صحف إسرائيلية تكشف تفاصيل عن قضية التجسس في الجيش لصالح إيران
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
أوردت صحيفتا يديعوت أحرونوت و"إسرائيل اليوم" تفاصيل عن فضيحة تجسس تورط فيها اثنان من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي لصالح إيران.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت -في تقرير لها- أن المعلومات التي أدلى بها الجنديان يوري إلياسوف وجورجي أندرييف البالغان من العمر 21 عاما -خلال التحقيق معهما عقب اعتقالهما للاشتباه بالتجسس وتقديم معلومات سرية لإيران يوم الاثنين- كشفت عن صورة "مقلقة" حول جهود طهران المتواصلة للحصول على معلومات عن إسرائيل.
ونقلت عن إلياسوف القول، في أثناء استجوابه، إن عميل مخابرات إيرانيا سأله في رسائل عن مكان خدمته، فأجابه "في القبة الحديدية"، وأضاف أن العميل طلب منه أن يثبت ذلك، "فأرسلت له مقطع فيديو من القاعدة".
وأوضحت المشرفة ساريت بيرتس من الوحدة الوطنية للتحقيقات في الجرائم الخطيرة والجرائم الدولية في الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهما جرى اعتقالهما من منزلهما، واعترفا بأنهما تعرفا على العميل الإيراني وحجم الضرر الذي تسببت فيه أفعالهما والعواقب المحتملة.
وكشفت الصحيفة عن أن إلياسوف صوّر معلومات سرية من قاعدة القبة الحديدية وأرسلها إلى المسؤولين الإيرانيين. وقالت بيريتس إنه ادعى أنه أرسل مقطعا صغيرا من الفيديو، لكن اللقطات الكاملة وصلت إلى أيدي الإيرانيين، على حد تعبيرها.
إعلانوطلب الإيرانيون أيضا من الجاسوسين -حسب يديعوت أحرونوت- إرسال بيانات تقنية عن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، ومعلومات عن قواعد عسكرية ولقطات جوية لمنشآت الجيش الإسرائيلي مثل قاعدة نيفاتيم الجوية ومقرات الجيش في تل أبيب.
كما زوّر إلياسوف أوامر عملياتية حول غارة للجيش الإسرائيلي في لبنان وعرض بيع ذخيرة. وقالت بيريتس إن تواصل العميل الإيراني مع شخص في القبة الحديدية وآخر في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي يعد مثل "منجم ذهب".
أما الجندي الآخر أندرييف، فقد قرر التوقف عن التعاون بعدما أدرك التبعات المترتبة على ذلك، ولكن بعد أن ساعد إلياسوف في التنسيق مع العميل الإيراني.
وورد في تقرير بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن النيابة العامة الإسرائيلية أصدرت بيانا -أمس الاثنين- طلبت فيه رفع الحظر عن النشر في قضية الجاسوسين، مضيفة أن إلياسوف وأندرييف زعما أن الضائقة المالية التي يعانيان منها دفعتهما لقبول الأموال الإيرانية. وتستعد النيابة العامة لتقديم لوائح اتهام خطيرة.
واعتبر كاتب التقرير، الصحفي إيتسيك سابان، أن هذه القضية تمثل تطورا مقلقا في عمليات التجسس الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، لافتا إلى أنها -على عكس القضايا السابقة التي تورط فيها مدنيون إسرائيليون- فقد نجحت هذه العملية في تجنيد جنديين شابين في أثناء أدائهما خدمتهما الإلزامية والاحتياطية.
وجاء في التقرير أن أنشطة التجسس الأخيرة جرت خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2024.
وكشف المحققون عن أن المسؤولين الإيرانيين اتصلوا بإلياسوف لأول مرة في سبتمبر/أيلول، وكلفوه في البداية برش كتابات على الجدران في شمال إسرائيل وتل أبيب، ثم جنّد إلياسوف صديقه جورجي أندرييف، وعرض عليه الأمر كفرصة للحصول على "مال سهل".
وفي التفاصيل التي أوردتها "إسرائيل اليوم"، أقام جورجي بعد ذلك اتصالا مباشرا مع مسؤولين إيرانيين وشارك في الكتابة على الجدران. كما وضع هو وإلياسوف ملصقا شمالي إسرائيل يتضمن عبارة "أبناء روح الله"، في إشارة على الأرجح إلى آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإسرائيلي يهدد إيران بالحرب لمنعها من "النووي"
هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساع، إيران بأن الخيار العسكري، قد يكون ضرورياً لمنعها من صنع أسلحة نووية، وفقاً لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي تصريحات للمجلة، قال ساعر إن "إيران خصبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلتين نوويتين، وكانت تلعب بطرق لتسليح مادتها النووية المخصبة"، مؤكداً أن هذه النتيجة ستخلف تأثيراً مزعزعاً للاستقرار بشكل كبير في الشرق الأوسط.
وأضاف ساعر أن "إسرائيل لا تزال تفضل المسار الدبلوماسي وتسعى للحصول على دعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضغط أكبر عل إيران، لكن فرص نجاح هذا النهج ليست كبيرة"، على حد قوله.
وتابع قائلاً إن الفشل في وقف برنامج إيران النووي سيكون كارثة لأمن إسرائيل.
ورداً على سؤال حول احتمال شن ضربات، خلال فترة رئاسة ترامب، قال ساعر: "أعتقد أنه من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، قبل أن يجري استخدامه في تصنيع أسلحة، يجب أن يكون هناك خيار عسكري يُعتدّ به مطروح على الطاولة".
Israel has warned of a “military option” against Iran as Benjamin Netanyahu embraces Donald Trump.https://t.co/RgQXjwd4mS
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) February 26, 2025وأضاف ساعر أن من الأمور التي تزيد من إلحاح التصدي للتهديد الإيراني هو الاتجاه الذي يتم بموجبه تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الضفة الغربية.
وقال: "نحن الآن نواجه محاولة ضخمة من جانب إيران من خلال الأموال والأسلحة التي تتدفق إلى الضفة الغربية"، مضيفاً أن الهدف هو "إشعال هذه الأراضي"، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، بالقضاء على خطر إيران، من خلال التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في إسرائيل إنه "على مدى الأشهر الـ 16 الماضية، وجهت إسرائيل ضربة قوية لأذرع إيران الإرهابية في ظل القيادة القوية للرئيس ترامب وبدعمكم الثابت، ليس لدي شك في أننا قادرون وسننجز المهمة".
وأضاف: "إسرائيل وأمريكا تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة تهديد إيران".
Israel and the US claim they “will finish the job” regarding Iran, referring to a potential joint military strike. In their press conference, Israel’s Netanyahu and the US’s Rubio openly attacked Iran, reaffirming Washington’s unwavering support for Israel. pic.twitter.com/eKqTjpeTep
— red. (@redstreamnet) February 17, 2025ورداً على تصريحات نتانياهو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأسبوع الماضي، إن طهران تدافع عن برنامجها النووي، ولن تسمح بأي تهاون في هذا الصدد.
وكان ترامب قد قال إنه "يحب إبرام صفقة" مع إيران، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي قال هذا الشهر إن المحادثات مع الولايات المتحدة "ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة"ـ لكنه لم يذهب إلى حد تجديد حظر المحادثات المباشرة مع واشنطن الذي وجه به أثناء إدارة ترامب الأولى.