بدء توزيع بذار البطاطا المستوردة على فلاحي حماة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
حماة-سانا
بدأ فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار بحماة اليوم توزيع بذار البطاطا الأجنبية المستوردة على الفلاحين المكتتبين للعروة الربيعية.
وذكر مدير فرع المؤسسة الدكتور صطام الخليل لمراسل سانا أن كميات البذار المكتتب عليها من قبل الفلاحين بلغت 1414 طناً من أصناف سبونتا وسينارجي ونعيمة، مبيناً أن البذار المستوردة خضعت للحجر الصحي والتحاليل المخبرية للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة.
ولفت الخليل إلى أنه يمكن للفلاحين المكتتبين استلام كميات البذار المخصصة لهم من مقر فرع المؤسسة، مشيراً إلى أنه تم تحديد مبيع سعر الطن الواحد من البذار المستوردة صنف سينارجي بمبلغ 1580 دولاراً، والسبونتا 1460 دولاراً، ونعيمة 1550 دولاراً.
يذكر أن فرع إكثار البذار بحماة يواصل عمليات بيع بذار القمح المعقم والمغربل لفلاحي المحافظة للموسم الزراعي الحالي.
سالم الحسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الريحان يزين القبور… طقس يعزز الوفاء في حماة
حماة-سانا
“ريحان الجنة يزين قبور الأحبة”، عبارة يرددها بصوت عال في شوارع حماة عشرات الشبان حاملين سلالاً خضراء مليئة بالريحان، وعند ظهيرة أول أيام العيد تحولت مقابر مدينة حماة إلى بقاع مفعمة بالخضرة والعطر، بعد أن توافد مئات الأهالي حاملين سلال الريحان لتزيين قبور أحبائهم المتوفين، هذا الطقس الذي تتوارثه الأجيال عاد بقوة هذا العام بعد النصر والتحرير، ليجمع بين فرحة العيد ووجع الفقدان.
ويُعد وضع الريحان على القبور تقليداً قديماً في العديد من المناطق السورية، وخصوصاً في المناسبات الدينية، فالريحان يرمز إلى الطهارة والخلود، ورائحته العطرة تذكير بنسمات الجنة وفق المعتقدات الشعبية.
تحت أشعة الشمس الدافئة، انتشرت عائلات بكاملها بين القبور، تضع باقات الريحان بجانبها، فيما يردد كبار السن الدعاء لموتاهم، تقول أم محمد، وهي تمسح دموعها أمام قبر ابنها: “الريحان عهد بيننا وبينهم، نزرعه كل عام ليعرفوا أننا ما زلنا هنا نذكرهم”، بينما يشرح الشاب أحمد وهو يُوزع الريحان على القبور المجاورة: “اشتريت غراس الريحان من سوق المرابط بمدينة حماة، وأحمله لأزين به قبر أبي المتوفى”.
وكان إحياء هذا الطقس صعباً مع ارتفاع أسعار الريحان بسبب قلة المنتجين، فانطلقت بعض المبادرات الجماعية التي نظمها شباب المدينة، وقامت بجمع التبرعات وشراء الريحان وتوزيعه على المقابر.
يرى كبار السن أن مثل هذه الطقوس تسهم في معالجة جراح الذاكرة، وخاصةً في مجتمع عانى من فقدان شبابه ورجاله لتحرير بلاده من النظام البائد، وأوضح ياسين العبدالله أن وضع الريحان الذي يحمله الأطفال فعلٌ رمزي يُعيد ربط الأحياء بأمواتهم، ويُحوّل الفقد من حالة سلبية إلى طاقة تُعزز الانتماء والوفاء للأحبة المتوفين.
وفي حماة، حيث يبنى الفرح خطوة بخطوة، لم يعد الريحان مجرد نبتة عابرة، بل أصبح جسرا بين الموت والحياة، ففي كل غرسة توضع على قبر، تختزل قصة مدينة ترفض أن تنفصل عن تاريخها، وتصرّ على أن يكون فرحها مكتملاً بوجود مَن رحلوا.