سواليف:
2025-01-30@05:03:18 GMT

الأردن في مواجهة العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

#سواليف

#الأردن في #مواجهة_العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في عالم تملؤه #الاضطرابات والصراعات المتسارعة، برز الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل على المسرح العالمي. فقد اختار نهجًا قائمًا على المواجهة والصدام، متجاهلًا الأعراف الدبلوماسية ومتحديًا التوازنات السياسية ومبادئ القانون الدولي التي تحفظ استقرار النظام الدولي.

هذا النهج جعل اسمه مرتبطًا بالفوضى السياسية وإثارة التوترات على كافة المستويات، داخليًا وخارجيًا.

مقالات ذات صلة مقتل جندي صهيوني بنيران صديقة قرب محور نتساريم 2025/01/28

ترامب، الذي لطالما وصف نفسه برجل “الصفقات الكبرى”، أطلق سلسلة من التصريحات والسياسات التي تجاوزت حدود المنطق السياسي. فمن دعوته إلى ضم كندا كولاية أمريكية، إلى اقتراحه تغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، أثار حفيظة دول عدة واتُهم بالتعدي السافر على سيادتها. ولم تتوقف طموحاته عند هذه الحدود، بل امتدت إلى طرح فكرة استعادة السيطرة على قناة بنما، ذلك الممر الحيوي للتجارة العالمية، وشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لإحياء عقلية الهيمنة الاستعمارية. هذه التصريحات، التي عكست انحيازًا واضحًا للغطرسة السياسية، لم تكن سوى وقود أشعل غضب الدول المعنية وأثار تساؤلات حول مدى استدامة السياسة الأمريكية في ظل هذه القيادة.

أما في الشرق الأوسط، فقد كانت سياسات ترامب أشد استفزازًا وتأثيرًا. دعمه المطلق لإسرائيل وطرحه فكرة توسيع حدودها على حساب الحقوق الفلسطينية الشرعية، اقترن بمحاولات لفرض حلول قسرية على القضية الفلسطينية. ومن بين هذه المحاولات، فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو مقترح أثار غضبًا واسعًا ورفضًا قاطعًا. لم تكن هذه الأفكار مجرد اقتراحات عابرة، بل هي جزءًا من خطة متكاملة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية خدمةً لمصالح إسرائيل. وإلى جانب ذلك، هدد ترامب بوقف المساعدات الخارجية عن الدول التي لا تسير في فلك سياساته، مما وضع العديد من الدول الحليفة أمام ضغوط شديدة.

داخليًا، أطلق ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي مست قضايا حساسة، مثل الهجرة والجنسية والسياسات التجارية والرعاية الصحية. هذه القرارات أدت إلى تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، وجعلت من إدارته عنوانًا دائمًا للجدل والصدام.

وسط هذه العواصف التي أشعلتها سياسات ترامب، أظهر الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قدرة استثنائية على الصمود والمناورة. الأردن، الذي يدرك حجم التحديات الجيوسياسية التي تحيط به، تمكن من تثبيت مواقفه الرافضة لأي حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية أو تهدد أمنه واستقراره. فقد جاء رفض الملك عبد الله الثاني القاطع لمشاريع التهجير وتجريد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة ليؤكد أن الأردن لن يقبل أي مساس بثوابته الوطنية ، فهذه المسالة خط احمر لا مساومة عليها .

في مواجهة سياسات ترامب، يتبنى الأردن استراتيجية تقوم على الصمود بحكمة والمناورة بدبلوماسية، معتمداً على إرثه العريق في التعامل مع الأزمات. فعلى الرغم من موارده المحدودة، أظهر الأردن قدرة فائقة على التكيف مع الظروف الصعبة، ونجح في كسب الوقت حتى تمر العاصفة. هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج قيادة واعية وشعب يتمتع بإرادة لا تلين، قادر على تحويل التحديات إلى فرص.

صمود الأردن في هذه المرحلة المضطربة يمثل رسالة قوية للعالم بأن الحكمة والإرادة الوطنية كفيلة بتجاوز أصعب الأزمات. فالقيادة الأردنية، التي تجمع بين الصلابة والمرونة، قدمت للعالم نموذجًا في الحفاظ على التوازن والاستقرار في وقت عصفت فيه الأزمات بالمنطقة.

الأردن ليس مجرد دولة صغيرة على الخارطة الجغرافية، بل هو قوة إقليمية تتمتع برؤية ثاقبة ووعي استراتيجي. وبفضل هذه القيادة الواعية التي يلتف حولها الشعب الاردني ، يظل الأردن قلعة حصيتة للأمن والاستقرار، وحصنًا منيعًا في منطقة تشهد تغيرات عميقة واضطرابات متتالية.

ختامًا، فإن الأردن، سيبقى نموذجًا يحتذى به في مواجهة العواصف والتحديات، مجسدًا الإرادة التي تصنع المستقبل، مهما اشتدت الأزمات واضطربت الموازين ،وتخاذل المتخاذلين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مواجهة العواصف الاضطرابات ترامب

إقرأ أيضاً:

«الخارجية»: نتمسك بثوابت التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.. ولا للمساس بحقوق الأشقاء

أكدت وزارة الخارجية تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر فى تسويتها وإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطينى هو أساس عدم الاستقرار فى المنطقة.

وقالت الوزارة، فى بيان: «تعرب الوزارة عن استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة فى أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى». وشددت «الخارجية» على رفضها لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها عبر التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار ويُنذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوّض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

السفارة المصرية فى واشنطن: «مصر لا يمكن أن تكون جزءاً من أى حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء»

من جهتها ردت سفارة مصر بالولايات المتحدة على اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن بعدما تسببت الحرب التى شنها الاحتلال ضد حماس فى وضع إنسانى صعب واستشهاد عشرات الآلاف، وقالت السفارة إن «مصر لا يمكن أن تكون جزءاً من أى حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء»، وذلك بعد ساعات من تصريحات ترامب عن نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

وأعاد الحساب الرسمى للسفارة المصرية فى واشنطن على منصة «إكس»، نشر مقال للسفير المصرى معتز زهران سبق نشره فى صحيفة «ذى هيل» بتاريخ 20 أكتوبر 2023 تحت عنوان: «مصر لا يمكن أن تكون جزءاً من أى حل ينطوى على نقل الفلسطينيين إلى سيناء»، وقال السفير فى المقال: «فى هذه الأوقات العصيبة تتكشف الأحداث المضطربة فى غزة وإسرائيل، يرى المجتمع العالمى تذكيراً مؤثراً بأن الازدهار الدائم لا يمكن تحقيقه على حساب بؤس الآخر، وفى مصر كنا شهوداً على دورة العنف التى حددت الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأجيال على الرغم من أن تحذيراتنا السابقة من عدم الاستقرار الناجم عن عدم وجود حل سياسى مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين تم التغاضى عنها، ويبقى السؤال: كيف يمكننا أن ننظر إلى ما بعد اللحظة الحالية وبناء سلام عادل ودائم للجميع؟».

ودعا «زهران» المجتمع الدولى لأن «يتفق على دعوة منطقية لخفض التصعيد نحو وقف إطلاق النار الذى يضع حداً أقصى لحالة القتال ويسمح بسرعة وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، الذين حرموا من المياه والكهرباء»، ولفت إلى أن دعوة إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون من سكان غزة ليست غير عملية فحسب، بل تتعارض أيضاً مع الالتزامات القانونية لقوة الاحتلال ومن شأنها أن تعجل بكارثة إنسانية، وأن دعوة الإجلاء هذه تتحدى فكرة حل الدولتين القائم على الإنصاف والعدالة.

وكشف عن أن تجريد المواطنين من وطنهم وجعلهم لاجئين دائمين «لا يقربنا من الحل السياسى الدائم، بل يصد ويغذى مشاعر الألم المعذبة وبالتالى ردود الفعل على شكل عنف بدافع الانتقام»، وشدد على ‏موقف مصر الواضح وأنها لا يمكن أن تكون جزءاً من أى حل ينطوى على نقل الفلسطينيين إلى سيناء، لأن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدى إلى نكبة ثانية، وهى مأساة لا يمكن تصورها لشعب صامد تربطه علاقة غير قابلة للكسر بأرض أجداده.‏

وخلال كلمته فى عيد الشرطة، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مصر «ترفض بشكل قاطع» تهجير الفلسطينيين، حفاظاً على وجود القضية الفلسطينية ذاتها، وأكد الرئيس أن مصر «ستدفع بمنتهى القوة فى اتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، سعياً لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلاً للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة»، مشدداً على «أنه الأمر الذى ترفضه مصر بشكل قاطع».

وأثار الرئيس السيسى مسألة تهجير الفلسطينيين من غزة مبكراً، وبعد 10 أيام فقط من اندلاعها، إذ قال إن «ما يحدث فى غزة الآن ليس توجيه عمل عسكرى ضد حماس، ولكن محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر»، كما أكد فى كلمة خلال مؤتمر صحفى مع المستشار الألمانى أولاف شولتس فى 18 أكتوبر من العام 2023 بالقاهرة: «أتحدث بمنتهى الصراحة لكل من يهمه السلام فى المنطقة وأهمية ألا نقبل ذلك كلنا، ليس فقط فى مصر»، وأكمل: «نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خياراً استراتيجياً وننميه وأن يكون مساراً تنضم إليه دول أخرى».

وأضاف السيسى أنه أكد للمستشار الألمانى «رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة»، مؤكداً أن مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونوه الرئيس بأن تهجير الفلسطينيين من غزة سيتبعه تهجير آخر من الضفة الغربية إلى الأردن، وبالتالى ستكون فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ، لأن الأرض بلا شعب، وواصل: «أحذر من خطورة هذا الأمر».

وكرر الرئيس السيسى رفضه التهجير فى كلمته بالقمة العربية بالبحرين مايو 2024، وقال: «أؤكد مجدداً أن مصر ستظل على موقفها الثابت فعلاً وقولاً برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها»، وأشار إلى إن «التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية».

مقالات مشابهة

  • أستاذ في العلوم السياسية: إسرائيل هُزمت أمام صمود الفلسطينيين وتمسكهم بالأرض
  • عدنان الروسان يكتب … الأردن في مواجهة الحقيقة … مالعمل..!!
  • الخارجية الفلسطينية: سياسة التهجير تعكس محاولات الاحتلال لخلق حالة من الفوضى السياسية
  • القوى السياسية: رفض قاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن
  • «الخارجية»: نتمسك بثوابت التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.. ولا للمساس بحقوق الأشقاء
  • برلماني: تصريحات ترامب مخطط لتصفية القضية الفلسطينية .. ومصر لن تسمح أبدا بالتهجير
  • أمام صفقة القرن الثانية: المطلوب أردنيًا موقف موحد لإنقاذ الوطن
  • الأحزاب تدعم القيادة السياسية في مواجهة تهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: صمود مصر في القضية الفلسطينية «أسطوري»