بغداد اليوم - بغداد

أكد عضو مجلس النواب مضر الكروي، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، أن العراق يسعى إلى توطين نحو 20% من الصناعات الدفاعية بمشاركة تسع دول.

وقال الكروي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "حكومة السوداني انتهجت مسارًا صحيحًا في إعادة توجيه الصناعات الدفاعية من خلال السعي لتوطين نحو 20%، منها داخل البلاد، عبر خلق شراكات مع سبع إلى تسع دول".

وأضاف، أن "إعادة التوطين وإنشاء أقسام إنتاجية جديدة سيساهم في تقليص فاتورة استيراد المؤسسات العسكرية من الخارج، سواء للأجهزة الأمنية أو وزارة الدفاع، بنسبة تصل إلى 30% على الأقل سنويًا".

وأشار إلى أن "الصناعات الحربية في العراق بدأت تحقق قفزات نوعية، رغم أنها كانت في البداية متواضعة، ولكن الوضع الآن اختلف، خاصة مع الدعم الكبير من قبل حكومة السوداني وإعطاء مساحة واسعة لتجهيز القطاعات العسكرية في وزارتي الدفاع والداخلية وبقية التشكيلات الساندة".

وتوقع الكروي أن "تشهد الفترة القادمة ارتقاء في ملف توطين الصناعات الدفاعية، خاصة وأن فاتورة استيراد الأسلحة من الخارج مرتفعة، لكن وجود صناعة حربية عراقية سيعزز القدرة على خفض التكاليف، وبالتالي إمكانية الوصول إلى مرحلة الاكتفاء في العديد من أنواع الأسلحة، خاصة الذخيرة الخفيفة والمتوسطة".

وشرع العراق منذ سنوات في إحياء معامل وورش لصناعة الاعتدة وبعض الذخائر الصاروخية، في مسعى لخلق اكتفاء بنسب محددة في تجهيز قواته العسكرية.

عضو لجنة الامن والدفاع النيابية وعد القدو، من ناحيته يؤكد وجود مساع حكومية لتوطين صناعة الأسلحة الثقيلة داخل العراق.

وقال القدو في تصريح تابعته "بغداد اليوم" إن" العراق بلد محوري وفعال في منطقة الشرق الاوسط ويواجه سلسلة تحديات متعددة ما يستلزم بناء قوات ضاربة تحمي حدوده وتردع اعداءه وتحافظ على أمنه واستقراره".

وأضاف، أن "تحقيق اكتفاء ذاتي من الاسلحة والذخائر، أولوية للامن القومي للعراق وهو يسعى جاهدا من خلال امكانياته في توطين صناعة الاسلحة في 9 مجالات سواء الاسلحة الخفيفة او المتوسطة من ناحية الاعتدة والذخائر وصولا الى صناعة المركبات والأسلحة الثقيلة".

واشار الى أن "هناك جهودا استثنائية تبذل من قبل الحكومة بهذا الصدد والنتائج إيجابية"، لافتا الى ان "تحقيق الاكتفاء يساعد القوات الامنية في توفير احتياجاتها للتدريب والاسناد وتقليل كلفة الاستيراد والاعتماد على الجهد المحلي في توفير احتياجات القوات المسلحة".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الصناعات الدفاعیة

إقرأ أيضاً:

كيف فعلتَ كل هذا أيها الصابئي المجنون ؟!

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

على قلة عددها- قياساً إلى اعداد الطوائف العراقية الأخرى – قدمت الطائفة المندائية الصابئية نماذج استثنائية ومتقدمة جداً في مجالات العلوم والثقافة والشعر والفنون، والإبداع المهني في العراق، ناهيك من نماذجها الساطعة في مسيرة النضال الوطني، ويكفي أن تذكر اسم الشيوعي الصابئي الفذ، الشهيد ستار خضير، وكوكبة الشهيدات والشهداء المندائيين الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن الحر والشعب السعيد، حتى تقف بكامل هيئة الامتنان والاحترام والتقدير لهذه الطائفة العراقية جذراً وانتماءً وحباً وعطاءً وإخلاصاً ..

نعم، فهذه الطائفة التي أعرف ناسها وأرضها وتضاريسها وثمارها ونخيلها، وتقاليدها ورموزها وأغلب تفاصيلها الجنوبية الطيبة، رغم علو جدرانها، وأبوابها السميكة المغلقة التي تمنع على ( الآخر) معرفة طقوسها وسماع شدو طيورها، ورغم كل السرّيّة التي تحيط بحياتها، كنت أعرف الكثير عنها، بسبب وشيجة المواطنة، والمعايشة الطويلة.. فضلاً عن عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين بيئتينا، وشخوصنا أيضاً ..

ومن خلال هذه المعرفة أستطيع القول بضرس قاطع، إن خلف كل قمر صابئي، ونجمة صابئية، و ضوء مندائي لامع، تاريخاً طويلاً من الليالي والصبر والدموع والأحزان والسهر وقصصاً موجعة عن ظلم التمييز، والتحريم والعزل المذل، والمعاناة المرّة، مصحوباً بنضال وصمود و مقاومة شديدة إضافية أبداها هؤلاء القوم، لكل ما يعترض طريق نجاحهم من عوارض وموانع قاسية مضافة إلى العوارض التي تقف عادة في طريق كل عراقي ناجح ومضيء آخر..

وطبعاً فإن السبب يعود لكونهم صابئيين أولاً، وجنوبيين، عماريين ثانياً، حتى أن الكثير من الأخوة المندائيين القادمين من الجنوب الى بغداد اضطر مكرهاً إلى استخدام ألقاب بغدادية، أو قبائل (غربية)، تفادياً من الوقوع في المحظور !

أنا متيقن من أن معاناة هذه الطائفة لا تختلف عن معاناة المهاجرين الآخرين إلى العاصمة بغداد، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، فهم جميعاً يواجهون الضغوطات الناتجة عن الحساسية الطائفية، والمناطقية، والعروبية بل والشوفينية أحياناً في ذلك الوقت، لكن الصابئة – وهذه حقيقة- يعانون بدرجة أكبر من غيرهم، باعتبارهم مندائيين (صبٌة)، ومهاجرين أيضاً !!

وهنا قد يعترض البعض ويقول: إن الصابئة كانوا يعملون في شارع النهر وأسواق بغداد معززين مكرمين !

وأنا أقول : نعم هم كانوا يملكون محلات في شارع النهر ومناطق بغداد، وهذا يعود لأنهم يملكون مواهب عالية في فن الصياغة الذي لم يكن يعرفه غيرهم آنذاك، عدا أنهم أناس مسالمون، طيبون، أمينون، يتمنى كل عراقي أن يتعامل معهم، لكني اسأل هنا وأقول: كم وزير صابئي في حكومات العراق منذ حكومة عبد الرحمن الكيلاني النقيب حتى حكومة محمد شياع السوداني ؟!

الجواب: لايوجد قطعاً، رغم قدراتهم وإمكاناتهم الإدارية والعلمية العالية !

والشيء نفسه يقال عن عدم وجودهم في جميع المناصب العليا الأخرى..!

إن الصابئي العراقي لا يحصل على منصب رفيع إلا إذا غادر بلده العراق، لأن ( الشوفينيين ) لن يسمحوا بذلك .. وأظن أن ما حصل مع عالم الأنواء العالمي، الدكتور عبد الجبار عبد الله في قضية تعيينه رئيساً لجامعة بغداد، وإصرار عدد من القادة القوميين والعناصر البغدادية المتعصبة، على رفض قرار الزعيم قاسم بتعيين هذه القامة العلمية العالية، أصدق مثال على عدم منح الصابئة حقوقهم الوطنية التي يكفلها لهم الدستور وتقرها القوانين العراقية.

وإذا كان العالم عبد الجبار عبد الله قد هرب من العراق إلى الولايات المتحدة مكرهاً ، بعد انقلاب شباط الأسود العام 1963، ونجح في أن يحقق بعلومه واكتشافاته ما لم يحققه علماء أمريكا نفسها، ويضيء الميادين الفيزياوية بنور علمه، فيصنع في أمريكا معروفاً إنسانياً وعلمياً لن تنساه أبداً، ويحصل على منصب مهم يسيل له لعاب علماء أمريكا قاطبة، فإن الطبيب العماري الصابئي، الجراح جبار ياسر صگر الحيدر، المولود في قضاء الكحلاء بمحافظة ميسان قبل تسعين عاماً.. والمتوفى في كندا قبل عدة أيام .. أقول إن هذا الطبيب الفذ صنع ما لم يصنعه غيره من الصابئة والمسلمين والطوائف الأخرى.

فهذا المناضل الوطني، والشيوعي الباسل، الذي أتعب الجلادين، وأذل الحديد الذي كان يوضع في يده وهو يتنقل من سجن إلى آخر، والذي صمد بوجه عصابات الحرس القومي وأمثالهم، وظل ثابتاً على مبادئه وقيمه الوطنية التقدمية دون تراجع.. أقول إن هذا البطل لم يغادر العراق رغم كل العذابات والدمار الذي عاشه في حياته.. نعم فقد بقي ( أبو أسيل) قوياً ومثمراً مثل نخلة البرحي، حتى مغادرته بلاده، بعد أن وصلت سكين الطائفية إلى أعناق أسرته، فغادر مجبراً في نهاية العام 2004 ،بعد أن عمل طبيباً وجراحاً منذ العام 1960 في أرياف وأهوار العمارة والبصرة والناصرية والكوفة والنجف وبغداد، وظل يعمل حتى يوم سفره الطويل.. كما عمل طبيباً مقيماً في الناصرية، ورئيساً للاطباء المقيمين في مستشفى الفرات الاوسط في الكوفة، قبل أن يعزل عن الخدمة بعد اعتقاله إثر انقلاب شباط الاسود العام 1963، ثم ينتقل بعد خروجه من السجن الى بغداد، ويعمل في عيادته الخاصة طبيباً ممارساً. لكنه أعيد للخدمة في وزارة الصحة بعد عام واحد، حيث تم تعيينه (طبيباً مركزياً) في قضاء الميمونة، ليسافر بعدها الى بريطانيا للدراسة في العام 1969 ملتحقاً بكلية الجراحين الملكية البريطانية، ويحصل العام 1974 على شهادة زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية.. ويعود بعدها الى العراق، ليعمل جراحاً اختصاصياً في المستشفى الجمهوري في البصرة، ثم رئيساً لقسم الجراحة، واستاذاً محاضراً في كلية طب البصرة. وفي العام 1976 أوكلت اليه مهمة فتح مستشفى الضمان الاجتماعي للعمال في الرصافة التابع ادارياً الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فعمل على تطويره، وإعادة تبعيته الى وزارة الصحة، باسم مستشفى الكندي العام.. وقد استمرت خدمته في هذا المستشفى جراحاً اختصاصياً، ورئيساً لقسم الجراحة أيضاً.. حتى أصبح مستشفى تعليمياً.. ولعل من المفيد ذكره هنا أن الدكتور جبار ياسر الحيدر أصبح مشرفاً على الدراسات التخصصية العليا في الجراحة العامة، وجراحة المسالك البولية، ورئيساً للجنة العلمية، فقدم في ذلك رغم تعدد مشاغله، بحوثاً علمية قيمة، نشرت في كبريات المجلات العلمية الرصينة وقد استمر عمله مديراً لمستشفى الكندي حتى العام 1994.. حيث اصبح المستشفى تعليمياً بفضل الجهود التنسيقية التي بذلها شخصياً مع وزارة التعليم العالي، وكلية طب بغداد آنذاك، والتي أدت إلى تأسيس كلية طب الكندي..وهذه الكلية واحدة من إنجازاته الفذة.
لقد تقاعد الدكتور جبار ياسر من العمل الطبي الحكومي العام 1994، بعد أن أجرى ما يقارب 25 ألف عملية جراحية كبرى وفوق الكبرى، ووسطى أيضاً- أكرر 25 الف عملية.. ولم يسترح حتى بعد تقاعده الوظيفي إذ قام بإنشاء (مستشفى الفردوس الاهلى) للجراحات التخصصية في بغداد العام 1993، وقد تولى العمل فيه جراحاً استشارياً، ومديراً له أيضاً.. وللحق فإن هذا المستشفى صار عوناً للمرضى الفقراء من العراقيين بلا استثناء ..

هل رأيتم سيرة مجنونة، وتاريخاً باهراً مثل سيرة وتاريخ هذا الصابئي الجنوبي الجميل؟.

لقد كتبت خلال العقدين الماضيين ثلاث مقالات اطالب فيها ثلاثة رؤساء حكومات عراقية بتعيين هذا الرجل العبقري بمنصب وزير الصحة.. ولم يجب رئيسان على مقالاتي، لكن رئيساً واحداً – وهو صديقي- استقبلني في بيته، وقال لي: إذا كان الزعيم عبد الكريم وهو قائد الثورة وزعيم تنظيم عسكري، قد عين الصابئي العالم الكبير عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد بشق الأنفس، فكيف تريدني أنا الذي لا يملك تنظيماً عسكرياً ولا بقائد ثورة، أن أعيّن اليوم طبيباً صابئياً وزيراً للصحة، خاصة والجميع يقاتل على المنصب؟!.

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • هيئة السياحة: مؤتمر دولي مرتقب لتنمية القطاع السياحي بمشاركة عربية ودولية
  • «صناعة مصرية».. هيئة قناة السويس تتسلم قاطرتين جديدتين لخدمة المجرى الملاحي اليوم
  • بيان سعودي هندي مشترك: اتفاق على التعاون في عدة مجالات من بينها الصناعات الدفاعية
  • الإطار يسعى في الانتخابات المقبلة لتحقيق “الاندماج الوحدوي بين العراق وإيران”
  • العراق .. مطالبات برلمانية بمنع الشرع عن قمة بغداد
  • كيف فعلتَ كل هذا أيها الصابئي المجنون ؟!
  • هل ينجح العراق في تجاوز الفساد والضغوط لإحياء صناعته العسكرية؟
  • يعول على العراق.. انطلاق أعمال البرلمان العربي في بغداد
  • الحوثي: قدراتنا العسكرية لم تتضرر 1 بالمئة وسنستهدف شركات الأسلحة الأمريكية‎
  • اليوم..ثلاث مباريات ضمن منافسات الجولة 29 من دوري نجوم العراق لكرة القدم