كيف ظننتَ أن تهزم شعبا كشعبنا
وغزّة كغزّتنا؟
يا محتل
الأرض لنا والتاريخ لنا والجذور لنا
فمن أنت؟
سلام علينا بما صبرنا
نحن الذين تألمنا وتحسرنا.. نحن الغزيين
نحن الذين انطفأت قلوبنا
ولكن أُنيرت بصيرتنا

موطني يا مهجة قلبي
موطني يا حبيبي
اليوم هو يوم المنى
اليوم عادت لي الروح التي ظننت أنني فقدتها

عائدون
عائدون لديارنا المدمرة الجميلة
موطني وإنا نراك في أعيينا جنة يطيب بها مر الحياة
رحم الله شهداءنا وشفا الله جرحانا
والسلامة التامة للجميع

بهذه الكلمات التي أتت بوقع قصيدة مستوفية، خاطبت فتاة غزية المحتل صباح 27 يناير/كانون الثاني عبر ميكروفانات الجزيرة، معلنة بابتسامة عنفوانٍ لم تفارق وجهها أنها عائدة للشجاعية حتى "لو كانت مدمرة… بتضل أرضنا وبلادنا".

فهل تدرك هذه الفتاة الفلسطينية أنها بقصيدتها العفوية تقلب رأسا على عقب سردية ثقافية حاولت زج الفلسطيني والإنسان العربي، بل وجميع سكان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ضمن شعريةِ "عدم الانتماء للأرض" (ideological statelessness) التي رُصد لها منذ حوالي العقد موارد ثقافية معتبرة من مهرجانات وجوائز تحتفي بثقافة الانخلاع عن الجذور والاندماج في "هوية كونية واحدة"؟ فعمّ نتحدث؟

إعلان استعمار المخيلة

تقول الفيلسوفة الإيطالية "غلوريا جيرماني" (Gloria Germani) إن "الاستعمار الغربي خرج من الباب ليدخل من النافذة من خلال استعمار المخيلة"، واستعمار المخيلة، تقول المفكرة الإيطالية المختصة بالحوار بين الغرب والشرق، "يتمثل في استعمار الرغبات وفرض نموذج العولمة الذي يفرض على الشعوب الشرقية أسلوب حياة لا يشبهها"، وتواصل المفكرة في حوار على شاشة بيوبلو الإيطالية بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني أن "تحفيز أنماط استهلاكٍ موحدة تصب كلها ضمن "احتلال الرغبات" وصنع مواطن عالمي يشتهي المنتجات ذاتها ونمط العيش ذاته، وإن هو لم يدخل ضمن هذا النسق يصبح خارج منظومة الحداثة بالمعايير الغربية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشر السائل.. كيف تهندس الحداثة الغربية ممارسات الاحتلال والإبادة؟list 2 of 2ما حقيقة اختراق مستعرب صهيوني للجهاد المقدس عام 1948؟end of list

ولعل التصريحات الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب تنصيبه، بشأن غزة تدل على أننا أمام نموذج استعماري جديد لا يؤمن بالضرورة بالغزو العسكري للبلدان وإنما بغزو المخيلة. فترامب يرى غزة بعين المقاول الليبرالي كـ"قطعة أرض تتمتع بمناخ رائع يمكن إنشاء مشاريع مذهلة فوقها". ليظهر وكأنه من البديهي بالنسبة لترامب أن يكون الغزيون متطلعون لنموذج من العيش تتحول فيهم سواحلهم إلى منتجعات سياسية تزخر بالملاهي، والكازينوهات والمراقص وشواطئ العراة المكلّفة، على غرار مينوركا وميامي وإيبيزا وسان تروبي، وبذلك تصبح غزة وجهة الاستجمام النموذجية التي تدغدغ المخيلة المقولبة على النمط المعولم.

الوجهات التي يكدح الإنسان الأوروبي المعاصر طيلة السنة حتى يتمكن من تجميع ثمن التلذذ بها بضعة أيام في العطلة الصيفية، ليغدو ثمن رحلات الاستجمام التي يستطيع الفرد أن يمنحها لنفسه كل سنة دليلا على المكانة الاجتماعية ومدى نجاح الفرد في مجتمعات احتلتها قيم السوق الرأسمالية.

قيم لا تتوافق بالضرورة مع قيم الإنسان الغزي ذي الرغبات المتحررة من نموذج العولمة أو بتعبير غلوريا جيرماني المخيلات غير المستعمرة، وهو نموذج ذهني يطلق عليه الفيلسوف الإيطالي جامباتيستا فيكو "الذهن البطولي" (Mente eroica). ذهن قادر على السفر في أبعاد ميتافيزيقية تتجاوز الحسي لرؤية ما لا تراه العين الخاضعة للرؤى الأرضية. "جنة جنة جنة تسلم يا وطنا/يا وطن يا حبيّب/يا بو تراب الطيب/حتى نارك جنة". هكذا تغنى الغزيون بوطنهم طيلة حرب الإبادة والتدمير التي طالتها، وكأنهم كانوا يرون ما لم تكن أعين العالم القاصرة على رؤيته من وراء الشاشات. وهي ذاتها كلمات فتاة الشجاعية الحرة العائدة إلى أرضها بعد أشهر مريرة من النزوح والصمود التاريخي: موطني وإنا نراك في أعيينا جنة يطيب بها مر الحياة.

إعلان أشعار الاستعمار

والواقع أن الآلة الاستعمارية الجديدة حاولت من خلال الورقة الثقافية، لا سيما الشعر، الترويج لخطاب الانخلاع من الجذور على نحو أصبحت فيه كلمة "وطن" كلمة تخضع للرقابة في الترجمات الشعرية الإيطالية على سبيل المثال. فوطن كلمة يتم التحايل دوما في ترجمتها، وبـدل اختار مفردة "Patria" الدقيقة بكل ما تختزنه من زخم الانتماء إلى حيز مكاني محدد، يجري اختيار عادة "Terra" (أرض) وهي مفردة يمكن سحبها بجرعة قليلة من الشطط التأويلي إلى كامل الكرة الأرضية.

هذه المقاربات الترجمية التي تخص شعراء مكرسين يصعب غض البصر عن نتاجهم الشعري، لا تمس الشعراء الشباب الذين يتم تجاهل نتاجهم إن زادت فيه جرعة الوطنية عن حدها. ذلك أن الوطنية والارتباط بالجذور بحسب توجهات النقد المعاصر أصبحت تعد حالة قبل حداثية وما قبل ليبرالية، والمطلوب في حقبة العولمة هو الاحتفاء بخطاب الانتماء إلى اللا أرض، و"الهوية الكونية" المختلَقة.

لا يوجد شيء اسمه هجرة طوعية وإنما خلق ظروف طاردة تدفع للهجرة فيما يطلق عليه بالمصطلحات السياسية "الهجرة من خلال اليأس" (رويترز)

وفي الوقت الذي تعد فيه حالة "عدم الانتماء إلى أي دولة" (statelessness) قضية قانونية معقدة تخص أشخاص فُرض عليهم عدم حمل أي جنسية لأسباب تتعلق عادة بالحروب واللجوء السياسي أو لأسباب عرقية خاصة، إلا أنها أخذت تكتسي أبعادا شاعرية رومنطقية في النتاج الشعري الأوروبي، على غرار ما نجده لدى واحد من أبرز شعراء إيطاليا، إيرّي دي لوكا (1950)، الذي أعلن في ديوانه الشعري "معدوم نابولي" (2006) بنبرة تراجيدية أنه يختار الانفصال عن جسده الأصلي ليهدي نفسه للعالم: "إن لم يكن لي الحق أن أصف نفسي كمعدوم الأرض، فأنا معدوم نابولي، رجل انخلع من جسده الأصلي ليسلِم نفسه إلى العالم".

والحقيقة أن دي لوكا -الذي وقف مع إسرائيل في عدوانها على غزةـ كان يستطيع أن "يسلم نفسه للعالم" قانونيا من خلال طلب إسقاط الجنسية الإيطالية عنه والدخول رسميا في عداد معدومي الأرض والتلذذ بهذا الوضع قدر ما شاء كأي غجري أو مهاجر يعيش أيامه ولياليه بلا وثائق في أوروبا، لكنه لم يفعل. ذلك أن هذه الحالة اللاإنسانية التي يتم حضّ "الآخر" على الانخراط فيها كأسلوب حياة من خلال التشجيع الممنهج على الهجرة واللجوء ليست هي الحالة المثالية التي يمكن للإنسان أن يحيا من خلالها بكرامة ويتمتع بأبسط حقوقه في إطارها.

إعلان

وعن ذلك يقول الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح تعليقا على مشروع "الهجرة الطوعية" الذي طرحه بن غفير قبل أشهر لتفريغ غزة من أهلها بعد أن فشلت آلة القتل: "لا يوجد شيء اسمه هجرة طوعية وإنما خلق ظروف طاردة تدفع للهجرة فيما يطلق عليه بالمصطلحات السياسية "الهجرة من خلال اليأس" (displacement by despair) وهي بالمعنى القانوني تبقى تهجيرا قسريا".

عمليات التهجير القسري هذه كانت قد خضعت لها (ولا تزال) "أفريقيا المستباحة" كما تسميها الكاتبة المالية "أميناتا  تراووري" (Aminata Dramane Traoré) في كتابها الصادر عام 2008، حيث تخوض الكاتبة في مصطلح "استعمار المخيلة" مؤكدة: "أن استباحة القارة الأفريقية لا يكمن فقط في العنف الذي اعتاد الغرب ممارسته علينا. ولكنه يكمن أيضا في رفضنا لفهم ما يحدث لنا. إذ لا وجود من جانب واحد لقارة تختزن القيم وصور التقدم اسمها أوروبا بينما على الجانب الآخر أفريقيا التي تختصر معاني الظلمات والبؤس". وتواصل تراووري معاتبة مثقفي الجنوب على تبني لغة المستعمِر وسرديته، وتضع للـ"مُهانين" خارطة طريق لأجل استعادة مصائرهم: "هذه الرؤية، التي يميل بعضنا إلى استبطانها تتحطم في اللحظة التي نرى فيها بأعيننا آليات الهيمنة والإفقار والإقصاء الذي نتعرض له. إن التحدي الذي نواجهه اليوم هو تصور مستقبل يتمحور حول الإنسان، وإعادة السيطرة على مصائرنا وهو ما لا يمكن أن يحدث سوى باستدعاء لغتنا ومرجعياتنا وقيم مجتمعنا وثقافتنا".

رفض الغزيون  محاولات التهجير بإباء، مصرين على العودة إلى ديارهم وإن كانت مدمرة، ليصنعوا مشهدية تاريخية عظيمة عزّ نظيرها (الأناضول) خارطة طريق

خارطة طريق تبدو كأن فتاة الشجاعية قد اختصرتها في قصيدة عفوية وهي عائدة إلى ديارها شمال غزة رافضة أن تكون دمية مستباحة في يد الاستعمار الجديد على غرار ما يقترحه علينا "شعراء الهوية الكونية" الوهمية والتي لا تصب إلا في خدمة بارونات الرأسمالية: "نحن شعوب أفريقيا التي استعمِرت في الماضي وأعيد استعمارها الآن من طرف الرأسمالية العالمية، لا نتوقف عن سؤال أنفسنا: ماذا حل بنا؟"… تتساءل تراووري بمرارة في كتابها عن مصير يعرفه جميع من يرى حالة "الشاردين" الذين قطعوا علاقتهم بأوطانهم، واعتنقوا ثقافة عدم الانتماء والانسلاخ عن الجذور، وعنهم يقول أندريا زوك في كتابه "نقد العقل الليبرالي" (2020) إنهم "عناصر وظيفية للآلة الرأسمالية التي تستثمر في هشاشة المهاجر المترتبة عن انفصاله عن أرضه حتى يصبح طيّعا للاستغلال.

إعلان

وعن هذه الجريمة الإنسانية كتب الشاعر الإيطالي "دافيدي كيندامو" (Davide Chindamo) قصيدة بعنوان "تجار بشر" ألقاها على "راديو بوتانزا" (Radio Poetanza) في حلقة مخصصة لأفريقيا بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2023 ندد فيها "بالمجرمين الذين يتكسبون من حياة مهاجرين ضعفاء يتوهمون وجود سعادة افتراضية في أوروبا".

ويذهب الفيلسوف الإيطالي دييغو فوزارو لاعتبار عمليات تشجيع البشر على الهجرة من أوطانهم دفع لعبودية جديدة في الحقبة النيوليبرالية. مصيرٌ رفضه الغزيون بإباء، مصرين على العودة إلى ديارهم وإن كانت مدمرة، ليصنعوا مشهدية تاريخية عظيمة عزّ نظيرها. يحملون متاعهم سيرا على الأقدام من جنوب غزة إلى شمالها، لا يحلمون بشيء سوى بالانغراس مجددا في أرضهم، وإعادة إعمار بيوتهم بسواعدهم، لترجع غزة "جنة" كما هي في مخيلة أهلها البطولية… مخيّلة يستعصي على أي محتل استعمارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فكر من خلال

إقرأ أيضاً:

النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام

عاد نازحون شردتهم الحرب إلى شمال قطاع غزة يغمرهم شعور يجمع بين الفرح والفزع من الدمار الذي لحق بأحيائهم.

وبين الطوابير الطويلة للعائدين، جثا رجل على الأرض وجمع في كفه حفنة من التراب وشمها. غير مقبول..فرنسا ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة - موقع 24قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إن التهجير القسري لفلسطينيين من غزة إلى مصر، والأردن وفق ما اقترحه دونالد ترامب "غير مقبول" ومن شأنه تقويض حلّ الدولتين.

ومن حوله، وفي كل اتجاه، علت الوجوه المبتسمة نظرات الدهشة والترقب، وفيما رفع البعض إشارة النصر، وقف آخرون متجمدين لا يقوون على الحركة من هول الدمار الذي طال أكثر من 60% من المباني وفقاً للأمم المتحدة.

ويلتقط البعض الأخر صوراً لعودتهم في محيط من الركام وسط الوحول وبرك مياه الصرف الصحي الآسنة.

ورغم أنه لم يُسمح للنازحين بالعودة إلا يوم الإثنين بعد مفاوضات جديدة بين حماس وإسرائيل وفتح معبر نتساريم، إلا أن أهالي غزة بدأوا مسيرتهم نحو مدينتهم فور وقف إطلاق النار، منذ أكثر من أسبوع.

 

نصف غرفة

اجتمعت منى أبو عاذرة وهي من سكان بيت لاهيا في شمال القطاع، للمرة الأولى منذ بداية الحرب ونزوحها مع والديها إلى مدرسة في دير البلح، وسط القطاع، مع إخوتها الثلاثة الذين لم يغادروا مدينة غزة.

وقالت الشابة، 20 عاماً: "المنزل مدمَّر. إخوتي أقاموا خيمة بجانب نصف غرفة هي كل ما بقي من البيت". وأضافت "الأمور صعبة جداً، لا يوجد عندنا فرش ولا أغطية، رجعنا إلى غزة ولا يوجد معنا شيء"، وتابعت "لا يوجد حتى مياه للشرب، ومعظم الشوارع والطرقات مغلقة بفعل أكوام الركام".

جميع العائدين قالوا إنهم بلا أي من الضروريات الأساسية للعيش، لا سيما أن مناطق شمال قطاع غزة عانت من نقص خطير في الماء والأغذية على مدى شهور الحرب الطويلة.

حماس ترفض تلميح السلطة إلى إقامة دولة مصغرة في غزة - موقع 24استنكرت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، تصريحات للرئاسة الفلسطينية عن تداول أفكار لإقامة دولة فلسطينية مصغرة.

وقال سيف الدين قزعاط، 41 عامً،  الذي أمضى الليلة في خيمة بجانب منزله المدمر في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة: "أشعلت النار لتدفئة أطفالي الذين ناموا من دون أغطية".

وعبر الرجل عن أمله في توفير خيمة له ولعائلته وللعائلات العائدة الأخرى. وقال: "طلبي الوحيد أن يستمر وقف الحرب، وأن يعيدوا بناء البيت".

أما محمود كشكو، 52 عاماً، الذي عاد مع عائلته، الثلاثاء، فقال إنه تردد كثيراً في ذلك. وأضاف بعد وصوله إلى منزله في حي الزيتون في جنوب شرق المدينة "منزلي مدمر مثل منازل غالبية الناس. ترددت في العودة إلى غزة لكني رأيت مئات آلاف الناس يرجعون... كلنا مسرورون لعودتنا لكن وضعنا مأساوي وكارثي، لا يوجد أي شيء يساعدنا لنعيش حياة طبيعية هنا".

قيادي في حماس: شعبنا في غزة لن يغادر وطنه - موقع 24أفاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، اليوم الثلاثاء، بأن "صورة عودة النازحين الغزيين إلى شمالي القطاع هي العنوان الأكبر لفشل إسرائيل. يوم جميل

وحمودة العمصي، وهو من سكان حي الدرج بمدينة غزة، مع زوجته وأطفاله إلى منزله فجر، الثلاثاء. وقال الرجل، 33 عاماً، وهو يقف أمام بيته المدمر: "هذا يوم جميل يوم عودتنا لديارنا. أشعر وكأني خرجت من السجن. لن ننزح ولن نهاجر مرة أخرى حتى لو رجع الاحتلال للحرب".

وعبر عن أمله في إعادة إعمار منزله وقال: "ستعود الحياة كما كانت قبل 7  أكتوبر (تشرين الأول)" عندما نفذت حماس هجومها  على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، وعلى إثره اندلعت الحرب.

وأشار العمصي إلى أن شقيقه الأصغر عامر فضل البقاء مع زوجته وأولاده في خيمة في منطقة المواصي غرب خان يونس.

وقال: "لا يريدون العودة حالياً إلى غزة، لأنه لا توجد بيوت ولا خيام ولا مياه ولا طعام في غزة، لا توجد أي مقومات للحياة".

وفي اليوم الثاني من وصول العائدين إلى شمال القطاع، بدت الأمور أفضل تنظيماً على معبر نتساريم على طول شارع الرشيد الساحلي.

كما بدت حركة مرور السيارات أكثر انسيابية وبوتيرة أسرع عبر مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين، حيث يشرف عشرات من الأمن المصري ومن شركة أمريكية خاصة على التفتيش الإلكتروني للمركبات المحملة بالأمتعة والفرش والأغطية وقماش الخيام.

وبدورها بدأت طواقم بلدية غزة العمل على إزالة الركام لفتح الطرق، لكن الطريق لا يزال مضنيا للسائرين الذين يصطحبون أطفالهم ويحملون بعض أمتعتهم.

آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة - موقع 24يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال وادي غزة عبر شارع الرشيد وصلاح الدين، لليوم الثاني على التوالي، وسط أجواء فرحة وإصرار على إفشال مخططات التهجير.

ورغم الدمار، انهمك بعض العمال في إعادة توصيل شبكات المياه لبعض التجمعات السكانية، لكن البلدية أكدت أن 90% من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء باتت مدمرة في محافظتي غزة وشمال القطاع.

وتكثف المنظمات غير الحكومية جهودها لإيصال المساعدات الطارئة، مع سماح السلطات الإسرائيلية بدخول مزيد من الشاحنات. 

مقالات مشابهة

  • عائدون من جنوب السودان يعبرون عن سعادتهم بالنجاة والعودة إلى أرض الوطن
  • وقفات احتجاجية في جنيف تطالب بتعويض الشعوب الأفريقية عن سنوات الاستعمار الغربي
  • كيف يتدبر النازحون العائدون أمور حياتهم في بيت حانون المدمرة؟
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • محمد صبحي يكشف عن المشهد الذي يرفض تقديمه في أعماله!
  • النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام
  • الفكر المركّب لإدغار موران .. ما الذي يمكن أن يضيفه في حقل التعليم؟
  • مناوي: استغرب العالم أجمع من البيان الذي أصدرته مليشيا الدعم السريع بعد تدميرها لكافة المستشفيات والمؤسسات الخدمية في الفاشر وآخرها المستشفى السعودي الذي تعرض لاستهداف مباشر بأكثر من 6 طائرات مسيرة ، إن هذا السلوك الإجرامي الذي يهدف إلى تقويض الخدمات الصح
  • وزير خارجية الصومال: مشكلتنا الإرهاب.. ومصر تساند الصومال في مكافحته