عقد الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات بجامعة القاهرة، اجتماعاً غير مسبوقاً مع الفريق الطبي الذي قام بتشخيص حالة متلازمة VEXAS.

يوم توعوي عن سرطان عنق الرحم في طب قصر العيني إنشاء وحدة لتطوير التطبيقات الذكية في قصر العيني

وحرص عميد كلية طب قصر العيني  على مناقشة كافة تفاصيل الحالة، وما توصلت إليه من تقدم في العلاج، وعرض الخطة المستقبلية للعلاج، مع الإشادة بالجهود الكبيرة التي بذلها كل عضو في الفريق للوصول إلى هذا التشخيص الدقيق٠

كيفية اكتشاف حالة VEXAS

وتناول الدكتور يسري عقل، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية، رئيس الفريق الطبي المكتشف لحاله VEXAS، عرض بتطور الحالة منذ ظهور الأعراض على المريض، الذي يبلغ من العمر 72 عاماً.

 

وأشار الدكتور "عقل" إلى أن المريض كان قد عانى في عام 2021 من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تلقى العلاج في المنزل، ومع مرور الوقت، ظهرت أعراض إضافية، مثل الحمى المتكررة، فقر الدم، نقص الصفائح الدموية، الطفح الجلدي، وضعف السمع، وبعرض الحالة علي الدكتور يسري عقل استوجب تشكيل فريق طبي متعدد التخصصات لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، والوقوف علي التشخيص الصحيح للحاله لبدء العلاج المناسب٠

وكان على رأس الفريق الطبي الدكتورة هالة فراويلة، أستاذة الباثولوجيا الاكلينكيه، تناولت في حديثها الي عميد الكليه، أهمية تحليل عينة "نخاع العظام" التي قامت بإجرائها اثناء تشخيصها للحاله. 

وأكدت أن وجود فراغات مميزة تُعرف بـ"Vacuoles" في الخلايا الخاصه بالحالة، يُعد أحد العلامات الرئيسية لتأكيد تشخيص متلازمة VEXAS بعد استبعاد الأمراض المشابهة.

وتحدثت الدكتورة هالة الجندي، أستاذة أمراض الباطنة والمناعة، عن الأسباب التي تدعم تشخيص الحالة كمتلازمة VEXAS. 

وأوضحت أن الأعراض المتعددة، مثل الطفح الجلدي، التهاب الرئة، واضطرابات الدم، كانت مؤشرات واضحة على الحالة. 

وأشارت إلى أنها استعرضت حالة مشابهة نادرة تم إرسالها إليها من قبل أحد المجلات الأجنبية للتحكيم،   اثناء إقامه المؤتمر الثالث لقسم امراض الباطنة ،2023 حيث تعاونت في ذلك مع الدكتور محمد أحمد، أستاذ الباطنة، لتشخيص الحالة بمرض VEXAS. 

وساعدتها الدراسه السابقة للمرض بأن تجزم بتشخيص الحاله التي شاركت بدراستها  ضمن الفريق الطبي علي انها حاله نادره VEXAS

وفي حديث الدكتورة منى ربيع السعيد عبد الحليم، أستاذ الأمراض الجلدية وباثولوجيا الجلد والدكتورة مروة عامر، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية وعضو المجلس العالمي للصدفية،  مع الدكتور حسام صلاح ،عن الحاله، أوضحت أنه بدراسه الفحص الجلدي للحالة تبين أن المريض قد عانى من ثلاثة أشكال مختلفة من الطفح الجلدي بمناطق متفرقة من الجسم، 

وبعد فحص الأنسجة، تبين وجود تكاثر غير طبيعي لخلايا الهيستيوسايتس مع تغييرات نسيجية نادرة مطابقه لمرض  كيكوشي Kikuchi disease النادر جدآ و  تم عمل دلالات مناعيه لتاكيد  التشخيص. أكدت  الدكتورة منى كما شاركتها في الرأي الدكتورة مروة  أن هذه الحالة تُعد الثانية عالمياً التي تظهر فيها أعراض جلدية مشابهة لمرض Kikuchi في مرض VEXAS.

واستعرضت الدكتورة نهال غباشي، أستاذ مساعد أمراض الروماتيزم والمناعة، والطبيب القائم علي ملاحظه المريض، الخطة العلاجية للمريض. بعد توجيه الدكتور حسام صلاح، عميد الكلية  استفسار عن الخطط العلاجية المستقبلية للمريض، أوضحت غباشي أن الحالة مستقرة حالياً، مع تقليل جرعات الكورتيزون تدريجياً للحد من الآثار الجانبية، والاستمرار في استخدام الأدوية المناعية للسيطرة على نشاط المرض. وأكدت أن المريض في تحسن مستمر وأن الأعراض الإكلينيكية بدأت في التراجع تدريجياً.

وأعرب عميد كلية طب قصر العيني عن تقديره الكبير للفريق الطبي على جهودهم المميزة في اكتشاف هذه الحالة النادرة وتشخيصها.

وأكد عميد كلية طب قصر العيني حرصه المستمر على توفير جميع الإمكانيات اللازمة لتطوير العلاج للمرضى، مشدداً على أهمية التعاون بين الأساتذة في مختلف التخصصات لتحقيق أفضل النتائج، واستمرارية البحث العلمي والمراجعات الطبية المتخصصة لضمان تطور مستدام في علاج الحالات المعقدة مثل متلازمة VEXAS، مع التزام الكلية بتقديم الدعم الكامل لاستكمال علاج المريض.

وشارك من الفريق الطبي في الاجتماع: الدكتور يسري عقل أستاذ أمراض الصدر، والدكتورة هالة فراويلة أستاذة الباثولوجيا، والدكتورة هالة الجندي أستاذة الباطنة والمناعة، والدكتورة منى ربيع أستاذة الأمراض الجلدية و باثولوجى الجلد، والدكتور محمد سعيد أستاذ أمراض الصدر، والدكتورة مروة عامر  أستاذ مساعد الأمراض الجلدية وعضو المجلس العالمي للصدفية، والدكتورة نهال غباشي أستاذ مساعد أمراض الروماتيزم والمناعة، والدكتور إبراهيم قنصوة - مدرس أمراض الدم، والدكتور حمزة سعيد مدرس أمراض الصدر، والدكتور مصطفى سعد مدرس امرض الباطنة، والدكتورة رانيا فريد مدرس مساعد أمراض الباطنة٠

وأوصي عميد كلية طب قصر العيني بأهمية تكثيف الأبحاث المستقبلية في متلازمة VEXAS لتوسيع فهم الآليات المرضية لهذه المتلازمة النادرة، مع النظر في إنشاء مراكز متخصصة للبحث والعلاج في هذا المجال، مما يسهم في تعزيز مكانة كلية طب قصر العيني كمركز ريادي في علاج الأمراض المعقدة والنادرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: متلازمة VEXAS قصر العيني طب قصر العيني حسام صلاح عمید کلیة طب قصر العینی الأمراض الجلدیة الدکتورة هالة الفریق الطبی أستاذ مساعد متلازمة VEXAS

إقرأ أيضاً:

المرحوم الدكتور زكي مصطفي: العالم واللغو

(أدين للدكتور زكي مصطفي، شقيق الدفعة كامل مصطفى، بالاجتهادات التي أخاطر بها في موضوع الماركسية والإسلام. وأدين في هذا لكتابه "القانون العام في السودان: في سيرة مادة العدل والقسط والوجدان السليم" (1971).The Common Law in the Sudan: An Account of the 'justice, Equity, and Good Conscience' Provision
وكتبت أنعيه لمأثرته رحمه الله
توفي في ديسمبر 2003 الدكتور زكي مصطفي عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم والنائب العام الأسبق. ولم يكن زكي قانونياً فحسب، بل كان مفكراً قانونياً من الطراز الأول. ولم أجد له مثيلاً في غلبة الفكر عنده على محض الممارسة سوي المرحوم الدكتور نتالي أولاكوين والدكتور أكولدا ماتير وعبد الرحمن الخليفة (في طوره الباكر). وقد قطع عليه انقلاب مايو في طوره اليساري الباكر حبل تفكيره نتيجة تطهيره من الجامعة ضمن آخرين بغير جريرة سوي الظن برجعيتهم. وهذه الخرق العظيم لحقوق الإنسان ظل عالقاً برقبة الشيوعيين. وقد نفوا مراراً وطويلاً أنهم كانوا من ورائه. وربما كان إنكارهم هذا حقاً. فقد كانت مايو سراديب تنضح بما فيها. فأنا أشهد بالله أن الشيوعيين لم يصنعوا التقرير الختامي المنشور للجنة إصلاح جامعة الخرطوم (1970) على انهم كانوا عصبة لجان ذلك الإصلاح. فقد أملى المرحوم محي الدين صابر التقرير النهائي من رأسه وكراسه معاً. وهذه عادة فيه. وما زلت احتفظ بأوراق اعتراضاتنا الشيوعية على ذلك التقرير لمفارقته لتوصيات اللجان. وتحمل الشيوعيون وزر التقرير وبالذات ما ورد عن تحويل الكليات الي مدارس. وعليه ربما لم يأمر الشيوعيون بتطهير زيد أو عبيد غير انهم لم يدافعوا صراحة عن حق العمل. بل أداروا له ظهرهم مطالبين بحق الشورى قبل أن تقدم مايو علي خطوة في خطر التطهير في مجال عملهم. وفهم الناس أنهم لا يمانعون في فصل الناس متي شاوروهم في الأمر.
حين قطعنا حبل تفكير المرحوم زكي في 1969 كان مشغولاً بأمرين. كان عميداً للقانون في قيادة مشروع قوانين السودان (1961) الذي هدف لتجميع السوابق بتمويل من مؤسسة فورد. وقد تم علي يد المشروع توثيق كل القضايا التي نظرتها المحاكم قبل 1956. أما الأمر الثاني الذي لم يكتب لزكي أن ينشغل به حقاً بسبب التطهير فهو تطوير فكرته المركزية التي درسها في رسالة الدكتوراة ونشرها في كتاب في 1971. فقد تساءل زكي في كتابه لماذا لم يأذن الاستعمار الإنجليزي للشريعة أن تكون مصدراً من مصادر القانون السوداني. وأستغرب زكي ذلك لأن الإنجليز لم يجعلوا قانونهم قانوناً للسودان، بل وجهوا القضاة للاستعانة بما يرونه من القوانين طالما لم تصادم العدالة والسوية وإملاءات الوجدان السليم. وقال زكي لو ان الإنجليز أحسنوا النية بالشريعة لوجدوها أهلاً للمعاني العدلية المذكورة. وقد صدر زكي في فكرته هذه من خلفية إخوانية. ولكنه شكمها بلجام العلم فساغت. وستنفلت قضية الشريعة والقانون في السودان من أعنة زكي الأكاديمية الشديدة لتصبح محض حلقمة سياسية دارجة ما تزال ضوضاؤها معنا.
ولعله من سخرية القدر أن يسترد زكي بعد 15 عاماً القانون الموروث عن الإنجليز الذي خرج لمراجعته وتغييره في دعوته التي أجملناها أعلاه. فقد أصبح في 1973 نائباً عاماً مكلفاً بإعادة ترتيب البيت القانوني على هدي من القانون الموروث عن الاستعمار. فقد اضطرب القانون كما هو معروف علي عهد نميري. وأشفق زكي كمهني مطبوع على فكرة القانون نفسها من جراء هذا الاضطراب. وكان أكثر القوانين استفزازاً هو القانون المدني لعام 1971 الذي نجح القوميون العرب في فرضه على البلد بليل. وقد وجد فيه زكي إساءة بالغة للمهنية السودانية. فتحول من فكرته الإسلامية التي أراد بها هز ساكن القانون الموروث عن الاستعمار الي الدفاع عن إرث ذلك القانون. ففي مقالة بليغة في مجلة القانون الأفريقي لعام 1973 جرّد زكي علي القانون المدني حملة فكرية عارمة. فقد ساء زكي أن لجنة وضع القانون المدني تكونت من 12 قانونياً مصرياً و3 قضاة سودانيين لنقل القانون المصري بضبانته قانوناً للسودان. وعدد أوجه قصور القانون الموضوعية بغير شفقة. واستغرب كيف نسمي استيراد القوانين العربية تحرراً من الاستعمار بينما هي في أصلها بنت الاستعمار الفرنسي. وأحتج زكي أن القانون المدني أراد ان يلقي في عرض البحر بخبرة سودانية عمرها سبعين عاماً واستحداث قانون لم يتهيأ له المهنيون وكليات القانون ولا المتقاضون.
لم اقصد في هذه السيرة القول أن زكي لم يثبت على شيء. فعدم ثباته على شيء هو نفسه ميزة. فقد أملت عليه مهنيته العالية أن "خليك مع الزمن" بما يشبه الإسعاف حتى لا تسود الفوضى في حقل حرج كالقانون بفضل النَقَلة ضعاف الرأي. رحم الله زكي مصطفي فهو من عباد ربه العلماء.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • قصر العيني: استقبال 25.3 ألف مريضًا خلال إجازة عيد الفطر
  • إحصائيات طوارئ قصر العيني: استقبال25,317 مريضًا خلال إجازة عيد الفطر
  • عميد بلدية الأصابعة يتحدّث لـ«عين ليبيا» عن آخر التطورات بالمدينة
  • دعم نقدي بدل العيني… حسني بي يطرح الحل لتفادي الانهيار الاقتصادي
  • إطلاق الرصاص لتوقيف مجرم خطير روع المواطنين بتيكيوين وإعتدى على عميد شرطة بسيف
  • شرطة تيكيوين بأكادير تطلق الرصاص لتوقيف جانح اعتدى على عميد شرطة بسيف
  • وفاة عميد كلية العلوم الأسبق ورئيس جامعة المنوفية ينعيه
  • المرحوم الدكتور زكي مصطفي: العالم واللغو
  • تحذير صحي: السمنة والكوليسترول من أبرز مسببات تصلب الشرايين
  • بعد وفاة زوجة الفنان نضال الشافعي.. «أعراض وأسباب متلازمة القلب المكسور»