أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966، واليوم تطالب الجزائر فرنسا بمعالجة النفايات التي لا تزال تسمم مناطق على أراضيها، ودعتها إلى تحمل كامل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية والقانونية في القضاء على هذه النفايات المشعة.

وقالت مجلة لوبوان الفرنسية في تقرير لها عن الموضوع إن ملف "المضايقات" بين فرنسا والجزائر عاد إلى الظهور، حيث وافق مجلس الأمة على قانون إدارة النفايات ومراقبتها والقضاء عليها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف إسرائيلية تكشف تفاصيل عن قضية التجسس في الجيش لصالح إيرانlist 2 of 2واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركيةend of list

وطالب المجلس في هذا الإطار فرنسا أن تتحمل "كامل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية والقانونية في القضاء على هذه النفايات المشعة، والاعتراف بالضرر الهائل الذي تسببه لبلادنا ولسكان أدرار ورقان وعين إكر ومناطق أخرى"، حسب تصريحات وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي.

لافتة "خطر" عند مدخل موقع التجارب النووية الفرنسي في عين إيكر (رويترز) لتكن الرسالة مسموعة خارج حدودنا

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم إدلين مدي- أن 11 من التجارب النووية الفرنسية كانت في مواقع تحت الأرض، وتعود كلها إلى ما بعد اتفاقيات إيفيان التي أكدت استقلال الجزائر عام 1962، مشيرة إلى أن إحدى مواد الاتفاقية سمحت لفرنسا باستخدام تلك المواقع حتى عام 1967.

وقال رئيس مجلس الأمة، صلاح قوجيل "ليكن موقفنا واضحا وليكن موضوع الرسالة مسموعا خارج حدودنا"، وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب ألقاه في فرنسا أواخر ديسمبر/كانون الأول "أصبحتم قوة نووية وتركتم لنا الأمراض. تعالوا نظفوا"، وأضاف أمام غرفتي البرلمان الفرنسي "لن نتخلى عن الذاكرة. أنا لا أطلب شيئا، لا يورو ولا دولارا، بل كرامة أجدادنا ومواطنينا".

وكان تبون قد قال ردا على الجدل الدائر في فرنسا بشأن مراجعة اتفاقيات 1968، "إذا أردتم ذلك سنقوم به"، ولكن الموضوع الحقيقي هو معالجة القضايا الخطيرة، والمجيء لتنظيف المواقع التي أجريت فيها التجارب النووية، ونظفوا كذلك وادي الناموس حيث طورتم الأسلحة الكيميائية".

إعلان

وظل وجود موقع الناموس سريا لعقود، ولم يتم الكشف عنه إلا عام 1997 من خلال تحقيق أجرته صحيفة لو نوفيل أوبسيرفاتور، وقد ذكر الجنرال السابق رشيد بن يلس في كتابه "في خفايا السلطة" أن "الأنشطة في هذه المنطقة الصحراوية توقفت سنة 1986".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاقا تم توقيعه بين الرئيسين الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة والفرنسي فرانسوا هولاند عام 2012 لتطهير هذا الموقع.

وفي عام 2007، تم تشكيل مجموعة عمل جزائرية فرنسية لتقييم المواقع النووية، وإعداد جرد لمدى خطورتها وتشخيص التلوث فيها، كما تم تشكيل مجموعتي عمل مشتركتين أخريين للنظر في قضية الأرشيف والمفقودين خلال الحرب الجزائرية، ولكن منذ عام 2016، لم ترد أي أخبار من هذه المجموعات الثلاث حتى أغسطس/آب 2020.

البنود السرية

وقد أوصى المؤرخ بنيامين ستورا في تقرير قدمه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2021، "بمواصلة العمل المشترك بشأن مواقع التجارب النووية في الجزائر وعواقبها وما يتعلق بزرع الألغام على الحدود".

وأشار الجنرال بوزيد بوفريوة، رئيس مصلحة الهندسة القتالية إلى أنه "يجب على فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية، خاصة بعد أن صادقت 122 دولة من الجمعية العامة للأمم المتحدة على المعاهدة"، في إشارة إلى معاهدة "تيان" بشأن حظر الأسلحة النووية، وبعد أن تم تقديم مبدأ "الملوث يدفع"، علما أن فرنسا ليست من الدول الموقعة على ميثاق تيان.

ومع أن رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة طلب من نظيره الفرنسي تزويده بخرائط طبوغرافية تسمح بتحديد أماكن دفن النفايات الملوثة أو المشعة أو الكيميائية التي لم يتم اكتشافها حتى الآن، فإن وزارة الخارجية لم تطلب رسميا خريطة دفن للمواد المشعة، ولم تقم وزارة البيئة بالقياسات الضرورية، كما لم تقم وزارة الصحة بدراسة وبائية حول تأثير هذه النفايات.

إعلان

وقالت الصحيفة الفرنسية إن البنود السرية في اتفاقيات إيفيان بشأن استمرار الاختبارات بعد الاستقلال من شأنها أن تفسر المحرمات التي أحاطت بهذه القضية لسنوات، وخاصة في الجزائر؛ إذ "لم تطرح مسألة إزالة التلوث إلا في وقت متأخر للغاية -حسب أحد الصحفيين المتخصصين- ولم تتم إثارة المسألة رسميا إلا في عام 1996 من قبل وزير المجاهدين الأسبق سعيد عبادو، وفقا للوبوان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات التجارب النوویة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من سوريا بعد القصف الإسرائيلي العنيف على أراضيها

أدانت وزارة الخارجية السورية، اليوم الخميس، الغارات الإسرائيلية التي استهدفت خمس مناطق في أنحاء البلاد، معتبرةً أنها تأتي في إطار محاولة لتطبيع العنف وتقويض جهود التعافي، في ظل استمرار سياسة الإفلات من العقاب.

وطالبت الخارجية السورية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف العدوان، والالتزام بتعهداتها وفق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.

وجاء في البيان الصادر عن الخارجية السورية أن "سوريا تدين بأشد العبارات موجة العدوان الإسرائيلي الأخيرة، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية خلال 30 دقيقة، استهدفت خمس مناطق مختلفة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين".

هددت بـ رد قاس.. إسرائيل تحذّر من تغيير التوازن العسكري في سوريارسالة إلى تركيا.. غارات إسرائيلية عنيفة على دمشق ومطار حماة العسكري في سورياأخبار التوك شو| انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء سوريا.. قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية لبيروتسوريا.. عودة التيار الكهربائي لمحافظات حمص و حماة و طرطوس بعد انقطاع دام ساعاتانقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا جراء عدة أعطالانقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء سوريا جراء عدة أعطال

وأضاف البيان أن هذا التصعيد يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسيادة سوريا، وهو محاولة متعمدة لزعزعة الاستقرار في البلاد وإطالة معاناة شعبها.

وأكدت الخارجية السورية أن هذه الاعتداءات تأتي في وقت تسعى فيه البلاد لإعادة الإعمار بعد 14 عامًا من الحرب، مشيرةً إلى أن إسرائيل تحاول من خلال هذه الهجمات إعادة العنف إلى المشهد السوري، وهو ما يعطل جهود التعافي الوطني.

كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمنع استمرار هذه الاعتداءات، داعيةً الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد الإسرائيلي وضمان احترام القانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من سوريا بعد القصف الإسرائيلي العنيف على أراضيها
  • بعد مكالمة الرئيسين..باريس: نعول على نتائج ملموسة في التعاون مع الجزائر
  • هل يصمد اتفاق الهدنة بين فرنسا والجزائر؟ خبراء يجيبون
  • فرنسا: المواجهة العسكرية مع إيران شبه حتمية في هذه الحالة
  • ثورة بيئية: تحويل النفايات البلاستيكية إلى منتجات فاخرة!
  • بحزم وبدون تهاون..فرنسا: نريد حل الخلاف مع الجزائر
  • وزير خارجية فرنسا: التوترات بين باريس والجزائر ليست في مصلحة أحد
  • مكالمة "واعدة" بين ماكرون وتبون فهل يصلح الهاتف ما أفسدته السياسة؟
  • وزير الاتصال: يجب التحلي باليقظة الإعلامية لكشف تزييف الحقائق التي تنتهجها الأطراف المعادية للجزائر
  • العراق يؤكد على التزامه بالأمان النووي تحت زعامة البروفيسور بالذرة الميليشياوي(نعيم العبودي)!!