قال بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إنّ الفرحة التي يعيشها المواطن الفلسطيني بعودته إلى منزله بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي والنزوح الذي تكرر من مراحل مختلفة ومعاناة إنسانية كبيرة، هي فرحة مؤقتة وسيصطدم بواقع أليم ينتظره في بيته المدمر وعدم وجود الموارد، فضلاً عن عدم القدرة على الإصلاح بالشكل السريع الذي يتمناه المواطن.

                      

طريق طويل للعودة إلى شمال غزة ينعكس على الصحة

وأضاف «زقوت»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الطريق من جنوب إلى شمال قطاع غزة طويل، يحتاج المواطن الفلسطيني أن يمشي سيرا على الأقدام من 10 إلى 17 كيلومترا حتى يصل إلى مكان سكنه، ما يشكل خطرا صحيا على كبار السن والحوامل والمواطنين الذين يحملون أمتعة ثقيلة، مشيرا إلى أن هناك حالة وفاة سُجلت بالأمس لرجل مسن لم يستطع تحمل عبء الطريق.       

نقاط طبية منتشرة للتعامل مع الأزمات عند عودة النازحين

وتابع: «لدينا نقاط طبية على الجهتين قبل حاجز نتساريم وعلى الجهة الجنوبية، نستقبلهم أيضا بطواقم طبية أخرى على الجهة الشمالية، إذ أن هناك إصابات لدى الأطفال، كما أن هناك الكثير من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة تظهر لديهم مضاعفات سواء إغماء أو دوخة أو تعب شديد، لكن الشعب الفلسطيني يتحمل كل هذا الألم في سبيل العودة دياره».          

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية

إقرأ أيضاً:

أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة

منذ مطلع العام الجاري أعلن رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون عن افتتاح 3 حدائق ومساحات ترفيهية في غربي القدس، وافتتح خلال عام 2024 المنصرم 6 حدائق للمستوطنين أيضا.

وفي بداية شهر ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم كتب عبر صفحته على موقع فيسبوك أثناء إعلانه عن تجديد "حديقة الورود" المقامة على أراضي حي الطالبية المحتل عام 1948 إن "كل شخص في القدس يستحق حديقة لا تبعد عن منزله أكثر من 10 دقائق".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحدثت عن جحيم.. يونيسيف: 825 ألف طفل تحاصرهم المعارك شمال دارفورlist 2 of 2أمنستي تدعو لوقف استخدام آليات هيونداي في هدم مباني الفلسطينيينend of list

لكن جميع الحدائق التي افتُتحت على مساحات شاسعة لا تخدم سوى المستوطنين، وعلى مسافة ليست ببعيدة عن هذه الحدائق كانت أنياب جرافات بلدية الاحتلال التي يرأسها ليون تنهش منازل المقدسيين، الذين يعجزون عن توفير مكان للسكن فضلا عن الترويح عن أطفالهم.

ففي شرقي القدس وفي ظل مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي وانحسار البناء العمراني في أحياء المدينة ببقع جغرافية ضيقة، انعدمت المساحات المفتوحة التي من الممكن أن يلجأ إليها الأطفال للعب.

#تمديد توقيف الطفل ظاهر أبو عيد 14 عاماً من بلدة عناتا ليوم غدٍ

Extending the detention of 14-year-old Zahir Abu Eid from Anata until tomorrow.
He was arrested by the Musta’ribeen individuals (undercover police) yesterday at the entrance to Anata pic.twitter.com/vHebNsDLXH

— Silwanic (@Silwanic1) March 20, 2025

إعلان خطر في المنازل

وفي أفضل الأحوال ينزل الأطفال إلى شوارع وأزقة أحيائهم رغم المخاطر، أو يصعدون إلى أسطح منازلهم للعب واستنشاق هواء نقي، لكن قد تجري الرياح بما لا تشتهيه طفولتهم، كما حدث مع الطفلة ميس محمود من بلدة العيساوية التي باغتتها رصاصة من جندي إسرائيلي في بداية شهر رمضان الجاري عندما كانت تلعب مع شقيقاتها على سطح المنزل.

لم تكن الطفلة ميس -التي أصيبت بساقها وأدت الرصاصة لإحداث أضرار في الأعصاب- هي الضحية الأولى في هذه البلدة المشتعلة، بل سبقها إصابة الطفل نور الدين مصطفى برصاصة مطاطية عام 2017 أدت إلى فقدان عينه اليسرى بينما كان يقف على سطح منزله أيضا خلال اقتحام لقوات الاحتلال للعيساوية.

ولا يناشد الفلسطينيون بلدية الاحتلال الموصومة بـ"العنصرية" افتتاح حدائق ترفيهية لهم، بل يطالبونها بما هو أكثر بديهية من ذلك، وهو إنشاء أرصفة ليسير الأطفال عليها أثناء توجههم إلى مدارسهم خاصة بعدما أدى إهمال البلدية إلى وفاة عدد منهم دعسا، وأحدثهم 3 أشقاء من عائلة الرجبي قضوا عام 2023 بعد دهسهم أثناء توجههم إلى مدرستهم سيرا على الأقدام في مخيم شعفاط بسبب انعدام الأرصفة.

وفي تعقيبه على تصريح رئيس البلدية خلال افتتاحه إحدى الحدائق، قال الباحث في منظمة "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية أفيف تاتارسكي، إن حي "نايوت" الذي يسكن فيه الواقع غربي المدينة ولا تتجاوز عدد العائلات بداخله 500 عائلة، يضم 3 ملاعب، و3 متنزهات عامة حوله، بينما لم يشاهد خلال زيارته لأي من الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس شيئا من هذا القبيل قط.

وأضاف تاتارسكي في حديثه للجزيرة نت أن الملاعب والحدائق تحتاج ميزانيات طائلة من البلدية، وهي يجب أن تقرر أين تضع هذه الميزانيات، وبشكل مؤكد تفضل ضخّها في الأحياء اليهودية لا الفلسطينية، وهذا واضح وجلي.

إعلان

يقول تاتارسكي: "أهم سمة في السياسة الإسرائيلية بالقدس أن الدولة تريد أن تصادر الأراضي لكن دون سكان فلسطينيين، ولذلك فإن البلدية تبني وتطور لليهود، وتهدم للعرب، ونلاحظ أن سياسة الهدم تصبح أسوأ عاما تلو الآخر، ورصدت جمعيتنا هدم 180 منزلا في شرقي القدس خلال عام 2024".

الاقتحامات المستمرة تحرم أطفال القدس من اللعب في حدائق صغيرى بالقدس (الجزيرة-أرشيف) خدمات لليهود

ومن حيث انتهى تاتارسكي؛ استهل خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي حديثه قائلا إن السياسة الإسرائيلية تجاه مدينة القدس تركزت منذ 1967 على إفقارها، كما أن بعض المؤسسات والحدائق التي كانت تشكل متنفسا للفلسطينيين تم وضع اليد عليها تحت بند "المصلحة العامة".

وتطرق التفكجي للبلدة القديمة التي يسكنها عشرات آلاف المقدسيين الذين يفتقرون إلى أي مساحات مفتوحة، ولا يوجد أمامهم سوى "جمعية برج اللقلق للعمل المجتمعي" للانخراط في فعالياته، بالإضافة إلى حديقة "روكفلر" التي افتتحت قبل سنوات وتبعد عشرات الأمتار عن باب الساهرة (أحد أبواب البلدة القديمة).

"في المقابل يتوفر للإسرائيليين أكثر من متنزه وملعب في كل حي ومستوطنة، وبينما يدفع المقدسيون مبالغ طائلة كضرائب فإن الخدمات تذهب لليهود، وبعض الحدائق الواقعة داخل المستعمرات أقيمت على مساحة 800 دونم، وآخرها افتتاح محمية طبيعية في "وادي مجلّي" بين مستوطنة بسغات زئيف ومخيم شعفاط بمساحة 700 دونم".

فصل عنصري

الحقوقي والأكاديمي المقدسي منير نسيبة علّق على سياسة الكيل بمكيالين بالقول إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ سياسات الفصل العنصري "أبارتهايد" داخل القدس على كافة الأصعدة، ومنها ما يتركز على الحرمان من الخدمات والحقوق المكفولة للأطفال، رغم أن "الحق في اللعب وممارسة أنشطة في وقت الفراغ" يعتبر مكونا مهما من مكونات اتفاقية حقوق الطفل للأمم المتحدة.

إعلان

"الأحياء الفلسطينية في القدس مكتظة جدا، ولا يوجد فيها تخطيط صحيح، ولا يحصل الناس على تراخيص بناء، ويهدَّدون دائما بهدم منازلهم، ويعاني الأطفال من هذا الواقع المأساوي ويدفعون ثمنه لأن الاحتلال يهتم برفاهية الطفل اليهودي فقط ويبني الكثير من الملاعب والمساحات الترفيهية لراحته".

ويدفع هذا الواقع المر بعائلات القدس إلى البحث عن أماكن للترويح عن أبنائهم، فتكون الوجهة مناطق الضفة الغربية خاصة خلال الأعياد التي يحتاج فيها الأطفال للخروج عن روتينهم اليومي.

وكانت الحركة باتجاه محافظات الضفة الغربية قبل اندلاع الحرب الأخيرة متاحة أمام المقدسيين رغم الحواجز العسكرية الكثيرة، لكنها بعد الحرب باتت مغامرة في ظل اشتعال الضفة، مما يجعل الشوارع وأسطح المنازل مجددا ملاذ أطفال المدينة الوحيد، وهو الملاذ غير الآمن.

مقالات مشابهة

  • مدير عام مصرف الرافدين: التكنولوجيا المالية مستقبل القطاع المصرفي في العراق
  • الاحتلال يواصل عدوانه على جنين لليوم الـ70 وسط دمار وحصار خانق
  • مدير عام مجمع ناصر الطبي للجزيرة نت: الاحتلال يستهدف المستشفيات لإيجاد بيئة طاردة
  • فرق إنقاذ ومساعدات طبية روسية تصل إلى ميانمار للمساعدة في جهود الإغاثة
  • عشية عيد الفطر.. مئات الآلاف من سكان غزة يواجهون خطر الجوع الشديد
  • مدير شرطة ولاية الجزيرة يتفقد نقاط التأمين وإرتكازات الشرطة والقوة المشتركة بودمدني
  • بهدف تحسين واقع مياه الشرب في مدينة حمص… خط معفى من التقنين لمحطة مياه دحيريج
  • أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة
  • نتنياهو كلّف الموساد بالبحث عن دول توافق على استقبال سكان غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: مصير طواقمنا الذين استهدفهم الاحتلال في رفح ما زال مجهولا