بين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
شهدت أسواق العملات تقلبات حادة أثارت قلق المتداولين وأربكت التوقعات، مع تصاعد التهديدات الجمركية الأميركية وإطلاق شركة "ديب سيك" نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي.
و استفاد الدولار الأميركي من التهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، ليحقق مكاسب أمام كل من الين واليورو. وجاء هذا التحسن بعد حركة عنيفة شهدتها الأسواق يوم الاثنين، إثر المخاوف من تراجع الهيمنة الأميركية في تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح منافسين صاعدين.
رغم توقف ترامب عن رفع التعريفات فور توليه المنصب الأسبوع الماضي، إلا أن تهديداته الأخيرة بفرض رسوم على رقائق الحواسيب والأدوية والفولاذ المستورد قد أثارت مخاوف عالمية. وأكد ترامب أن الهدف من هذه الخطوة هو إعادة الإنتاج إلى الداخل الأميركي.
وقد جاءت تصريحات ترامب بعد توصل الولايات المتحدة وكولومبيا إلى اتفاق حال دون اندلاع حرب تجارية، عندما وافقت كولومبيا على استقبال طائرات عسكرية تحمل مهاجرين مرحّلين.
في ظل هذه الأجواء، قال سيم موه سيونغ، محلل العملات في بنك سنغافورة: "ما نشهده هو تقلبات حادة في تحركات الدولار نتيجة العناوين المتضاربة حول التعريفات الجمركية. يصعب التنبؤ بما سيحدث خلال الساعات القادمة".
وقد تراجع اليورو بنسبة 0.54% ليصل إلى 1.0435 دولار، في ظل اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأميركية لفرض رسوم تصل إلى 25% على الواردات من كندا والمكسيك، إضافة إلى تهديدات مماثلة تجاه الاتحاد الأوروبي والصين.
Relatedتجربة فريدة في هلسنكي.. الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة "AI-conic" بمزيج جديد ومثير للإعجابمن الجدة ديزي إلى الكراسي المتحركة وروبوتات الدردشة: كيف يُغير الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية؟"حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربهأما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية، فقد ارتفع بنسبة 0.08% ليصل إلى 107.89 بعد أن شهد أدنى مستوى له منذ ديسمبر يوم الاثنين.
كما جاءت التقلبات الأخيرة أيضاً نتيجة إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذج ذكاء اصطناعي مجاني ومفتوح المصدر، مما أثار تساؤلات حول مستقبل شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية الكبرى مثل "إنفيديا".
وفي الوقت نفسه، تستعد الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث يتوقع المستثمرون أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، مع ترقب أي إشارات بشأن تخفيضات مستقبلية إذا انخفض التضخم نحو المستهدف السنوي البالغ 2%.
ولا تزال التطورات السياسية والاقتصادية العالمية، من سياسات ترامب إلى ابتكارات الذكاء الاصطناعي، تُلقي بظلالها على الأسواق، مما يضع المتداولين أمام تحديات كبيرة في محاولة قراءة المشهد القادم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الملك تشارلز الثالث يطلع على أولى العملات النقدية التي تحمل صورته البرلمان الأوروبي يتبنى قواعد لتنظيم قطاع العملات الرقمية ترامب يوقّع أمرًا تنفيذيًا لطرد المتحولين جنسيًا من الجيش الأمريكي دولار أمريكيدونالد ترامبالذكاء الاصطناعيأسهمأسواق العملاتالولايات المتحدة الأمريكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حركة حماس غزة دونالد ترامب مهرجان إسرائيل قطاع غزة حركة حماس غزة دونالد ترامب مهرجان دولار أمريكي دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي أسهم أسواق العملات الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل قطاع غزة حركة حماس غزة دونالد ترامب مهرجان أزمة إنسانية تقاليد ضحايا روسيا الاتحاد الأوروبي الحرب في أوكرانيا الذکاء الاصطناعی دیب سیک
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.
الذكاء الاصطناعي والبطالةفي السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.
في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.
يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.
وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟