استقبلوا الأسرى المحررين قبل أيام.. أبو عطيوة وضميري آخر شهداء القسام بالضفة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
"عندما سمعت أمي صوت القصف صرخت، قتلوا رامز، وكأنها ترى المشهد واقعا أمام ناظريها"، بهذه الكلمات يروي نهاد ضميري تفاصيل استشهاد شقيقه رامز الذي استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع رفيقه إيهاب عطيوي أمس الاثنين.
واغتالت إسرائيل عبر طائرة مسيرة إيهاب محمد عطيوي (23عاما) ورامز بسام ضميري (24 عاما) أمام مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية عبر عملية مشتركة بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
لم يتبق من جسدي الشهيدين سوى أشلاء بعد تفحم كامل الجسد فقد أحرق القصف مركبة كانا يستقلانها وأذاب الأجساد وأخفى ملامح وجهيهما بالكامل.
وداخل مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بمدينة طولكرم كان الحال صعبا، فقد عم الحزن والدموع بفعل ما حل بالشهيدين اللذين تفحمت أجسادهما، وتحولا إلى أشلاء مما زاد المشهد قساوة وصعوبة في التعرف إليهما، ليأتي الخبر يقينا بعد برهة من الزمن أنهما الشهيدان عطيوي وضميري أبناء مخيم طولكرم.
ويضيف نهاد ضميري شقيق الشهيد رامز للجزيرة نت: "وصل الشهيدان المشفى جثثا هامدة، فقد تفحمت الأجساد وصارت أشلاء، وكل ما تبقى هو بعض الأطراف من الأقدام والأكف، هكذا عرفنا أخي وصديقه عطيوي".
إعلانويوضح أنه قبيل استشهادهما بقليل "حضر الشهيد عطيوي ونادى على رامز الذي انطلق مسرعا إليه وذهبا سويا"، مشيرا إلى أن رامز على غير عادته، استيقظ باكرا، ورآه عمه وسأله إلى أين يا رامز، فرد بأنه سيخبره حالما يرجع، ولم يرجع".
وفي مخيم طولكرم للاجئين قرب مدينة طولكرم ولد الشهيدان وترعرعا وذاع صيتهما، وفي مدارس المخيم حيث تلقى الشهيدان تعليمهما الأساسي، ولم يكملا مراحله الثانوية، فاشتغلا بأعمال حرة، خاصة رامز الذي أتقن صنعة الدهان والديكور وعلم بها جيدا.
في حين عُرف أكثر إيهاب عطيوي كقائد لكتاب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وخاصة منذ الحرب على غزة، ليصبح مطاردا والمطلوب الأول للاحتلال منذ أكثر من عام، ونجا مرات عدة من محاولات اغتيال خلال اقتحام الاحتلال للمخيم وتصديه والمقاومين له.
موحدون بالمقاومةومع اشتداد اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة طولكرم ومخيماتها تبنى القسامي إيهاب عطيوي الذي تنحدر أصوله من مخيم النصيرات بقطاع غزة فكرة النضال والمقاومة وعمل بها.
وظهر رفقة مقاومين آخرين بكامل زيهم وعتادهم العسكري الذي خطوا عليه عبارات "لا إله إلا الله، جند الله" بمخيم طولكرم عقب عملية عسكرية لجيش الاحتلال استهدفت المخيم واستمرت لأكثر من 40 ساعة في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتحدث دون أن يفصح عن اسمه آنذاك للجزيرة نت وصحفيين تواجدوا بالمكان.
وقال إنهم يعملون داخل المخيم كمقاومة موحدة من جميع الفصائل ضمن "حالة جهادية وليس وطنية فقط" تتصدى للاحتلال وانتهاكاته اليومية، "وأنهم يرفضون تسليم أنفسهم للاحتلال تحت كل الضغوط، وماضون على درب الشهداء".
وكشف عبر تصريحه أن الاحتلال وباقتحاماته المتكررة للمخيم لا يقاتلهم "وجها لوجه"، بل من داخل آلياته المحصنة وعبر طيرانه الحربي والمُسيَّر، وهو بذلك لن يردعهم أو ينجح باجتثاث حالة المقاومة بالمخيم حتى لو سقط منهم شهداء، وسيظلون يقاومون حتى آخر نفس.
إعلانونشأ عطيوي مثل أبناء المخيم وأطفاله على اقتحامات الاحتلال وسفكه لدماء الفلسطينيين ومجازره بالضفة وغزة، وبالتالي، قرَّر الالتحاق بركب المقاومة، وأضاف "لا أحد ليس لديه حلم وطموح، لكن هذا سيكون بعد تحرير الأرض، والاحتلال هو من أرغمنا على ذلك".
وشارك عطيوي والمقاومون -قبل أيام- أهالي مخيم طولكرم فرحتهم بتحرر الأسرى من سجون الاحتلال عبر صفقة "طوفان الأقصى" (المرحلة الثانية)، وقال في لقاء صحفي لوسائل إعلام محلية: "سنظل نقاتل حتى يتحرر جميع الأسرى، موجها تحيته لرئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار.
الشجاع والخدوم
ومثل عطيوي عرف الشهيد رامز ضميري، شابا ملتزما وذا خلق، واتصف برباطة جأشه وإقدامه وشجاعته، فضلا عن حفظه لأجزاء من القرآن الكريم.
وتجَّرع مثل أهالي مخيم طولكرم ظلم الاحتلال الإسرائيلي باقتحاماته الكثيرة وتدميره لبنيتها التحتية ومنشآتها الاقتصادية مرات عديدة ومنها متجر والده المخصص لبيع الخضار والفواكه، والذي تحول لبائع متجول على بسطة بعد هدم الاحتلال لمتجره.
وجمع رامز بالشهيد عطيوي شجاعته وحبه له والقيام على خدمته كحال أبناء المخيم الذين يقفون لجانب بعضهم، ولا يتخلون عن أي شخص لكونه مطلوبا أو مطاردا للاحتلال، وزاد تعلق رامز بالشهيد عطيوي بعد أن فقد جل أصدقائه المقربين الذين ارتقوا شهداء.
اشتباكات مستمرة بين مجموعات المـ.ـقاومة وقوات الاحتلال في مخيم طولكرم pic.twitter.com/Xbv1gCfZSt
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 27, 2025
القسام تنعىوعبر بيان لها، وصل الجزيرة نت نعي حركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيدين القساميين إيهاب عطيوي ورامز ضميري. وقالت إن اغتيالهما استمرار لجرائم الاحتلال، وأكدت أن "دماءهم الزكية لن تذهب سدى، بل ستكون دافعا لتصاعد المقاومة، واستمرار عملياتها البطولية".
وبانتظار تشييع جثمانيهما لا يزال الشهيدان عطيوي وضميري داخل ثلاجات الموتى في مشفى الشهيد ثابت ثابت بمدينة طولكرم والذي يحاصره جيش الاحتلال ضمن عملية عسكرية يشنها على مدينة طولكرم منذ يوم أمس.
وفقدت مدينة طولكرم كباقي مدن وقرى الضفة الغربية نحو 200 شهيد (أكثر من 115 من مخيم طولكرم) منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ودمَّر الاحتلال أكثر من 500 منزل في مخيمها (طولكرم ونور شمس) بشكل كامل ونحو 5 آلاف منزل بشكل جزئي.
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي منذ عصر أمس الاثنين يواصل عملية عسكرية واسعة شنها على مدينة طولكرم وضواحيها، وجرَّفت آلياته العسكرية شوارع المدينة الرئيسية، وشوارع المخيمات وبنيتها التحتية بالكامل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی مدینة طولکرم مخیم طولکرم فی مخیم أکثر من
إقرأ أيضاً:
شهداء مع تواصل غارات الاحتلال في غزة بأول أيام عيد الفطر (شاهد)
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين شمال وجنوب قطاع غزة، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة في أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك ضمن حرب الإبادة الوحشية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 20 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء في غارات إسرائيلية، طالت مواقع عدة في قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن 17 فلسطينيا استشهدوا في مدينة خان يونس لوحدها، بينهم 8 أطفال غالبيتهم كانوا يرتدون ملابس العيد، بينما استشهد 3 في غزة والشمال، بينهم طفلتان.
وذكر شهود عيان أن الغارات الإسرائيلية تركزت في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، واستهدف الجيش الإسرائيلي نازل وخيام للنازحين شرق ووسط وغرب المدينة.
ولفت الشهود إلى أن المدفعية الإسرائيلية والآليات العسكرية المتمركزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، كثفت منذ ساعات الفجر الأولى من القصف المدفعي وعمليات إطلاق النار.
وتزامن ذلك مع تكبيرات العيد في المساجد ومراكز الإيواء إحياء لسنة عيد الفطر المبارك.
في غضون ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن ارتفاع عدد جثامين الشهداء المنتشلة من حي تل السلطان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى 13، من بينها سبعة مسعفين من طواقمها، وخمسة من طواقم الدفاع المدني.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتل الاحتلال الإسرائيلي حتى صباح السبت 921 فلسطينيا وأصاب 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى، بعد أن استأنف الاحتلال هجماته على غزة، وأصدر "أوامر الإخلاء".
وأدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد، صلاة العيد فوق أنقاض المساجد المدمرة وفي مراكز إيواء وبجانب منازلهم المدمرة، بينما غابت مظاهر الفرح والاحتفال في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية والمتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي مطلق يرتبك الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
لبسوا أواعي العيد.. ثم قصفهم الاحتلال !
يا عالم.. هكذا العيد في غزة pic.twitter.com/QOV5zQiUho
أصوات تكبيرات العيد في غزة مع صوت القصف..#عيدكم_مبارك pic.twitter.com/0I0xPNGstI
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) March 30, 2025العيد في غزة
يا وجع القلب pic.twitter.com/h2xfVLVqGH