أميرُ قطر يصل إلى سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
العُمانية/ قدم إلى البلاد مساء اليوم حضرةُ صاحبِ السُّموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميـرُ دولة قطر ضيفًا عزيزًا على سلطنةِ عُمان في زيارة "دولةٍ" تستغرق يومين، وكان حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ في مقدّمةِ المُستقْبلين والمُرحِّبين بأخيه سُموّ الأمير عند سُلّم الطائرة، متمنّيًا لسُموّه ووفدِه المرافق زيارةً طيّبةً في بلدهم الشّقيق.
وكان في الاستقبال بمعيَّة جلالةِ السُّلطان المعظّم، صاحبُ السُّموّ السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرُ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أوّل سُلطان بن محمد النّعماني وزيرُ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزيرُ الدّاخلية، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية (رئيسُ بعثة الشّرف)، وسعادةُ السّفير السّيد عمّار بن عبد الله البوسعيدي سفيرُ سلطنة عُمان المعتمدُ لدى دولة قطر، وسعادةُ السّفير الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني سفيرُ دولة قطر المعتمدُ لدى سلطنة عُمان، وأعضاءُ بعثة الشّرف المرافقةِ لسُموّ الضّيف، وأعضاءُ سفارة دولة قطر في مسقط.
وقد رافق الطّائرةَ المُقلّةَ لسُموّ الشّيخ الأمير لدى دخولها أجواءَ سلطنة عُمان سربٌ من الطّائرات العسكريّة التّابعة لسلاح الجوّ السُّلطانيِّ العُمانيِّ، حتّى وصولها إلى المطار السُّلطانيِّ الخاصِّ ترحيبًا بمَقدم سُموّ الضّيف الكريمِ.
عقب ذلك توجّه جلالةُ سُلطان البلاد المفدّى وسُموّ الأميرِ إلى القاعة مرورًا بين صفّين من حرس الشّرف من الحرس السُّلطانيِّ العُمانيِّ.
وبعد استراحةٍ قصيرةٍ، غادر الموكبُ المقلُّ لجلالةِ السُّلطان وسُموّ الأمير الضّيف المطار السُّلطانيَّ الخاصَّ مُتوجّهًا إلى قصر العلم العامرِ، حيث أُجريت مراسمُ استقبالٍ شعبيّة ورسميّة احتفاءً بمَقدم سُموّ الضّيف الكبير.
ولدى عبور الموكبِ المُقلّ للقائدين بوّابة مسقط، اصطفّت على جانبي الطّريق مجموعةٌ من الهجانة السُّلطانية للتّرحيب بسُموّ الضّيف، عقب ذلك حفّت بالموكبِ كوكبةٌ من فرسان الخيالة السُّلطانيّة وخيالة الحرس السُّلطانيِّ العُمانيِّ بمصاحبة الموسيقى العسكريّة الرّاكبة حتى مبنى المتحف الوطني.
وفور وصول الموكبِ إلى رواق التّرحيب في السّاحة الخارجيّة لمدخل قصر العلم العامرِ، أُقيم حفلُ استقبالٍ شعبيٌّ بمشاركة فرق الفنون الشعبيّة المُشتركة، ومجموعة فنّ العيالة، مردّدةً العبارات الترحيبيّة بمقدم سُموّ الأمير، بعدها أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقةً تحيَّةً لسُموّ الضّيف الكريم.
ولدى وصول الموكبِ المُقلّ للقائدين إلى السّاحة الدّاخلية لقصر العلم العامر، عُزفت المقطوعة المنتظرة، ونفخ الصدّاحون في الأبواق.
بعدها اصطحب جلالةُ السُّلطان المعظم صاحبَ السُّموّ الأمير إلى منصّة الشّرف، حيث عُزف السّلام الوطنيُّ لدولة قطر الشقيقة.
عقب ذلك صافح جلالةُ السُّلطان الوفدَ الرسميَّ المرافقَ لسُموّ الضّيف مرحِّبًا بهم ومتمنّيًا لهم إقامةً طيّبةً وزيارةً موفّقةً، فيما صافح حضرةُ صاحبِ السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مُستقْبلِيه من الجانب العُماني، وكان في الاستقبال عددٌ من أصحاب السُّموّ أفراد الأسرة المالكة الكريمة، ورئيسا مجلسي الدّولة والشورى، وأصحاب المعالي الوزراء والمستشارين، وقادة قوات السُّلطان المسلّحة.
ويرافق سُموّ الشّيخ الأمير خلال الزيارة وفدٌ رسميٌّ يضمّ كُلًّا من سعادةِ الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني نائبِ رئيس الوزراء وزير الدّولة لشؤون الدّفاع، وسعادةِ الشّيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيسِ اللّجنة الأولمبيّة القطريّة، وسعادةِ عبد الله بن محمد الخليفي رئيسِ الدّيوان الأميريّ، وسعادةِ علي بن أحمد الكواري وزيرِ الماليّة رئيس اللّجنة العُمانيّة القطرية المُشتركة، وسعادةِ الشّيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزيرِ الثّقافة، وسعادةِ الشّيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزيرِ الرياضة والشباب، وسعادةِ الشّيخ فيصل بن ثاني آل ثاني وزيرِ التّجارة والصّناعة، وسعادةِ الدّكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي وزيرِ الدّولة بوزارة الخارجيّة، وسعادةِ سعد بن ناصر الكعبي مديرِ إدارة الدّراسات والبحوث بالديوان الأميريِّ، وسعادةِ محمد بن سيف السويدي الرئيسِ التنفيذيِّ لجهاز قطر للاستثمار، وسعادةِ السّفير الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني سفيرِ دولة قطر المُعتمد لدى سلطنة عُمان، وسعادةِ عبد الله بن سيف المنصوري مديرِ إدارة شؤون مجلس التعاون بوزارة الخارجيّة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن حمد آل ثانی دولة قطر الع مانی
إقرأ أيضاً:
حملة مسعورة للإعلام الصهيوني على عُمان
حمد الناصري
يقول الشاعر :
إذا أتتك مذمتي من ناقص// فهي الشهادة لي بأني كامل
خرجت علينا صُحف إسرائيلية مشهورة بإفتراءات وأكاذيب موجهة الى عُماننا الحبيبة في حملة شعواء غير مسبوقة، إذ نشرت صحيفة "ذا سايفر بريف" مقالا للكاتب الاسرائيلي آري هايستاين بتاريخ 13 مارس 2025، وآري هايستاين، مستشار لشركات إسرائيلية ناشئة ورئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
الكاتب تطرق في مقاله إلى دور سلطنة عُمان كوسيط في حل الكثير من النزاعات في اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، ابتداءًا من مرحلة توحيد شمال اليمن وجنوبه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وقيام عُمان بالتعاون في ترسيم الحدود مع اليمن. وتساءل الكاتب- بخبث الصهاينة المعروف- ما إذا كانت عُمان في الواقع وسيطًا مُحايدًا؟ وما إذا كان دورها الحالي في الساحة اليمنية يُعزز الاستقرار الإقليمي؟
ذلك التساؤل الذي طرحه الكاتب يتناقض مع مقدمة مقاله وفيما ذكره عن سلطنة عُمان ودورها الإقليمي غير الخاضع لسياسة الكيل بمكيالين، لذا أقول إن عُمان استحقت دورها الإقليمي لكونها قوة توازن جيوسياسية في المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواقفها المبدئية والثابتة، ولا يخفى على أحد أنّ ثوابت عُمان الخارجية قائمة على مبادئ لها قيم وجذور من التعايش السلمي الآمن، وحُسن الجوار، ومن تلك الثوابت أنّ ما جعل السلطنة تمتنع عن الاشتراك كطرف في الكثير من النزاعات، والتزمت جانب الحياد الإيجابي، وخصوصًا التحالف العسكري في اليمن في 2015؛ مما سجّل لها موقفًا تاريخيًا كبلد آمن يحب السلام للناس أجمعين، وعالجت بحكمة الأزمات الإقليمية وملفاتها الشائكة، وقادت مُصالحة سياسية في اليمن عجز عنها غيرها.
إنّ سلطنة عُمان كانت تنظر إلى اليمن السعيد على أنه عُمق تاريخي وثقافي فاعل للسلطنة وللأمة العربية، ورأتْ أنّ وقوفها الحيادي إلى جانب اليمن سيكون له الدور الفاعل في حل الأزمة اليمنية، وأن اليمن يجب أن يحظى بقيادة شرعية تُمثله، وأنّ أهل اليمن أولى بتسيير شؤونهم دون أي تدخل خارجي فيها، إلّا بالكلمة الصادقة، دفعًا لأي مسوغ قد تُخلفه النشاطات المُتشظية والحروب العبثية، التي ستشل سعيه لثراء وحدته، وتوقف عجلة تقدمه، وتمنعه من القيام بدوره التاريخي جنبًا إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي.
تحدث الكاتب أوري هايستاين، بقلق حول مساعي يمنية لبناء علاقات مع روسيا الاتحادية، رغم ما يحدث في أوكرانيا، وعجز الغرب الغرب بأجمعه عن إضعاف روسيا، الأمر الذي يشكل خطرًا على مصالح الغرب في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا ما تمكنت روسيا من الحصول على موطأ قدم في تلك المنطقة الحيوية من العالم.
ويذكر الكاتب حول مفاجأة أشغلته بملامحها، عندما نجحت سلطنة عُمان في التوسط وإطلاق سراح طاقم سفينة "جالاكسي ليدر"، مما يُعد نجاحًا مهمًا للدبلوماسية العُمانية، وبادرة من جماعة أنصار الله لتهدئة التصعيد. وليته قالها بقناعة، لكنه لم يتنازل عن خبثه رغم أن نجاح مساعي السلطنة لتحرير طاقم السفينة ساهم في تعزيز الأمن الإقليمي. ثم عاد وقد ناقض نفسه فقال "إن إطلاق سراح طاقم السفينة خطوة محسوبة لصالح الجماعة، وأن انطباع العواصم الغربية كان انطباعًا خاطئًا"؛ ذلك الانطباع لم يكن في محله؛ فاليمنيون كان لهم حوار مثمر، وتمكنوا من إبقاء باب الحوار مفتوحًا ومباشرًا لإبقاء فرص السلام قائمة.
وثمة أمر يدعو للريبة، أنه في خلال أسبوع واحد ظهرت مقالة تلو الأخرى تحمل كمية من الحقد الدفين لبلدنا ولأمتنا، وفيها من التشكيك الكثير في حسن نوايا السلطنة؛ حيث إن عُمان قدمت أقصى طاقاتها للجميع بلا مقابل ولعقود من الزمن فقط لغرض الاحتفاظ على التوازن ولنيل منافع الاستقرار.
ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في 18 مارس 2025، مقالا آخر للكاتب أمين إيكوب، عبَّر فيه عن حالة الاستياء والحقد تجاه مواقف السلطنة الداعمة لأهلنا في فلسطين، وأعاد المشهد الذي قد سبقه به زميله في صحيفة "ذا سايفر بليف"، فقال في مقاله: "إن على الولايات الأمريكية المتحدة أن تدرك عاملًا خطيرًا، وهو أن سلطنة عُمان التي تتمتع عاصمتها مسقط بسمعة الحياد والدبلوماسية، إلّا أن الواقع مغاير تمامًا لهذه الفكرة والأمر فيه خداع كثير".
ويعتقد الكاتب أن السلطنة تمارس أدوارًا كثيرة وأنها تخدع الغرب بمظهر الطرف المحايد.
وله ولأمثاله أقول إن المخادع والكاذب يظن أن كل الناس مثله وأن السلطنة لها تاريخ طويل في فض النزاعات والحياد الإيجابي ولطالما أثبتت أن مواقفها هي الأصح والأكثر صدقًا وموثوقية، وهي لا تطالب بمقابل لقاء مواقفها الرصينة والثابتة، ونحن في عُمان يزيدنا فخرًا أن تغضب إسرائيل ومن يساندها مَنَّا، ما دُمنا على الحق وعلى المبادئ.
إنّ سلطنة عُمان أعلنت في أكثر من ظرف وزمان، أن كل مساعيها كانت دومًا بوصفها طرفًا مُحايدًا، وأنّها ماضية في مساعيها على طريق السلام والحرية لكل الشعوب، على الرغم من محاولات بعض القوى الخارجية الكبرى لإفشال تلك المساعي، وأن قافلة عُمان ستسير بإذن الله وبحكمة قائدها المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ولا يهمها صوت يعلو من هنا أو هناك.