مسقط- الرؤية
اختُتمت بنجاح فعاليات النسخة الأولى من "أسبوع عُمان للتصميم"، التي امتدت على مدار خمسة أيام بتنظيم من الشركة العُمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران)، بالتعاون مع الجمعية العُمانية للتصميم؛ احتفاءً بالفنون الإبداعية والتصميمية ودورها في تعزيز القطاع السياحي المحلي. واستقطب الحدث طوال أيامه الخمسة الكثير من المهتمين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، مما يعكس الاهتمام الذي تلقاه الفنون الإبداعية والتصميمية.


وتضمنت الفعالية مشاركات متنوعة من أكثر من 40 فنانًا ومصممًا محليًا ودوليًا، عرضوا أعمالًا مختلفة شملت منحوتات وتصاميم مستدامة وتجارب إبداعية تفاعلية، كما احتوى برنامج الفعالية على ورش عمل تعليمية وسوق مصاحب للمصممين أتاح الفرصة للمواهب المحلية للتواصل مع الجمهور، كما ساهمت في خلق مساحة إبداعية تنبض بالجمال وفتح آفاق للفنانين والمصممين المشاركين لإطلاق إمكاناتهم، إلى جانب تعزيز حضور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وقالت الفنانة مهرة الرئيسية إحدى الفنانات المشاركات في الفعالية: "فخورة بمشاركتي في النسخة الأولى من أسبوع عُمان للتصميم، والتي تمثّل نافذة أطلّ من خلالها على الجماهير الشغوفة بالفنون الإبداعية، حيث أتيح لي تقديم عمل فني مستوحى من رؤيتي الخاصة، ولقد كان التفاعل مع الجمهور تجربة غنية أضافت بعدًا جديدًا إلى العمل الذي شاركت به؛ فملاحظاتهم وأفكارهم كانت بمثابة حوار عميق بين الإبداع والجمهور".
من جانبه، أشار المهندس أحمد المقبالي، والذي قدم ورشة عمل حول التصميم الحضري لمدينة العرفان: "ركزت ورشة العمل التي قدمتها حول التصميم الحضري لمدينة العرفان على مفهوم الاستدامة كركيزة أساسية لتطوير المدن المستقبلية، وتناولنا خلال الورشة أهمية دمج الهوية الثقافية العُمانية مع الاحتياجات الحديثة للبيئة العمرانية، وكيفية تحقيق توازن متناغم بين الجمال الوظيفي والحفاظ على الموارد. ما أثار إعجابي هو التفاعل المميز من المشاركين، لا سيما الشباب، الذين أبدوا حماسًا ووعيًا بأهمية هذه القيم في مشاريعهم المستقبلية".
وأوضح جواو بيريرا أحد زوار الفعالية: "تمثل هذه الفعالية محطة لإعادة تعريف التصميم كأداة تتجاوز الجانب الجمالي لتلامس مختلف جوانب الحياة، وتعرّفت من خلال الورش على قدرة التصميم لأن يصبح وسيلة لإثراء الحياة اليومية. ما ألهمني بشكل خاص هو إدراك أهمية توظيف الجمال والإبداع في كل ما نقوم به، بما يُحقق التوازن بين الفن والوظيفة."
وذكرت صفاء البريكي صاحبة مؤسسة "طور للمجوهرات": "مُشاركتنا في النسخة الأولى من أسبوع عُمان للتصميم كانت مصدر تفاؤل كبير تجاه السنوات المُقبلة، حيث تعكس الدعم المتزايد للمجالات الإبداعية في عُمان، إن وجود هذه المجالات في بيئة تحتضن وتحفّز الإبداع، إلى جانب تواجد أسماء مبدعة بارزة على مستوى السلطنة، يُعزز من الطموح والاستمرار في تقديم إبداعات مُميزة تُعبّر عن هويتنا وثقافتنا".
ومع ختام النسخة الأولى من أسبوع عُمان للتصميم، أظهرت الفعالية قدرتها على أن تكون منصة تجمع المبدعين والزوار لتبادل الأفكار والرؤى، مما يُعزز الوعي بأهمية التصميم كجزء من الثقافة والمجتمع. وتأتي هذه الفعالية ضمن إطار برنامج مجموعة عُمران "سياحة الإبداع"، الذي يسعى إلى دمج الفنون الإبداعية في إثراء القطاع السياحي وتمكين المواهب الإبداعية المحلية. كما تمثل نقطة انطلاق لبرامج ومبادرات الجمعية العُمانية للتصميم، التي تطمح إلى إطلاق المزيد من الفعاليات والأنشطة في المستقبل، بهدف دعم المواهب الوطنية وإبراز الهوية الإبداعية لسلطنة عُمان.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكار

قال الشاعر:

ونحارب التقليد طول زماننا … مع حبنا للعلم المتجرد
وكذا الأئمة حبهم متمكن … من كل نفس يا برية فاشهدي
إنا نرى التقليد داءً قاتلاً … حجب العقول عن الطريق الأرشد

التقليد الأعمى هو ما يتبعه الأفراد والجماعات من خلال تقليد الآخرين فيما يقومون به سواء قولاً أو فعلاً بحذافيره، لتطبيقه على واقعهم، في زمننا الذي يشهد تطورات متسارعة ومتغيرات جذرية في كل مناحي الحياة، أصبحت الحاجة للإبداع والابتكار أكثر إلحاحاً من أي وقت قد مضى، وإن التقليد الأعمى، بإتباع نفس الخطى والنماذج والأفكار التي سبق وأن قام بها الآخرين، يمثل عقبة كبيرة تعترض طريق الإبداع والابتكار والتجديد نحو المتطلب الحالي، ويُعد كقاتل صامت يغتال الأفكار الخلاقة عند مهدها.

التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكارعلى النحوالآتي:

أولاً: يؤدي التقليد الأعمى إلى ركود فكري، عندما يتبنى الأفراد والمنظمات نماذج سبق وتم تجربتها بدلاً من السعي لتقديم أفكار جديدة وذكية، فإنهم بذلك يحرمون أنفسهم والمجتمع من فرصة اكتشاف إمكانيات جديدة وطرق مبتكرة لحل المشكلات، وإن الاعتماد على النماذج المستهلكة يمنع العقل من استكشاف الأفق الجديد ويُبقيه حبيساً داخل دائرة مفرغة من التكرار.

ثانياً: يُفقد التقليد الأعمى القدرة على التميز في سوق تنافسي داخلياً وخارجياً، فالمنظمات التي تعتمد على تقليد المنتجات والخدمات الموجودة تُعرّض نفسها لخطر الفشل في الوقوف أمام المنافسين الذين يمتلكون روح الابتكار والقدرة على تلبية احتياجات العملاء الفريدة والمتغيرة، إن التميز في الإبداع والابتكار يأتي من الجرأة على الخروج عن المألوف والبحث عن أشياء غير مسبوقة.

ثالثاً: يؤدي التقليد الأعمى إلى إلغاء الهوية الشخصية الفردية والجماعية، عندما يستسلم أفراد المجتمع لموجة التقليد الأعمى، يُفقدون فرصتهم لتعزيز هويتهم الخاصة وإبراز مواهبهم الفريدة، وهذا ينعكس سلباً على المجتمع ككل، حيث تقل الفرص لتطوير ثقافات غنية ومتنوعة تعتمد على الإبداع والإبتكار كوسيلة للتعبير عن الذات.

رابعاً: الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، كُثرَ مستخدمين برامج الذكاء الاصطناعي والاعتماد المفرط عليه بدل الاعتماد الذاتي، للبحث عن المعلومات والمقالات والبحوث العلمية، مما أدى إلى قلة الإبداع والابتكار في الإنتاجية.
أسباب التقليد الأعمى:

• الجهل الذي أصبح منتشراً بسبب عدم الاعتماد على الأفكار الشخصية وتطويرها وقلة الإطلاع والبحث.
• الركون إلى آخر ما تحصل عليه الفرد من الشهادات العملية ويضن أنه وصل إلى قمة العلم والمعرفة.
• ضعف التطوير الذاتي ومجالسة أهل الخبرة والأخذ بمشورتهم.
• استثقال وضعف الشخصية نحو التفكير الإبداعي والابتكاري.
• الإيمان بأن تقليد الآخرين مسرع للأعمال واستفادة من عمل الآخرين.

الخلاصة، يتطلب الأمر من الأفراد والجماعات والمنظمات، إدراك أن التقليد الأعمى، لن يوفّر الراحة وسرعة الإنجاز، وإنما يقتل كل ما هو جديد ومبتكر في مهده.

يجب علينا تشجيع ودعم الإبداع والابتكار، والسعي دوماً، نحو الأفكار والسبل الإبداعية المبتكرة، التي تُحدث فرقاً وحدثاً ومتغيراً حقيقياً في عالمنا، إن الوقت قد حان لنضع حدًا لثقافة التقليد الأعمى، ونعانق مستقبلًا قائماً على الإبداع والابتكار، وقدوتنا في ذلك سيدنا قائد وعرّاب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.

مقالات مشابهة

  • طرق دمج النباتات الصناعية في التصميم الداخلي
  • إطلاق “أسبوع فنّ الرياض” لتعزيز التبادل الثقافي
  • بالصور.. ختام ناجح لـ"ملتقى قلعة نخل الرابع"
  • فتح باب الترشّح لنيل جائزة التميّز للشّباب العَربي 2025
  • ختام ناجح لبطولة الجمهورية لدراجات المضمار.. العلياء وحمزة يتصدران المنافسات
  • دعوات واسعة لفعاليات شعبية حول العالم لوقف العدوان على غزة (شاهد)
  • «العلاقات الدولية» مفهوم ملتبس!
  • التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكار
  • الصناعات الثقافية الإبداعية في الأردن .. خطوات متسارعة نحو تحقيق تنمية اقتصادية بمنظور اجتماعي
  • سياحة النواب: تمديد تحفيز الطيران حتى أكتوبر 2025 يدعم الأقصر وأسوان ويجذب السياح