أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن الأمونيا الخضراء تعد من أهم خيارات الطاقة المطروحة على الساحة بوصفها أحد أهم مصادر الوقود النظيف، وأحد أهم البدائل في عملية التحول في مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري إلى المصادر المتجددة؛ مما يسهم بشكل أسرع في الوصول إلى الحياد الكربوني، وفي ظل التوجه المتزايد نحو مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي، والرغبة في الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وكذلك إصدار لوائح تنظيمية تفرض حدودًا صارمة بشكل متزايد على الانبعاثات، تظهر الأمونيا الخضراء بقوة وباستخدامات متعددة.

الأمونيا الخضراء تتوافق مع أهداف المناخ

وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن الأمونيا الخضراء تتوافق مع أهداف المناخ وتقليل البصمة الكربونية؛ حيث تنطوي على عديد من المميزات من بينها: أنها تعد مخزنًا كيميائيًا مثاليًا للطاقة النظيفة والمتجددة، ويمكن تخزينها بسهولة وبكميات كبيرة وبصفة سائلة، كما أنها تسهم في توفير الطاقة المتجددة المهدرة، واستخدامها وقودًا في أي وقت يحتاج إليه الإنسان، كما تُستخدم كحامل للهيدروجين؛ إذ إن لديها القدرة على توليد الكهرباء كبديل للوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أنها تحقيق فائض الكهرباء من المصادر المتجددة؛ كالأمونيا يضيف إمكانات هائلة في عملية تحلية مياه البحر.

وأكد أن الدولة المصرية تدرك الأهمية المتزايدة للأمونيا الخضراء في قطاع الطاقة، وتعمل على التوسع في إنتاجها، وهو ما سيسهم بدوره في دفع جهود التنمية الاقتصادية والتحول الأخضر، وقد قامت الحكومة بتوقيع العديد من الاتفاقيات والمشروعات المشتركة مع كبرى الشركات العالمية لتنفيذ مشروعات الهيدروجين والأمونيا الخضراء في مصر، في ظل الفرص الواعدة التي تمتلكها مصر في هذا القطاع.

واستعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، في تحليل له حول الأمونيا الخضراء، أبرز الجهود والمشروعات التي تتم في هذا الشأن:

تصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم

- نجح مشروع «مصر للهيدروجين الأخضر» بالمنطقة الصناعية بالسخنة من خلال إنتاجه التجريبي في تصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم في نوفمبر 2023 لدولة الهند.

وفي يوليو 2024، تم إتمام عقد بقيمة (397) مليون يورو لتوريد الأمونيا المتجددة للاتحاد الأوروبي؛ مما يسمح بتصدير كميات من الأمونيا المتجددة تبدأ من (19.5) ألف طن في عام 2027، مع إمكانية أن ترتفع الكميات إلى (397) ألف طن بحلول عام 2033، وأيضًا نجح المشروع.

- تم توقيع اتفاقية مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بمدينة دمياط في يونيو 2024، بين عدة أطراف تشمل الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، وشركة مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو»، وشركة سكاتك النرويجية، وشركة «يارا» النرويجية، والذي يستهدف تعميق إنتاج الأمونيا الخضراء محليًّا.

- تم توقيع اتفاقية مشروع بين صندوق مصر السيادي وبين كل من شركة أوراسكوم للإنشاءات، وشركة سكاتك النرويجية، وشركة فيرتيجلوب في 2024، لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات في ميناء السخنة، ويسعى المشروع إلى إنتاج نحو 13 ألف طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر الذي سيتم استغلاله وتحويله إلى ما يقرب من 70 ألف طن من الأمونيا الصادرة من الطاقة المتجددة، ويهدف المشروع أيضًا إلى إنشاء محطتي طاقة شمسية وطاقة رياح بقدرة 270 ميجاوات.

- قام صندوق مصر السيادي والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في 30 يونيو 2024 بتوقيع أربع اتفاقيات بقيمة (33) مليار دولار في مجال الأمونيا الخضراء.

- قامت شركة بنشمارك باور إنترناشونال بتأسيس مشروع بنشمارك خليج السويس لإنتاج الأمونيا الخضراء، ويطمح المشروع إلى بناء منشأة للتحليل الكهربائي بقدرة 400 ميجاوات سوف تستخدم الطاقة المتجددة والنظيفة بالكامل لإنتاج 183 طنًّا/ يوم من الهيدروجين الأخضر، وإنتاج 1000 طن/ يوم من الأمونيا الخضراء. وستتوزع استثمارات المشروع على إقامة محطة الأمونيا، ومنشأة للتحليل الكهربائي، وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر.

إنتاج الأمونيا على المستوى العالمي

وأوضح أن إنتاج الأمونيا على المستوى العالمي يعد مستقرًا إلى حد ما؛ فهو يتراوح بين (131 - 150) مليون طن متري في السنوات الأخيرة، حيث قُدِّر الإنتاج العالمي من الأمونيا في عام 2023 بنحو 150 مليون طن متري. وتعد منطقة شرق آسيا ذات معدل إنتاج أعلى للأمونيا بنحو 64.6 مليون طن مترين، مشيرا إلى أن إنتاج الصين استحوذ على نحو 43 مليون طن متري من الأمونيا في عام 2023، لتتصدر ترتيب الدول المنتجة للأمونيا في العالم أجمع، تليها كلٌّ من روسيا والولايات المتحدة والهند بنحو 14 مليون طن متري لكل منهم.

وأشار مركز المعلومات إلى أنه وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، تستخدم نحو 70% من الأمونيا في إنتاج الأسمدة، في حين تذهب النسبة المتبقية إلى العمليات الصناعية، والتي تشمل البلاستيك والألياف الصناعية، مضيفًا أنه وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل حجم سوق الأمونيا عالميًّا إلى نحو 111 مليار دولار في قطاعي الزراعة والصناعة، ونحو 87 مليار دولار في شحن الوقود، و17 مليار دولار في استخدام الأمونيا كحامل للهيدروجين، و10 مليارات دولار في توليد الطاقة.

صناعة الأمونيا الخضراء لا تزال في مراحلها الأولى

وأضاف أنه على الرغم من أن صناعة الأمونيا الخضراء لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها نجحت في جذب انتباه الجهات الفاعلة في الصناعة في أنحاء العالم كافة، وقد قفز إنتاج الأمونيا الخضراء من 4.05 آلاف طن متري عام 2019 إلى 5.8 آلاف طن متري عام 2021، وتم تقدير حجم سوق الأمونيا الخضراء بنحو 29.41 ألف طن متري في عام 2024، ومن المتوقع أن يتجاوز 1626.15 ألف طن متري بحلول عام 2030.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أكسيد الكربون أهداف المناخ استثمارات المشروع الإجراءات الاحترازية التنمية الاقتصادية الأمونيا الخضراء إنتاج الأمونیا الخضراء الطاقة المتجددة مرکز المعلومات ملیار دولار فی ملیون طن متری من الأمونیا ألف طن فی عام

إقرأ أيضاً:

البيئة تنظم حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية

نظمت وزارة البيئة حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية: تحديات وفرص التحول الاخضر  وذلك علي هامش احتفالية البنك الدولي "العمل المناخي والتحول الأخضر"  للاحتفال بيوم البيئة الوطني.

وزيرة البيئة تستعرض اهم خطوات التحول الأخضر العادل خلال عام 2024 المنيا تحتفل بيوم البيئة الوطني 2025

ويأتي ذلك بحضور الدكتور علي ابو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة ، الدكتور احمد جابر  استاذ الهندسية البيئية كلية الهندسة جامعة القاهرة ممثلا عن القطاع الأكاديمي والمهندس ياسر شريف  المدير العام لإحدي شركات الاستشارات البيئية ممثلاً عن قطاع الاستشارات الفنية والدكتور  عماد عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة ممثلاً عن القطاع المدني وبمشاركة لفيف من خبراء البيئة فى مصر وممثلى البنك الدولى، وممثلي الجهات المانحة والسفارات والوزارات والجهات المعنية والمجتمع المدني والأكاديميين.

أكد  الدكتور على ابو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة أن البيئة والتنمية وجهين لعملة واحدة لافتاً إلي التحولات الجذرية لمفهوم  الاستثمارات بالقطاع البيئي حيث عملت وزارة البيئية علي خلق فرص واعدة للقطاع الخاص بمشروعات الطاقة المتجددة ،المخلفات و المحميات كما  قامت بإحداث تحولات جذرية بمفاهيم الاستثمار البيئي من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص لدعم العمل البيئي  لافتاً  إلى ان الاهتمام بالمعايير البيئية هو السبيل للمنتجات المصرية للوصول الي العالمية والتصدير للاتحاد الاوروبي  والتي أصبحت تضع الالتزام بالاشتراطات البيئية أحد المتطلبات الأساسية للتصدير المنتجات اليها .

وأشار  الدكتور علي ابو سنة إلى ان القطاع الخاص هو شريك رئيسي في عمليات التنمية ، مشيراً إلى مجمع العاشر من رمضان للمخلفات والذي قامت الحكومة بإنشائه وطرحه  للقطاع الخاص لإدارته واستغلاله الاستغلال الأمثل ولتنفيذ السياسات  سواء بمخلفات الهدم والبناء أو المخلفات الصلبة فالعلاقة مع القطاع الخاص علاقة متشعبة بالاقتصاد والتنمية والجزء الاجتماعي وغيرها من المجالات التي تتيح فرص لعقد الشراكات من اجل التنمية الشاملة.

فيما  أكد الدكتور عماد عدلى أن تجربة إعلان يوم البيئة الوطني مناسبة رسمية هي نموذج واقعي ملهم للإصرار علي النجاح لتحقيق حلم شخصي لمدة تصل إلي ٣٠ عاما الي أن أصبح حقيقة بفضل جهود الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كما هو نموذج لمساندة الحكومة للمبادرات الناجحة بتحويل  مبادرة سنوية للمكتب العربي للشباب والبيئة للاحتفاء بالبيئة وتشجيع الشباب لحمايتها إلي مناسبة وطنية تحشد لها الدولة كافة الجهود الرسمية و المدنية  لجعل البيئة عنصر أساسي في كافة الأعمال بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار عدلي إلي أن حلم إعلان يوم البيئة يوماً وطنياً راوده عند زيارته احد البلدان التي كانت  تحتفل آن ذاك بمناسبة وطنية بيئية مما جعله يطمح ان يكون لمصر يوماً وطنياً للبيئة  ومن اجل ذلك تقدم بالفكرة عام ١٩٩٤ بعد صدور قانون  البيئة  رقم ٤ لسنة ١٩٩٤، مما دفع المركز العربي للشباب والبيئة إلي الاحتفال بها سنوياً كمبادرةً مدنية منذ عام ١٩٩٧ كل عام حتي تولت الدكتورة ياسمين فؤاد حقيبة وزارة البيئة عام ٢٠١٨ ليتجدد الأمل مرة اخري مشيراً إلي ترحيبها بالفكرة بمجرد العرض عليها لتقوم بعرضها علي دولة رئيس مجلس الوزراء  ليتم اعتمادها من مجلس الوزراء والاحتفال بها لأول مرة عام ٢٠٢٠ معرباً عن خالص شكره وتقديره للدكتورة ياسمين فؤاد علي  سعيها لتحويل المبادرة الي مناسبة وطنية لحشد القوى الوطنية لحماية البيئة  لنا وللأجيال القادمة.

وأوضح  الدكتور عماد عدلي أهمية مؤسسات المجتمع المدني في التحول الاخضر  بل في حماية البيئة وتحقيق نقلة نوعية تصب في صالح الإنسان البسيط مشيراً أن كافة الأنشطة بالقطاعات المتنوعة إذا ما راعت البيئة في أعمالها فإنها تراعي شروط التنمية المستدامة   فالتحول الأخضر هو مسار للصمود والمرونه للمجتمعات المحلية وتحسين جودة الحياة للمواطن فتحويل مقلب  إلى حديقة والحد من الانبعاثات و التكيف مع آثار التغيرات المناخية وغيرها من الجهود هدفه هو حماية البيئة من أجل الإنسان  بالتعاون مع كافة الجهات  بما فيها مؤسسات المجتمع المدني  التي تعمل علي ارض الواقع وتصل الي المواطنين البسطاء وتدعم مشاركتهم لحماية البيئة.

وأوضح الدكتور أحمد جابر  أن مفهوم التحول الأخضر لا يعني مشروعات خضراء فقط بل هو محاولة المجتمعات المختلفة للارتقاء بأدائها الاقتصادى والبيئي والاستخدام الأفضل للموارد وخفض الاستهلاك وتحسين الأداء في الجبهات الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة ، فالتحول الأخضر هو تغير حقيقي مجتمعي لذلك يجب النظر لنمط الإنتاج والاستهلاك مضيفاً أن التعليم هو الأداة الحقيقية للنهوض بالمجتمعات فتطوير كافة القطاعات مرتبط بالتعليم لذلك لابد من ربط المدارس والجامعات بفكرة حماية البيئة لتكون سند حقيقي وقوى للجهود الرسمية ليتحول حماية البيئة الي واقع قوى بمجتمعنا.  

كما استعرض الدكتور ياسر شريف الأدوات والحلول التقنية لتسريع التحول الاخضر ومنها التحول نحو الحلول الرقمية وجعلها جزء  أساسي بالأنشطة  والأعمال ليظهر لنا اهم التحديات في التحول الاخضر ألا وهو التحول المجتمعي بالدرجة الأولي لمواكبة ذلك التحول ويكون داعما له بالتخلي عن التقنيات التي تخالف ذلك وأن ذلك المعيار هو ما يجعل مجتمع يتطور أسرع من  مجتمع آخر فهناك مجتمعات تقاوم هذا التحول مما يجعل وضوح رؤية المجتمع واهدافه نحو التحول الاخضر والجهود الداعمة لتحقيق ذلك من اهم الأعمال لتحقيق التحول الاخضر علي ارض الواقع.

مقالات مشابهة

  • مركز البيانات الأخضر في «مورو» يحصل على علامة الجاهزية للمستقبل
  • البيئة تنظم حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية
  • الوزراء: الأمونيا الخضراء لاعب جديد في سوق الطاقة النظيفة والمستدامة
  • الأمونيا الخضراء لاعب جديد في سوق الطاقة النظيفة والمستدامة
  • معلومات الوزراء: مصر تمتلك فرصا واعدة في قطاع صناعة الأمونيا الخضراء
  • نيجيريا تستثمر 6.7 مليار دولار لتطوير قطاع الطاقة
  • الطاير: الإمارات رائدة التحول الأخضر
  • الاقتصاد الأخضر حجر الزاوية في العلاقات الدولية
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تدشّن "الإطار التنظيمي للتمويل الأخضر"