إيران عقبة ترامب الوحيدة أمام السلام
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
قدمت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، فحصاً تفصيلياً للتحديات المختلفة التي تشكلها إيران لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفت الصورة بـ"المعقدة"، وأوضحت أنه على الإدارة الجديدة أن تعمل على تعزيز التدابير الوقائية والتعاون الاستراتيجي مع إسرائيل.
وذكرت "يسرائيل هيوم" في تحليل تحت عنوان "المشكلة الرئيسية التي تعوق السلام في الشرق الأوسط"، أن التحدي الإيراني الذي يواجه ترامب في بداية ولايته الثانية كبير، بل وصل إلى مراحل حاسمة، في وقت أصبحت إيران أضعف مقارنة بفترة إدارة ترامب الأولى.
على غرار إسرائيل... ترامب يأمر بإنشاء "قبة حديدية" أمريكيةhttps://t.co/pRpcEeva3O
— 24.ae (@20fourMedia) January 28, 2025 3 علامات على الضعف الإيرانيوأوضحت أن الضعف الإيراني يتمثل في 3 جوانب على الأقل، أولاً، تضرر الأمن القومي بعد أن تعرضت شبكة وكلاء طهران لأضرار بالغة في الحرب، وهو الأمر الذي اعترف به عناصر في النظام السياسي بطهران، وثانياً، تعرضت إيران لأضرار شديدة نتيجة للهجوم الإسرائيلي غير المسبوق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وثالثاً، انكمش الدعم الداخلي للنظام، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال مؤشرات مختلفة، مثل المشاركة في الحملات الانتخابية لانتخابات مجلس الشورى الإيراني والرئاسة في الفترة ما بين 2020 و2024?
ومع ذلك، لا تزال إيران تشكل المشكلة الرئيسية التي يتعين على إدارة ترامب التعامل معها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأزمات المختلفة في الشرق الأوسط.
إشكالية العقوباتوأضافت يسرائيل هيوم، أن التدقيق التفصيلي للتحديات المتخلفة التي تشكلها إيران لإدارة ترامب يُظهر صورة معقدة، ففي مجال العقوبات، سيحتاج ترامب إلى التركيز على تصحيح السياسات السابقة، حيث تظهر البيانات التي نشرتها إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة في إدارة الرئيس السابق جو بايدن في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أنه على الرغم من العقوبات النفطية المفروضة على إيران، إلا أن عائداتها النفطية في السنوات الثلاث الأولى من إدارة بايدن قد ارتفعت.
وبحسب تقديرات يناير (كانون الثاني) 2024 ارتفعت الصادرات إلى 144 مليار دولار، أي ما يزيد بنحو 100 مليار دولار عن صادرات إيران في العامين الأخيرين من إدارة ترامب الأولى، وتابعت: "لقد شدد بايدن العقوبات على إيران في قطاع النفط، لكنه لم ينفذها، مما سمح لطهران بضخ مليارات الدولارات التي كانت بمثابة الأكسجين لاقتصادها المتعثر، ونتيجة لذلك، يتعين على إدارة ترامب فرض العقوبات".
وأوضحت الصحيفة أن سلاح العقوبات يحقق نتائج جزئية فقط في مواجهة إيران، مشيرة إلى أن المسؤولين الإيرانيين يتفاخرون بقدرتهم على التحايل عليها. وأضافت أن معاناة الشعب الإيراني الاقتصادية لا تمثل ضغطاً فعّالاً طالما أن الاحتجاجات الشعبية غائبة، مما يجعل تأثير العقوبات على صناع القرار في طهران محدوداً.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن العقوبات على إيران يجب أن تقترن بتهديد عسكري حقيقي لضمان فعاليتها.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد لا يرغب في توجيه تهديد عسكري مباشر لطهران، لكن يمكن أن يستفيد من التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل لدعم موقفه، من خلال بيع الأسلحة وطائرات التزود بالوقود المتقدمة، ما يعزز قدرة إسرائيل على استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وأضافت الصحيفة أن التقدم النووي الإيراني يسرّع الحاجة إلى معالجة هذه القضية. وفي المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، من تصعيد طهران لتخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى امتلاكها 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 60%. ولفت إلى أن هذه الكمية، مع مزيد من التخصيب، قد تكون كافية لتصنيع خمسة رؤوس نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي وسط مخاوف من تجدد عقوبات مجلس الأمن ضد إيران مع انتهاء مدة معاهدة حظر الانتشار النووي في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، موضحة أن إيران تهدد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتغيير عقيدتها النووية.
تحذيرات من عمليات انتحارية مُشتركة لإيران وداعش في دمشقhttps://t.co/l34g308fzf pic.twitter.com/X7Qz51fjmV
— 24.ae (@20fourMedia) January 28, 2025 وكلاء إيرانكما تحدثت الصحيفة عن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي قالت إنها تعكس خطورة رعاية إيران للجماعات المسلحة، لافتة إلى أن غياب التنسيق بين يحيى السنوار زعيم حماس، وإيران وتنظيم حزب الله في لبنان، منع تنفيذ خطة أكبر كانت تهدف إلى وضع إسرائيل تحت الغزو من الشمال والجنوب في وقت واحد.
وتابعت: "سوف يلاحظ ترامب التدخل الإيراني في كل ساحة في الشرق الأوسط، وخطط طهران لاستعادة هيكل السلطة لحزب الله وحماس والجهاد، إن رعاية إيران للجماعات المسلحة تتم في إطار الطموح الإيراني للهيمنة الإقليمية، وإن نجاح إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران سيسهل عليها إعادة بناء شبكتها المسلحة في المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قال في حفل التنصيب، إنه يحلم بإحلال السلام في المنطقة، ولكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك دون حل المشكلة الإيرانية، مضيفة أن هناك أصوات قوية في إيران تدعو إلى إجراء محادثات مع ترامب، على الرغم من الحظر الذي فرضه خامنئي على ذلك، ويحتاج ترامب إلى تخصيص وقت للمفاوضات، خصوصاً في ظل التصعيد الذي حدث في أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت يسرائيل هيوم إن إيران أصبحت أضعف وأكثر عرضة للخطر، وخطورتها أصبحت واضحة للجميع، ويجب على إدارة ترامب أن تخصص وقتاً للمفاوضات معها، وأن تعمل على التعاون الاستراتيجي مع إسرائيل وعلى تعزيز التدابير الوقائية والرادعة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل إيران ترامب یسرائیل هیوم إدارة ترامب تشرین الأول فی أکتوبر إلى أن
إقرأ أيضاً:
من واشنطن يناقش احتمالات اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الضفة
وعرَّج البرنامج على مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سي باك) الذي عقد في الولايات المتحدة بحضور الرئيس دونالد ترامب وعدد من المسؤولين الإسرائيليين وداعمي إسرائيل.
ووفقا للبرنامج، فقد تبنى المؤتمر قرارا يدعو لتسمية الضفة الغربية بيهودا والسامرا، وهو القرار الذي شبهه زعيم المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إسرائيل غانز، بوعد بلفور.
وخلال المؤتمر، دعت كي تي ماكفارلاند -عضو المؤتمر- الإدارة الأميركية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وقالت إنها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل.
ورغم أن ترامب لم يتحدث عن القضية الفلسطينية خلال هذا المؤتمر، لكنه قال في وقت سابق إن مساحة إسرائيل صغيرة جدا بالنسبة لمساحة الشرق الأوسط.
وسبق أن اعترف ترامب خلال ولايته الأولى بسيادة إسرائيل على القدس المحتلة ونقل سفارة بلاده إليها، كما اعترف أيضا بسيادتها على الجولان السوري المحتل.
لكن هذا الدعم غير المسبوق من جانب الرئيس الأميركي لإسرائيل، لا ينفي خوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مزاجية ترامب، كما يقول أميركيون.
أميركا لا تدعم إقامة دولة فلسطينية
وفي مداخلة للبرنامج، قال مات برودوسكي -المستشار في إدارة ترامب الأولى- إن تغيير اسم الضفة يتماشى مع مواقف جمهور "سي باك" لكنه لا ينفي حقيقة أن هذه المناطق لم تكن تابعة لإسرائيل ولا تربطها بها أي روابط تاريخية.
إعلانلكن برودوسكي قال إن الحديث عن وجود دولة فلسطينية هو محض خيال، مؤكدا أن إسرائيل لن تجد حكومة انتحارية تسمح بقيام هذه الدولة بعد ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبغض النظر عن توصيف ما حدث، فإن برودوسكي يقول إنه "من غير المنطقي تصور أن إسرائيل ستسمح بإقامة دولة إرهابية على حدودها، ومن ثم فهو يعتقد أن إدارة ترامب تتحرك في الاتجاه الصحيح".
في المقابل، يقول نبيل خوري مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة ترامب تغير الحقائق وتمضي في فعل ما تريد متجاهلة وجود شعب فلسطيني بشكل كامل.
كما أن المسؤولين الأميركيين -كما يقول خوري- "لا يقارنون ما حدث في طوفان الأقصى بما تعرض له الفلسطينيون عموما وليس حركة حماس على يد الإسرائيليين على مدار عقود".
اليمين الأميركي يدعم طرد الفلسطينيين
ورغم اعترافه بأن تغيير اسم الضفة إلى يهودا والسامرة لن يكون مهما، إلا أن خوري يعتقد أن المشكلة الكبرى تكمن في سيطرة اليمين المتطرف على كل مفاصل الحكم في الولايات المتحدة.
وقد دفعت هذه السيطرة إلى تراجع الأصوات المعارضة لسلوك إسرائيل داخل أميركا -على كثرتها- بعدما هدد اليمين بمعاقبة كل من ينتقد تل أبيب، كما يقول خوري.
وخلص المتحدث إلى أن المشكلة الحقيقية هي أن إدارة ترامب تساند اليمين الإسرائيلي المتطرف بكل طموحاته المنحصرة في طرد الفلسطينيين من أرضهم.
واتفق مات داس -مستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرس- مع حديث خوري، قائلا إن تغيير الضفة ليس مهما لكنه في الوقت نفسه يمثل خرقا للقانون الدولي الذي يصنف الضفة كأرض محتلة.
كما أن ما حدث في الضفة تزامنا مع الحرب الأخيرة لم يكن مبررا برأي داس، الذي قال "إن همجية ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا ينفي حقيقة العنف الكبير الذي مورس على يد مستوطنين ومسؤولين ضد الفلسطينيين، وهو أيضا لا يلغي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".
إعلانويعتقد داس أن بعض أعضاء الإدارة الأميركية الحالية "يؤيدون الاعتراف سريعا بسيادة إسرائيل على الضفة لدوافع انتخابية ودينية وعرقية"، لكنه يقول إن ترامب نفسه "ربما لا يكترث بالأمر لأنه مشغول بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل وهو أمر قد يتأثر بضم الضفة".
27/2/2025-|آخر تحديث: 27/2/202507:41 م (توقيت مكة)