دبي تحتل الصدارة عالمياً بمجال استخدام المياه المعاد تدويرها بالكامل تقريباً
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
دبي - الخليج
تمضي دبي بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كمحرك ريادي للمبادرات الخضراء ونشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والحلول المستدامة والحفاظ البيئي، بهدف تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لتكريس مقومات وركائز الازدهار الاقتصادي بالتوازي مع الاستدامة البيئية، ما يعزز من الأهداف الاستراتيجية للإمارة بأن تكون أكثر مدن العالم استدامة، ونموذجاً عالمياً ملهماً لمدن المستقبل.
وفي هذا الإطار، تمضي دبي قدما لتحقيق مستهدفات استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة 2030، التي أطلقها المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والتي تهدف إلى تخفيض الطلب على الكهرباء والمياه بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2030، وتحقيق الاستفادة القصوى من المياه المعاد تدويرها في مجالات عديدة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى جعل دبي مثالاً رائداً في كفاءة إدارة الطلب على الطاقة والمياه.
وتعتبر دبي واحدة من المدن التي تحتل الصدارة عالميا في مجال استخدام المياه المعاد تدويرها بالكامل تقريبا، حيث تصل نسبة اعادة استخدام المياه المعالجة 90% وهي نسبة عالية في هذا المجال، وكان لبلدية دبي دورا بارزا ومهما في هذا الخصوص من خلال تنفيذ الكثير من المشاريع السابقة والقائمة حاليا للمضي قدما في تطبيق أرقى وأفضل وأحدث المواصفات والمعايير العالمية المطبقة في مجال أنظمة الصرف الصحي واستخدام المياه المعاد تدويرها مما يكفل الحفاظ على الصحة والسلامة العامة والبيئة في إمارة دبي.
وقال داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي: "تواصل بلدية دبي جهودها، للمساهمة في ترسيخ مكانة الإمارة الرائدة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر، ولضمان الاستفادة القصوى والاستغلال الأمثل من جميع كميات المياه المعاد تدويرها من خلال وضع خطط واستراتيجيات وسياسات متكاملة بشكل دوري مع ضمان تحديثها ومواكبتها لأي تغيرات تطرأ على كميات المياه المنتجة، ومراعاة أحدث مفاهيم الاستدامة، وذلك بهدف الوصول إلى ما نسبته 100% من الاستغلال الأمثل لهذا المورد المهم، في إطار الجهود الوطنية للحفاظ على الموارد المائية. وأنشأت بلدية دبي شبكات ومحطات تضمن توزيع المياه المعاد تدويرها بكفاءة وفعالية تحقق من خلالها أهدافها الاستراتيجية في هذا المجال ضمن أفضل المعايير والممارسات المطبقة عالمياً".
وأضاف الهاجري: "يمثل استخدام المياه المعاد تدويرها مصدراً بديلاً عن المياه المحلاة والمياه الجوفية طبقا لاستراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة واستراتيجية دبي للإدارة المتكاملة لموارد المياه والتي تستهدف خفض استهلاك المياه المحلاة والكهرباء بنسبة 30% بحلول عام 2030 وإيقاف استخدام المياه الجوفية لأغراض الري التجميلي، وزيادة كفاءة الري التجميلي بنسبة 100% من خلال الاعتماد على الأنظمة الحديثة للري، والتوسع باستخدام أصناف الأشجار المحلية التي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه المعاد تدويرها. وتشمل الأهداف الأخرى التابعة للاستراتيجية توسيع شبكة المياه المعاد تدويرها وتحسين ادارتها، وإعادة استخدام المياه المعاد تدويرها لأغراض إضافية كاستخدامها في محطات التبريد المركزي."
مخزون استراتيجي
يتم الاستفادة من المياه المعاد تدويرها في عمليات ري المساحات الخضراء والزراعات التجميلية في دبي من خلال توزيعها باستخدام شبكة توزيع المياه المعاد تدويرها الرئيسية التابعة لمؤسسة النفايات والصرف الصحي في بلدية دبي، والتي تغطي معظم مناطق المدينة بطول يقارب 2,400 كم في نهاية 2022، وبإجمالي كمية مياه مستخدمة للمسطحات الخضراء تقارب 265 مليون متر مكعب سنوياً. ويتم توزيع المياه المعاد تدويرها على المساحات الخضراء والزراعات التجميلية من خلال شبكات المياه المعاد تدويرها الفرعية التابعة لبلدية دبي ومنها تابعة للقطاع الخاص.
وتساهم عملية استخدام المياه المعاد تدويرها بشكل كبير في تقليل استنزاف المياه الجوفية لتكون مخزوناً استراتيجياً للأجيال القادمة، وزيادة الرقعة الخضراء من خلال ارتفاع معدل نصيب الفرد من المساحة الخضراء، اضافةً الى تحسين جودة الهواء عن طريق خفض درجات الحرارة وانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن انتاج كميات مماثلة من المياه المحلاة التي تتطلب مصدراً إضافياً للطاقة الكهربائية لإنتاجها.
القيمة الاقتصادية المباشرة
وتجاوز اجمالي كميات المياه المعاد تدويرها التي أنتجتها مؤسسة النفايات والصرف الصحي التابعة لبلدية دبي منذ ثمانينات القرن الماضي 4.5 مليار مترا مكعبا وذلك في الفترة ما بين 1980 حتى نهاية 2022 ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ليتجاوز 8 مليارات مترا مكعبا بحلول عام 2030. حيث أن القيمة الاقتصادية المباشرة للمياه المعاد تدويرها تتمثل في استخدامها كمصدر بديل للمياه المحلاة والمياه الجوفية وبذلك تساهم في توفير ما يقارب 2 مليار درهم سنوياً.
وبذلك فان استخدام المياه المعاد تدويرها في أغراض مثل محطات التبريد المركزي يؤثر على تقليل تكلفة التبريد وتسهيل التوسع في تطبيق هذه التقنيات التي تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في مجالات التبريد وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية لتحقيق الهدف الاستراتيجي بأن تكون مدينة دبي أكثر مدن العالم استدامة.
ري المساحات الخضراء
ويتم استخدام المياه المعاد تدويرها لري مساحات تقدر ب 4,500 هكتار والتي تعود للحدائق والمساحات الخضراء العامة بينما تصل كميات المياه المستخدمة في الري في مناطق المطورين الى 5,900 هكتار ليكون المجموع الكلي بمقدار 10,400 هكتار.
وبلغت كميات المياه المعاد تدويرها المنتجة من قبل مؤسسة النفايات والصرف الصحي في عام 2022 ما يزيد عن 314 مليون مترا مكعبا( أي ما يعادل 125,600 حوض سباحة أولمبي )، و قد تم استخدام ما يقارب 265 مليون متر مكعب ( أي ما يعادل 106,000 حوض سباحة أولمبي) في ري المساحات الخضراء والزراعات التجميلية في المدينة وبمعدل شهري زاد قليلا عن 22 مليون مترا مكعبا.
هدف استراتيجي
بلغ استخدام كميات المياه المعاد تدويرها في محطات التبريد المركزية لعام 2022 ما يزيد عن 6 مليون مترا مكعبا، بتكلفة قيمتها 7.9 مليون درهم ، في حين لو تم استخدام نفس كمية المياه من هيئة كهرباء ومياه دبي ، فإن تكاليفها قد تصل إلى نحو 15 مليون بنسبة توفير 47%.
وتعمل حالياً مؤسسة النفايات والصرف الصحي على دراسة التوسع في استخدام المياه المعاد تدويرها في أغراض إضافية وصولا الى تحقيق الهدف الاستراتيجي باستغلال المياه المعاد تدويرها بنسبة 100% في عام 2030.
محطتان رئيسيتان
وتدير مؤسسة النفايات والصرف الصحي محطتين رئيسيتين لإنتاج المياه المعاد تدويرها، واحدة في منطقة ورسان وتبلغ طاقتها الإنتاجية 325,000 مترا مكعبا في اليوم (118 مليون مترا مكعبا في السنة) والثانية في منطقة جبل علي وتبلغ طاقتها الإنتاجية 675,000 مترا مكعبا في اليوم (246 مليون مترا مكعبا في السنة) وكذلك بعض المحطات الصغيرة التي تخدم بعض المناطق التي لم تصل اليها شبكة مياه الصرف الصحي العامة بعد.
وتحتوي كلتا المحطتين على تقنيات المعالجة الثلاثية لإنتاج مياه عالية الجودة لاستخدام المياه المعاد تدويرها في ري المساحات الخضراء والزراعات التجميلية في المدينة، كما انها قابلة للمعالجة الرباعية المتقدمة وبكلفة إضافية قليلة نسبياً لاستخدامها في أغراض أخرى مثل محطات التبريد المركزية والبحيرات التجميلية. وفي مجال خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات معالجة الصرف الصحي، حرصت مؤسسة النفايات والصرف الصحي في بلدية دبي على أن تشتمل محطات المعالجة المركزية على معالجة الحمأة لاهوائيا لخفض استهلاك الطاقة وإنتاج الغاز الحيوي وحرقه بالكامل لخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن غاز الميثان بمعدل 22 الى 1 تقريبا.
يتم استغلال بعض من كميات الغاز الحيوي المنتج لتسخين خزانات التحلل اللاهوائي ولتجفيف الحمأة لإنتاج السماد العضوي المعالج حراريا. ومن الجدير بالذكر هنا فإنه قد تم خلال هذا العام تشغيل مشروع استخدام الغاز الحيوي كوقود في محطات توليد الطاقة الكهربائية والتي أنشأت في محطة المعالجة في ورسان حيث تصل نسبة الطاقة الكهربائية المستخدمة في المحطة والواردة من محطة الغاز الحيوي الى 50% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من هذا المصدر المتجدد، مما يسهم في التحويل التدريجي الى محطة معالجة خضراء.
استخدامات أخرى
ومن الاستخدامات الأخرى للمياه المعاد تدويرها استخدامها في عمليات المعالجة الفيزيائية (عمليات الغسيل) في محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات الضخ، اضافةً الى استخدامها في منظومة مكافحة الحرائق بدلاً من استخدام المياه المحلاة.
ومن أبرز وأول المشاريع التي قامت بها بلدية دبي في مجال استخدام المياه المعاد تدويرها في مجالات ري الحدائق العامة والمسطحات الخضراء والزراعات التجميلية في الشوارع والمزارع، مشروع تجميل حديقة الصفا في عام 1970 وتلاها منذ ذلك الحين استخدام المياه المعاد تدويرها في العديد من المشاريع والمجالات.
توسعات مستمرة
وأضاف الهاجري: “أولت امارة دبي منذ ستينيات القرن الماضي أهمية بالغة لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها وقامت بلدية دبي ببناء شبكات تجميع مياه الصرف الصحي وتم بناء أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في العام 1969 في منطقة الخوانيج بسعة 35,000 مترا مكعبا في اليوم لإنتاج مياه صالحة لري المسطحات الخضراء التجميلية. ومع تزايد النهضة العمرانية وتزايد عدد السكان، قامت بلدية دبي في العام 1981 بترسيه عقد لتصميم محطة جديدة بقدرة معالجة 130,000 مترا مكعبا في اليوم في المرحلة الأولى ونظرا للتوسع المستمر للمدينة وازدياد الرقعة العمرانية، تم اختيار موقع للمحطة الجديدة في منطقة ورسان وتحويل موقع المحطة الأولى الى مركز لتوزيع مياه الري المعاد تدويرها."
ومنذ ذلك الحين دأبت بلدية دبي على التوسع في شبكات جمع مياه الصرف الصحي وانشاء محطات المعالجة والتوسع في شبكات توزيع المياه المعاد تدويرها لاستخدامها في ري المسطحات الخضراء التجميلية والأشجار وري الحدائق والمتنزهات، ما أعطى المدينة طابعها الأخضر المميز. ففي العام 1996 تسلمت بلدية دبي التقرير النهائي للتوسعة الثانية لمحطة المعالجة في ورسان لرفع طاقة المحطة الإنتاجية الى حدود 260,000 مترا مكعبا في اليوم.
ومع تزايد وتيرة النهضة العمرانية والامتداد العمراني جنوبا باتجاه جبل علي، قامت بلدية دبي في العام 2006 بالبدء ببناء محطة ثانية بقدرة معالجة 300,000 مترا مكعبا في اليوم في جبل علي كمرحلة أولى، ما رفع كميات المياه المعالجة الإجمالية من كلا المحطتين الى حدود 560,000 مترا مكعبا في اليوم وتم ربط المحطة الجديدة بشبكة الري أيضا وتوسيع شبكات الصرف الصحي وشبكات توزيع المياه المعاد تدويرها لتشمل معظم مناطق مدينة دبي. وفي 2015 تم انشاء التوسعة الثالثة لمحطة الورسان لرفع قدرتها الى 325,000 مترا مكعبا في اليوم. وفي عام 2016 تم رفع قدرة المعالجة لمحطة جبل علي لتصل الى 675,000 مترا مكعبا في اليوم. وجاري العمل حاليا الى تحديث محطة المعالجة في ورسان ورفع قدرتها الى 500,000 مترا مكعبا في اليوم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبي میاه الصرف الصحی المیاه المحلاة المیاه الجوفیة الصرف الصحی فی استخدامها فی الطلب على من المیاه بلدیة دبی فی العام فی محطات فی منطقة فی مجال جبل علی من خلال فی عام فی هذا عام 2030
إقرأ أيضاً:
سويسرا تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث القدرة التنافسية الرقمية
صعدت سويسرا إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي للقدرة التنافسية الرقمية، الذي وضعه المعهد الدولي للتنمية الإدارية ومقره لوزان وهي أفضل نتيجة للاتحاد منذ إنشاء هذا المقياس في عام 2017.
ونقل راديولاك عن تصنيف التنافسية الرقمية العالمي في نسخة 2024 الذي نشر اليوم الخميس أن سويسرا عادت لتحتل المركز الثاني بعد أن احتلت المركز الخامس في عام 2023، موضحا أن سنغافورة قد تجاوزتها، لكنها تقدمت على الدنمارك.
ووفقا للدراسة السنوية التي يجريها المعهد الدولي للتنمية الإدارية السنوية، فقد حققت سويسرا تقدما كبيرا في صادرات التكنولوجيا المتقدمة والمشاركة الرقمية والأمن السيبراني. ومع ذلك، لا تزال البلاد متأخرة من حيث البنية التحتية، حيث تحتل المرتبة 52 في سرعة الإنترنت اللاسلكي.
اقرأ أيضاًمكتب المدعي العام في سويسرا يتهم شخصين بغسل الأموال
روسيا تتهم سويسرا بالتخلي عن مبدأ «الحياد» في القضية الأوكرانية
الفيدرالي لسلامة الأغذية: مرض اللسان الأزرق ينتشر في سويسرا