ذكر موقع "الامارات 24" أنّ محللين توقعوا صمود وقف إطلاق النار في غزة ولبنان في الوقت الراهن، رغم التحديات الخطيرة التي واجهها خلال عطلة نهاية الأسبوع، نظراً لرغبة الأطراف كافة في تجنب تصعيد شامل على الأقل خلال الأسابيع المقبلة.
وكتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" باتريك كينغسلي أن القوات الإسرائيلية بقيت في مواقعها جنوب لبنان بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحابها يوم الأحد، مستندة إلى مزاعم بأن حزب الله لم يلتزم بتعهده الانسحاب من المنطقة.
وفي غزة، أخفقت حماس في إطلاق سراح رهينة كانت إسرائيل تتوقع إطلاقها يوم السبت، مما دفع الأخيرة إلى تأخير عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع وفق الترتيبات المتفق عليها.
ورغم تبادل الاتهامات بشأن التراجع عن الالتزامات، يرى محللون أن كافة الأطراف تمتلك أسباباً للبقاء مرنة وتجاهل تجاوزات الطرف الآخر بشكل مؤقت.
فحزب الله، الذي أعرب عن غضبه من بقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، يدرك أن أي تصعيد قد يستجلب رداً إسرائيلياً مدمراً. بينما تسعى حماس للحفاظ على سلطتها في غزة، وهو أمر قد تخسره في حال تجدد الحرب.
أما إسرائيل، فتركز على ضمان استمرار التهدئة بما يكفي لتحرير 20 رهينة أخرى على الأقل، مع مراعاة رغبتها في كسب دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تعهد بجلب السلام إلى الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية.
وفي إشارة إلى حرص الطرفين على تمديد الهدنة، توصلت إسرائيل وحماس إلى تسوية أزمة عطلة نهاية الأسبوع بحلول منتصف ليل الأحد. وأعلنت الحكومة القطرية، التي تقوم بدور الوسيط، أنه سيتم إطلاق الرهينة أربيل يهود هذا الأسبوع برفقة رهينتين أخريين قبل الموعد المحدد. وفي المقابل، أكدت إسرائيل أنها ستسمح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة بدءاً من صباح الإثنين.
أما بالنسبة للبنان، فقد أعلن البيت الأبيض، أنه سيتم تمديد الهدنة هناك حتى 18 شباط.
وقال المفاوض الأميركي السابق في محادثات السلام في الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر: "سيجتازون الأسابيع المقبلة ولا يمكن لأحد أن يخمن ما هو أبعد من ذلك".
وأضاف "هذه ليست اتفاقات بين الولايات المتحدة وسويسرا. إنها اتفاقات تعتمد على إعطاء كل جانب للآخر حرية التصرف وهامشاً معيناً للمناورة. هذه نقطة ضعفهم، ولكنها أيضاً نقطة قوتهم".
ويرى محللون أن حزب الله من غير المرجح أن يخاطر بخسائر إضافية، خصوصاً بعد تصفية قيادته وإضعاف حليفته إيران. كما أن طريق إمداد الحزب بالأسلحة عبر سوريا تعطل بشكل كبير منذ كانون الأول، عندما أطاحت الفصائل المسلحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الرئيسي لحزب الله.
قالت المحللة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، إن قادة حزب الله لا يزالون يمتلكون بعض الصواريخ والأسلحة، لكنهم يدركون أن أي هجوم ضد إسرائيل سيشكل خطوة انتحارية، إذ ستستغل إسرائيل الفرصة لتوجيه ضربة قاضية قد تدمر الحزب بشكل كامل. وأضافت غدار أن حزب الله قد يكون قلقاً أيضاً من فقدان التأييد داخل قاعدته الشعبية الشيعية، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العام المقبل.
وأوضحت أن الطائفة الشيعية تحملت العبء الأكبر خلال الحرب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل تضامناً مع حماس، ما أدى إلى دمار واسع في القرى والبلدات الشيعية بجنوب لبنان. (الامارات 24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل فشلت في القضاء على حزب الله
أوضح نعيم قاسم، أمين عام حزب الله، خلال كلمته مساء اليوم الإثنين، إن إسرائيل خسرت بعدوانها بحيث فشلت من القضاء على حزب الله، وفقًا لقناة العربية.
إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
وعلى صعيد آخر، أشار ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن حماس قالت إن 25 الآخرين ما زالوا على قيد الحياة.
أوضحت إسرائيل اليوم الإثنين، بأن قائمة قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين من بين الـ 33 رهينة الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح منسر، خلال مؤتمر صحافي، "تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها". دون الإفصاح عن الأسماء.
وكان قيادي بحركة حماس، قد أكد إن الحركة سلمت للوسطاء قائمة بأسماء 25 رهينة على قيد الحياة من بين 33 من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
وكشف لوكالة "رويترز"، أن إسرائيل تسلمت القائمة من الوسطاء، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في 19 يناير، وأنهى بذلك أكثر من 15 شهرا من الحرب التي اندلعت في السابع من اكتوبر 2023.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلي، مقابل أكثر من 1900 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل.
ومنذ بدء الهدنة حتى الآن، سلمت حماس 7 إسرائيليات بينهن 4 مجندات، فيما أفرجت إسرائيل عن 290 معتقلا فلسطينيا.
وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.