لجريدة عمان:
2025-03-10@10:39:47 GMT

فنُّ الشِّعر

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

فنُّ الشِّعر

إنني أتحدث بصدق، كل صدق

القصيدة عمل شاقّ

فإما أن تخسر إيقاع سنوات الخريف

أو تقوز به،

(عندما يكون المرء شابًّا

والأزهار الساقطة لا تُجمع

يكتب المرء، ويكتب، بين الليالي

وربما يملأ مئات ومئات

من الصفحات عديمة الفائدة.

وهناك مَن يتفاخر ويقول:

«أنا أكتب ولا أصحح،

فالقصائد تخرج من يديّ

مثل الربيع الذي سيرمي

شجر السرو القديم على شارعي.

ولكن مع مرور الوقت

والسنوات تتلاشى بين الصدغين

تُخلقُ القصيدة

مثل عمل الفخاريّ؛

الفخار الذي يُطبخ بين اليدين

الفخار الذي يفرغ النّار بسرعة.

إنّ القصيدة عبارة عن

برق رائع،

مطر من الكلمات الصامتة،

غابة من الخفقات والآمال،

نشيد الشعوب المظلومة،

والنشيد الجديد للشعوب المتحررة.

كما أنّ القصيدة هي

الحب والموت

وخلاص الإنسان.

مدريد، 1961م، هافانا، 1962م

٢- قصيدةُ الخريف

لماذا تُحدّقين بي هكذا، أيّتها القصيدة؟

لماذا، وبكل إصرار، تُلاحقني؟

فأنتِ تعلمين جيدًا بأنني لم أدعوك

ومع حلول شهر الخريف، سيكون محاولة دعوتك قليلة

أجلس بين مقاعد المحطات في مارس

ولكن، ماذا تعرفين أنت عن الأشياء؟

فأنا لا أستطيع أن أشرح لك شيئًا

وإذا أحببتك، وامتلكتك

فذلك لأنّك سألتني

ولأنّك أَتيتِ نحوي، دون أن أبحث عنك

نعم، أعرف، فلا تخبريني

فقد وافقتُ على محادثاتك

السخيفة، والقديمة

الغارقة في الجبال والبحار

أنا لم أبحث عنك يومًا، أيتها القصيدة

ولم أعد أبحث عنك

أشعر بك الآن، وكأنّك في حلقي

لم أعد قادرًا على التحرّر منك

وهذا لا يجعلني أبكي

آه،

ولكن ما يحدث، هو أنّك أصبحت استثناءً

وأنا لم أعد قادرًا على امتلاك الليل والقمر،

ولا امتلاك الأنهار والبحار،

مثل قصيدة الطفل:

مداعبة الأطفال، والسماح لهم بالرحيل

واليوم ترعاهم بين يديك

وكل ليلة

وكل قمر

وكل جبل

مختلف عن الشيء الذي نقشته على الأشجار

مختلف عمّا كتبته

مختلف عمّا نتخيله الآن

وهكذا تملأ المئات

من الصفحات عن الشتاء،

وعن الربيع،

وعن الصيف،

وعن الخريف

وتكرري دائمًا البحار نفسها،

والأنهار، والليالي نفسها،

لكنها، جميعها، ليست الشيء نفسه، بالنسبة لي

(وبالنسبة للآخرين، قد يكون القمر

والليل، وأيام الخريف، والصيف،

متطابقة)

في هذه الأيام،

جلسنا بهدوء،

لنغني قدوم الخريف،

وما الذي سيفعله

الأغنية مكتوبة

ولا أستطيع إغراقها أو تدميرها،

لأنني ضدك -أيتها القصيدة- لا أستطيع فعل شيء

لأنني ضدك، لم أستطع،

لأنني ضدك، لن أستطيع.

٣- الشعور بالوحدة

في الجبال، أو في البحر..

أشعر بالوحدة، حيث الهواء، والرياح،...

والشجر، والوجه، والسماء،

والصمت، وفي الجنوب،

وعند ولادة

نهر جديد

إنّه المطر، والرياح، والبرد

والسياط

الشاطئ، والبرق، والأمل

في الجبال، أو عند البحر

وحدة، وحدة

فقط ضحتك الوحيدة،

فقط روحي الوحيدة،

فقط... عزلتي

وصمتها

خافيير هيرود شاعر بيروني (ولد في ليما/البيرو عام 1943، وتوفي عام 1963) لم يُعمّر طويلًا، لكنه في مسيرته الحياتية القصيرة عمّر بناء شعريًا مهمًا، يتميّز بتصوير الذات، ذات الشاعر، وعلاقتها بالأدوات التكوينية للقصيدة المُتخيّلة، ولذلك نجده يحاكي الأشجار، والأنهار، والشعر نفسه، في سبيل التعريف بذاته، والتعرّف عليها. وفي هذه الصفحات عدد من القصائد التي يسرد فيها هيرود علاقته مع الشِّعر، ومع القصيدة، ومع الأشياء، باحثًا عن نفسه من خلالها جميعها.

د. حسني مليطات أكاديمي من جامعة صحار

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقا عمليا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".

هل الحفيظ من أسماء الله الحسنى؟ شيخ الأزهر يجيبشيخ الأزهر: وصف العبد باسم الله "الودود" معناه محبته لطاعة الله وكراهية معصيتهشيخ الأزهر يوضح الفرق بين الودود والمحب في أسماء الله الحسنىشيخ الأزهر: أسماء الله الحسنى ليست كلمات فقط ولها تأثير في الدعاء

وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.

وأضاف شيخ الأزهر أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.

واختتم فضيلته أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.

مقالات مشابهة

  • تامر فرج: لا أؤمن بالألقاب والفنان لا يمنح نفسه لقب محبوب الجمهور
  • كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد 1446هـ
  • التدخين قطع نفسه.. رامز جلال يسخر من محمد رجب
  • شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)
  • إيقاف عرمان: أبحث بعيداً عن الإنتربول
  • حزب الله يبرئ نفسه من تدهور أوضاع سوريا
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
  • أحمد حسن: ما عنديش مشكلة مع جوزيه.. وعمرو وردة قصر في حق نفسه
  • بيانٌ إسرائيلي عن قصف جنوب لبنان.. هذا ما جاء فيه