يمانيون:
2025-04-02@10:41:08 GMT

مدرسة النبوة.. وتلميذُها القائدُ الشهيد

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

مدرسة النبوة.. وتلميذُها القائدُ الشهيد

يمانيون ـ بقلم ـ طارق مصطفى سلام *

في ذكرى شهيد القرآن وسيد الشهداء يتبادرُ إلى الأذهان حجمُ التضحيات الكبيرة التي قدَّمَها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” في ظروف صعبة وغاية في التعقيد مستندًا على الثقة بالله والتوكل عليه والاستجابة له والجهوزية للتضحية في سبيله.

إن المشروعَ القرآني الذي قدَّمه شهيدُ القرآن لينيرَ طريقَ هذه الأُمَّــة ويحدّدَ مساراتِها المستقبليةَ مثَّل لحظة فارقة ومفصلية في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية، وملحمة جهادية تجسَّدت بعظمةِ التضحيات الكبيرة التي قدَّمها عظماءُ الأُمَّــة في سبيلِ عزتِها وكرامتها، وفي مقدمتهم رفيق القرآن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “سلام الله عليه”.

لقد مثّل استشهاد القائد حسين بدرالدين الحوثي “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.. -وهو يدافع عن معتقدات الإسلام ومعاني القرآن التي حاول الأعداء طمسها من نفوس المسلمين واستبدالها بأفكار ومعتقدات تخدم مصالح اليهود وتعزز هيمنتهم على أُمَّـة الإسلام والمسلمين- لحظة فارقة ومظلومية هزت عروش الطغاة وأربكت حساباتهم والتي أراد من خلالها المجرمون والعملاء، ومن ورائهم أمريكا و”إسرائيل”، أن يطفئوا نور الله، لكن الله أبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

إن الجهد المبارك الذي قدمه الشهيد القائد في سبيل هذه الأُمَّــة وما بذله من عطاء عظيم؛ مِن أجلِ إحياء روح الأُمَّــة وتحريك بُوصلتها نحو العدوّ الأوحد لها المتمثل باليهود والنصارى ومن تآمر معهم تجسد في إدراك الشهيد بمكامن الضعف في هذه الأمة، حَيثُ كان “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” يرقب تلك التحَرّكات للأعداء بنظرة قرآنية، ويقيمها، ويعي خطورتها.

وعندما تحَرّك كانت نعمة عظيمة بما قدم من خلال القرآن الكريم من وعي وبصائرَ وحلول للأُمَّـة حتى تخرج من حالة التيه والعمى، وتعود إلى مسارها الذي أراده الله وأمر به نبيه؛ ما يجعلها محصَّنةً من السقوط في مشاريع الأعداء؛ فكان للدروس والمحاضرات التي غيَّرت في مسار هذه الأمة الأثرُ الكبير في رفع وعي أبناء الأُمَّــة، وعرفها بعدوها الحقيقي الذي حدّده الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).

لقد كان الشهيد القائد قرينُ القرآن، سليلُ بيت النبوة، رمزًا للجهاد والثبات على الحق والتمسك بالمبادئ القرآنية، في زمن تخاذلت فيه الأممُ وتكالب فيه الأعداء وأصبح الخنوع والارتهان للأعداء وسيلةً للتقرب من اليهود والنصارى الذين حاولوا تشويهَ هذا الدين وطمس أخلاقه ومبادئه على يد المسلمين أنفسهم حتى كان لا يوجد للإسلام سوى اسمه، ولهذا كان صوتُ الشهيد القائد وحوله ثلةٌ من المؤمنين يصدح بكلمة الحق في وجه المستكبرين، داعيًّا الأُمَّــةَ إلى العودة الصادقة لله تعالى، وجعل القرآن الكريم منهجَ حياة للأُمَّـة الإسلامية، محذرًا من مخاطر التساهل مع مخطّطات العدوّ ومؤامراته الخبيثة التي استشرت في جسد الأُمَّــة حتى باتت رهينةً لأطماع الأعداء ذليلةً مكسورةً أمامَ إجرام العدوّ وغطرسته.

إنها دروسٌ نستلهمُ منها كُـلَّ معاني البذل.. وتمُدُّنا بالكثير من صور الجهاد والصبر والتضحية ذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “عليه السلام” التي بمثابة محطة يتزود منها كُـلّ المجاهدين في مختلف الثغور وعلى كُـلّ الجبهات، هي مدرسة يتعلم منها كُـلّ أحرار العالم كيفية الاستعانة بالله على مواجهة الطغاة وكيف تستطيعُ الأُمَّــةَ أن تحول ضعفَها وهزيمتها أمام العدوّ إلى نصر وفتح عظيم بعد التوكل على الله والاقتدَاء بنهج النبي وآل بيته الأطهار.

 

* محافظ محافظة عدن

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید القائد القائد حسین هذه الأ

إقرأ أيضاً:

خواطر رمضانية

#خواطر_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

وانقضى شهر الرحمات والمغفرة، ومرت أيامه سريعة كما كل الأوقات الجميلة، فهنيئا لمن اغتنم الفرصة ففاز الفوز العظيم بالعتق من النار.
كان هذا الشهر موسم حصاد الأرباح، إذ يضاعف فيه أجر الأعمال الصالحة، ولعل أكثر ما يقبل المؤمنون عليه فيه هو تلاوة القرآن.
حقيقة أنها من اجل الأعمال الصالحة، وقد حضنا عليه نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم، لما يعلمه من جزيل نفع ذلك لحياة الأمة وصلاح أمرها، قبل نفع الفرد بأجر عند الله عندما يجد القرآن شفيعا له يوم لا ينفع المرء مال ولا بنون.
القرآن ليس مجرد كتاب هداية يفصل شؤون الدين فقط، بل هو أعظم نعمة منّ الله بها على عباده المؤمنين، فهو مصدر موثوق للمعرفة الكاملة والعلم الصحيح، ومرجع صادق لأحوال الأمم السابقة، ودليل شامل لكل ما ينفع المرء ويسعده، ولكل ما يضره ويشقيه، لذلك فهو منهاج حياة الأفراد والأمم.
لهذا كله أراد الله تعالى لعباده المداومة على قراءة القرآن في رمضان وفي غيره، لكننا للأسف نجد من المسلمين كثير تلاوة وقليل تدبر وتفكر فيما تلوه.
هنالك مقولة لـ “علي عزت بيغوفيتش”: المسلمون هذه الأيام يقدسون القرآن كمصحف، فيبجلونه ويزينونه، لكنهم لا يقدسونه كمنهج”.
الحقيقة أنه مصيب فيما قاله، فاستعماله يقتصر على تلاوته في رمضان بقصد كسب الحسنات، ويتنافسون في عدد الختمات، لكنك لا تجد من يتوقف عند كل آية محاولا اسقاط المضمون على الواقع، ولا التدبر في أحوال الأشخاص والأقوام اللذين أورد الله قصصهم، لأجل أخذ العظة مما جرى معهم.
هم يعظمون القرآن، لكنهم يريدونه طقوسيا وليس منهاجا يتبع، يحتفظون به في المساجد ودور التحفيظ، ويفتتحون به المؤتمرات، ويتنافس قراؤه على جمال تجويده، ويذيعونه على مكبرات الصوت في بيوت العزاء، لكنهم لا يتفكرون في مضمون ما يسمعونه أو يتلونه، ولا يطبقونه في حياتهم اليومية ولا يعتمدون منهجه كدستور ناظم لشؤون حياتهم، بل يعتمدون دساتير الغرب ، ويلتزمون بتعليمات المستعمر ومقررات هيئاته ويطبقون مبادئ فلاسفته ومنظريه.
وهذا هو هجران القرآن: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” [الفرقان:30].
قد يقول قائل: ها هم الأمم المتقدمة لا يقرؤون القرآن، بل لا يعترفون به، ومع ذلك فهم يحققون النجاح والازدهار والتقدم، فيما نحن نلتقط من ورائهم فتاتهم.
غير المؤمنين اعتمدوا على التجربة والخطأ في تدبير شؤون حياتهم، وعانوا كثيرا من تنكبهم لمنهج الله القويم، فظلموا غيرهم وأنفسهم كثيرا وعدلوا قليلا، وسبب شقائهم أنهم خالفوا فطرة الخير والاحسان الكامنة في كل نفوس البشر مؤمنهم وكافرهم، أكثر مما اتبعوها، لذلك فحياتهم ضنكة لأنها تشبه حياة الأنعام: تعيش ليومها ولمتعها الآنية تأكل وتشرب وتتمتع بالجنس.
كيف يطمئن المرء ويهنأ باله إن كان يعلم يقينا أنه سيموت حتما، وبلا انذار، وسيترك كل ما حازه من علم وجاه وأموال وبنين وراءه، ويمضي الى واقع مجهول لا يعلم مصيره فيه، ولكي يعزي نفسه يحاول أن يقنع نفسه أنه ماض الى الفناء وليس الى دار حياة أخرى، يحدد مصيره فيها من نعيم أوشقاء بناء على محصلة أعماله الدنيوية، لكنه يفشل في اقناع نفسه قبل اقناع غيره بصحة ظنه هذا، فليس له دليل واحد على صحته، فلم يحدث أن عاد أحد بعد الموت لينبئ بما وجده، بل كل الأدلة المنطقية توحي بالعكس.
واولها أنه لو كان وجود البشر بالصدفة وبلا خالق، لوجدت احتمالات كثيرة لنماذج متعددة لمخلوقات بشرية وغيرها، لكنك لا تجد إلا صورة واحدة محددة لكل مخلوق منذ الأزل رغم مروره بمراحل تطور، لكنها جميعها في الاتجاه ذاته.
ولا يمكن لمتفكر في الطبيعة البشرية المتحكمة في سائر المخلوقات التي سخرت جميعها لنفعها، لا يمكن أن يتصور أن ذلك بلا تكليف ولا مسؤولية، فكل ما في الواقع ينبئ أنه على قدر ما يتحقق من تميز أو نفع لمخلوق، كلما كانت المتطلبات اكثر، ومسؤوليته أكبر.
لذلك من المنطقي لمن تتاح له فرصة للسيادة والتميز على غيره أن يكون وراءه حساب.
السعادة تحققها الطمأنينة، لذلك: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” [طه:124].
كل عام وانتم بخير، ونلتقي ان شاء الله بعد إجازة العيد.

مقالات ذات صلة خواطر رمضانية 2025/03/29

مقالات مشابهة

  • حزب الله اللبناني يزف القائد حسن على بدير ونجله شهيدا على طريق القدس
  • ألوية الناصر صلاح الدين تنعَــى الشهيدَ القائد “بدير” ونجلَه في العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية
  • حزب الله ينعى القائد حسن علي بدير
  • من اليمن إلى فلسطين.. الشهيد أبو حمزة صوته لن يسكت أبدًا، وتضحياته تزرع طريق القدس
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرين للسيد القائد 1446هـ ..
  • تهنئة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك 29 رمضان 1446هـ (إنفوجرافيك)
  • شاهد| تهنئة السيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة عيد الفطر المبارك 1446هـ
  • خواطر رمضانية