شهدت قاعة "فكر وإبداع" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 ندوة خاصة لمناقشة كتاب "شهادة البابا تواضروس: الدولة.. الكنيسة.. الإرهاب" للإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور.

الكتاب، الذي صدر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، يعتبر مرجعا يوثق شهادة البابا تواضروس الثاني عن أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها مصر خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما تلاهما من تغييرات سياسية واجتماعية.

شارك في مناقشة الكتاب الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، وعماد خليل، عضو مجلس النواب، وأدار اللقاء الإعلامي محمد عبد العزيز.

وأعرب الإعلامي محمد عبد العزيز عن سعادته بالمشاركة في مناقشة كتاب مهم يتناول شخصية بارزة بحجم البابا تواضروس الثاني.

وأكد عبد العزيز أن الكتاب لا يكتفي بسرد شهادات البابا فحسب، بل يقدّم رؤية تحليلية معمقة للأحداث، مشيدا بأسلوب الدكتور محمد الباز الذي يمزج بين دقة الصحفي ورؤية المؤرخ.

وأوضح أن الكتاب يكتسب أهميته من كونه وثيقة وطنية تتناول مرحلة مفصلية في تاريخ مصر الحديث، حيث يلقي الضوء على دور الكنيسة المصرية ورؤية البابا تواضروس للأحداث التي عاشتها البلاد، مما يجعله مصدرا غنيًا للأجيال القادمة لفهم هذه الفترة.

و أشاد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بمحتوى الكتاب، واصفا إياه بالعمل التاريخي الاستثنائي الذي يبرز شهادة البابا تواضروس كشخصية عاصرت أحداثا غيّرت وجه مصر.

وأكد أن البابا تواضروس، بشهادته، قدّم صورة دقيقة عن التحديات التي واجهت الدولة المصرية، خاصة في فترة ما بعد ثورة 30 يونيو، التي وصفها بأنها ثورة الشعب المصري بمختلف أطيافه.

وأضاف عفيفي أن الكتاب يعكس مهارة الدكتور محمد الباز في الحوار، حيث استطاع أن يتجاوز التحفظ المعتاد للشخصيات الدينية، مخرجا شهادات تحمل تفاصيل دقيقة ومهمة.

واستشهد بعدة أمثلة من الكتاب تُبرز قدرة الباز على تقديم مادة تجمع بين التحليل السياسي والرؤية الإنسانية، ما يجعل الكتاب إضافة قيّمة للمكتبة العربية.

وأكد النائب عماد خليل أن الكتاب يعد مصدرا ثريا لمن يريد دراسة شخصية البابا تواضروس ودور الكنيسة القبطية في الحياة العامة خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن البابا، على الرغم من تحفظه الطبيعي كزعيم ديني، قدم خلال الحوار مع الدكتور الباز شهادات غاية في الأهمية، خاصة حول الأحداث التي تعرضت لها الكاتدرائية وموقف الكنيسة من جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار خليل إلى أن الكتاب لا يقتصر على تسجيل الأحداث فحسب، بل يقدم تحليلا اجتماعيا وسياسيا لواقع الكنيسة والدولة في تلك المرحلة.

وأضاف أن الدكتور الباز تناول شخصية البابا من منظور عميق، مستشهدا بمقارباته لكتاب "الأعمدة السبعة" لميلاد حنا، والذي ارتكز عليه في توضيح الجوانب الإنسانية والفكرية لشخصية البابا.

من جانبه، تحدث الدكتور محمد الباز عن دوافعه لكتابة هذا الكتاب، موضحا أنه جزء من مشروع بدأه منذ عام 2014 لتوثيق الرواية المصرية للأحداث الكبرى.

وأشار إلى أن فكرة الكتاب نشأت من رغبته في تقديم شهادة البابا تواضروس ضمن سلسلة من الحوارات التوثيقية التي أجراها عبر برنامجه التلفزيوني "الشاهد".

وأكد الباز أن الصحافة تعتبر مصدرا مهمًا من مصادر التاريخ، ولذلك حرص على أن يكون هذا الكتاب ليس مجرد حوار، بل وثيقة وطنية يمكن الرجوع إليها لفهم السياقات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر.

وأوضح الباز أن العمل على الكتاب تطلب وضع شهادة البابا في سياقها التاريخي، حيث لم يقتصر الكتاب على نص الحوار فقط، بل أضاف خلفيات وتحليلات تساعد القارئ على فهم أعمق للأحداث. كما أعرب عن شكره للناشر عاطف عبيد، الذي شجعه على إصدار الكتاب وتقديمه للمكتبة العربية.

واختتم الباز كلمته بتأكيده على أهمية الحفاظ على الرواية الوطنية للأحداث التاريخية الكبرى، مشددا على أن الكتاب ليس مجرد عمل صحفي أو توثيقي، بل هو جزء من ذاكرة وطنية لا يجب أن تُنسى.

وأعرب عن أمله في أن يظل الكتاب حاضرًا كمرجع للأجيال القادمة لفهم دور الكنيسة المصرية في الحفاظ على تماسك الدولة في أوقات الأزمات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البابا تواضروس معرض الكتاب محمد الباز كتاب البابا تواضروس شهادة البابا تواضروس الدکتور محمد الباز أن الکتاب

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي الدولي للكتاب» يحتضن ركن «ظلال الغاف»

أبوظبي (وام)
يحتضن معرض أبوظبي الدولي للكتاب ركن «ظلال الغاف»، الذي يذكّر بجلسات الآباء والأجداد الأوائل تحت أشجار الغاف الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 120 عاماً، وذلك ضمن قائمة طويلة من المبادرات التي أعدها مركز أبوظبي للغة العربية في المعرض لتكريس المبدعين الإماراتيين في مجال الكتابة والتأليف.
يستحضر الزوّار، من خلال الركن، طقساً تقليدياً يعيد إلى ذاكرتهم الجمعية الارتباط بموروثهم العريق، ويرسخ في الأجيال الجديدة قيمة شجرة الغاف من جهة، وأهمية الأدباء في المجتمع من جهة أخرى.
وقد استوحي تصميم الركن من عناصر الحكايات الخيالية لتتجسد بواقع يحمل استثنائية واضحة، فالركن يمتاز بتصميمه الممزوج باللون البنفسجي، والأشكال المستلهمة من طبيعة دولة الإمارات، فيما تتوسطه شجرة الغاف بعنفوانها وشموخها مع كل ما تمثله من مشهدية تراثية أصيلة.
يستضيف الركن يومياً طيلة فعاليات المعرض أحد الكتّاب الإماراتيين المشاركين في المعرض ليقرأ أمام الحضور مقتطفات من كتابه، ويتفاعل معهم ويجيب عن أسئلتهم ويعيش معهم تجربة أدبية فريدة تمكنهم من التعرف على رؤاه وأفكاره.
سيحظى المشاركون، في نهاية هذه الرحلة الإبداعية، بنسخة موقعة من الكتاب محل النقاش لتبقى هذه اللحظات الاستثنائية خالدة في الذاكرة.

أخبار ذات صلة «حكماء المسلمين» ينظم ندوة حول تعزيز الحوار الإسلامي في «أبوظبي للكتاب» "أبوظبي للكتاب".. متحف زايد الوطني يحتفي بالإرث الغني للدولة معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • وفد من شرطة أبوظبي يتجول في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن فعاليات "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"
  • جديد معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالأرقام
  • «أبوظبي الدولي للكتاب» يحتضن ركن «ظلال الغاف»
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا تواضروس يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية
  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية |صور
  • سلطنة عُمان تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ (39)
  • الدورة الـ30 من معرض الكتاب الدولي بالرباط تحتفي بالشاعر المغربي بنطلحة
  • بنك مسقط يشارك في إنجاح تنظيم معرض مسقط الدولي للكتاب