انخفض المؤشر نيكي بما يزيد على 1% اليوم الثلاثاء مع اقتفاء أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق أثر المؤشر ناسداك الأميركي، الذي انخفض الليلة الماضية متأثرا بإطلاق الصين تطبيق "ديب سيك" (DeepSeek) الجديد للذكاء الاصطناعي، لكن مكاسب أسهم البنوك ساعدت المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا على تقليص خسائره المبكرة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اعتبر أمس الاثنين أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "جرس إنذار" للشركات الأميركية.

وتراجع نيكي الياباني في تعاملات اليوم بنسبة 1.39% ليغلق عند 39 ألفا و16.87 نقطة. ونزل توبكس الأوسع نطاقا 0.04% إلى 2756.9 نقطة ليعوض معظم الخسائر التي سجلها في وقت سابق من الجلسة وبلغت 0.8%.

وكان المؤشر ناسداك الأميركي، المثقل بأسهم شركات التكنولوجيا، قد تراجع الليلة الماضية لأدنى مستوى له في يوم واحد منذ 18 ديسمبر/كانون الأول بعد أن أدى إطلاق النموذج الصيني إلى عمليات بيع مكثفة لأسهم شركات صناعة الرقائق الأميركية بقيادة سهم شركة إنفيديا الرائدة في الذكاء الاصطناعي.

وهوى مؤشر رقائق أشباه الموصلات في الولايات المتحدة 9.2% إلى أدنى مستوى يومي له منذ مارس/آذار 2020.

وقال يوسوكي ساكي، وهو متعامل كبير في شركة "تي آند دي" لإدارة الأصول، "ما لم يتوقف هذا الاتجاه لبيع أسهم شركات الرقائق في وول ستريت، ستظل السوق اليابانية تشهد هذا التحرك".

إعلان

وأضاف "لكن الأموال لم تهرب من اليابان. كل ما في الأمر أن المستثمرين باعوا الأسهم التي زادت، وهي أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق، وأعادوا شراء أسهم البنوك وغيرها من أسهم القيمة بهذه الأموال".

إطلاق تطبيق "ديب سيك" الصيني أثار الذعر في الأسواق (رويترز) ما الذي حدث في أسواق اليابان: نزل سهم شركة أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق، الموردة لإنفيديا، 11%. وانخفض سهم شركة طوكيو إلكترون لصناعة معدات تصنيع الرقائق 5.94%. وارتفعت أسهم البنوك في ظل التكهنات بأن بنك اليابان المركزي سيرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من التوقعات في السوق. وزاد سهما مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جيه" المالية ومجموعة ميتسوي سوميتومو المالية بأكثر من 2% لكل منهما.

ورفع بنك اليابان أسعار الفائدة يوم الجمعة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5% لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وارتفع نصف الأسهم المدرجة على نيكي، وعددها 225.

وينافس تطبيق "ديب سيك" تطبيقات أميركية رائدة مثل "شات جي بي تي"، ويتميز بكونه مجانيا وذا تكلفة تطوير منخفضة، مما يهدد هيمنة الشركات الأميركية على هذا المجال.

وأثار نجاح "ديب سيك" حالة من الذعر في وادي السيليكون، ومخاوف من أن يهدد بفقدان أميركا هيمنتها على قطاع الذكاء الاصطناعي، حتى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر -في حديث له أمس الاثنين- أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني المنخفض التكلفة بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن تطبيق "ديب سيك" أصبح الأعلى تصنيفا على متجر تطبيقات آبل في الولايات المتحدة، متفوقًا على "شات جي بي تي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی دیب سیک

إقرأ أيضاً:

شركات التكنولوجيا الأمريكية تدق ناقوس الخطر بمواجهة صعود "ديب سيك"

أثار الصعود الصاروخي لـ »ديب سيك »، المنافس الصيني لـ »تشات جي بي تي » في ساحة الذكاء الاصطناعي التي هيمنت عليها الولايات المتحدة بقوة في السنوات الأخيرة، مخاوف لدى مجموعات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة والسلطات في واشنطن، مع دعوات للتصدي سريعا لهذا التقدم الصيني قبل فوات الأوان.

 

وقال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر الثلاثاء « إذا تخلفت أمريكا عن الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنها ستتخلف عنها في كل شيء: اقتصاديا وعسكريا وعلميا، وفي التعليم وفي كل مكان ».

 

في الأسبوع الماضي، أطلقت شركة « ديب سيك » DeepSeek الصينية الناشئة نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي يشبه « تشات جي بي تي » (من « أوبن إيه آي ») و »جيميناي » (من « غوغل ») وغيرهما، ولكن بجزء بسيط من التكلفة التي تكبدتها الشركات العملاقة الأمريكية.

 

وقد أثار الاعتماد السريع لتقنية « ديب سيك » الدهشة والإعجاب، وأدى إلى تراجع كبير في أسهم شركة « إنفيديا » Nvidia (المورد الرائد لشرائح الذكاء الاصطناعي) في بورصة وول ستريت، وسط سيل من التحذيرات.

 

وقال تشاك شومر أمام زملائه في الكونغرس إن « الابتكار الصيني مع ديب سيك مذهل، لكنه لا يقارن بما سيحدث إذا تغلبت الصين على الولايات المتحدة في تحقيق الهدف النهائي المتمثل في الذكاء الاصطناعي العام ».

 

واستحضر شومر بذلك الهدف الذي تسعى « أوبن إيه آي » ومنافسوها لتحقيقه في نهاية المطاف والمتمثل في بلوغ مرحلة يكون فيها الذكاء الاصطناعي ذا قدرات معرفية مكافئة لتلك التي يتمتع بها البشر.

 

وأضاف « لا يمكننا، ولا ينبغي لنا أن نسمح بحدوث ذلك ».

 

منذ سنوات، تتخذ حكومة الولايات المتحدة خطوات للحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي الذي تعتبره من قضايا الأمن القومي.

 

من هنا، تقيد ضوابط على التصدير قدرة الصين على الوصول إلى أكثر الرقائق تطورا، خصوصا تلك التي تنتجها شركة « إنفيديا » والتي أدت إلى ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي لدى « أوبن إيه آي ».

 

لكن هذه القيود لم تؤت ثمارها على ما يبدو، إذ أشارت شركة « ديب سيك » إلى أنها استخدمت أشباه الموصلات الأقل تطورا من شركة « إنفيديا » (والتي يسمح باستيرادها) وطرقا مختلفة لتحقيق نتيجة تعادل أفضل النماذج الأمريكية.

 

ويتصدر التطبيق الصيني قائمة أكثر التطبيقات تحميلا على أجهزة أبل، وقد بدأت شركات أمريكية بالفعل في اعتماد واجهة برمجة النموذج لخدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

 

ومن بين هذه الشركات، « بربلكسيتي » Perplexity التي تجمع بين وظائف مساعد الذكاء الاصطناعي ومحرك البحث.

 

وقال رئيس الشركة الناشئة في كاليفورنيا سوكس أرافيند سرينيفاس عبر منصة إكس « إن دمج (نموذج) ار 1 من ديب سيك مع البحث عبر الإنترنت أمر مذهل حقا، إذ نرى النموذج يفكر بصوت عال مثل شخص ذكي ويستشير مئات المصادر ».

 

وأشار إلى أن بيانات مستخدمي الشركة موجودة على خوادم غربية.

 

من الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا إلى دونالد ترامب، حثت شخصيات عدة شركات التكنولوجيا الأمريكية على النظر إلى « ديب سيك » كحافز لتكثيف جهودها.

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة « أوبن إيه آي » سام ألتمان إنه « أعجب » بهذه المنافسة الجديدة ولكنه « شعر بنشاط متجدد أيضا ».

 

لكن عددا من المسؤولين المنتخبين والشخصيات المتخصصة في التكنولوجيا يربطون في المقام الأول بين التقنيات الصينية والتضليل والتجسس.

 

وكتب النائب الجمهوري مارك غرين على منصة إكس « دعونا نكون واضحين: ار 1 من ديب سيك هي ذراع رقمية أخرى للحزب الشيوعي الصيني (الذي) يراقب أي انتقاد للحزب والرئيس شي » جينبيغ.

 

وقال روس بورلي، المؤسس المشارك لـ »مركز مرونة المعلومات » Centre for Information Resilience، وهي منظمة غير حكومية، « إن دمج الذكاء الاصطناعي الصيني في المجتمعات الغربية ينبغي أن يثير قلقنا ».

 

وأضاف « لقد رأينا مرارا وتكرارا كيف تستخدم بكين هيمنتها التكنولوجية للمراقبة والسيطرة والإكراه، سواء في الداخل أو الخارج ».

 

كما أن رئيس شركة ميتا (فايسبوك وإنستغرام) مارك زاكربرغ يلوح دائما بالفزاعة الصينية أمام المسؤولين المنتخبين الأمريكيين في كل مرة يفكرون فيها في فرض ضوابط تنظيمية على منصاته.

 

وقال أخيرا عبر بودكاست جو روغان « إن ديب سيك يقوم بعمل جيد للغاية (…) ولكن إذا سألتموه عما إذا كانت حملة القمع على ساحة تيانانمين قد حدثت، فسوف ينكر ذلك ».

 

وأضاف « إذا كان هناك نموذج مفتوح المصدر يستخدمه الجميع، فيجب أن نرغب في أن يكون نموذجا أمريكيا، أليس كذلك؟ »

 

وبحسب موقع « ذي إنفورميشن » المتخصص، شكلت ميتا مجموعات أزمة لتشريح ظاهرة « ديب سيك » وتحسين نموذجها المفتوح « لاما » Llama.

 

ويثير التقدم الصيني في هذا المجال مخاوف قوية للغاية في الولايات المتحدة لدرجة أنه سمح، في حدث نادر للغاية، للجمهوريين والديمقراطيين بالاتحاد. وقد أقر مسؤولو الحزبين العام الماضي قانونا لحظر تطبيق تيك توك التابع لمجموعة « بايت دانس » الصينية.

 

لكن هذه المقاربة غير ذات جدوى بنظر العديد من المهندسين.

 

وروى شيدينغ يو عبر منصة إكس كيف اختار متدرب صيني من فريقه في « إنفيديا » الانضمام إلى « ديب سيك » في عام 2023، عندما كانت الشركة الناشئة لا تزال صغيرة.

 

وكتب « إذا واصلنا إثارة النظريات الجيوسياسية وخلق بيئات معادية للعلماء الصينيين، فإننا كمن يطلق رصاصة في القدم »، و »نحن بحاجة إلى مزيد من تنوع المواهب ».

 

كلمات دلالية التكنولوجيا الرقمية الذكاء الإصطناعي المغرب

مقالات مشابهة

  • شركات التكنولوجيا الأمريكية تدق ناقوس الخطر بمواجهة صعود "ديب سيك"
  • الدرك الفرنسي يدق ناقوس الخطر: بلادنا على وشك نزاع مسلح 
  • تطبيق صيني يربك العالم ويرعب أمريكا
  • تطبيق صيني للذكاء الاصطناعي يتفوق على تشات جي بي تي
  • تطبيق ديبسيك الصيني يتعرض لهجوم إلكتروني كبير.. وترامب يراه جرس إنذار
  • أول تعليق من ترامب على تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني ديب سيك
  • تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني ديب سيك يتعرض لاختراق واسع النطاق
  • تفوق على ChatGPT.. «ديب سيك» الصيني يضرب الذكاء الاصطناعي الأمريكي في مقتل
  • موجة بيع تضرب أسهم التكنولوجيا بعد إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني للذكاء الاصطناعي