استنكر الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، التصريحات الاستفزازية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، مشيرا إلى أن هذا المقترح يشكل انتهاكا جسيما لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (كامب ديفيد) التي تم توقيعها عام 1979.

وقال سلامة في تصريحات خاصة لـ الأسبوع: إن المقترح الأخير للرئيس ترامب قد يحمل طابع المناورة السياسية أكثر من كونه حلاً عملياً، حيث يهدف إلى الضغط على الأطراف المعنية مثل مصر والفلسطينيين من أجل تحقيق مواقف سياسية معينة.

وأضاف: يُعتبر هذا المقترح تهديداً لمصر والفلسطينيين على حد سواء، فبالنسبة لمصر، فإنه يمثل ضغطاً غير مباشر على حدودها وسياستها الداخلية، حيث يُعتبر استيعاب اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها بمثابة تهديد للأمن القومي المصري وزيادة في الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، وأما بالنسبة للفلسطينيين، فإن المقترح يشكل تهديداً لهويتهم الوطنية واستقلالهم السياسي، ويؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض واقع جديد يغير وضعهم الدائم في الأراضي المحتلة.

وتابع: أي مقترح بهذا الخصوص قد يُنظر إليه على أنه خرق لأحد بنود المعاهدة، خاصة في ما يتعلق بسيادة مصر وحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وواصل: الإصرار المصري علي هذا الموقف الراسخ تأسس علي مبادئ القانون الدولي، وسبق للرئيس المصري في ذات السياق رفض ما عرف بصفقة القرن التي تناولت نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.

وأشار إلى أن الموقف المصري الصامد في هذا الصدد شكل أكبر حافز للفلسطينيين لتشبثهم بالأرض و عدالة قضيتهم.

واختتم أستاذ القانون الدولي، بأنه لا يمكن النظر إلى هذا المقترح إلا كإجراء سياسي يهدف إلى إعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة، لكنه قد يؤدي إلى تصعيد الأزمات الإقليمية وتهديد الاستقرار الأمني والسياسي، وأن الموقف المصري الذي تبناه الرئيس السيسي منذ سنوات و في عهد الرئيس الأمريكي السابق بايدن لم يتزعزع قيد أنملة.

اقرأ أيضاًبكري عن مخطط «التهجير»: الأمة في «خندق واحد» مع الرئيس السيسي ضد بلطجة ترامب

مصر والأردن يعلنان رفضهما القاطع لمقترح ترامب بتهجير سكان غزة

رفض فلسطيني لتصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة.. وحماس: تتماهى مع المخططات الإسرائيلية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين ترامب غزة الرئيس المصري تصريحات ترامب تهجير الفلسطينيين الدكتور أيمن سلامة

إقرأ أيضاً:

تهجير الفلسطينيين بين المخططات الصهيونية والرفض المصري.. وزارة الخارجية : سنواصل دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه .. أساتذة علاقات دولية: تصريحات ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثارت دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى تهجير الفلسطينيين الي مصر أو الأردن حالة من الاستهجان في الأوساط العربية على مدار الساعات الماضية، حيث قوبلت برفض من قبل المملكة الأردنية، فيما ردت مصر بكل حزم معلنة تمسكها بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، ورفض اي دعوات من شأنها اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

وفي بيان شديد اللهجة، أكدت وزارة الخارجية ان القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.

وأعربت الخارجية عن استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما شددت على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلي المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي في هذا السياق إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.
خبراء العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أكدوا ان إسرائيل ومن خلفها أمريكا تسعى بكل جهد لتهجير الفلسطينيين من غزة، مشددين على أن رفض مصر لهذه الدعوات موقف مشرف يضاف للعديد من المواقف التي اتبعتها مصر تاريخيا، 

وأكد أحمد سيد، الباحث في العلاقات الدولية، ان الموقف المصري الرافض لتلك المخططات الخبيثة يكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية والرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.

وأضاف "سيد" في تصريحات تلفزيونية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على “استراتيجية الجحيم” لتهجير الفلسطينيين قسرًا وتصفية قضيتهم، محولًا القضية الفلسطينية إلى مسألة إنسانية فقط.

وأوضح أن هذا المخطط الخبيث بدأ يظهر بشكل علني منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث استغل اليمين الإسرائيلي المتطرف أحداث 7 أكتوبر وعملية “طوفان الأقصى” كذريعة لتنفيذه.

وتابع أن الاحتلال يعمل على جعل غزة مكانًا غير قابل للعيش عبر الدمار الشامل وحرمان الفلسطينيين من الغذاء والدواء والكهرباء، بهدف كسر إرادتهم ودفعهم نحو التهجير القسري.

 

من جهته، قال الدكتور محمد مهران، الباحث المتخصص في القانون الدولي ان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتحريضا على ارتكاب جرائم حرب.

وشدد مهران علي أن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر في مادتها 49 بشكل قاطع النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، كما يصنف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في مادته 8 التهجير القسري كجريمة حرب تستوجب المحاكمة، لافتا في الوقت ذاته إلي أن المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول تصنف نقل السكان المدنيين قسراً كانتهاك جسيم يستوجب المحاكمة، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تمتلك الولاية القضائية على هذه الجرائم.

وثمن "مهران" موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية ورفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذا الموقف يتوافق مع المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف التي تلزم الدول باحترام وكفالة احترام الاتفاقية في جميع الأحوال.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: لن نسمح بتهجير الفلسطينيين لتأثيره على الأمن القومي المصري
  • ألمانيا: مقترح ترامب بنقل الفلسطينيين غير مقبول
  • تهجير الفلسطينيين بين المخططات الصهيونية والرفض المصري.. وزارة الخارجية : سنواصل دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه .. أساتذة علاقات دولية: تصريحات ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • أيمن سلامة: مقترح ترامب إنتهاك جسيم لمعاهدة كامب ديفد
  • ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة
  • رئيس صحة الشيوخ: الشعب المصري يصطف خلف الرئيس في رفض مقترح ترامب
  • مشيدًا ببيان الوفد.. سياسي: مقترح ترامب مرفوض على المستويان الرسمي والشعبي
  • العلاج الطبيعي: التهجير انتهاك لحقوق الفلسطينيين فى العيش على أرضهم
  • أيمن عفرة: نرفض دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين.. وكل الدعم للقيادة السياسية