اكتئاب ما بعد الولادة.. هل لجنس المولود علاقة بالصحة النفسية للأم؟
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
رغم أن ولادة طفل جديد لحظة فريدة من لحظات السعادة الخالصة للآباء والأمهات، فإنها قد تسبب مجموعة متنوعة من المشاعر القوية للسيدات، ما بين الإثارة والفرح وحتى الخوف والقلق والارتباك. وفي بعض الأحيان، قد تؤدي أيضا إلى شيء لا تُحمد عُقباه، وهو الاكتئاب.
إذ تعاني معظم الأمهات الجدد من "كآبة ما بعد الولادة"، التي تشمل عادة تقلبات المزاج ونوبات البكاء والقلق وصعوبة النوم.
لكن بعض الأمهات الجدد يعانين من شكل أكثر حدة وطويل الأمد من الاكتئاب يعرف باسم اكتئاب ما بعد الولادة. ورغم أنه لا يعد بأي شكل عيبا في الشخصية أو ضعفا، وفي بعض الأحيان يكون مجرد من مضاعفات الولادة، فإن هناك عوامل جديدة للإصابة به اتضحت وتتضمن مثلا جنس المولود الجديد.
المولود الذكر يجعلك أكثر عرضة للاكتئابكشفت الأبحاث عن أن احتمالات إصابة المرأة بالاكتئاب بعد الولادة تزيد بنسبة مضاعفة عندما تنجب ذكورا مقارنة بالإناث، إذ حدد الباحثون في جامعة كِنت البريطانية أن النساء اللاتي ينجبن ذكورا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة بنسبة تتراوح بين 71% إلى 79%.
وعلاوة على ذلك، كانت النساء اللاتي تعرضن لمضاعفات في أثناء الولادة أكثر عرضة بنسبة 174% للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة، مقارنة بالنساء اللاتي لم يتعرضن لأي مضاعفات.
إعلانونتيجة لهذه الأرقام الصادمة، قال مؤلفو الدراسة إن الاعتراف بأن كلا من الأطفال الذكور ومضاعفات الولادة من عوامل الخطر من شأنه أن يساعد المتخصصين في مجال الصحة في تحديد ودعم النساء اللاتي قد يكن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وأظهر بحثهم أيضا أنه في حين أن النساء اللاتي لديهن ميل إلى أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر كن دائما أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة، فإن احتمالات إصابتهن به كانت أقل بعد التعرض لمضاعفات الولادة.
وقال الباحثون إن هذا يرجع على الأرجح إلى أن هؤلاء النساء قد يتلقين دعما أكبر بعد الولادة، لأن مخاوفهن المتعلقة بالصحة العقلية كانت معروفة مسبقا، وهو ما دفع بالجهات المتخصصة إلى التعامل بوعي وحرص أكبر في معالجة اكتئاب ما بعد الولادة من اللحظة الأولى.
في السياق ذاته، سبق أن أظهرت دراسة أيرلندية أن النساء اللواتي يلدن ذكورا أكثر عرضة للمضاعفات من اللواتي يلدن إناثا.
وحسب الباحثة مايف إيوجين، من مستشفى الولادة الوطني في دبلن، اتضح أن إنجاب الأولاد جعل النساء أكثر عرضة بنسبة 20% للحاجة إلى عمليات الولادة بتدخل طبي باستخدام الأدوات، وكن أيضا أكثر عرضة بنسبة 50% للحاجة إلى عمليات الولادة القيصرية الطارئة.
كما كانت تلك السيدات أكثر عرضة لضيق التنفس في أثناء الولادة، إذ كن بحاجة إلى أخذ عينات من الدم للتحقق من نقص الأكسجين. وكانت الأمهات اللواتي يلدن ذكورا يحصلن على الأوكسيتوسين بشكل متكرر، وهو هرمون يحفز الانقباضات.
أسباب ارتفاع الإصابة بين أمهات الأطفال الذكوربالبحث عما إذا كانت هناك علاقة بين جنس الأطفال واضطراب ما بعد الولادة بسبب الارتباط المعروف بين الاستجابة المناعية للالتهابات وتطور أعراض الاكتئاب، اتضح أن هناك علاقة طردية بين معدلات الالتهاب وإنجاب الذكور، وبين معدلات الالتهابات ومضاعفات الولادة بأنواعها.
إعلانوبالرغم من هذه المعلومات، فلم يتضح بعد العلاقة التي ربطت الأمرين ببعضهما، وارتباطهما المباشر بالإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وليست الأسباب واضحة حتى الآن، لكن هذا كله يرجّح أن هناك مزيدا من المعلومات المهمة التي ستكشفها الدراسات المستقبلية بهذا الخصوص.
وبحسب نظام الخدمات الصحية الوطنية البريطاني، فإن اكتئاب ما بعد الولادة مشكلة تؤثر على أكثر من واحدة من كل 10 نساء في غضون عام من الولادة، ويمكن أن تؤثر على الآباء أيضا.
لذا من المهم طلب المساعدة في أقرب وقت ممكن إذا كنتِ تعتقدين أنك مكتئبة، إذ قد تستمر أعراضك لأشهر أو تزداد سوءا ويكون لها تأثير كبير عليك وعلى طفلك وعائلتك. وبالحصول على النوع المناسب من الدعم، تتمكن معظم النساء من التعافي تماما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اکتئاب ما بعد الولادة النساء اللاتی أکثر عرضة
إقرأ أيضاً:
يعاني من اكتئاب.. تفاصيل تخلص عاطل من حياته شنـ.ـقا بأبو النمرس
صرحت النيابة العامة بجنوب الجيزة بدفن جثة عاطل أنهى حياته شنقًا داخل غرفته بمنطقة أبو النمرس، نتيجة مروره بحالة نفسية سيئة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وجاري استكمال التحقيقات.
كانت البداية بتلقي المقدم مصطفى المهدي رئيس مباحث مركز شرطة أبو النمرس بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بانهاء شخص حياته داخل مسكنه بدائرة المركز، وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين أن المنتحر يُدعى "أحمد"، 44 سنة، عاطل، وأنه قام بربط حبل بجنش السقف وشنق نفسه، نتيجة معاناته من حالة اكتئاب، وجرى نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.