وجد المؤيد بن سعيد الراشدي في الأخشاب المحلية جمالًا أخّاذًا وتفاصيل ساحرة، دفعته إلى تقديم لمسات فنية تُبرز هذا الجمال للجمهور، ليشاركهم عشقه لهذه الخامة الفريدة وأسس ورشة "مِيس".

انطلق المؤيد في رحلته الفنية عام 2019، حين كان يعتني بطيور الزينة، ومع الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، لم يتمكن من شراء قفص جديد لطيوره، فقرر صنعه بنفسه مستخدمًا بقايا الأخشاب.

"استغرق مني صنع أول قفص 30 يومًا"، يقول المؤيد، "لكنها كانت تجربة غيرت مساري بالكامل، حيث بدأت أبحث في مجال النجارة وصناعة الأثاث".

بدأ المؤيد في صناعة ملحقات الحدائق المنزلية من الخشب وبعض قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات وبعد إحدى الكوارث الطبيعية التي حصلت في الولاية تساقطت الأشجار بسبب جريان الأودية، ففكرت في إعادة تدوير أخشاب هذه الأشجار واتجهت إلى صناعة الأعمال الفنية من الأخشاب الطبيعية العُمانية.

وأشار المؤيد إلى أن الطريق لم يكن سهلًا، حيث واجه صعوبات في تعلم أساسيات النجارة والتعامل مع الأخشاب، لكنه تغلب على هذه التحديات بالالتحاق بدورات تدريبية داخل وخارج سلطنة عمان، تحمل تكاليفها بنفسه، مما ساعده على تطوير مهاراته وصقل موهبته.

شارك المؤيد في العديد من المعارض والمنتديات بدعم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كان أبرز إنجازاته تمثيل سلطنة عمان في معرض بنان الدولي بالمملكة العربية السعودية عام 2024، ضمن 10 حرفيين عمانيين من بين 500 حرفي من 26 دولة. "هذه المشاركة فتحت لي آفاقًا جديدة، وأطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية".

يعتبر المؤيد فنه مزيجًا من الهواية والمصدر المالي قائلا: "هذا الفن يدر دخلًا مباركًا إذا تم تقدير الفنان وفنه بالشكل الصحيح"، مضيفًا أنه يقضي معظم وقته في العمل على أعماله الفنية دون أن يشعر بالملل، حيث يجد في ذلك متعة لا توصف.

يستلهم المؤيد أعماله من المعالم التاريخية والصناعات العالمية، مثل الأبراج الشهيرة والفنون الفارسية التي تعلّمها في مدينة شيراز بإيران. كما يستلهم من الطبيعة العُمانية، مثل تصميمه المفضل "مزهرية حَدَش". ويروي المؤيد قصة هذه المزهرية المصنوعة من شجرة "العتم" العريقة التي عاشت أكثر من ألف عام بالقرب من مسجد حدش في ولاية نخل. "أردت أن أخلّد أثر هذه الشجرة العظيمة من خلال تصميم مزهرية تعكس جمالها الطبيعي".

يشير المؤيد إلى أن تقبل المجتمع للأعمال الفنية ما زال محدودًا، وأنه يتعين على الجميع تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية من خلال أمسيات وفعاليات فنية تثقيفية. ويوجه المؤيد نصيحته للمبتدئين قائلاً: "ابحثوا عن شغفكم وجربوا العمل على أرض الواقع، فالتجربة خير برهان".

وعن طموحاته المستقبلية، يسعى المؤيد لافتتاح معرضه الخاص الذي يضم أعماله الفنية، وتحقيق جوائز عالمية تعكس تميزه في مجاله.

يختم المؤيد حديثه برسالة ملهمة للشباب: "ابحروا في عالم الفن، وابدعوا فيه، واحرصوا على الحفاظ على إرثنا الجميل".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سلطنةُ عمان تشارك في الاحتفال باليوم العالمي لكوكب الأرض

العُمانية: تشارك سلطنة عُمان دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لكوكب الأرض الذي يصادف 22 أبريل من كل عام تحت شعار "قوتنا.. كوكبنا" في إشارة إلى تكاتف الجهود الجماعية لإحداث التغيير وحماية كوكب الأرض باعتباره مسؤولية الجميع.

وتأتي هذه المناسبة بمشاركة أكثر من 190 دولة لتعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمعات والمنظمات بأهمية حماية البيئة ومواردها الطبيعية والمخاطر والقضايا البيئية التي تواجه كوكب الأرض، وترسيخ قيم الاستدامة، وتعزيز العمل المناخي.

وفي هذا الإطار تعمل هيئة البيئة على تنفيذ سياسات بيئية مستدامة تولي اهتماماً متزايداً لحماية البيئة من خلال إدارة المحميات الطبيعية ومكافحة التلوث، والتكيف مع التغيرات المناخية.

كما تعمل الهيئة على تطوير الخطط والمشروعات والمبادرات النوعية والاستراتيجية من خلال برامج لإعادة تأهيل النظم البيئية ودعم الابتكار في الطاقة النظيفة وتوسيع نطاق مشروعات احتجاز الكربون، وتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية والطاقة والهيدروجين الأخضر والكربون الأزرق، وتطبيق السياسات البيئية، والتوازن بين المتطلبات العصرية لتنفيذ المشروعات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مثل خفض انبعاثات الكربون وزيادة المساحات الخضراء، لتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام ضمن أولوية البيئة والموارد الطبيعية.

وتسعى الهيئة إلى تحقيق تقدم ملحوظ في مؤشر الأداء البيئي العالمي لعام 2024، حيث تتصدر سلطنة عُمان قائمة الدول العربية وتحل المركز الـ 22 عالمياً للدول الأقل تلوثاً لعام 2025 حسب منصة"Numbeo".

جدير بالذكر أن المناسبة تهدف إلى توحيد الجهود الدولية في حماية البيئة ومواجهة التحديات المناخية التي تهدد كوكب الأرض بالإضافة إلى إلهام العمل من أجل مستقبل أنظف وأكثر عدلا واستدامة من خلال التركيز على الطاقة المتجددة وتسريع تبني السياسات المطبقة لها والانتقال إلى الاقتصاديات النظيفة والخضراء والدائرية ذات البعد البيئي والتوعية بضرورة الالتزام بها.

مقالات مشابهة

  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • انطلاق "قمة الهيدروجين الأخضر" أول ديسمبر لتعزيز التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات
  • بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • العلاقات العمانية الروسية.. آفاق واعدة
  • عمان وروسيا تؤكدان دعمهما للجهود الدولية من أجل غزة
  • سلطنةُ عمان تشارك في الاحتفال باليوم العالمي لكوكب الأرض
  • مجلس عُمان يشارك في جلسة "البرلمان العربي" بالعراق
  • بوتين: ندعو سلطنة عمان للمشاركة في القمة الروسية العربية المقررة هذا العام
  • عمرو المصري يروج لأحدث أعماله الفنية مع كارمن سليمان عبر "إنستجرام"