كيف تقوّي عثرات بايدن خصوم الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
رأى الكاتب دوغلاس موراي أن عثرات الرئيس الأمريكي جو بايدن تنفّر حلفاءه وتقوي أعداء الولايات المتحدة.
إدارة بايدن كانت ضعيفة بشكل استثنائي
وكتب موراي في صحيفة "تلغراف" البريطانية أن أمريكا لم تتعلم دروس الكارثة التي حلت بها في فيتنام، وأن الانسحاب الأسوأ من أفغانستان قبل صيفين دليل على ذلك، لافتاً إلى أن أوجه التشابه غريبة، حيث يتعلق سكان محليون يائسون بالطائرات.
في عام 1970، صدرت أوامر للقوات الأمريكية في السفارة في سايغون بحرق ملايين الدولارات نقداً، حتى لا يتمكن الفيتناميون الشماليون من الحصول عليها، وتبدو هذه صفقة بسيطة مقارنة بعام 2021، عندما سلم الأمريكيون لطالبان واحدة من أغلى وأكمل مجموعات المعدات العسكرية في العالم.
تراجع عن التزام طويلادعت إدارة بايدن أن انسحابها كان مجرد تطبيق نهج صارم، ما أدى في النهاية إلى التراجع عن التزام طويل الأمد تجاه البلاد، لكن أسلوب الانسحاب والضعف الذي أظهره كان لهما تداعيات عميقة.
ويعتقد العديد من الخبراء أن رغبة فلاديمير بوتين الراسخة في ضم أوكرانيا وجدت طريقها إلى التنفيذ من خلال الطريقة غير الفعالة التي انسحبت بها الولايات المتحدة.. والأسوأ من ذلك أن المحور الذي يتحرك عليه النظام العالمي تغير في الفترة نفسها.
The Telegraph: فشلت الولايات المتحدة فشلاً ذريعاً في توثيق علاقاتها مع حلفاءها - منهم السعودية - بل عملت على تنفيرهم واستفزازهم من خلال قراراتها ومواقفها الخاطئةhttps://t.co/DlgmCP4Ltt
— Reflect ريفليكت (@Reflect_AR) August 20, 2023ويقول الكاتب: "إذا كنت سترتكب خطأً كبيراً في منطقة ما، فمن الأفضل أن تتأكد من أن كل تحالف آخر في حالة عمل جيدة جداً.. ومن المؤكد أن العزلة الضرورية لروسيا منذ عدوانها على أوكرانيا دفعتها إلى الاقتراب أكثر من محورها، أي الصين وإيران.. ولعل مجموعة متنوعة من البلدان، متفاوتة النفوذ، تشكل سبباً إضافياً لدعم حلفائك الطبيعيين".
ولكن الكاتب يشير إلى أن إدارة بايدن كانت ضعيفة بشكل استثنائي في القيام بذلك.. ومن المعروف عموماً أن إسرائيل تقع في فلك أمريكا، لكن توتر تلك العلاقة خلال إدارة أوباما (التي كان بايدن خلالها نائباً للرئيس) لا يمكن إنكاره، وخلال ذلك الوقت، كان على إسرائيل حتماً أن تبقي على خطوط الصداقة الأخرى مفتوحة، بما في ذلك مع روسيا.. لذا فقد أبقت إسرائيل، من باب السياسة الواقعية، نفسها خارج الترسيمات الواضحة التي تمسك بها حلفاء أمريكا منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
ويحدث مثل هذه الأشياء بمجرد استفزاز الحلفاء بدلاً من العمل معهم، وقد نفر بايدن السعوديين أيضاً.
Biden’s blunders are alienating his allies – and strengthening America’s enemies https://t.co/fWiC4UvDyQ
— Chris (@Chris895388711) August 20, 2023ومع ارتفاع أسعار الطاقة في الصيف الماضي بسبب تداعيات حرب أوكرانيا، ذهب بايدن شخصياً إلى المملكة العربية السعودية وطلب منهم زيادة إنتاج النفط، علماً أنه كانت هناك فترات لم يكن فيها زعيم أمريكي يحتاج إلا إلى التقاط الهاتف والتحدث مع السعوديين.. ولكن مع اقتراب حلول منتصف الولاية، خفضت الرياض الإنتاج بالفعل، وهي علامة ليس فقط على أن السعوديين ليسوا بحاجة إلى فعل ما تطلبه الولايات المتحدة، ولكن يمكنهم فعل العكس إذا أرادوا ذلك.
في مثل هذه الحالة، تتشكل تحالفات جديدة خطيرة.. كان الأمر الأكثر لفتاً للانتباه العام الماضي هو الجهود الجريئة التي بذلها الصينيون للدخول في الأدوار التي كانت متوقعة في السابق من الولايات المتحدة، فإذا كان هناك اتفاق سلام يتم التوسط فيه في الشرق الأوسط، كان يُفترض أن تكون أمريكا هي التي تقوم بذلك.
عندما تم الاتفاق على صفقة في مارس (آذار) الماضي لإعادة العلاقات بين الجارين إيران والسعودية، كانت بكين هي التي توسطت فيها.. في نفس الوقت تقريباً، كانت القيادة الصينية هي التي بدأت في الترويج لـ "اتفاق سلام" لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
المال لتحرير أمريكيينإلى ذلك، تبتز طهران واشنطن مرة أخرى بالمطالبة بالمال لتحرير أمريكيين.. ومع أن إيران دولة مارقة منذ عام 1979، قلة من الدول المارقة في العالم استطاعت مثلها ابتزاز أمريكا باستمرار وبنجاح، ومن المتوقع تسليم نظام يرقص على حافة محاولته أن يصبح قوة نووية مبالغ كبيرة مرة أخرى، مثلما حدث في ولاية أوباما - بايدن.
وبالنسبة للعديد من دول المنطقة، وخصوصاً إسرائيل، فإن السيناريو الكابوسي هو أن تمتلك إيران القدرة النووية بسرعة، لكن بعد ذلك، إيران في وضع جيد.. لديها بعض الأصدقاء الأقوياء ومنهم الصين بشكل أساسي، وبعض الأعداء الضعفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويخلص الكاتب إلى أن أن ثمة تحولاً طفيفاً في محور القوة العالمية، ولكن في مثل هذه التحولات الدقيقة يمكن أن تتغير عوالم بأكملها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
30 شركة صينية ممنوعة من تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة
أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينغ يانغ الصينية أو التي يُشتبه بأنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.
وقد اتُهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنعَت أو جمعَت بأيدي أويغور يعملون قسرا، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.
وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.
NEW: Today, DHS, on behalf of the Forced Labor Enforcement Task Force (FLETF), announced the addition of 29 companies based in the People’s Republic of China (PRC) to the Uyghur Forced Labor Prevention Act (UFLPA) Entity List – bringing the total number of entities on the UFLPA… pic.twitter.com/NPlRnA3Kdb
— Homeland Security (@DHSgov) November 22, 2024وقالت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي في بيان: "بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأمريكية) إظهار التزامها ضمان بأن لا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينغغ يانغ".
وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة الحزب الشيوعي الصيني إنهم "سعداء بهذه الخطوة الإضافية"، معتبرين أن الشركات الأمريكية "يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني وأن تطور سلسلة توريد بعيدة من العمل القسري".
يحظر قانون المنع الذي أقره الكونغرس الأمريكي في ديسمبر (كانون الأول) 2021 كل واردات المنتجات من شينغ يانغ ما لم تتمكن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.