظيمة»، مضيفًا أنها «تقدم توصيات... وأحيانًا أستمع إلى تلك التوصيات». وقال إن «لديها دائمًا ما تقوله وعادة ما يكون بنّاءً».
وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن لومر انتقدت بشدة، خلال هذا الاجتماع، شخصية بعض المستشارين وولاءهم، أمام مستشار الأمن القومي مايك والتز. وأضافت أنه بعد ذلك جرت إقالة ستة أشخاص من مجلس الأمن القومي، بينهم ثلاثة من كبار المسؤولين.
ونقلت وسائل إعلام أخرى مثل شبكة «سي إن إن» وصحيفة «واشنطن بوست» وموقع «أكسيوس»، معلومات عن الاجتماع الذي أكدت لومر حصوله. وقالت إنه «احترامًا للرئيس دونالد ترامب وللسرية في المكتب البيضاوي، لن أكشف عن أي تفاصيل عن لقائي».
وأتت عمليات الإقالة في وقت يواجه فيه مجلس الأمن القومي مراجعة بسبب فضيحة إضافة صحفي عن طريق الخطأ إلى محادثة على تطبيق «سيجنال» للتراسُل الفوري، ناقش فيها مسؤولون تنفيذ ضربات ضد الحوثيين في اليمن.