توتر وهبوط حاد في أسواق العملات بسبب "ديب سيك"
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تخلى الين الياباني اليوم الثلاثاء، عن بعض المكاسب التي حققها بوصفه ملاذاً آمناً مع تقييم المستثمرين للعواقب المحتملة لنموذج ذكاء اصطناعي مجاني أطلقته شركة ناشئة صينية، في حين دفعت التهديدات الجديدة بفرض رسوم جمركية اليورو إلى التراجع.
واستقر الدولار بعدما تعرض لضربة قوية الليلة الماضية وسط هزة واسعة النطاق في الأسواق المالية بسبب ظهور مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني الذي طرحته شركة ديب سيك الصينية التي تقول إنه يستخدم رقائق أقل تكلفة وبيانات أقل.
ويهدد نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد بقلب الرهانات واسعة النطاق التي رفعت في الماضي أسهم التكنولوجيا الأمريكية، وخاصة سهم شركة صناعة الرقائق إنفيديا، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة في الأسهم لتجنب المخاطر.
وارتفع الدولار 0.7٪ مقابل الين إلى 155.70، بعد أن صعد الين إلى أقوى مستوى منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) عند 153.715 أمس الإثنين وسط إقبال على الملاذ الآمن.
وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق في سيتي إندكس، "حقيقة أن أخبار نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بديب سيك أثارت المزيد من التقلبات لسعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني يوم الإثنين مقارنة باجتماع بنك اليابان الذي مال إلى التشديد النقدي يوم الجمعة الماضي، تظهر مدى أهمية الأمر بالنسبة للمتداولين".
ونزل المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 1.46٪ أمس الإثنين متأثراً بانخفاض أسهم التكنولوجيا. وهوى سهم إنفيديا، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، 17٪، مما أدى إلى محو حوالي 593 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي أكبر خسارة في يوم واحد لأي شركة في وول ستريت.
وقال سيمبسون، "من الواضح أن هذا يضع أداء قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة والرغبة في المخاطرة تحت مراقبة دقيقة، وتقارير الأرباح القادمة من مايكروسوفت وتسلا وميتا بلاتفورمز وأبل تحت عدسة مكبرة".
وتراجع اليورو 0.6٪ إلى 1.0428 دولار قبل اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع والذي من المتوقع أن يخفض فيه أسعار الفائدة مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية.
وقال ترامب أمس إنه يعتزم فرض رسوم جمركية على واردات رقائق الكمبيوتر والأدوية والصلب في محاولة لتشجيع المنتجين على تصنيعها في الولايات المتحدة.
وقال كيران وليامز رئيس قسم الصرف الأجنبي في آسيا لدى (إن تاتش كابيتال ماركتس)، "ستظل الرسوم الجمركية في بؤرة الاهتمام في الوقت الحالي، خاصة مع اقترابنا من الموعد النهائي الذي يحل في مطلع فبراير للجولة الأولى من الرسوم الجمركية".
وكان ترامب قد لوح بإمكانية فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على الواردات من كندا والمكسيك اعتباراً من الأول من فبراير شباط، وهدد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والصين أيضاً.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس اداء العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية، 0.13% إلى 107.94 بعد أن هبط إلى أدنى مستوى منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) أمس الاثنين عند 107.68.
ويبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي اجتماعه الذي يستمر يومين اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة ثابتة. وسيبحث المستثمرون عن أي تلميحات حول ما إذا كان من المحتمل أن يخفض أسعار الفائدة قريباً إذا تراجع التضخم مقترباً من هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2٪.
وسجل الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1.2441 دولار، بانخفاض 0.4٪ خلال اليوم.
واستمرت خسائر الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الحساسين للمخاطر.
وبالنسبة للعملات المشفرة، لم يطرأ تغير يذكر على بتكوين، العملة المشفرة الأشهر في العالم، لتسجل 101421 دولاراً وهو مستوى بعيد عن المستوى القياسي المرتفع البالغ 109071.86 دولار الذي لامسته الأسبوع الماضي وسط آمال في أن يشرع ترامب في تطبيق قواعد تنظيمية أكثر ملائمة للعملات المشفرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الدولار الولايات المتحدة ترامب الدولار ترامب الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.
الذكاء الاصطناعي والبطالةفي السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.
في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.
يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.
وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟