يحتاج الرؤساء، سواء كانوا في بدايات أو نهايات فترة رئاستهم، إلى فترة من التأمل قبل اتخاذ قرارات مصيرية، ورغم أن المرشح الرئاسي عادة ما يكون لديه برنامج واضح، إلا أن الرؤساء يتسمون بحذر أكبر في اتخاذ القرارات نظرًا لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم. 

لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظل مغردًا خارج السرب، حاملًا أسلوبًا خاصًا في اتخاذ القرارات يتسم بالعجلة والتصعيد.

في مقال تحليلي نشرته سوزان بي جلاسر في مجلة "نيويوركر"، تُسجل عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد فترة من الغياب، حيث اتخذ سلسلة من القرارات المثيرة للجدل في أيامه الأولى في الرئاسة.

خلال تلك الأيام، أعلن ترامب عن انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، كما ألغى ضمان الدستور للحصول على الجنسية الأمريكية بالولادة، وأطلق تهديدات بالحرب التجارية مع كندا والمكسيك. 

كما أمر بنقل الآلاف من الجنود إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وأصدر أوامر بإلغاء برامج الفيدرالية المتعلقة بالتنوع والشمول.

علاقة ترامب بالسوشيال ميديا

ترامب، الذي اشتهر باستخدامه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، لم يترك الفرصة تمر دون أن يشارك خططًا وقراراته عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال".

ففي ليلة أولى له بعد العودة إلى منصبه، نشر تعليقًا حول إقصاء موظفين حكوميين اعتبرهم لا يتفقون مع رؤيته السياسية، ثم توالت التعليقات الغاضبة ضد منتقديه من الشخصيات العامة، مثل الأسقف ماريان إدجار بودي، التي دعاها إلى الرحمة تجاه المهاجرين والمثليين.

قرارات ترامب وتحقيق أجندته


في بداية ولايته الثانية، يظهر ترامب وكأنه يسعى لخوض معارك سياسية جديدة في مختلف الجبهات، خاصة مع الأطراف الأضعف مثل كندا وبنما، بينما يبقى الصراع مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا في الخلفية.

ورغم الوعود التي أطلقها خلال حملاته الانتخابية، مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا أو خفض التضخم، فإن الأمور لم تتغير بشكل كبير، حيث تظل الطائرات المسيّرة تضرب كييف، وتستمر أسعار البيض في الارتفاع.

القرارات التنفيذية: النهج المفضل لترامب


على غرار ولايته الأولى، يفضل ترامب الطابع الدرامي للقرارات التنفيذية أكثر من العمل مع الكونغرس، في اليوم الأول من ولايته الثانية، وقع على 26 أمرًا تنفيذيًا مقارنة بأمر واحد فقط في اليوم الأول من رئاسته الأولى.

ويظهر هذا النهج كثرة التصعيد السياسي، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز سلطاته التنفيذية مع تحديد الحدود الدستورية لهذه القرارات.

الخصوم والصراعات الداخلية


بعد العودة إلى السلطة، تبرز صراعات داخلية بين مستشاريه، وهي سمة كانت موجودة خلال ولايته الأولى. 

رغم التحديات والمخاطر المهنية التي يواجهها، يبدو أن ترامب مستمر في تعزيز نفوذه، مستعينًا بالحلفاء والأشخاص المقربين الذين يسهمون في تشكيل معركته السياسية، بالإضافة إلى ذلك، تظهر بعض التوترات بين ترامب وبين بعض الشخصيات المؤثرة مثل إيلون ماسك.

ترامب واختياراته المستقبلية


من الواضح أن ترامب لا يزال متمسكًا بنهج المواجهة المستمر، سواء كان ذلك مع خصومه السياسيين أو حتى داخل فريقه، إذ تمثل الحرب مع الجميع جزءًا من استراتيجية ترامب للبقاء في دائرة الضوء والهيمنة على المشهد السياسي الأمريكي.

لكن مع مرور الوقت، تتساءل العديد من التحليلات: هل ستستمر ولاية ترامب الثانية على نفس النهج الذي اتسمت به الأولى أم ستطرأ تغييرات جوهرية؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عودة ترامب إلى البيت الأبيض دونالد ترامب رئاسة ترامب الثانية قرارات ترامب السياسة الأمريكية ازمة ترامب ولاية ترامب الثانية

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: ترامب استقبلني في البيت الأبيض لإهانتي

شهد البيت الأبيض لقاءً متوترًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخلال الاجتماع، نشبت مشادة كلامية بين الزعيمين، مما أدى إلى مغادرة زيلينسكي للمقر الرئاسي قبل الموعد المحدد.

في أعقاب هذا الحدث، عبّر زيلينسكي عن امتنانه للولايات المتحدة عبر منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، حيث قال: "شكرًا للرئيس الأمريكي والكونغرس والشعب الأمريكي، أوكرانيا تحتاج إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك تحديدًا".

من جانبه، أوضح ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن الاجتماع كان مثمرًا، لكنه شعر بأن زيلينسكي "غير مستعد للسلام"، مشيرًا إلى أن سلوك الرئيس الأوكراني داخل المكتب البيضاوي كان "قلة احترام" للولايات المتحدة.

فيما وجه الرئيس الاوكراني لـ ترامب انتقادات لاذعة بسبب صفقة المعادن التي كان من المقرر توقيعها بين الولايات المتحدة واوكرانيا 

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تريد سلاما عادلا ودائما على خلاف ما يرى الرئيس الامريكي"

واحتدمت المحادثات بين ترامب وزيلينسكي بعد أن اتهمه الرئيس الامريكي بعدم السعي للسلام، وهو ما رد عليه زيلينسكي موجها اللوم لـ ترامب، قائلا:  استقبلتني في البيت الأبيض لإهانتي

ووسط الاتهامات الموجهة اليه من الرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فانس، عنف زيلينسكي نائب الرئيس الامريكي عندما قال له ان غير ممتن لما تقدمه الولايات المتحدة، قائلا “تحدث معي باحترام”  

وأكد معهد هدسون أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قد ألغى خطابه الذي كان من المقرر في مركز الأبحاث بعد ظهر هذا اليوم.

تتبع هذه الخطوة اجتماعًا ملحوظًا بين الرئيس دونالد ترامب وزيلينسكي الذي انتقل إلى مباراة صراخ في المكتب البيضاوي ، حيث قام الرئيس الأمريكي بتوبيخ رئيس أوكرانيا، كما وجه نائبه جي دي فانس نقدا للزائر غير المرحب به بعد أن تساءل عما إذا كان زيلنسكي قد أظهر ما يكفي من الامتنان للولايات المتحدة. 

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على دعم دولي في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها، بينما تؤكد الإدارة الأميركية على أهمية التوصل إلى حل سلمي ودائم للصراع في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: زيلينسكي شبه اطّرد من البيت الأبيض
  • بعد جدال البيت الأبيض.. زيلينسكي: لقاء ترامب كان صعباً ولا مشكلة بتوقيع اتفاق المعادن
  • تداعيات المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
  • سجال حاد بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
  • هل طُرد زيلينسكي من البيت الأبيض؟ "سي إن إن" تجيب
  • زيلينسكي: ترامب استقبلني في البيت الأبيض لإهانتي
  • رئيس وزراء المجر: عودة ترامب إلى البيت الأبيض تسهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يوبخ رئيس أوكرانيا في البيت الأبيض والأخير يرد: لم آت للعب الورق معك
  • ترامب يلتقي زيلينسكي في البيت الأبيض
  • محافظ أسوان يصدر قرارات لضبط الشارع والحد من الإشغالات والتعديات