تعتزم الأمم المتحدة، إصدار قرار بتعيين دبلوماسية أمريكية خلفاً لنائب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، معين شريم الذي أقيل من منصبه بعد خمس سنوات من عمله في البلاد.

بحسب المصادر فإن شريم -فلسطيني الجنسية- تم إزاحته من منصبه كنائب للمبعوث الأممي عقب اتهامات وشكوك حول الرجل بشأن التعامل مع الكثير من القضايا العالقة بين الأطراف اليمنية، خصوصاً في جانب فتح الطرقات المغلقة خلال الهدنة الأممية الماضية التي تبنى فيها موقف ومقترح وفد الميليشيات الحوثية في اجتماعات الأردن.

وقالت المصادر إن هناك توقعات بصدور قرار من الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بتعيين الدبلوماسية الامريكية المخضرمة والمبعوثة الأممية السابقة في ليبيا ستيفياني ويليامز، نائبا للمبعوث الأممي إلى اليمن بدلا عن الفلسطيني معين شريم الذي يشغل هذا المنصب منذ خمس سنوات.

شريم وأثناء إدارته لمنصبه خلال السنوات الماضية، أصدر الكثير من قرارات التعيين لأعضاء وشخصيات غير ضرورية داخل مكتب المبعوث الأممي، إلى جانب تبنيه خطط وتوجهات الميليشيات الحوثية في الكثير من الاجتماعات المغلقة التي تمت بشأن فتح الطرقات المغلقة في الاردن وهو أعاق إبرام أي اتفاق في هذا الجانب مقارنة بملف الأسرى والمحتجزين.

ووصل معين شريم إلى اليمن في العام 2017، لشغل منصبه الجديد، قادماً من ليبيا التي عمل فيها كرئيس القسم السياسي للبعثة الأممية في ليبيا منذ العام 2011. وظل الرجل في ذات المنصب خلال ثلاثة مبعوثين تم تكليفهم لحل الأزمة الليبية.

ويتهم الكثير من المسؤولين اليمنيين في الحكومة الشرعية الرجل بعدم الحيادية في التعامل مع القضايا الإنسانية والعالقة، كونه ممثلا مقيما لمكتب المبعوث الأممي لليمن، موضحين أن المسؤول الأممي قام بنقل الكثير من المعلومات الخاطئة والمغلوطة عبر تقارير أممية بعد كل اللقاءات التي يعقدها مع الأطراف اليمنية الفاعلة على الساحة.

وتصاعدت مؤخرا حملات الرفض لبقاء الرجل في منصبه كنائب للمبعوث الأممي، وتم تقديم طلبات متكررة للأمم المتحدة بضرورة إزاحة الرجل بسبب الاخفاقات التي ارتكبها خلال سنوات خدمته في اليمن.

وبرز اسم الرجل في اليمن أثناء تعيينه نائباً للمبعوث الاممي الثاني إلى اليمن، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلا أنه أزيح من منصبه بعد تغيير ولد الشيخ. 

وكشف مراقبون يمنيون أن الأمم المتحدة قامت سابقاً بإعفاء شريم من منصبه في ليبيا بعد مطالبات قدمتها الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية بسبب الإخفاقات الكبيرة التي قادها وأدت إلى مزيد من التأزم، موضحين أن الأمم المتحدة اختارت ذات الرجل ليكون نائبا لمبعوثها في اليمن بالرغم من فشله. وأطلق على شريم في ليبيا أثناء فترة عمله بأنه مهندس الميليشيات المسلحة والفوضى.

الجدير ذكره أن الدبلوماسية الأمريكية ستيفياني ويليامز، المقترح تعيينها في منصب نائب المبعوث الأممي في اليمن، تقلدت منذ العام 2020 رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم بالإنابة في ليبيا حتى نهاية يوليو 2023.

وعملت خلال مسيرتها الدبلوماسية، لأكثر من 20 عاما في عدد من البعثات الدبلوماسية، في العراق والاردن والبحرين، وسوريا والإمارات والكويت وباكستان وأخيراً في ليبيا. وفي وزارة الخارجية الأمريكية، عملت مسؤولة عن مكتب الأردن، ونائبة مدير مصر والشؤون المشرقية، ومديرة مكتب المغرب العربي.

تتحدث الدبلوماسية ويليامز اللغة العربية، وهي حاصلة على شهادة في الاقتصاد والعلاقات الحكومية من جامعة ميريلاند، كوليدج بارك في عام 1987، وماجستير في الدراسات العربية عام 1989 في مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون، وكذا ماجستير في الأمن القومي عام 2008 من الكلية الحربية الوطنية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المبعوث الأممی إلى الیمن الکثیر من من منصبه فی لیبیا فی الیمن

إقرأ أيضاً:

ملفات ساخنة.. ما خيارات ترامب أمام اليمن وفلسطين

يمانيون/ تقارير يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية، التي بدأت في 20 يناير الحالي تحديات جسيمة على كافة المجالات.

 ومع عودة ترامب في 2025 ووقوفه على رأس الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية، يترقب الكثيرون ما ستؤول إليه الأحداث في المنطقة، وما الخيارات التي سيطرقها ترامب في هذه الملفات الحساسة، ومنها القضية الفلسطينية، والملف اليمني.

وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري والسياسي العميد محمد الخالد إن تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة لن تقدم شيئاً جديداً على مستوى المنطقة والعالم، وأن السيناريوهات المتوقعة بعد تولي ترامب لرئاسة أمريكا هي سيناريوهات قديمة وحديثة على مستوى المنطقة والعالم.

ويؤكد العميد الخالد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن هناك ملفات ثابتة في السياسة الأمريكية وأهمها ملف المنطقة، والحرب الأوكرانية الروسية، وكذلك ملف اليمن الذي أصبح حاضراً بقوة على الساحة الدولية من خلال تحديه الواضح للهيمنة والغطرسة الأمريكية واستكبارها العالمي.

ويشير إلى أن ترامب في مشكلة حقيقية وليس أمامه إلا أن يدرس الحالة اليمنية، ويقرأ الوضع الذي وصلت اليه العسكرية الأمريكية والجيش الأمريكي، وهيبة الجيش الأمريكي والبحرية الأمريكية، مضيفاً أن عليه أن يستفيد من كل الدروس التي حصلت وكل الاستهدافات التي حصلت لحاملات الطائرات التي كان يفاخر بها، ويهدد بها العالم، وعلى رأسها الصين وروسيا.

ويوضح  أن ترامب سيعمل على دعم “إسرائيل” بشكل كبير في المرحلة القادمة، كون، وسيتعامل مع مؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية، كمجلس الشيوخ، من لديهم حزمة من الدعم لـ”إسرائيل” لأنها تعرضت لانتكاسة، ولضربة قوية من المقاومة الفلسطينية في غزة، ومحور المقاومة، وسقطت هيبتا وخسرت أمريكا أموالها وقدراتها الرهيبة والكبيرة بدعمها العسكري والمادي الكبير للكيان الصهيوني.

سياسة الترهيب الأمريكي والعدوان على اليمن لن تزيد الموقف اليمني إلا صلابة وحضوراً فاعلاً في قضية الملاحة الدولية، وباب المندب بشكل أكبر من قبل، في المقابل ستزيد المنطقة تعقيداً، فلن يكون هناك عقلانية، أو حسابات في الموقف والرد اليمني، وكل المحاولات الأمريكية، أو القرارات التي تتخذ بشأن اليمن سواء مواصلة العدوان عليه، أو تصنيف وإلصاق الإرهاب به وبشعبه، لن يضيف شيئاً لأمريكا سوى الخسارة وفقدان هيبتها وحضورها في المنطقة بشكل كامل.

 وبالتالي عليه الحذر في تعامله مع اليمن، وقيادته اليوم التي لن تدخر جهداً في الوقوف بكل قوة والتصدي لأمريكيا وأعوانها وأذيالها من دويلات الخليج، فسيادة وكرامة واستقلالية اليمن أرضاً وشعباً هي المعادلة التي فرضتها، وتقيس عليها القيادة اليمنية موقفها العسكري والسياسي بعيداً عن الحسابات الأخرى.

السيناريوهات التي من المتوقع أن يقوم بها ترامب بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية كثيرة على افتراض أن شخص الرئيس في أمريكا هو من يحكم ويتحكم بمصير أمريكا، وليست الدولة العميقة، وهذا الافتراض يجافي الحقيقة، فمن يحكم أو يتحكم بالقرار في الولايات المتحدة الأمريكية ليس الرئيس وحده، وإنما الدولة العميقة ومؤسسات، بل الشركات الرأسمالية، شركات صناعة السلاح، والنفط والاقتصاد، حسب توضيح المحلل السياسي الدكتور مهيوب الحسام.

ويتابع الحسام في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إذا كان الرئيس مهووساً بالسلطة والمغامرات كما هو حال ترامب الذي يريد أن يغير في صلاحيات الرئيس من خلال تكوين لوبي يحكم، أو يتقاسم الأدوار من مؤسسات الدولة العميقة، فسيكون مصيره كمصير “كيندي”، وإن نجح فيما يسعى إليه، فسيكون “غورباتشوف” أمريكا يسرع من سقوطها”.

وفي جانب السيناريوهات المتوقع أن يقوم بها ترامب بعد تنصيبه من جديد رئيساً لأمريكا يؤكد الحسام أنها لن تختلف كثيراً عن السيناريوهات التي اتبعها ترامب في رئاسته السابقة إلا أن مشاكل أمريكا الداخلية هي أكثر والتحديات أكبر من تلك التي عاشتها في رئاسته السابقة، مضيفاً أن أميركا ليست في أحسن أحوالها خارجياً، بل تعيش أسوأ أحوالها، والتحديات والمخاطر المحدقة التي ستواجهها كثيرة، ولن تستطيع تجاوزها أو الخروج منها بالمحاطة على نفسها كإمبراطورية.

ويتوقع أن يتجه ترامب إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه أو تدارك إصلاحه على المستوى الداخلي منعاً للانهيار والتفكك، والتخفيف من عوامل السقوط الحتمية.

ويواصل الحسام حديثه بالقول: “ومن السيناريوهات المتوقعة كذلك السعي لمعالجة بعضاً من مشاكل الوضع الاقتصادي، محاولاً حلب أبقاره في المنطقة بشكل أكبر، وسيفتعل مشاكل مع دول كثيرة، والوصول معها إلى حافة الهاوية لابتزازها، وقد ينجح في بعضها ويفشل في أخرى، وهي الأكثر، وذلك لأن أمريكا قد فقدت هيبتها والكثير من قوتها”.

ويقول إنه على المستوى الخارجي فإن وضع أمريكا أسوأ من أن يستطيع ترامب وطاقمه أن يوقف تدهوره، ولأسباب واقعية أولها، أن ما ارتكبته أمريكا من جرائم بحق شعوب العالم وخصوصاً شعوب الأمة، وآخرها ما مارسته مع كيان الاحتلال الصهيوني من جرائم إبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وهو ما جعل من الولايات المتحدة دولة غير محترمة في العالم، وأسقطت عنها القناع الزائف لما يسمى بالديمقراطية، والحرية وحقوق الإنسان، وغيرها من القيم التي عرتها جرائم غزة، وهي كفيلة بإسقاط أمريكا وما هو أكبر منها سنناً كونية.

ويؤكد أنه لم يعد لأمريكا تلك الهالة التي عاشتها كقطب أوحد، ولا الهيبة التي كانت لدى أعداء أمريكا من دول عظمى وسواها ولا مقومات الإمبراطورية “بحرية” حيث أسقطتها اليمن شعباً وقيادة، وجيشاً في البحر الأحمر، والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، عبر استهداف البوارج والمدمرات إلى حاملات الطائرات الأمريكية في سببها الثاني.

ويضيف:”السبب الثالث والأخير فإن أمريكا بترامب أو غير ترامب مقدمة على مواجهة العالم بضعفها لا بقوتها، وقد تحاول أن تمضي في سياساتها السابقة من التهديد والوعيد، ولكن أمريكا اليوم لم تعد أمريكا الأمس، إضافة إلى أنها بلا قيم غدت، و بلا هيبة ولا قوة”.

ويشير إلى أن إدارة ترامب أو غير ترامب لو استطاعت المحافظة على أمريكا كقوة عظمى، فسيشكل ذلك إنجازاً كبيراً لترامب.

 

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • رغم توقف الحرب.. استطلاع رأي يكشف عن تخبط إسرائيلي وغضب سياسي في دولة الاحتلال
  • عبد النبي: الأمم المتحدة لن تتمكن من تحقيق نجاح حقيقي في ليبيا
  • وزير الخارجية: على الأمم المتحدة احترام سيادة اليمن والتزام القوانين الوطنية
  • الأمم المتحدة: ‎اليمن يعاني واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات
  • البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يستقبل المبعوث الأممي إلى سوريا
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • ملفات ساخنة.. ما خيارات ترامب أمام اليمن وفلسطين
  • الأنبا باسيلوس يلتقي مسئولي المشروعات والقطاعات بمكتب التنمية بالإيبارشية
  • اليمن تدين التدابير القمعية التي اتخذتها مليشيا الحوثي بحق الإعلامية سحر الخولاني