السودان.. ابني مريض السرطان كان يأخذ 5 حبات يوميا والآن ليس لدينا علاج
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
لا يستطيع حجاج موسى إدريس ذو ال16 عاما لعب كرة القدم مع أصدقائه ويكتفي بمشاهدتهم فقط بسبب وهن جسده، فبجانب إصابته بالسرطان، لم يحصل على جرعة الكيماوي المخصصة لعلاجه منذ حوالي ثلاثة أشهر.
شُخص حجاج بإصابته بمرض سرطان الدم في عام 2020 ومنذ ذلك الحين يسافر بصحبة والده كل شهرين من ولاية كسلا حيث يقطنان إلى العاصمة الخرطوم للحصول على علاج يكفيه لمدة شهرين .
ويقول الأب، الذي يملأ صوته قلق وخوف، لبي بي سي”ابني كان يأخذ خمس حبات في اليوم. نحن خائفون عليه من عودة المرض لأنه مرض خطير. ليس لدينا علاج”.وتعاني مؤسسة كلنا قيم الخيرية التي تقدم العلاج الكيماوي للأطفال مرضى السرطان من عدم توافر جرعات العلاج.
وتقول سلاف حامد إحدى العاملات في المؤسسة إن “هناك انقطاعا تاما لجرعات الكيماوي في ولاية الجزيرة”. الأمر الذي تسبب في وفاة أربعة أطفال الشهر الماضي.
وتعزي سلاف نقص الجرعات إلى قلة التبرعات وصعوبة نقلها من الولايات الأخرى وكذلك بسبب غلاء أسعارها. فسعر علبة الدواء، وهو عبارة عن حبات تم تناولها عن طريق الفم، 290 دولارا أمريكيا.
وتردف سلاف قائلة إن السوق السوداء فاقمت من أزمة عدم توافر العلاج الكيماوي .فجرعة العلاج الكيماوي التي تحتوي على واحد مليغرام وتستخدم للحقن، تتراوح أسعارها في السوق السوداء ما بين 150 إلى 400 دولار.
وفي شهر مايو/ آيار الماضي نقلت مؤسسة “كلنا قيم” الأطفال المصابين بالسرطان من العاصمة الخرطوم إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة خشية على سلامتهم، بعدما صرحت المؤسسة بأن أشخاصا يرتدون زيا يشبه زي الدعم السريع اعتدوا على استراحات “جوانا أمل” الخاصة بالأطفال مرضى السرطان وسرقوا الأموال.
ويوجد ثلاثة مراكز كبيرة في السودان، يتلقى فيها مرضى الأورام العلاج الإشعاعي وكذلك جرعات الكيماوي، في مدن الخرطوم ومروي وودمدني .
وبسبب نقص العلاج الكيماوي توافد معظم المرضى من كل الولايات على مركز ودمدني لعلاج الأورام في مستشفى الذرة بولاية الجزيرة.
ويقول الدكتور ميرغني طلال ميرغني، طبيب أورام في مستشفى الذرة ومتطوع في مستشفى مدني إن ” المخزون الخاص بالمركز ليس جاهزا لهذا العدد كله”، مضيفا أنه وفقا لمدير مستشفى الذرة، استقبل المشفى 2800 حالة هذا العام منذ بداية الصراع، مقارنة ب 1600 العام الماضي.
ويصف الدكتور ميرغني الوضع “بالكارثي”. فبجانب نقص جرعات الكيماوي في المركز، توقفت أجهزة العلاج الإشعاعي عن العمل.
“الجهازان الاثنان متوقفان عن العمل. قسم الأورام ليس مغلقا لكنه يتلقى مقابلات المرضى . نحاول إعطاء(المرضى) حبوبا مسكنة للآلام لكن الحبوب المسكنة كالترامادول والمورفين غير متوفرة”.
كما يقول الدكتور ميرغني إن المرض انتشر في أجساد المرضى سواء من الكبار أو الأطفال بسبب توقف الجرعات.
أما موسى إدريس فيقول إنه يخشى أن يعود المرض لابنه حجاج بقوة بسبب عدم تلقي العلاج مثلما كان الوضع عام 2020 وحينها كان يعاني بشدة.
بي بي سي عربي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مدير مستشفيات غزة: الاحتلال يعرقل دخول المساعدات الطبية ويمنع علاج المرضى
أكد مدير المستشفيات الميدانية في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بالبروتوكولات الإنسانية أو بأي تعهدات أخرى، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال ترفض دخول المستشفيات الميدانية اللازمة لعلاج المرضى والجرحى.
وأضاف أن هناك قائمة تضم 35 ألف مريض بحاجة ماسة إلى العلاج خارج قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
على صعيد متصل ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.
وأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.
كما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.
الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامبويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
جددت الكويت اليوم موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".
في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.
واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.