#سواليف

عن #اليرموك وازمتها و #الساحر الذي يهز قبعته فتلد أرنبا.

كتب .. د. #عبدالحكيم_الحسبان

منذ اسابيع تعيش #جامعة_اليرموك رئيسا وعاملين مستوى غير مسبوق من القلق والتوتر بفعل تطورات #أزمة #المديونية غير المسبوقة والخانقة التي غرقت بها الجامعة. انها أجواء كانون الثاني من كل عام التي بات اليرموكيون يعرفونها جيدا .

فهم في هذا الوقت من كل عام باتوا يعيشون شهرا طويلا يكابدون فيه قلق انتظار مصير رواتبهم وان كانت ستبقى على حالها ام سيجري تخفيض جديد عليها كما حصل في كوانين الاعوام السابقة حيث جرت تخفيضات سابقة.
وسط كل هذا الجو الكئيب والمتوتر يخرج نائب رئيس الجامعة لشؤون التصنيفات العالمية باخبار ليتم بثها على موقع الجامعة، كما يتم ترديدها في بعض الكتابات لزملاء في الجامعة عن واقع وردي للجامعة تتناقض مع احواء الكوانين التي يعيشها اليرموكيون، وتنسف كل الواقع الحقيقي والمعاش الذي يعيشه مجتمع هذه الجامعة. وأما هذه الاخبار فمفادها أن هناك صعودا للجامعة قد لحظته باريس ولندن في تصنيفاتها العالمية.
المشهد بات اذا على النحو التالي؛ أخبار قادمة من شارع شفيق ارشيدات حيث مقر الجامعة في اربد تتحدث عن قلق، وغضب، واحباط حول مصير جامعة باتت تحتضر أو هي في طور ما قبل الاحتضار، وأخبار أخرى وردية مناقضة قادمة من لندن وباريس ونيوورك تقول ان جامعة اليرموك بالف خير. الحدث والواقع في شارع شفيق ارشيدات شيء واخبار لندن ونيويورك عن اليرموك تقول شيء آخر.
حال اليرموك من حيث هو واقع معاش وحال اليرموك كما تريد اخبار التصنيفات العالمية لنا ان نصدقه يذكرني بمشهدية السيرك وسايكولوجيته. ففي السيرك يلتف جمهور حول حلبة دائرية محلقين بشخص يقف على المسرح يملك قدرة جعل عيونهم تصدق ان قبعة سوداء يمكن أن تلد عشرين أرنبا، وإن قطعة قماش سوداء يمكن أن تصبح رزمة مكتنزة من الدولارات. ففي السيرك يمكن للعين ان ترى ماهية الشيء وهو يتقلب إلى شيء آخر والى ماهية اخرى. ولو إلى حين.
ولاننا في الجامعات الأجدر بلقب أهل العلم وأهل المنطق وندرك الفرق بين ما يجري على حلبة السيرك ويراد للعين ان تبصره وبين ما يجري واقعا حقيقيا عجزت العين عن ادراكه في تلك الدقائق أو الثواني التي حدث فيها انقلاب الشيء على ماهيته وعلى جوهره. ولاننا أهل علم ومنطق فسوف نحاول ان نضع الأمور في نصابها وان نجعل الحقيقة تمشي على رجليها وليس على رأسها كما يريد البعض لنا.
قبل عدة سنوات كتبت مطولا مقالة منشورة على موقع جو ٢٤ عن ظاهرة التصنيفات العالمية وعن مستوى نبل السياسات المعتمدة فيها، في مقابل خبث السياسيات التي باتت تنخرها وتنتشر فيها. كما طالبت في المقالة بضرورة ان يكون هناك تصنيف اردني وطني محلي ينبع من ضرورات وصيرورات الواقع الأكاديمي والتعليمي والثقافي الأردني البحت والاستغناء عن ثقافة كل ما هو فرنجي برنجي.

مقالات ذات صلة جامعة اليرموك: أزمة متفاقمة ومستقبل مجهول 2025/01/28

ثمة حقيقة مؤكدة وهي ملء البصر والعقل تقول ان جامعة اليرموك تغرق في المديونية، وهي تقول أيضا ان اكثر من ٨٠ بالماية من نفقاتها باتت تذهب للرواتب والاجور. ما يعني ان اقل من عشرين بالمئة من نفقاتها باتت تذهب لبنود الإنفاق على البحث العلمي وعلى النشر العلمي، وتطوير البنية التحتية، وإنشاء مختبرات جديدة، وتطوير الكادر الاداري، والتشبيك مع قواعد البيانات العلمية العالمية، والابتعاث والتبادل الأكاديمي والطلابي والإداري مع دول العالم، وتطوير القاعات الصفية وتجهيزها بوسائل تعليمية ومعيشية صحية للطالب والاستاذ وغيرها وغيرها.
وفق قواعد هذا المنطق من حقنا ان نسأل نائب الرئيس لشؤون التصنيفات العالمية الذي قذف في وحوهنا هذا الخبر وفي توقيت لافت يثير كثير من التساؤلات؛ كيف يستوي خبر التقدم في التصنيفات العالمية مع الوقائع التي كانت تجري على أرض الجامعة في شارع شفيق ارشيدات من تخفيض وتقليص متواتر ومتتالي للانفاق المالي للجامعة على البنود الواردة أعلاه والتي تشكل روافع معتمدة للولوج إلى التصنيفات العالمية والصعود على درجات سلمها. فكيف تخفض الإنفاق على كل ما له صلة بالتصنيفات العالمية وفي نفس الوقت تقدم اخبارا تتحدث عن صعود في التصنيفات العالمية؟؟
ووفق قواعد هذا المنطق من حقنا ان نسأل نائب الرئيس عن الكيفية التي استقام بها خبر حصول كلية الهندسة على اعتمادات الايبت مع حقيقة اننا لم نقرأ وعلى مدى سنوات اي اخبار عن انشاء مختبرات جديدة في هذه الكلية، ولا عن انشاء لمساحات خضراء في الكلية، ولا عن تدشين لقاعات صفية حديثة ولا عن برامج تدريبية كثيفة للعاملين من اكاديميين وفنيين واداريين وطلبة. المنطق يقول انه وقبل الحصول على الايبت كان على مجتمع الجامعة ان يرى افعالا وانجازات حقيقية على الأرض في المحاور التي تحدثنا عنها يكون خبر الحصول على شهادات الاعتماد هو الخاتمة السعيدة لمسلسل الانجازات والأفعال هذا.
ووفق قواعد هذا المنطق من حق العقل ان يسأل ما معنى ان يتم الحصول على شهادات الايبت في فترة الاغلاقات العالمية اثر جائحة كورونا وإذ كانت تقنية الزووم هي المستخدمة في عمليات التحقق من البيانات، في حين ان لا شيء يجري على الأرض الان وحاليا من أجل تجديد شهادات الاعتماد التي سينتهي مفعولها بعد عام او اقل؟؟
وأما وان هذه الاعتمادات قد مضى على تاريخ الحصول عليها أكثر من أربع سنوات، فهل انعكس هذا النجاح على أعداد الطلبة العرب والاجانب الذين التحقوا بالكلية بعد الحصول على هذه الاعتمادات كي نتحدث عن معنى للنجاح، وكي يكون الحديث عن صعود في التصنيفات العالمية يستحق الإعلانات المتتالية من جانب نائب الرئيس بتحقيق الانتصار؟؟
ومن حق العقل والمنطق ان يسأل نائب الرئيس عن دلالات بث اخبار تحقيقه النجاحات المؤزرة في موضوعة التصنيفات العالمية في توقيتات محسوبة بدقة. فاخبار الحصول على شهادات الايبت كانت تسبق بأيام مواعيد انعقاد مجلس أمناء الجامعة الموقر وبما يضع اعضاء مجلس الامناء تحت أجواء من النجاح لشخص محدد وكي يجري قطف الثمار واتخاذ قرارات وتسميات والقاب أكاديمية جديدة.
ومن حق العقل والمنطق ان يتسائل عن معنى انه وفي الوقت الذي ينخرط فيه رئيس الجامعة الموقر، وكثير من العاملين حوله، كما كل العاملين في الجامعة في سباق ماراثوني من أجل مواجهة أزمة المديونية، يقوم نائب الرئيس بالتغريد في مكان آخر ليتحدث عن نجاحات له. فهل المطلوب في هذا التوقيت تظهير قصص البطولة والنجاح في مواجهة قصص الفشل والأخفاق عند بقية من يقودون؟؟
المنطق والعقل كما الخلق الرفيع يقولون جميعا بان اللحظة التي تعيشها الجامعة تتطلب من الجميع التضامن والتكاتف في مواجهة الازمة. وان اللحظة تتطلب الاعتراف من الجميع وبمن فيهم نائب الرئيس ان اللحظة هي لحظة أزمة وموت وخطر لانهيار مشروع وطني وليس لحظة لتسويق نجاحات تدحضها على الارض وقائع الجامعة المنكوبة.
الحديث عن انجازات على صعيد التصنيفات تأتي من ما وراء البحار ومن تكنوقراط يجلسون في مكاتب مرفهة في لندن وباريس ليقول للعاملين في الجامعة وممن يعيشون حقيقة الجامعة واقعا معاشا هو استفزاز وخصوصا في هذا التوقيت الذي يعيش فيه العاملون في الجامعة قلق احتضار الجامعة وإغلاق أبوابها أمام مديونية فلكية لم يسبق لها ان سجلتها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف اليرموك الساحر جامعة اليرموك أزمة المديونية التصنیفات العالمیة جامعة الیرموک نائب الرئیس فی الجامعة الحصول على

إقرأ أيضاً:

بلال قنديل يكتب: رمضان في مصر حاجة تانية

رمضان في مصر ليس مجرد شهر صيام وعبادة، بل هو تجربة فريدة، مزيج من الروحانية والتقاليد والاحتفالات الشعبية. له نكهة خاصة تختلف عن أي مكان آخر. فهو شهر يُعيد إلينا جمال التقاليد وعطر الماضي.

منذ غروب الشمس تبدأ الاحتفالات بصوت المؤذن يُعلن موعد الفطور، ومع ذلك الصوت تتوقف الأنشطة وتتجه القلوب نحو العبادة والشكر والفرح. تُفرش الموائد بأشهى الأطباق التي تُعدّ بأيدي الأمهات والجدات بمكونات مصرية أصيلة.

تُزين البيوت بالفوانيس والزينات الرمضانية، وتُقام السهرات الرمضانية التي تُجمع الأهل والأصدقاء والأقارب في جو من الود والألفة. تُحكى القصص وتُشارك الذكريات، وتُغنى الأغاني الشعبية الرمضانية التي تُعبّر عن روح الشهر وجماله.

من أهم الكلمات والجمل التي تُستخدم في رمضان في مصر كلمات مثل: "رمضان كريم"، "كل عام وأنتم بخير"، "الله يكرمك"، "إفطار سعيد"، "رمضان مبارك"، "يا شهر الرحمة والمغفرة"، وكلمات أخرى تُعبّر عن روح الشهر وجماله.

ومن أهم التقاليد الشعبية في رمضان في مصر تقاليد مثل توزيع الأطعمة والحلويات على الفقراء والمحتاجين، وإقامة موائد الإفطار الجماعية، والقيام بالصلوات الجماعية، والزيارات الأسرية والاجتماعية، وممارسة الرياضات الشعبية مثل الألعاب والنشاطات الرمضانية.

رمضان في مصر حاجة تانية، لأنه شهر يُجمع القلوب ويُوحّد الناس على الحب والأخوة والتعاون. شهر يُذكّرنا بجمال التقاليد وعطر الماضي. شهر يُعيد إلينا روح الطفولة والبراءة. شهر يُملأ القلوب بالفرح والسعادة. شهر يُلهمنا بالأمل والتفاؤل.

شهر رمضان في مصر تجربة لا تُنسى، تجربة تُعيد إلينا جمال التقاليد وعطر الماضي. تجربة تُجمع القلوب وتُوحّد الناس على الحب والأخوة والتعاون. تجربة تُذكّرنا بمعاني الإيمان والروحانية. تجربة تُلهمنا بالأمل والتفاؤل. تجربة تُعيد إلينا روح الطفولة والبراءة. تجربة تُملأ القلوب بالفرح والسعادة.

رمضان في مصر حاجة تانية، وستظل هكذا دائمًا.

مقالات مشابهة

  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة
  • د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع
  • السالمية يحرم اليرموك من تحقيق انتصاره الأول
  • بماراثون رياضي.. جامعة جنوب الوادي تختتم فعاليات الأسبوع البيئي السابع عشر
  • بكري: إسرائيل أنشأت نقطة عسكرية بالقرب من اليرموك في سوريا ضمن مشروعها التوسعي
  • انطلاق المعرض الطلابي الأول لبرنامج العمارة بحلوان الأهلية
  • بلال قنديل يكتب: رمضان في مصر حاجة تانية
  • جامعة كفر الشيخ تنظم مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة للجهاز الإداري
  • محافظ الغربية والقائم بأعمال رئيس جامعة طنطا يفتتحان معرض أعمال الطلاب في الفنون التشكيلية