بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
نفى سفير أوكرانيا لدى جمهورية السودان ميكولا ناهورني تقديم بلاده لاي شكل من اشكال الدعم لقوات الدعم السريع، واصفا الحملة الإعلامية التي راجت في بعض المواقع الإعلامية السودانية حول دور مزعوم لبلاده في حرب السودان بأنها ادّعاءات استفزازية وعارية من الصحة ومفبركة.
واعتبر السفير الأوكراني هذه "الحملة" بأنها تمثل امتدادا للحرب غير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا بأبعادها المتعددة والممتدة إلى قارات مختلفة، بغض النظر عن بعدها الجغرافي عن مسرح العمليات القتالية مضيفا أن السودان ليس استثناءً في هذا الصدد نافيا وبشكل قاطع لهذه الادعاءات واعتبرها محاولة روسية يائسة لإطلاق حملة تضليلية رامية إلى تشويه سمعة أوكرانيا في الفضاء الإعلامي السوداني والعالمي.
وكانت تصريحات السفير الأوكراني الأخيرة محاولة لتصحيح الخطأ الذي قام به المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، حيث نشر الأخير في 07 يناير 2025 على صفحته الرسمية على فيسبوك أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع بدعوة شخصية من حميدتي.
وقال المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني: "تحاول روسيا تصوير الجيش الأوكراني على أنه غير محترف، ويعتمد كليا على الإمدادات الغربية. لكن الحقائق تتحدث عن نفسها: إن القوات المسلحة الأوكرانية هي الجيش الأكثر خبرة ومهارة في المعارك في أوروبا".
وأضاف يفلاش، بأن المدربون ومشغلو الطائرات بدون طيار الأوكرانيون مطلوبون في جميع أنحاء العالم، وأكد أن أوكرانيا تمتلك ما يقارب من 30 عقدا في الدول الأفريقية وحدها، وذكر السودان كأحد هذه الدول التي تملك أوكرانيا معها عقود، وتحديدًا مع قوات الدعم السريع المتمردة تحت قيادة محمد حمدان.
يقول المسؤول الأوكراني أن مدربين أوكران ينشطون في السودان لنقل خبراتهم في مجال حرب المدن، بالإضافة إلى مجموعة من مشغلي الطائرات بدون طيار.
وكانت القوات المشتركة التابعة لقيادة الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معها قد أعلنت مؤخرًا، أنها تمكنت من السيطرة على شحنات من الأسلحة الثقيلة بما فيها طائرات مسيرة ومركبات قتالية مرتبطة بقوات الدعم السريع. وأشارت بعض المصادر، أن هذه المعدات العسكرية الغربية تم تطويرها بالتعاون مع شركات من أوروبا الشرقية للاستخدام العسكري في أوكرانيا، ما يشير الى التواجد الأوكراني على الأراضي السودانية ودعمهم لقوات الدعم السريع في حربها مع القوات النظامية للبلاد، وقام بعض المسؤولين سواء العسكريين أو الديبلوماسيين بتأكيد هذه المزاعم في العديد من المناسبات.
ونشرت العديد من وسائل الإعلام تقارير نقلاً عن شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الأوكرانية التي تم توثيق وجودها في السودان، تعمل على تدريب قوات الدعم السريع على استخدام الطائرات المسيرة، وساهمت في عدة هجمات نفذتها القوات المتمردة ضد الجيش السوداني في عاصمة إقليم دارفور ومختلف محافظات البلاد في الفترات الأخيرة الماضية.
تعمل أوكرانيا في أفريقيا بالوكالة عوضًا عن الدول الغربية لضمان مصالحها وتحقيق أهدافها في المنطقة، ويتم استخدام القوات الأوكرانية لعدة أسباب، أهمها لكي لا تتدخل الدول الغربية بشكل مباشر في هذه الصراعات، وكذلك لأن الجنود الأوكران تم تدريبهم وتجهيزهم طيلة السنوات الأخيرة من قبل الغرب لمواجهة روسيا وبالتالي أصبحت أوكرانيا اليوم من أفضل الجيوش الغربية التي تمتلك جنودًا مدربين ولديهم خبرة عسكرية على الأرض، وبعد اقتراب خسارة الحرب مع روسيا يتم استخدامهم لتحقيق مصالح أخرى في القارة السمراء.
الكاتب: عبدالرحيم التاجوري
الباجث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تعليقاً على مقال:” عامان من حرب السودان: لم ينجح أحد*
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليقاً على مقال:" عامان من حرب السودان: لم ينجح أحد*
عامان من الحرب كللت بالحفاظ على السودان ،ودحر المرتزقة، يا دكتور فيصل.
ا.د. أحمد محمد احمد الجلي
بداية لابد من القول، بان كاتب المقال يساوي بين "طرفي الحرب"،متجاهلا ان هناك طرف تمثله القوات المسلحة، التي لها قوانين ضابطة وقيم معينة ونظم ملزمة وملتزمة بها،ولم يعرف عنها طيلة تاريخها الذي يمتد الى ما يقارب قرناً من الزمان، اي خرق لتلك القيم اوتجاوز لتلك القوانين.وفي المقابل هناك مليشيا تمردت على القوات المسلحة وعلى الدولة السودانية ،وتاريخها القريب والبعيد مليء بالجرائم، وفي هذه الحرب الدائرة الان خططت للانقلاب على الدولة السودانية، وحاولت عن طريق السلاح والحرب القضاء عليها ، ومحو هوية الشعب السوداني،وارتكبت في سبيل ذلك، ما هو معلوم لدى كل السودانيين ، وليس بين السودانيين من نجا من السلوك الاجرامي لهذه المليشيا المتمردة.وفي مقاله قارن الكاتب بين ما قامت به المليشيا وما صدر عن القوات المسلحة ،ولم يميز بين الطرفين، وتجاهل ان المليشيا هي التي بدات الحرب وتعدت على مرافق الدولة وعلى بيوت المواطنين وممتلكاتهم،كما هو موثق لدى المنظمات الدولية العدلية، ومشاهد لكل ذي بصر وبصيرة.
وذكر الكاتب الخسائر البشرية والمادية،وان آلاف الشباب من أبناء السودان فقدوا أرواحهم في الحرب، ونزح الملايين من مدنهم وقراهم، ولجأ مئات الآلاف لدول الجوار. دُمّرت البنيات الأساسية؛ مصانع ومساكن، طرق وجسور، مطارات، ومحطات كهرباء ومياه، جامعات ومدارس ومستشفيات، ولكن لم يشر الى من فعل ذلك وارتكب تلك الجرائم،الا على استحياء وقرن تلك الجرائم بما قام به الجيش ،ولم ير وجاهة لتبرير ذلك بل قال: إن قصف سلاح الطيران القرى والأسواق في دارفور يتم التبرير لذلك بأن هذه حواضن اجتماعية لـ«الدعم السريع». وإن تمت تصفية مدنيين في المناطق التي استعادها الجيش، تأتي التبريرات بأن هؤلاء كانوا متعاونين مع «الدعم السريع» حين احتلت قراهم ومناطقهم، ومن بينهم بائعات الأطعمة والشاي.وعبر عن حسرته على من يدافع عن موقف الجيش ومن معه من المستفرين والمقاومة الشعبية ،ويقول:" الأقسى من كل ذلك أن يتورط صحافيون وسياسيون وكتّاب في الترويج لهذه الجرائم، ويسموا الطيارين الحربيين «صنّاع الكباب»، في إشارة للجثث المحترقة بعد القصف!!!
وبعد ذلك اشار الكاتب الى هجوم «قوات الدعم السريع» على معسكر «زمزم» للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر. وكعادة «قوات الدعم السريع»، لم تفرق بين عسكري ومدني، ولا بين رجل وامرأة وطفل؛ كان الجميع هدفاً للرصاص المنهمر من كل ناحية، والحرائق التي أحالت المساكن المؤقتة إلى خراب، واورد ما يعتبر تبريرا لهجوم المليشيا على المعسكر بان القوات المشتركة تتواجد في بعض أجزائه،.ولم ينس حادثة استشهاد ايقونة المقاومة الدكتورة هنادي ،وانه بينما رأى فيها البعض رمزاً للمقاومة، رأى البعض الآخر فيها نموذجاً للشباب الغض الذي راح ضحية للحرب، وهناك من قدم الموقف السياسي قبل كل شيء، ورأى أنها مقاتلة كانت مع الصف الآخر، وبالتالي تستحق الموت!. ولم يدين بوضوح مقتل الشهيدة،ويبين رأيه في ذلك، واحسب انه وقف على الحياد في مثل هذا الموقف الانساني!!!.
كما حاول كاتب المقال، ان يبرر حصار المليشيا للفاشر بأن الحركات المسلحة لم تلتزم بالحياد ،ودخلت الحرب ،فيقول:كانت هناك فرصة أن تبقى المدينة بعيداً عن الحرب أضاعتها الحركات المسلحة التي أعلنت دخولها الحرب بعد فترة من الحياد، ومنذ ذلك الوقت لم ترَ المدينة يوماً واحداً هادئاً."
ولا ادرى ماذا كان يتوقع الكاتب ان تقف تلك الحركات متفرجة على ما يقوم به الجنجويد من مذابح ،وما يمارسونه من انتهاكات لاهل الفاشر الذين هم اهل تلك الحركات!! "
وما عنوان مقاله "لم ينجح احد"، الا دلالة على تحيزه المبطن ضد القوات المسلحة ،ويفضح ذلك قوله: "فبعد عامين من الحرب لم يتغير الموقف والرؤية للحرب؛ فهي سباق في الخسارة والفقدان" ،والكاتب بذلك يتجاهل التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة والفيئات التي تقاتل معها ، وما حققوه من انتصارات في الخرطوم والجزيرة وغيرها من ولايات السودان،ودحر للمليشيا واخراجها من العاصمة الخرطوم ،ومن بيوت المواطنين ومؤسسات الدولة ومقارها ،وبذلك يمكن القول بأنه قد نجح الوطنيون وانتصر المرابطون المجاهدون، من عسكريين ومدنيين، القابضون على الزناد والبندقية، ،وفشل أصحاب مشروع هدم السودان واحتلاله واستيطانه بدلا من مواطنية،كما فشل الذين ربطوا مستقبلهم السياسي بمليشيا ال دقلو،ومنتظرين ان يجيبوا لهم الديمقراطية والحكم المدني ،ويجلسوهم على كراسي الحكم مرة ثانية،وهيهات !!!، فقد خاب أملهم جميعا ،ونجح الوطنيون والمجاهدون ممن حملوا السلاح دفاعا عن ارضهم وعرضهم،نجحوا في الحفاظ على بلدهم وسينجحون باذن الله في بناء دولتهم واعمارها ،ولا نامت اعين الجبناء والعملاء الذين اعتمدوا على دويلة الشر والمليشيا الارهابية في عودتهم منتصرين لتكرارا تجاربهم الفاشلة!!!
فالصراع العسكري الداير الآن، ليس صراعا بين جنرالين (حميدتي والبرهان)، كما حاول المنهزمون تصويره ، بل صراع بين الجيش ومن ورائه الشعب السوداني ،وبين مرتزقة اجانب استجلبوا مِن تشاد والنيجر والكاميرون وأفريقيا الوسطي وجنوب ليبيا وبوركينا فاسو ونيجيريا وموريتانيا وحتي السنغال في أقصي غرب أفريقيا، بهدف توطينهم ،واقامة دولة بديلة للدولة السودانية،ومن ثم فإن الحرب هي حرب الأمة السودانية وجيشها، ضد مشروع يهدف الى القضاء على الدولة السودانية، وعلى الساسة السودانيين على اختلاف اتجاهاتهم وايديولوجياتهم ادراك هذه الحقيقة ،وأن يتركوا خلافاتهم التافهة جانبا،وان يؤجلوا مشاريعهم السياسية الفاشلة، وان يوحدوا صفوفهم ،ويعملوا يدا واحدة على منع الجنجويد من تحقيق أهدافهم ،لأن في تحقيق تلك الاهداف نهاية للدولة السودانية،ووجود السودانيين كشعب له هوية وثقافة وذاكرة تاريخية. وليس من سبيل الى افشال مشروع الجنجويد، ومن يدفع بهم ويقف وراءهم،الا بالاصطفاف مع القوات المسلحة،ومن يشاركها شرف الدفاع عن الوطن،وانها ومن معها، تمثل الجهة الوطنية التي تتصدى لذلك المشروع ،والعمل على هزيمته ودفعه،لانه اذا انتصر حميدتي ومليشيته ومن يدفع به، لا قدر الله ، فسيصبح مستقبل السودان في مهب الريح.ولن يجد الفرقاء المتشاكسون وطناً يختلفون حوله. "والله غالب على أمره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون".
ا.د. أحمد محمد احمد الجلي
*تعليقا على مقال:" عامان من حرب السودان: لم ينجح أحد:"دكتور/ فيصل محمد صالح،منشور على موقع سودانايل علي الرابط التالي:
https://sudanile.com/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%a3%d8%ad%d8%af
ahmedm.algali@gmail.com