جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@05:17:02 GMT

مُقوِّم أساسي للنهضة

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

مُقوِّم أساسي للنهضة

 

 

 

زكريا الحسني

 

لله الحمد أنَّ سلطنة عُمان تمضي وفق مُخطط دقيق ونظرة ثاقبة نحو تحقيق أهدافها التي رسمتها لها رؤية "عُمان 2040" بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بعزيمةٍ وإصرارٍ، إيمانًا بأنَّ النهضة ليس خيارًا، وإنما ضرورة حتمية، وأن تحقيقها يتطلب جهدًا مشتركًا وإرادة قوية، بإشراك كل عناصر التنمية المستدامة في بناء النهضة المنشودة، والاستفادة من التجارب السابقة واستخلاص الدروس التي ينبغي لها أن توجه خطواتنا نحو مُستقبل أفضل.

لم يعد خافيًا على صُنَّاع النهضة بأن البيئة العمرانية وبُنى الإعمار وسائر الإنجازات المادية تُعتبر خطوة متأخرة عن العمران الفكري والعلمي للمورد البشري الوطني، لذا فإصلاح التعليم ينبغي أن يُعد الخطوة الأولى التي لا بديل عنها، وللأسف فإنَّ السلطنة لا تزال تُحسب في أسفل القوائم التي تتناول جودة التعليم في دول العالم، ويعود هذا إلى أسباب عديدة غير خافية على الجهات المعنية بتطوير التعليم وتحسينه، إلّا أن عدم خفاء الأسباب إلى الآن لم يُترجم على أرض الواقع بحيث يستطيع المواطن أن يتلمس الفارق بشكل واضح.

إلى يومنا هذا، جامعة واحدة فحسب مُسجلة لدى الجهات العالمية المرموقة التي تصنف جودة التعليم الجامعي مثل تصنيف QS، إلّا أننا نطمح في المزيد، ونرجو أن توضع لهذا الهدف النهضوي السامي خُطة محددة بالسنين والتي لا بُد أن يجري خلالها نقل حقيقي لمستوى التعليم في السلطنة. والاستثمارات الكبيرة في تطوير التعليم والمعلم ومناهج التعليم ستعود بنفع هائل على مقدرة البلد في تحقيق الأهداف المرجوة، في حين كلما تأخر حدوث تغيير حقيقي في هذا الحقل تحديدًا انعكس سلبًا على النتائج المرجوة وستصبح بعيدة المنال جدًا.

لقد خطت السلطنة فعليًا نحو مواكبة التطور التقني والمواءمة مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عملية التطوير والتحسين، والمرجو أن ينعكس هذا على الأداء العام بالنحو الذي يمكن تلمس نتائجه في الحياة اليومية والإيقاع العام للأعمال.

ويعتقد الخبراء أن اقتصاد الأعمال المُستقلة بتقنية الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يقدم ألوفًا من الفرص للخريجين، كما يمكنه أن يُوجِد تطورًا هائلًا في ملف الباحثين عن العمل، وأُرجع القارئ إلى الدراسة التي أعدها الباحث المُكَّرم عباس آل حميد بعنوان: "استراتيجية مقترحة للتحول إلى اقتصاد المعرفة في سلطنة عُمان"؛ إذ يجد الباحث فيها ما يشبه "خارطة طريق" نحو المضي قدمًا لأجل التحول نحو أفق قريب من أفق 2040، ويُساعد على بلوغه بنجاحات أكثر وإخفاقات أقل.

تستحق النهضة المرجوة في عصر الذكاء الاصطناعي جهودًا حثيثة وعملًا مضنيًا لا يعرف الكَلَل، وهذا الذي يأمله المواطن ونتمناه نحن جميعًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترجيحات بتحول القضايا الاقتصادية إلى محرك أساسي للمشهد الانتخابي

27 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع اقتراب موسم الانتخابات العراقية، تبدو ملامح الخطاب الانتخابي آخذة في التغير، حيث تحل المناطقية محل الطائفية كأداة استقطاب وتحشيد سياسي.

و تأتي هذه الاستراتيجية الجديدة استجابة لمزاج الشارع العراقي، الذي بات يبحث عن حلول ملموسة لمشكلاته الحياتية وتحسين أوضاعه الاجتماعية بدلاً من استنزاف الطاقات في صراعات طائفية لا جدوى منها.

و تتجه القوى السياسية في العراق نحو تبني شعارات تمثل مصالح أهل المناطق التي تسعى للحصول على أصواتها.

و يظهر على سبيل المثال، “تجمّع نواب الوسط والجنوب” كصوت منتقد لسياسات الإقليم الكردي، خصوصاً ما يتعلق بحصة الإقليم من موازنة الدولة ورواتب موظفيه وآليات تصدير النفط المنتج في حقوله.

و تتماشى هذه الانتقادات مع المزاج الشعبي في هذه المناطق، حيث تصاعدت الأصوات المطالبة بتوزيع أكثر عدالة للثروات.

وفي ذات السياق، تستمر الاتهامات الموجهة للإقليم الكردي بشأن تهريب النفط وبيعه بأسعار بخسة، ما أثار موجة انتقادات واسعة في بغداد ومناطق الوسط والجنوب.

و تشكل هذه القضية محوراً أساسياً في النقاش السياسي، حيث تعكس مدى التوتر بين المركز والإقليم وتستثمرها القوى السياسية لجذب الأصوات.

أما القوى السنية، فتسلط الضوء على معاناة أبناء المكون السني في المناطق المتنازع عليها، الذين يواجهون، بحسب هذه القوى، تسلطاً كردياً. وتستغل هذه الخطابات لإبراز مظلومية أهل هذه المناطق، وخصوصاً من خلال التركيز على قضايا مثل قانون العفو العام، الذي يمثل أحد أبرز مطالب الشارع السني.

التحليل يشير إلى أن الاستراتيجيات الانتخابية ستسعى إلى التماهي مع نبض الشارع، حيث ستعمل كل جهة انتخابية على صياغة شعارات تتناسب مع مشاعر وتطلعات أهالي مناطقها.

وفيما يغيب خطاب الطائفية عن المشهد، تبرز المناطقية كأداة جديدة لاستقطاب الأصوات، ما يعكس تحولاً في الديناميكيات السياسية للبلاد.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اللبنانية الأولى: للمرأة اللبنانية دور أساسي في المجتمع
  • بداية شهر رمضان 2025 في سلطنة عمان
  • هل يُفقد سد النهضة مصر ثلث مساحتها الزراعية سنويا؟
  • صحم يقصي النهضة ويعبر لنصف نهائي أغلى الكؤوس
  • كدوانى: جامعة المنيا شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة 2030
  • وفد إماراتي يصل السلطنة للاطلاع على التجربة العُمانية في الثقافة والتعليم
  • ترجيحات بتحول القضايا الاقتصادية إلى محرك أساسي للمشهد الانتخابي
  • وزير العدل: الدول الإفريقية شريك أساسي في التعاون البناء
  • قطع جسدها لـ أشلاء| محاكمة المتهم بقتل سيدة النهضة.. بعد قليل