حفَر نفق الحرية ولم يخرج منه.. قصة الأسير المحرر إياد جرادات
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
جنين– "أنطق الجملة وأنسى ما قلت، فقدت الإحساس بالنكهات، تناولت أطعمة كنت أحبها جدا قبل الأسر، لكني لم أجد نفس الطعم القديم بها، كل شئ تبدل" بهذه الكلمات بدأ الفلسطيني إياد جرادات حديثه عن شعوره بعد خروجه من الأسر ضمن صفقة التبادل التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
ويقول جرادات -الذي خرج السبت الماضي من معتقل "رامون" أحد سجون الاحتلال ويقع في صحراء النقب ويبعد 200 كيلومتر عن مدينة القدس- إنه فقد الإحساس بالأشياء في السجن، حيث قلة الطعام ومحدوديته، نوع واحد أو نوعان فقط يومياً، فيعتادها الأسير، حتى يفقد إحساس التذوق بغيرها.
ويضيف في حديث للجزيرة نت "كنت متشوق لتناول الفاكهة، طلبت منهم فاكهة البوملي، لأني أحبها كثيراً، كنت آكلها بشراهة قبل الأسر، مر 22 عاما على آخر مرة أكلت فيها البوملي، الليلة الماضية لم أستسغ طعمها أبدا حين قدمت لي".
كان الطعام يقتصر على الفاصوليا البيضاء الباردة أو البرغل النيئ، وكان جرادات يتخلص منه في حمام الزنزانة لأنه لا يطيق أكله، ويقول "كنت أعيد الصحن بعد التخلص من الطعام، والفطور معلقة من اللبن ومعلقة من الحمص مع قطعة خبز، بقيت 4 أيام قبل الإفراج بالجوع، ومع ذلك لم تتقبل معدتي الطعام حين خرجت".
وتحدث جردات -خلال استقباله المهنئين بمنزله في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين- عن آخر ليلة قضاها في سجن عوفر، بعد نقله من عزل رامون تمهيدا للتحرر من الأسر قائلا "آخر يومين نقلت إلى عوفر، وهناك لا يتم وضع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في نفس زنازين الأسرى الموجودين أصلا بالسجن، وضعونا في غرف بعيدة باردة جدا، ولا يوجد بها شيء سوى بطانيتين".
بحسب الأسير المحرر "لا يهتم السجان بأي تفصيل يخص إنسانية الأسير، فالأسرى بالنسبة للسجانين أعداد سيتم الإفراج عنها فقط، وبهذه الطريقة يتم التعامل مع كامل الأسرى وخاصة المنوي الإفراج عنهم ضمن الصفقة".
وقال جرادات إن هناك دلائل على أن الأسير زكريا الزبيدي -أحد أبطال نفق الحرية أيضا، وأبرز قادة كتائب الأقصى في الضفة الغربية- كان من المقرر الإفراج عنه ضمن الدفعة الثانية من الصفقة، وأن إسرائيل غيرت اسمه في اللحظات الأخيرة.
إعلانوتحدث جرادات عن الزبيدي وصفاته المحببة بين كل الأسرى الذين رافقوه في سجون الاحتلال، ويستذكر كيف شاركه وبعض أسرى آخرين حفر النفق في سجن جلبوع عام 2021، تمهيداً للهروب.
وقال "بدأ حفر النفق بفكرة من الأسير محمود العارضة، كان هو العقل المدبر لمشروع الهروب، بدأنا الحفر بمسمار، يومياً وعلى مدار الساعة، مقسمين إلى 3 مجموعات كل واحدة تأخذ جزءاً من اليوم، وصلنا إلى الحديد في أرضية الحمام، واستعملناه كإزميل بعد قصه، وكانت المهام موزعة بدقة على كل واحد منا، حفرنا لمدة 9 أشهر ونصف الشهر حتى جاء موعد الخروج".
ولم يكن جرادات ضمن الأسرى الستة الذين خرجوا من النفق وذلك لخطأ في التقدير، ويقول إنه حدث ارتباك بينهم وإحساسهم أنه أمرهم بكشف ما جعلهم يغيرون ساعة الهروب، وتصادف ذلك مع وجوده في قسم آخر لإجراء مكالمة هاتفية للاطمئنان على والده الذي كان في المستشفى يومها" مضيفا أن المحكمة قضت عليه بالسجن 4 سنوات بعد حادثة نفق الحرية.
وبعد المحاكمة كان جرادات يردد "لا يهمني حكمكم ستحررني المقاومة" قائلا إن هذا كان يقين بالإضافة لعدة رؤى كان يراها هو والعديد من الأسرى، وإن الغالبية كانوا يشعرون أن شيئًا كبيراً سيحدث بداية العام الماضي، لكنهم لم يتخيلوا أن يكون بقوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واعتقل جرادات عام 2003، بعد محاصرة منزل تحصن به في جنين، وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ50 عاماً، بتهمة المشاركة في معركة جنين عام 2002 والمساعدة بتنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال، ثم أضيفت له 4 سنوات بعد عملية نفق الحرية قضاها كلها في العزل الانفرادي، وتعرض خلالها لتعذيب شديد لا تزال آثاره على كامل جسده.
ويقول الأسير المحرر إن إحدى أمانيه أن يرى صديقه شادي العموري ابن مخيم جنين فقد "كان يلقبني الونس لشدة قربنا من بعضنا" معربا عن اعتقاده بأن العموري وبقية الأسرى سيتم تحريرهم قريبا بحول الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نفق الحریة من الأسر
إقرأ أيضاً:
بحضور إياد نصار وريهام عبدالغفور.. أبطال ظلم المصطبة يكشفون تفاصيل العمل
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "ظلم المصطبة" في شهر رمضان، تستضيف الإعلامية لميس الحديدي نجوم وصناع العمل، وذلك في حلقة يوم الثلاثاء المقبل من برنامجها "كلمة أخيرة" على قناة "ON".
يحل كل من إياد نصار وريهام عبدالغفور، والمنتجة دينا كريم ورئيس قطاع التوزيع بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الكاتب أحمد فوزي صالح، ضيوفًا على البرنامج في حديث خاص عن المسلسل، حيث يكشفون عن كواليس العمل وسبب اختيار اسمه الذي أثار كثيرا من الجدل.
كما يكشف صناع العمل لأول مرة عن أسباب وتفاصيل تغيير مخرج العمل بعد اعتذار المخرج هاني خليفة.
وتكشف النجمة ريهام عبدالغفور كواليس مشاهدها مع النجم فتحي عبدالوهاب وإياد نصار، فيما يتحدث النجم إياد نصار عن أهم مشاهده في المسلسل وكيفية إجادته للهجة الريفية.
كما تعلق ريهام عبدالغفور على التنمر الذي تعرضت له على السوشيال ميديا بسبب ظهور علامات السن عليها وتوجه رسالة مؤثرة لوالدها الفنان أشرف عبدالغفور.
وقال الفنان إياد نصار، إن التمثيل مع ممثل قوي يثقل من أدائه، ويعطي حافز للأداء وعندما يكون قوية فهو جزء من أداء الممثل المقابل له.
وأضاف خلال لقاء خاص ببرنامج "صباح جديد" عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامية آية الكفوري، "إنك تشتغل مع ممثل قوي أفضل بكتير من أنك تشتغل مع ممثل ضعيف، لأنه نصف أداءك، وأحب أن يكون حولي ممثلين أقوياء وإني أكون قوي مع ممثلين أقوياء".
وتابع أن مسلسل "ظلم المصطبة" كان مشروعا مهما والجميع كان يشعر أنه غير رمضاني فهم اسم ثقيل لكن النصف الثاني من رمضان كان به مجموعة أعمال عرضت كتنويع للمشاهد فالنصف الأول من رمضان عرضت مسلسلات تتحدث في قضايا والنصف الثاني منه عرضت قضايا أخرى فهو تنويع طوال الشهر، "فكرة اندماج العادات والتقاليد وتأثيرها وأحيانا طغيانها على القانون فهناك عادات نحب بقائها وأخرى نحتاج فصل القانون فيها لذلك فهذا المسلسل كان مهما للغاية وهو ينقل العنف على السيدات نتيجة عنف ذكوري بحت".