أفاد مراسل الجزيرة -اليوم الاثنين- بأن الجيش قصف بالمدفعية من أم درمان مواقع مختلفة لقوات لدعم السريع، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تنامي العنف في كردفان ودعت إلى حماية المدنيين.

وشهد السودان -أمس الأحد- تصعيدا في وتيرة الاشتباكات التي وصفت بالأقسى منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتركزت في مناطق مختلفة شرق العاصمة الخرطوم ووسطها وجنوبها باستعمال سلاح المسيرات.

وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قصفا مدفعيا استهدف مواقع الطرفين في مناطق شرق الخرطوم ووسطها وجنوبها.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة ومتوالية في المدينة الرياضية جنوبي مدينة الخرطوم.

وذكر الجيش السوداني -في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية (الرسمية) مساء أمس الأحد- أنه تمكن من صد محاولات هجوم قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة، معلنا تدمير 5 مدرعات ودبابة "تي-55" وعربات قتالية.

ومع دخول القتال في السودان الشهر الخامس، قدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 4 آلاف، من بينهم مئات المدنيين، كما أشارت إلى أن أكثر من 6 ملايين سوداني باتوا على شفا المجاعة.


تحذيرات أممية

في سياق مواز، حذرت الأمم المتحدة من تنامي العنف في كردفان ودعت إلى حماية المدنيين، وذلك وسط حركة نزوح وأعمال نهب واسعة في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان.

ودعت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) أمس إلى وقف القتال في ولايتي غرب وجنوب كردفان (جنوب).

وقالت البعثة الأممية إن "بعثة الأمم المتحدة تشعر بالجزع من ارتفاع العنف مؤخرا في ولايتي جنوب وغرب كردفان في المناطق المأهولة بالسكان".

وأضاف البيان أن "التقارير تشير إلى أن أجزاء من مدينة كادوقلي (حاضرة ولاية جنوب كردفان) تعرضت للقصف من قبل الحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو يوم 16 أغسطس/آب الجاري، وأعقب ذلك قصف واشتباكات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية أدى إلى تشريد السكان المحليين وأسفر عن خسائر في صفوف المدنيين".

وكان الجيش السوداني أعلن، الأربعاء الماضي، مقتل 40 مسلحا من قوات "الحركة الشعبية- شمال" بقيادة الحلو، في ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد.

وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم و"الحركة الشعبية- شمال" اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.

وينشط قتال "الحركة الشعبية" في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ عام 2011، من أجل الحصول على وضع خاص للمنطقتين.

وأوضحت البعثة الأممية -في البيان- أن مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان تشهد، منذ 16 أغسطس/آب الجاري، تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع، وتم نهب مكاتب الحكومة والمصارف والأمم المتحدة، ومكاتب منظمات غير حكومية.

وأضاف البيان "يجب أن تتوقف جميع الأعمال العسكرية والتعبئة فورا لتخفيف معاناة السكان المتضررين".

ونقل البيان عن رئيس البعثة الأممية، فولكر بيرتس، قوله "يجب على الأطراف المتحاربة العودة إلى الحوار لتسوية خلافاتهما".


"حرب عبثية"

من جهة أخرى، دعا برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي -وهو من أبرز الأحزاب بتحالف قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي- قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإيقاف الحرب الدائرة بينهما منذ 5 أشهر "عاجلا اليوم قبل الغد"، حسب تعبيره.

وقال ناصر، في رسالة موجهة لقيادتي الجيش والدعم السريع، إن هذه الحرب التي "أوردت الموت والدمار والتشريد لا يوجد بها منتصرون، بل ضحايا بكل بقاع السودان"، وفق تعبيره.

وأضاف أن "الحرب خلقت أعباء اقتصادية كبيرة على المواطن إلى جانب التدمير المستمر للبنية التحتية، وإن تطاول أمدها سيفاقم الرعب والمعاناة الإنسانية".

وناشد الوسطاء بالسعودية والولايات المتحدة الأميركية ومنظمة "إيغاد" والاتحاد الأفريقي ودول الجوار لبذل كل جهد ممكن "لإيقاف الحرب العبثية بالسودان والضغط لتحقيق الوقف الشامل لإطلاق النار"، حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش السودانی الحرکة الشعبیة الأمم المتحدة الدعم السریع جنوب کردفان

إقرأ أيضاً:

مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع

قدم السيناتور الأمريكي كريس فان هولين مشروع قرار يسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات إلى حين تأكد الولايات المتحدة بأن الإمارات لا تسلح قوات الدعم السريع وفقا لرويترز.

وتقدم فان هولين بمشروع قرار مشترك في هذا الشأن إلى مجلس الشيوخ، بينما قدمت زميلته الديمقراطية سارة جاكوبس مشروع قرار مماثل إلى مجلس النواب، إلا أنه من غير المرجح أن تحظى جهودهما بدعم كبير في الكونجرس، إذ اعتبرت الإدارات الأمريكية بقيادة رؤساء من كلا الحزبين الإمارات شريكا أمنيا إقليميا محوريا، ولكنها ستسلط الضوء على صراع أصبح من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.



وقال فان هولين في بيان، "الإمارات شريك مهم في الشرق الأوسط، لكن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي بينما تدعم وتؤجج الكارثة الإنسانية في السودان. علينا أن نستخدم نفوذنا لمحاولة حل هذا الصراع سليما".

وينص القانون الأمريكي على أن يراجع الكونجرس صفقات الأسلحة الكبيرة، ويسمح لأعضاء مجلس الشيوخ بفرض إجراء التصويت على قرارات رفض من شأنها وقف تلك المبيعات. ورغم أن القانون لا يسمح لأعضاء مجلس النواب بفرض مثل هذا التصويت، إلا أن القرارات يتعين أن تحصل على موافقة مجلسي الكونجرس، وألا يعطلها البيت الأبيض بحق النقض، لكي تدخل حيز التنفيذ.

والأسبوع الماضي، دعت السيناتور في الكونغرس الأمريكي، سارة جاكوب، إلى حظر الأسلحة عن الإمارات العربية المتحدة بسبب دعمها قوات الدعم السريع في السودان، وذلك على وقع تقارير تفيد بقيام هذه الأخيرة بتسميم طعام مئات السودانيين  في ولاية الجزيرة.

وقالت جاكوب، الأربعاء، إن "التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع سممت الطعام في السودان، حيث يعاني الملايين من الناس من المجاعة، مخزية".

وأضافت في تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لا بد من محاسبة قوات الدعم السريع وداعميها الخارجيين، وخاصة الإمارات العربية المتحدة".



وشددت السيناتور الأمريكية على ضرورة قيام "الولايات المتحدة بقطع الأسلحة عن الإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع".

ويتهم السودان دولة الإمارات بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع التي تخوض صراعا ضد الجيش للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة.

مقالات مشابهة

  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات
  • قال ان محاولات الحركة الشعبية جناح الحلو والدعم السريع لا تهزمنا ابدًا .. والي جنوب كردفان يخاطب اسود كتيبة الاستطلاع الخاصة
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
  • تحذير أممي من كارثة إنسانية في شمال غزة بسبب الحصار وعرقلة المساعدات
  • تحذير أممي من مستقبل قاتم بسبب استمرار حرب غزة
  • الجيش الاسرائيلي يعلن مداهمة واسعة جنوب لبنان وحزب الله يقصف مقر 8200
  • بعد إعلان نجاح الجيش على قوات الدعم السريع.. الوافدون السودانيون يدشنون مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»
  • الفيتو الروسي .. القرار يتيح للجيش السوداني الدفاع عن نفسه ضد ميليشيا الدعم السريع