ساوباولو- "لقد كبلوني بالأصفاد قبل الرحلة بـ50 ساعة، كانت السلاسل والأصفاد بقدمي ويدي وجسدي كله، مما تسبب لي بآلام شديدة، وعندما طلبت منهم تخفيفها، نهروني بفظاظة، وأصعدوني إلى الطائرة"، هذا جزء من شهادة جيفرسون فاوستينو، مهجر برازيلي من أميركا، للجزيرة نت.

وفاوستينو واحد من 88 برازيليا الذين تم ترحيلهم في 24 من يناير/كانون الثاني الجاري، من الولايات المتحدة الأميركية، بوصفهم مقيمين غير شرعيين على أراضيها بحسب الحكومة الأميركية.

وكانت الطائرة الثانية للمهجرين في الشهر ذاته، وقد توقفت في مطار مدينة ماناووس عاصمة ولاية أمازونيا بسبب عطل طارئ، ليظهر ركابها مكبلين بالأصفاد، وهو ما اعتبره وزير حقوق الإنسان البرازيلي ماكاي إيفاريستو انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.

ووفقا لما صرحت به وزارة العدل البرازيلية، فقد أمر الرئيس لولا دا سيلفا طائرة تابعة للقوات الجوية البرازيلية بنقل البرازيليين إلى مطار كونفينس الدولي في مدينة بيلو هوريزونتي عاصمة ولاية ميناس جيرايس.

أما الطائرة الأولى، فكانت قد وصلت إلى البرازيل في العاشر من الشهر الجاري وعلى متنها 100 مواطن برازيلي، أي قبل أن يغادر الرئيس الديمقراطي جو بايدن منصبه.

البرازيليون الذين كانوا على متن طائرة التهجير أصبحوا في عهدة السلطات البرازيلية (مواقع التواصل) معاملة لا إنسانية

ورغم أن وزير العدل البرازيلي ريكاردو ليفاندوفسكي كان قد صرّح قبل أيام أن البرازيل لن تسمح بتقييد مواطنيها أثناء ترحيلهم حفاظا على كرامتهم، وأن بلاده سترسل طائرة خاصة لإجلاء مواطنيها، فإن الولايات المتحدة تجاهلت تصريحاته، وتعاملت مع المواطنين البرازيليين وفقا للقوانين الأميركية.

إعلان

وأفادت سفارة الولايات المتحدة في برازيليا بأن المواطنين البرازيليين الذين كانوا على متن رحلة العودة أصبحوا في عهدة السلطات البرازيلية، وقالت إنها على اتصال مع السلطات البرازيلية بشأن ما حدث.

يقول سينفال دي أوليفير (مهجر برازيلي) لقد صعدنا إلى الطائرة مكبلين بالأصفاد، وقد أوقفوا أجهزة التكييف عن العمل، فأصيب العديد منا بالإغماء لأننا لم نعد نستطيع التنفس، وبدأ الأطفال بالبكاء والصراخ. كانت المعاملة قاسية جدا، لم يقدموا لنا الطعام طوال 10 ساعات، مع أن بعضنا لم يتناول طعامه منذ أكثر من 20 ساعة قبل الرحلة.

ويضيف دي أوليفيرا، عندما وصلنا إلى بنما للتزود بالوقود، اعتقدنا أن الشرطة الفدرالية البرازيلية تنتظرنا هناك، فحاولنا الاستنجاد بهم لإخراجنا من الطائرة، وعندما نهضنا من مقاعدنا للوصول إلى مخرج الطوارئ، بدؤوا بضربنا بوحشية، في حين قال الطبيب المرافق للرحلة "أنتم محظوظون لأننا لم نقيدكم بالمقاعد، عليكم الالتزام بتعليماتنا".

ويتابع دي أوليفيرا، لقد طرحنا على عناصر الشرطة الأميركية على متن الرحلة عدة أسئلة، ماذا لو تعرضت الطائرة لمشكلة ما؟ كيف ستفكون قيود 88 راكبا، في حين أن أعدادكم لا تتجاوز 6 عناصر؟ لقد دخلنا الأجواء البرازيلية فلماذا لا تلتزمون بالقوانين البرازيلية؟ فكانت الإجابة بأنهم لا يكترثون لا لمصيرنا ولا للقوانين البرازيلية.

فاوستينوجيفرسون، مهاجر رحل من تكساس، يضيف ضمن شهادته للجزيرة نت أن صوت محرك الطائرة كان يصدر ضجيجا عاليا، وكانت تبدو كسيارة قديمة، مما تسبب بحالة رعب بين الركاب.

وقال المتحدث ذاته إن المعاملة كانت مهينة للغاية "لم يقبلوا فك قيودنا أثناء استخدام حمامات الطائرة، ومنعونا من إغلاق أبوابها، وأجبرونا على استخدامها لثوان معدودة فقط" مؤكدا أن كل ما فعلوه معهم كان مهينا وكأنهم مجرمون، اعتقلوهم وطردوهم دون أن يسمحوا لهم بحمل شيء من متعلقاتهم الشخصية.

في مؤشر على التوتر القادم بين إدارتي الرئيس دونالد ترامب ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.. الحكومة البرازيلية نددت "بالمعاملة المهينة" التي تعرض لها 88 مهاجرا غير نظامي من مواطنيها خلال ترحيلهم من الولايات المتحدة مقيدي الأيدي والأقدام

للمزيد: https://t.co/CYeCjUGKQ1 pic.twitter.com/BqQQzujUat

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) January 26, 2025

إعلان أسباب الترحيل

وعن أسباب ترحيله، يقول سينفال دي أوليفيرا إنه أمضى في ولاية لويزيانا 33 عاما، 11 عاما منها لم يكن يقيم بشكل شرعي، وفيما بعد حصل على الإقامة الدائمة، أو ما يعرف بالبطاقة الخضراء، فأصبح وجوده قانونيا، بحسبه. ودي أوليفيرا لديه ابنة من مواليد الولايات المتحدة تبلغ من العمر 29 عاما الآن.

ويتابع أوليفيرا: لقد تم اعتقالي هناك لمدة 3 سنوات بتهمة غسيل الأموال، وعندما حضرت إلى المحكمة الفدرالية، قرّرت أن أستسلم لقدري وأختار العودة إلى بلادي.

ويفيد أوليفيرا، أنه تم تجميع ما مجموعه 92 مواطنًا برازيليا في ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة لتنفيذ إجراءات الترحيل.

في حين يقول جيفرسون فاوستينو، إنه تم احتجازه في تكساس لأنه يقيم بشكل غير قانوني، وأخذوه مباشرة إلى السجن. ويضيف أن المعاملة كانت قاسية وفظيعة والطعام في غاية السوء.

لقد أبقوه في السجن لمدة 60 يوما، كان يعاني خلالها من آلام حادة في المعدة، ولم يهتموا لأمره، يتابع فاوستينو.

 

أميركا اللاتينية ترفض

لم تقتصر رحلات الترحيل عن الأراضي الأميركية على المواطنين البرازيليين، فقد شملت تلك الإجراءات العديد من دول القارة، وهو ما دفع الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو لرفض دخول الطائرات القادمة من الولايات المتحدة التي كانت تنقل المهاجرين المرحلين إلى البلاد في 24 يناير/كانون الثاني الحالي.

وكتب بيترو على صفحته في منصة إكس: "المهاجر ليس مجرما ويجب أن يعامل بالكرامة التي يستحقها الإنسان، ولهذا السبب قمت بإعادة الطائرات العسكرية الأميركية التي كانت تنقل المهاجرين الكولومبيين".

ولم تسمح المكسيك أيضا لطائرة عسكرية أميركية بالهبوط في البلاد، في حين صرحت وزارة الخارجية، أن لديها علاقات جيدة للغاية مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنه عندما يتعلق الأمر بعمليات الإعادة إلى الوطن، ستستقبل المكسيك أبناءها بأذرع مفتوحة.

إعلان

يذكر أنه منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولياته، وقع على سلسلة من الأوامر التنفيذية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وزيادة وتيرة ترحيل الأجانب غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی حین

إقرأ أيضاً:

لاعب مصري يطرق أبواب دوري كرة القدم الأميركية

يقترب الشاب أحمد حسنين من دخول تاريخ كرة القدم الأميركية من الباب الواسع، إذ يحلم بأن يكون أول لاعب مصري على الإطلاق يشارك في البطولة الشهيرة (إن إف إل).

وخلال العامين الأخيرين برز حسنين كواحد من أبرز المواهب في هذه اللعبة على مستوى الجامعات الأميركية، حيث عُد نجم خط الدفاع في جامعة بويز ستيت.

View this post on Instagram

A post shared by AfroBallers (@afroballers)

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رد قوي من ياسين شيوكو على دعوة لوغان بول لمواجهة ميسيlist 2 of 2نجم كرة السلة ليبرون جيمس.. رحلة ملهمة من الفقر إلى الملياراتend of list

وجذب حسنين أنظار العديد من مدربي وكشافي فرق كرة القدم الأميركية، وذلك خلال مباراة استعراضية سنوية تُقام سنويا ويشارك فيها أفضل لاعبي كرة القدم الجامعيين من جميع أنحاء الولايات المتحدة تُعرف باسم (East-West Shrine Bowl)، ليتمكنوا من عرض مهاراتهم استعدادا لما يُعرف بـ"إن إف إل".

و"إن إف إل درافت" هو حدث سنوي تُنظمه الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية، وفيه تختار الفرق الـ32 المنافسة أفضل المواهب الجامعية للانضمام إلى صفوفها، ويتم ذلك في أواخر أبريل/نيسان من كل عام.

View this post on Instagram

A post shared by Rich Eisen (@richeisen)

وأبدت عدة فرق مثل إنديانابوليس كولتس دالاس كاوبويز، ونيويورك غاينتس، وسياتل سي هوكس، وكانساس سيتي تشيفس، وإنديانابوليس كولتس اهتماما كبيرا بالحصول على خدمات أحمد حسنين.

إعلان طفولة حسنين وحبه للرياضة

وُلد أحمد حسنين في الولايات المتحدة عام 2001 لكنه عاد إلى مصر وهو بعمر السابعة وفيها تعلّم اللغة العربية واندمج في الثقافة المصرية.

ولم تكن حياته سهلة إذ مرّ بظروف صعبة بعد انفصال والديه ما جعله يلجأ إلى الرياضة باعتبارها وسيلة جيدة للخروج من الأوقات العصيبة، فمارس عدة رياضات منها الرماية بالقوس، والملاكمة، وكرة السلة، وكرة الطائرة، وكرة القدم.

وبعد 10 سنوات زاره أخوه غير الشقيق في مصر وكان مدربا لكرة القدم الأميركية في مدرسة ثانوية، وطلب منه العودة إلى الولايات المتحدة وممارسة اللعبة.

وعن ذلك قال حسنين في مقابلة مع موقع ذي درافت نيتورك (The Draft Network) الأميركي "في ذلك الوقت لم أكن أعرف ما هذه اللعبة، رأيت فقط لاعبين يركضون ويصطدمون ببعضهم البعض. وقلت هذا يبدو ممتعا".

اللافت أن والده وافق على عودته إلى الولايات المتحدة، وبدأ بالفعل ممارسة كرة القدم الأميركية وهو في سن 18 عاما رغم عدم قدرته على تحدث الإنجليزية.

بعد تدريبات شاقة طوّر حسنين أداءه الدفاعي حتى تفوّق على العديد من زملائه (مواقع التواصل)

وعن بداياته قال "وضعوني كجناح هجومي لكنني لم أكن أستطيع التقاط الكرة، ثم جربوني كظهير دفاعي. في الحقيقة كان الأمر معقدا جدا بالنسبة لي".

وأضاف "في النهاية قرر المدربون وضعي في خط الدفاع وقالوا لي ببساطة طارد اللاعب الذي يحمل الكرة، قلت هذا سهل".

وواصل حسنين "أحيانا كنت أرمي اللاعبين أرضا بطرق غير قانونية. وأخرى أوجه لهم لكمات وأسحبهم من الخوذات، فلم أكن أعرف القوانين".

نقطة التحوّل في حياة حسنين جاءت حين شاهد مباراة لآرون دونالد (نجم سابق لعب 10 سنوات مع فريقي سانت لويس ولوس أنجلوس رامز) فتعلّق باللعبة أكثر، لكن من أجل اللعب في الـNFL كان يتعين عليه الحصول على منحة رياضية لدوري الجامعات، وأن يلعب بشكل جيد في الثانوية حتى يتم اكتشافه.

إعلان

وبعد تدريبات شاقة طوّر حسنين أداءه الدفاعي حتى تفوّق على العديد من زملائه، حينها بدأ بلفت الأنظار على صعيد الجامعة.

وبعدما انتشرت مقاطع الفيديو الخاصة به أرسل سبنسر دانيالسن مدرب جامعة بويز ستيت دعوة لحسنين للانضمام إلى الفريق، وهناك تطور بسرعة وأصبح أحد أفضل اللاعبين في فريقه.

This is amazing.

“Coach D you changed my life, I didn't know God until I got to Boise State."

Boise State’s Ahmed Hassanein on his coach Spencer Danielson’s impact following the Fiesta Bowl losspic.twitter.com/Ju6CGVYQGM

— Sports Spectrum (@Sports_Spectrum) January 1, 2025

وقال بعد تألقه في بطولة الجامعات "كانت تجربة رائعة، لقد منحتني الفرصة ليعرفني الجميع. كان من الرائع التنافس مع أفضل اللاعبين، أثبت أنني قادر على اللعب في هذا المستوى. كل يوم يجب أن أثبت نفسي مجددا".

وأضاف "حاولت إبراز شخصيتي القيادية على أرض الملعب، ورغم أنني لم ألعب لفترة طويلة فإنني اكتسبت الكثير من احترام العديد من مدربي الفرق المنافسة في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، والكشافون كانوا يراقبونني. كانت فرصة رائعة لإثبات نفسي".

Ahmed Hassanein's journey has taken him from Egypt to @BroncoSportsFB to the @NFL combine ????????#NFLCombine @nflnetwork pic.twitter.com/XSiMxx7kIf

— NFL Africa (@NFLAfrica) February 27, 2025

وعند سؤاله عما سيفعله مع الفريق الذي سيختاره؟ أجاب "في الواقع سيحصلون على لاعب جيد، سأبذل قصارى جهدي لمساعدته على الفوز. لا يهم الدور الذي يطلبونه مني لكني سأؤدي بأفضل طريقة ممكنة".

وأتم "أريد إيصال كرة القدم الأميركية إلى مصر، وتشجيع شبابنا على اللعب هنا في الولايات المتحدة. هذه فرصة رائعة وأنا ممتن لها كثيرا".

مقالات مشابهة

  • لاعب مصري يطرق أبواب دوري كرة القدم الأميركية
  • أميركا تسجل أول تفش لسلالة إتش7إن9 من فيروس إنفلونزا الطيور منذ 2017
  • بقرار من ترامب.. خفض التمويل يُخفت "صوت أميركا"
  • نبوءة ميرشايمر.. هل اقتربت الحرب المدمرة بين أميركا والصين؟
  • 27.4 مليار درهم صادرات الدولة إلى أميركا
  • الهجمات الأميركية على اليمن والرسائل إلى إيران
  • (سي إن إن): أميركا استغرقت وقتا للتخطيط للضربات على اليمن
  • الحوثيون ردا على العملية الأميركية: لن تمر دون رد
  • أميركا تشن هجوما جوبا وبحريا على الحوثيين
  • الزراعة تعلن فتح السوق البرازيلية أمام صادرات مصر من شتلات الفراولة