الجزيرة:
2025-01-30@05:27:45 GMT

هل تكون أفريقيا هي مستقبل العالم؟

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

هل تكون أفريقيا هي مستقبل العالم؟

هناك مقولة سارية بين كثير من الإستراتيجيين، وهي أن أفريقيا مستقبل العالم، بالنظر إلى مواردها الغنية، وطفرتها الديمغرافية، فهل يمكن أن تكون أفريقيا من باب أولى هي مستقبل أفريقيا؟

ذلك أن أفريقيا تعيش مفارقة، فهي قارة غنية، دولها فقيرة. ولها وضع جغرافي يتوسط قارات العالم، إذ تتوسط ما بين آسيا والأميركتين، وعن شمالها توجد أوروبا، وغير مؤثرة على مسار العالم.

كانت أفريقيا دومًا موضوعًا، عوض أن تكون فاعلة، أو مؤثَّرًا فيها، بدل أن تكون مؤثِّرة. لم تتحدث قط بلسان واحد، أو تحملها رؤية موحدة، رغم أن آباءها الماهدين حملوا أمل الوحدة، ورؤية بديلة للعلاقات الدولية والاجتماعية. فتّ الماضي الاستعماري وتقطيعه الجزافي في عضد أفريقيا، ومزق أوصال مجتمعات، وأبقاها حتى بعد الاستقلال في طور التبعية، اقتصاديًا وماليًا وسياسيًا وثقافيًا، وتوزُّعها أثناء الحرب الباردة بين معسكرين متناحرين، مما أضعفها، ودفع بعضَها لخيارات خاطئة ومُكلِّفة، وتسبّب في تقاطبها.

كان جيلي ممن درس في الجامعة في مستهل ثمانينيات القرن الماضي، يستحضر مقولة مهندس زراعي فرنسي، "روني ديمون"، من كتاب يحمل عنوان، "انطلقت أفريقيا انطلاقة سيئة". كانت تلك هي الصورة التي علقت بأفريقيا، وكانت القارة السمراء غير وازنة على مسرح العلاقات الدولية.

إعلان

عاودتني هذه الرؤى، بمناسبة ندوة حضرتها في نواكشوط افتتحها رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ ولد الغزواني، حول مستقبل أفريقيا، بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني الجاري.

اختيار موضوع أفريقيا وآفاق المستقبل موفَّق في عالم يمور، واختيار المكان صائب، لأن موريتانيا حلقة وصل بين شمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء. وإلى ذلك، فالبلد توليفة ناجحة للعنصر العربي والأمازيغي والزنجي، يمكن أن تكون مصدر إلهام لدول تتوزعها التناحرات العرقية واللسانية، ولذلك لم يكن المشاركون يجتمعون في مجرد مكان، بل في بلد يجسد فكرة.

يمكن أن نرصد أزمنة ثانية، كانت فيها أفريقيا موضوعًا، بعد الاستقلال أولًا، كما ألمعت، ثم بعد سقوط جدار برلين ثانيًا. عرفت بعض دول أفريقيا في الفترة الثانية بعض المحاولات الديمقراطية المُبتسرة التي أفضت إلى اهتزازات كما في كوت ديفوار، أو الكونغو الديمقراطية، التي كانت تُعرف بـ "زائير"، أو حروب أهلية مُروّعة كما في رواندا والصومال، واستفحل الأمر مع الاتجاهات الراديكالية، ونشاطها في منطقة الساحل. أصبح الاهتمام بأفريقيا منصبًا على قضايا أمنية بالأساس، من خلال مقاربة غربية وقوالب فكرية بزغت في الغرب، أو هاجس استغلال مواردها الطبيعية.

لعل مرحلة ثالثة تلوح في الأفق، مع التغييرات الإستراتيجية التي يعرفها العالم، وتبدُّل الفاعلين، وتغيير القواعد الناظمة للعلاقات الدولية تكون فيها أفريقيا مالكة لأمرها، وتُوظف خيراتها لصالحها. يتطلب الأمر قراءة نقدية للمرحلة الثانية التي بدأت مع سقوط جدار برلين إلى اليوم، وهي مرحلة ليست كابية بالمرّة، وليست زاهية بالمرّة.

هناك قصص نجاح لدول، ولشرائح مندمجة من دول، وارتفاع حجم مبادلات أفريقيا مع العالم وتنوعها، ولكنْ هناك بؤر، وهي الغالبة، لتوتر يتأرجح ما بين عالٍ، ومتوسط، إما بداخل الدول، أو في العلاقات البينية بين بعض الدول المتجاورة.

إعلان

دخلت أفريقيا، في الفترة الثانية، العولمة بفضل الهاتف المحمول والإنترنت، وعرفت طفرة ديمغرافية غير مسبوقة، وبدا ما يسميه الإستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس بـ"جاذبية أفريقيا"، وتنافس القوى الكبرى على مواردها. لكن هذه العناصر كلها، لن تجعل من أفريقيا قوة، ولا فاعلًا على مسرح العالم، ولا يؤهلها أن تُوظّف ثرواتها لصالحها، أو لصالح مجتمعاتها، إلا لفائدة فئة من الوسطاء أو رؤوس أوليغارشيات.

ظلت النظرة الغربية إلى أفريقيا مجروحة. يُنظر إليها من زاويتين تصدران عن الغرب: الزاوية الأمنية، وزاوية الهجرة. ينضاف إلى ذلك نظرة أخرى عند كل، من روسيا والصين، هي من أجل وضع اليد على مواردها، ومناكفة القوى الغربية.

لا جدال أن جماعات متطرفة تنشط في منطقة الساحل تهدد الأمن والاستقرار، لكن طبيعة تلك الجماعات تستدعي قراءة دقيقة، فهي في الغالب تُوظف توكيلًا – فرانشيز- مُعينًا لحركات جهادية، من أجل قضايا محلية، إما بحثًا عن نوع من الاعتراف المحلي، بناء على خصوصية قبلية، أو لسانية، أو الاستفادة من الثروات التي توجد في ترابها.

إلى ذلك هناك جماعات محركها الجريمة المنظمة، أو المخدرات أو الاتجار بالبشر، أو تبييض الأموال، وتستعمل للتمويه مرجعيات سياسية متطرفة. الأمور أعقد من أن تُردّ إلى عنوان كبير اسمه "الجهاد العالمي".

ولذلك يتوجب الخروج من النموذج الويستفالي (نسبة لويستفاليا)، الذي أرسى مفهوم الدولة الحديثة، في حدود معينة، وسيادة مطلقة، أو نموذج الإستراتيجي الألماني كوتزفيتس، الذي يرى في الحرب استمرارية للسياسية، ويميز بين الحرب الصغيرة والحرب الكبيرة، ومحددات كل منهما، بالنظر إلى تعقد أشكال الصراع في أفريقيا، وعدم انسكابه في قوالب مُنظر "في الحرب"، أو البقاء في المرجعية الفيبرية، نسبة لعالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، الذي جعل الدولة محتكرة العنف المنظم، والحال أن مصدر السلطة أو وجهها ليس العنف وحده واحتكاره، إذ يمكن أن يكون مصدر السلطة التأثير في القلوب.

إعلان

المرجعية الفيبرية تضرب صفحًا عن خصوصيات أفريقيا، وتأثير عناصر من زوايا وطرق وشيوخ قبائل، لهم حظوة وتأثير. وبتعبير آخر، كل نظرة لأفريقيا بمنظار غربي، آيلة للفشل، كما ظهر جليًا في العمليات العسكرية التي قادتها فرنسا، سرفال وبرخان، في بعض دول الساحل.

يتعين من ثم على أفريقيا البحث عن نظرة جديدة، مستوحاة من عبقريتها، تجعل من الحدود مبتدأ وليس منتهى، في إطار تجمعات جهوية، مع الأخذ بعين الاعتبار القوّة المعنوية بمكوناتها الدينية والقبلية، والأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوزيع العادل للثروات، وليس احتكار القرار في السلطة المركزية.

أما المنظار الثاني الذي تنظر من خلاله الدول الغربية إلى أفريقيا، فهاجسه الهجرة إلى أوروبا.. تعرف أفريقيا طفرة ديمغرافية غير مسبوقة، ستجعل في غضون ربع قرن، واحدًا من أربعة من ساكنة المعمور أفريقيًا.

يمكن أن يكون النمو الديمغرافي رافعة اقتصادية، من خلال مشاريع مندمجة، في إطار مخطط مارشال أفريقيا، لفك العزلة عن أفريقيا، وحسن تثمين مواردها، ويمكن للطفرة الديمغرافية أن تكون قنبلة موقوتة تتهدد العالم، وليس أفريقيا وحدها، إذا لم تبرز رؤية إستراتيجية بديلة.

لذلك تحدث المؤتمرون في نواكشوط عن مشروع بديل، شبيه بطريق الحرير الذي ترعاه الصين، لفك العزلة برًا وعن طريق السكك الحديدية والألياف الرقمية، وأنابيب الغاز، لما سماه واحد من المتدخلين بطريق الذهب، وهو يستوحي سابقة الطرق التي كانت تمخر الصحراء، وتربط شمال أفريقيا بجنوب الصحراء عن طريق غدامس، وأكذر وسجلماسة ولواتة، فأفريقيا؛ شمالها، وجنوب الصحراء، كما قال المؤرخ البوركانبي، زيربو، هما دفتان لباب واحد.

لا يمكن فتح هذا الباب، إلا بمفتاح الثقافة، وليس بالمفتاح المستخدم لكل الأبواب، وأعني به الاقتصاد، وذلك لضمان أن يقود هذا المفتاح إلى مصلحة أفريقيا. البعد الثقافي يتضمن استقلالًا ثقافيًا، ويتجاوز التركيبة الاستعمارية، والإرث الاستعماري. إذ لا ينبغي للحدود أن تكون سياجات، وفق المقاربة الويستفالية.

إعلان

ويتضمن البعد الثقافي، تفعيل التعاون العربي الأفريقي، أو الشراكة الأفريقية العربية، كما ما فتيء ينادي بذلك المرحوم، علي المزروعي، لدحض أفكار مسبقة، وأحكام جاهزة عن الاسترقاق، لفصل شمال أفريقيا عن الجنوب.

وليس هناك أكثر ثورية، من فكرة آن أوانها، كما يقول فيكتور هوغو. وإذا كان من شيء يتفق حوله الخبراء، وهو أن مستقبل البشرية في أفريقيا، وإن كان من شيء يختلف حوله، هو كيف تصبح أفريقيا مستقبل أفريقيا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات یمکن أن أن تکون

إقرأ أيضاً:

30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات

دبي - وام
تقام في إمارة دبي في الفترة من 11 إلى 13 فبراير 2025 فعاليات الدورة ال 12 من القمة العالمية للحكومات تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، بمشاركة دولية قياسية هي الأكبر في تاريخ القمة.
وأكد محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة وعلى مدى 12 عاماً منذ انطلاقها قبل أكثر من عشر سنوات، أصبحت برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الملتقى العالمي الأضخم والأكثر تأثيراً الذي تترقبه حكومات العالم للاجتماع والحوار ووضع سيناريوهات ومسارات انتقالها للمستقبل وإحداث التحولات الفارقة في مجتمعاتها لاستدامة التقدم والازدهار.
وقال القرقاوي خلال كلمته في «حوار القمة العالمية للحكومات» والذي عقد اليوم في متحف المستقبل بدبي لاستعراض أبرز محاور ومستجدات القمة إن هذه المكانة المتميزة للقمة العالمية للحكومات ترسخت برؤية استثنائية انتهجتها القمة عبر تاريخها، ترتكز على نموذج متفرد يضع التخطيط الاستباقي للمستقبل أساساً لكل سياسات العمل الحكومي، ويستهدف في صدارة أولوياته تمكين الإنسان وتنمية المجتمعات، ويرى في التشارك والتعاون الدولي الوسيلة الأسرع والأكثر نجاحاً لتحقيق الغايات والأهداف وتعميم الخير للجميع'.
وكشف عن أن الدورة الجديدة تشهد مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، بالإضافة إلى 140 وفداً حكومياً ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك.
وأشار القرقاوي إلى أن هذه الدورة تضم أجندة موسعة بفعاليات نوعية تشمل 21 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 200 جلسة تفاعلية، يتحدث فيها أكثر من 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع القرار، إضافة إلى عقد أكثر من 30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً، بمشاركة أكثر من 400 وزير، فيما تصدر القمة 30 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع شركاء المعرفة الدوليين.
وحول قادة الدول المشاركين في القمة نوه إلى مشاركة عدد كبير من القادة منهم برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا فخامة أندجي دودا، رئيس جمهورية بولندا، أنورا كومارا ديساناياكا، رئيس جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، غوستافو فرانسيسكو بيترو أوريغو، رئيس جمهورية كولومبيا، برناردو أريفالو، رئيس جمهورية غواتيمالا، سمو الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس وزراء دولة الكويت، نيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، روبينا نبانجا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا، شهباز شريف، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، موساليا مودافادي، رئيس وزراء جمهورية كينيا، عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في دولة ليبيا، إيراكلي كوباخيدزه، رئيس وزراء جورجيا، محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة في جمهورية بنغلاديش الشعبية.
وأضاف القرقاوي أن القمة أصبحت تمثل اليوم منصة مفتوحة تقود الفكر المستقبلي، وتضم القادة والمفكرين والخبراء، ورواد الأعمال، وأصحاب العقول والمواهب والمبتكرين، لاستشراف معالم ومسارات المستقبل، ومشاركة الأفكار والرؤى والحلول الاستباقية المبتكرة للتحديات التي تواجهها البشرية، مشيراً إلى أن القمة ستستضيف حوارات يشارك فيها رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية، ومن أبرزهم معالي كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، ومعالي دورين بوغدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات ومعالي رافاييل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومعالي أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومعالي هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، ومعالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال القرقاوي إن القمة ستشهد مشاركة قادة القطاعات العالمية الحيوية وأبرز شركات القطاع الخاص في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة، والنقل، والسياحة والقطاع المالي، والإعلام مثل: سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي ل «جوجل» وجوزيف تساي رئيس مجلس الإدارة في مجموعة «علي بابا»، ومايكل ميباخ الرئيس التنفيذي لشركة «ماستركارد»، وألمار لاتور الرئيس التنفيذي لشركة «داو جونز»، وباسكال سوريوت الرئيس التنفيذي لشركة «أسترازينيكا»، وديفيد بازوكي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة روبلوكس، ولاري إليسون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة «أوراكل»، وغيرهم من قادة القطاعات المؤثرة في تشكيل المستقبل.


وتحقق القمة العالمية للحكومات في دورتها الجديدة، نقلة مهمة في المشاركة العالمية في فعالياتها، لا تقف عند حجم المشاركة القياسي الذي يعتبر الأكبر في تاريخ القمة بقفزة تتجاوز 50% عن دورة العام الماضي، وإنما تمتد إلى التنوع الأكبر الذي تشهده القمة للمرة الأولى منذ انطلاقها، والذي يشمل تمثيلاً لجميع قارات العالم ودوله، إضافة إلى التنوع في أجندة الفعاليات التي تشمل مختلف القطاعات والمجالات المؤثرة في تشكيل المستقبل وتنمية المجتمعات العالمية.
ومن أبرز قادة الدول والحكومات المشاركين في القمة كذلك أندريه نيرينا راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر، خوسيه راموس هورتا رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، الدكتور روزفلت سكريت رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، جيريمايا مانيلي رئيس وزراء جزر سليمان ومسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق.
وتتميز المشاركة في الدورة الحالية بإضافات نوعية بالغة الأهمية وتعتبر القمة منصة جامعة لكل حكومات العالم بهدف خلق حراك اقتصادي واجتماعي وحكومي يعزز التنمية العادلة لجميع المجتمعات الإنسانية.
وتتمثل المشاركة القياسية والنوعية في القمة كذلك، في عدد قادة القطاعات العالمية الحيوية، وعدد القطاعات التي تضمها أجندة القمة بهدف استشراف توجهاتها وتحدياتها وتعظيم فرص النمو فيها، ويشمل ذلك قادة المنظمات الدولية والإقليمية ومن أبرزهم سعادة الدكتور فهد بن محمد التركي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، وسعادة الدكتور عبد الحميد الخليفة، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية، وسعادة أوديل رينو باسو رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وسعادة فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتستضيف القمة أبرز قادة قطاع التكنولوجيا والرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا العالمية العملاقة، وقادة قطاع الصحة الذين يديرون الشركات الأكثر تأثيراً في تطور هذا القطاع عالمياً، وقادة قطاع الإعلام العالمي، وكذلك قادة قطاع الطيران والنقل وقطاع السياحة، حيث ستمثل هذه القطاعات الحيوية جانباً مهماً وموسعاً من النقاشات على أجندة القمة، للتعرف على حجم الفرص فيها وتسريع نموها بحلول مبتكرة.
وتشمل أجندة القمة في دورتها الجديدة 6 محاور رئيسية تتناول الحوكمة الفعالة والمسؤولية، والاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، ومرونة المدن ومواجهة الأزمات والمناخ، ومستقبل البشرية وتطوير القدرات، وتحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للتوجهات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المدفوعة بالاستدامة.
وتضم الأجندة 21 منتدى ضمن فعاليات القمة التي تجمع العدد الأكبر من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وقادة القطاعات الرئيسية حيث تناقش أهم المستجدات والتطورات في هذه القطاعات، وتضم فعاليات اليوم التمهيدي للقمة في 10 فبراير 2025، الاجتماع العربي للقيادات الشابة، ومنتدى المالية العامة للدول العربية، ومنتدى القيادات العربية الشابة، بينما تضم فعاليات اليوم الأول في 11 فبراير منتدى مستقبل التنقل، ومنتدى الذكاء الاصطناعي، ومنتدى الخدمات الحكومية، ومنتدى مستقبل التعليم، ومنتدى تبادل الخبرات الحكومية، ومنتدى مستقبل العمل.
ويضم اليوم الثاني للقمة ضمن فعالياته منتدى الاقتصادات الناشئة، ومنتدى أهداف التنمية الشاملة، ومنتدى الإدارة الحكومية العربية، ومنتدى تصفير البيروقراطية الحكومية، ومنتدى التعاون من أجل التنمية، ومنتدى مستقبل الاقتصاد، ومنتدى التكنولوجيا الجغرافية والسياسات، فيما يضم الثالث منتدى الصحة العالمي، ومنتدى التغير المناخي، ومنتدى التوازن بين الجنسين، ومنتدى مستقبل الاتصال الحكومي، والمنتدى العالمي للتشريعات.
وتؤكد أجندة الدورة الحالية على تحول القمة إلى منصة مهمة لاجتماعات المنظمات الإقليمية والدولية، واجتماعات الأقطاب المؤثرة في نمو مختلف القطاعات العالمية الكبرى وتعتبر القمة الحدث العالمي الأضخم الذي يجمع أكبر عدد من شركات القطاع الخاص وأصحاب العقول وصناع القرار في مكان واحد.
ومن أبرز الاجتماعات التي تعقد ضمن فعاليات القمة الاجتماع الوزاري ضمن أعمال منتدى الإدارة الحكومية العربية، واجتماع وزراء الشباب العرب، والاجتماع الوزاري لوزراء العمل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماع رفيع المستوى بين دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمناقشة مستقبل الاستثمار والاجتماع الوزاري لمناقشة دور العدالة الرقمية والاجتماع الوزاري حول مؤتمر الأطراف «cop29»، واجتماع مجلس منظمة الطيران المدني بحضور رئيس منظمة الطيران المدني الدولي، واجتماع مجلس منظمة التنمية الإدارية لدول أمريكا اللاتينية، كما تعقد اجتماعات طاولة مستديرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، والتعاون من أجل التنمية، ومستقبل الاقتصادات الناشئة، ومستقبل الاتصال، ومستقبل الشركات العائلية، ومستقبل السياحة، وغيرها من القضايا والمستجدات في القطاعات الحيوية.
، تحتضن القمة هذا العام أيضاً التجمع السنوي لأبرز 100 شخصية عالمية، في قائمة TIME 100 في مجال الذكاء الاصطناعي، لتبادل الرؤى والأفكار التي تُشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي.
وترسم القمة العالمية للحكومات في دورتها الجديدة خارطة طريق واضحة تمكن حكومات العالم من مواكبة التحولات المتسارعة في أهم القطاعات الرئيسية، من خلال أجندة شاملة تستشرف الفرص المستقبلية وأبرز التحديات، وتضم حوارات موسعة لصياغة أفضل الخطط والحلول المبتكرة وتبادل المعارف والخبرات بين حكومات العالم، وبناء الشراكات الدولية للخروج بأفضل النتائج وتعظيم الاستفادة من الفرص لتحقيق استدامة التنمية والازدهار للمجتمعات.
وفي إطار دورها المحوري الأكثر تأثيراً عالمياً، تطلق القمة العالمية للحكومات 30 تقريراً استراتيجياً في مختلف القطاعات، تضم أهم المؤشرات والنماذج والحلول المبتكرة لتسريع أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الجاهزية والمرونة والكفاءة الحكومية في التعامل مع المتغيرات، وترسيخ مزيد من التعاون على مستوى دول وحكومات العالم، حيث يتم إطلاق هذه التقارير بالتعاون مع شركاء المعرفة من مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية.
وتقدم الدورة الحالية من القمة عدة جوائز عالمية، تقديراً لوزراء الحكومات وممثلي القطاع الخاص والمبتكرين والمبدعين لمساهماتهم النوعية في بناء مستقبل أفضل للبشرية، وتشمل جائزة أفضل وزير في العالم بالشراكة مع بي دبليو سي، وجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، والجائزة العالمية لأفضل التطبيقات الحكومية، وجائزة التميز الحكومي العالمي، وجائزة أفضل معلم في العالم بالشراكة مع Varkey Foundation.
كما ستطلق القمة العالمية للحكومات ضمن أعمالها هذا العام المسح العالمي للوزراء، حيث تدعو وزراء العالم للمساهمة بأفكارهم حول القضايا العالمية الحاسمة، والمشاركة في تعزيز الحلول التعاونية.

مقالات مشابهة

  • سرقة السيارة التي« لا يمكن سرقتها»
  • صحيفة روسية: مذبحة في أفريقيا تهدّد الأجهزة الإلكترونية في العالم
  • وزير التعليم: ندعو العالم لدعم مرشح مصر لليونسكو من أجل مستقبل ‏تتوحد فيه الثقافات
  • 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • أبو العينين: دول الجنوب تتمتع بمزايا عديدة يمكن أن تزيد فيها القيمة المضافة
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • كارثة محتملة.. تحرك أكبر جبل جليدي في العالم نحو هذه الجزيرة| ما القصة؟
  • المغرب يختار 9 ملاعب لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2025 
  • هذا ما قاله حسام حسن قبل قرعة أمم أفريقيا