قال وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني إن الداخل اليمني يتأثر تأثرا مباشرا بالأوضاع الملتهبة في المنطقة، باعتبار أن الحوثيين إحدى أدوات إيران أو ذراعا من أذرعها في المنطقة.

 

واضاف الزنداني -في مقابلة مع صحيفة الأنباء الكويتية- أن الدور سيأتي على الحوثيين عقب تقلص نفوذ أذرع إيران الأخرى وتعرضها للضربات.

 

وأشار إلى ان الكويت تلعب دورا إنسانيا بارزا في اليمن، سواء من خلال جهودها المباشرة على الصعيد الإنساني أو عبر مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية. تقدم الكويت دعما متواصلا للمشاريع الإغاثية والتنموية، مما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. هذه الجهود تعكس التزام الكويت الدائم بمساندة أشقائها ودعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.

 

وعلى الصعيد الإنساني في اليمن، قال الزنداني "لدينا خصوصية تتمثل في ملايين النازحين داخليا، بينما العالم يتحدث عن اللاجئين الذين لجأوا لدول أخرى بسبب الصراع، بينما في حالتنا، الأغلبية نزحوا داخل البلاد، مع عدد قليل فقط ممن اضطروا إلى مغادرتها، لذلك فإن الاحتياجات الإنسانية كبيرة".

 

ولفت إلى أن اليمن يواجه احتياجات اقتصادية وتنموية كبيرة نتيجة ظروف الحرب وضعف الموارد، مما يجعلنا غير قادرين على تلبية المتطلبات الأساسية لحياة السكان، ومع ذلك، تواصل الكويت تقديم جهود كبيرة في المجالين الإنساني والتنموي، وهي مساهمات نقدرها ونثمنها عاليا.

 

وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية اليمن المركزية، مطالبا بضرورة منع تكرار العدوان على غزة وإيجاد حل دائم من خلال حل الدوليتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

 

ولفت إلى أن بلاده ترفض فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتفريغ القضية من محتواها، مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى ضرورة وجود تضامن عربي قوي للتصدي لهذه الدعوات.

 

كما أكد أن بلاده حريصة على المصالح العليا للشعب اليمني ووحدة صفه وترابه، لافتا إلى أن بلاده تسعى إلى بناء دولة يمنية حديثة وقوية لكل اليمنيين، مجددا تأكيد رفض بلاده رفضا قاطعا أي شكل من أشكال التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الكويت الحكومة اليمنية الحوثي الأزمة اليمنية

إقرأ أيضاً:

"محادثات مسقط" بين إيران وأمريكا ومستقبلها


د. عبدالله الأشعل **

 

سلطنة عُمان لها دور متميز في ترتيب المحادثات بين الفرقاء، وهذا من أوراق القوة الكبيرة لمسقط؛ إذ تربطها بالولايات المتحدة علاقات إيجابية، كما تربطها بإيران علاقات إيجابية أيضًا منذ موقفها من الحرب العراقية الإيرانية، وانطلاقًا من اقتناع مسقط بأنَّ الصراع بين إيران والولايات المتحدة هو محور الصراعات في المنطقة.

وهذه المحادثات بين الخصمين الكبيرين كانت غير مباشرة على أساس أن مسقط تلعب دور الوسيط غير المباشر، بمعنى أن تنقل آراء الطرفين في نقاط جدول الأعمال. ولم تطلب مسقط الوساطة بين الطرفين، بل إن الطرفين قدّرا أنَّ الوقت قد حان لعقد هذه المحادثات، وحيادية ونزاهة مسقط من بين عوامل إيجابية دفعت الطرفين لطلب الوساطة العُمانية.

أما جدول أعمال المحادثات فيمكن تصوره كالآتي:

الملف النووي الإيراني؛ حيث تريد واشنطن منع إيران من التوصل إلى السلاح النووي حتى تظل إسرائيل هي الطرف النووي الوحيد في المنطقة، لكن موقف إيران يتضح أنها تدرك أن الدولة غير النووية يسهل مهاجمتها، ووصول إيران إلى السلاح النووي مرهون بسلوك أمريكا وإسرائيل تجاه إيران. موقف إيران من المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن؛ حيث تعتقد واشنطن أن أخطر مُهدِّد لوجود إسرائيل والمشروع الصهيوني هو المقاومة، وقد تمكنت أمريكا وإسرائيل من حرمان المقاومة من الدعم، وقطع الصلة المادية بين المقاومة وبين داعميها، لذلك تُريد واشنطن تعهدًا من إيران بأن تتخلى عن المقاومة في الساحات الأربعة. لكنني أشك أن إيران يُمكن أن تُقدِّم هذا التعهد، خصوصًا وأن إيران تقول إنها تدعم المسجد الأقصى والقدس من خلال المقاومة. ومعنى تعهد إيران بالتخلي عن المقاومة، هو تشجيع إسرائيل على التوحُّش وتغيير خرائط المنطقة. والمطلوب إيرانيًا أن تتخذ طهران موقفًا على سبيل التقية، بمعنى أنها لا تكشف كل أوراقها ونواياها لواشنطن. وتدرك إيران أن المطلب النووي ومطلب التخلي عن المقاومة ونزع سلاحها يخدم إسرائيل إلى الأبد، اعتمادًا على تعاون البعض في المنطقة لتحقيق هذه الغاية. واشنطن مستعدة لعدم مهاجمة إيران أو السماح لإسرائيل بمهاجمتها، كما إن واشنطن مُستعدة نظريًا إلى التخلي عن هدفها الأساسي في إيران وهو القضاء على الثورة الإسلامية وإعادة حكم الشاه، وهذا هو هدف أساسي لواشنطن مهما كانت التصريحات المُخالِفة لذلك. وتدرك واشنطن وإيران أن المحادثات في مسقط تُعارضها إسرائيل، وأن إسرائيل تريد توريط واشنطن في الصراع العسكري مع إيران، لكن واشنطن تدرك قوة إيران وقدرتها على تدمير مصالحها في المنطقة وإحراجها، ولذلك فإنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُطبِّق نظريته الشهيرة في الحصول على ما يريد سلميًا وبأقل الأثمان. الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية وهو أمر تنظر فيه أمريكا، وتتعهد لإسرائيل بالحزم في الملف النووي مقابل عدم مهاجمة إسرائيل للمصالح النووية والمصالح البترولية لإيران. ولا يُتوقع أن تكون الجولات الراهنة من المحادثات نهائية، ولكن يمكن أن تتبعها محادثات أخرى لمتابعة هذه الملفات الثلاثة، وهي الملف النووي والمقاومة والعقوبات.

وإذا كانت واشنطن وإيران قد وجدتا مصلحتهما في بدء المحادثات التمهيدية في مسقط، فإن المُتصوَّر أن تبدأ هذه الجولة بإنشاء لجان فرعية لمتابعة التفاصيل. ويُحتمل أن الولايات المتحدة ذكَّرت إيران بأن الثورة الإسلامية عند قيامها في 12 فبراير 1979 قد بدأت بالعداء لأمريكا وإسرائيل في وقت واحدٍ؛ حيث احتل الحرس الثوري الإيراني مبنى السفارة الأمريكية في طهران، واحتجز كل الموجودين فيه رهائنَ لمدة 444 يومًا، وبذلت الولايات المتحدة كل جهد ممكن ابتداءً من اللجوء إلى محكمة العدل الدولية التي أصدرت أمرًا تحفظيًا بالإفراج عن الرهائن، لكن الحرس الثوري الإيراني رفض هذا الأمر. وحاولت واشنطن تحرير الرهائن بالقوة، مُستخدمةً الأراضي المجاورة، لكن هبَّت عاصفة أحبطت المخطط الأمريكي وأسقطت الطائرات التي كانت مُعدَّة للهجوم على إيران. وأخيرًا تم تحرير الرهائن في إطار صفقة خلال المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا في الجزائر في يناير 1980. تلك المحادثات غير المباشرة أنشأت محكمة خاصة بتسوية توابع الاتفاق في مقر محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا، ويُحتمل أن هذا الموضوع قد شملته المفاوضات الأولية في مسقط؛ لأن واشنطن تُسرف في استخدام سلاح العقوبات وتُهدِّد إيران بأن الأساطيل الأمريكية ستهاجمها. ولم تتوقف المكائد الأمريكية ضد إيران في الداخل والخارج، وتُدرِك إيران أن الاغتيالات الإسرائيلية داخل إيران تتم لمصلحة أمريكا وإسرائيل. ولا نظن أن هذه الاغتيالات كانت على جدول أعمال المفاوضات؛ لأن إسرائيل اغتالت عددًا من علماء الذرة الإيرانيين، كما اغتالت شخصيات إيرانية مركزية، كما أحرجت إيران باغتيال إسماعيل هنية رئيس حماس السابق أثناء حضوره تنصيب الرئيس الإيراني الجديد المنتخب بعد شبهة اغتيال إسرائيل للأقطاب الثلاثة الذين كانوا في طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي في بداية عام 2024.

الخلاصة.. أن إيران قدّرت كبح جماح الوحش الإسرائيلي والوحش الأمريكي، علمًا بأنها فقدت التواصل المادي مع المقاومة في الساحات الأربعة؛ مما بدا أن إسرائيل وأمريكا منتصرتان، ولا بُد أن إيران تصرفت خلال المحادثات على أساس تجاهل نقاط القوة في الموقف الإقليمي لصالح إسرائيل وأمريكا. لكن تحييد إيران في المنطقة انتصار حاسم لأمريكا وإسرائيل.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الارياني: حملة ترامب على الحوثيين تخدم مصالح الأمن الجماعي بالمنطقة وتمهد لاستعادة الدولة اليمنية
  • الأمم المتحدة: الغارات الأمريكية على اليمن تفاقم الوضع الإنساني المتردي
  • دعت لضبط النفس.. الأمم المتحدة: الغارات الأمريكية على اليمن تفاقم الوضع الإنساني المتردي
  • وزير الدفاع الأمريكي ينفي تسريب معلومات عن عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • خيبة كبيرة لترامب في اليمن.. إحراق أوراق القوة
  • إيران: العدوان على اليمن تواطؤ صهيوني أمريكي لمواصلة الإبادة في غزة
  • أذرع إيران على طاولة مفاوضات مسقط.. إلا الحشد
  • إيران: الجولة المقبلة من المفاوضات مع أمريكا ستعقد بحضور وسطاء في مسقط
  • منظمة دولية: أزمة سوء التغذية تفاقم الوضع الإنساني في اليمن
  • "محادثات مسقط" بين إيران وأمريكا ومستقبلها