الحكم المحلي هو الأنسب للفترة الانتقالية
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
========
د.فراج الشيخ الفزاري
======
بغض النظر عن تركيبة الحكومة الانتقالية ، المتوقع اقتراحها، سواء أكانت من التكنوقراط أو الكفاءات ، فإن نظام الحكم المحلي ..هو الأنسب والمجرب لادارة هذه الفترة التي يجب أن يكون التركيز فيها علي إعادة ما دمرته الحرب بما في ذلك بناء الانسان حتي يتجاوز تلك المحنة وينظر نحو الأمام.
فمن أكثر دول العالم معرفة وتمسكا بالحكم المحلي هو السودان..فالحكم الشعبي المحلي بتعدد مسمياته، وتعدد الانظمة ،بقي موجودا بقوة ..متمثلا ذلك في البلديات والمحليات وحتي في الأرياف حيث لجان التطوير والتعاونيات ...مما حفظ للأمة تماسكها وهذا هو سر بقاء السودان رغم ضراوة الحرب و انفلات الأمن والنظام وتعدد الميليشيات المسلحة ، الموالية والمعارضة،فقد بقي هناك شيء أو رمز يلجأ اليه المواطن، وهو الولاية أو البلدية أو المحلية ..فهي الملاذ عند الشدة .
نحتاج خلال الفترة الانتقالية القادمة الي سلطة شعبية ذات مستويين من الأدارة..علي مستوي المركز لتوحيد السياسات وتأكيد الهوية وسيادة الدولة..ويمكن تحقيق ذلك علي عدد محدود من الوزارات المركزية منها وزارة الدفاع والداخلية و الخارجية والاتصالات و وزارة الحكم المحلي بجانب الوزارات المعنية بإعادة الاعمار مثل العون الخارجي والبيئة بالذات بسبب ما أصابها من تدهور ودمار أصاب كل السودان وكذلك وزارة المالية...وما يزيد عن ذلك يصبح ترفا لا يتناسب وخطة وأهداف إعادة الاعمار.
أما علي المستوي الثاني، وهو الأهم في الأدارة الحكومية.هو الاستفادة من تجاربنا الكثيرة السابقة في ادارة شؤون البلاد علي نهج وفلسفة الحكم المحلي. فقد افلح الانجليز في حكم السودان لمدة خمسين عاما من خلال هذا النمط من الحكم... وسارت حكومات ما بعد الاستقلال في ذات الدرب...ويعتبر قانون الحكم الشعبي المحلي لعام 1971، نقطة تحول جوهرية في تطوير هذا الحكم حيث اصطحب في مستجداته كل الإرث السابق منذ أن عرف السودان نظام الحكم المحلي مع بدايات الخمسينات من القرن الماضي مع قانون مارشال.
إذن لدينا مخزون هائل من تجارب الحكم المحلي...فضلا عن الدراسات العلمية والمؤتمرات وأوراق العمل الكثيرة التي ساهمت في ترقية وتطوير أجهزة الحكم المحلي...فقد كانت وزارة الحكم المحلي في الخرطوم تشرف وتدير بكفاءة عالية كل مديريات السودان التسعة..وكان للمحافظ والضابط الإداري مكانته في المجتمع...
وبطبيعة الحال.. وبحكم التطور الذي لحق بالمسيرة السودانية من حيث الانسان والعمران قد لا يتناسب معها هذه المركزية لكل مناطق السودان... ولكن لنا في تجربة الحكم الولائي حلول كثيرة وبدائل يمكن تطويعها بما يتناسب وحركة المجتمع..شريطة أن نبقي علي جوهر التجربة ..تجربة الحكم المحلي التي نجيد إدارتها.. ولعل اولي ميكانيزمات هذه اللعبة اختصار عدد الولايات والرجوع الي وظائف المحافظين وألمدراء التنفيذين بدلا من تلك الجيوش الجرارة من الوزراء الاقليميين ...علي أن يصرف النظر عن تكوين ما يسمي بالمجالس التشريعية علي مستوي المركز والاقليم خلال هذه الفترة الحرجة.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکم المحلی
إقرأ أيضاً:
السودان.. الكوليرا تفتك بـ70 شخصًا خلال أسبوع
أعلنت منظمة "سايف ذي شيلدرن" الخميس نقلا عن بيانات وزارة الصحة السودانية أنّ 70 شخصا على الأقل توفوا بسبب الكوليرا وأصيب أكثر من 2200 آخرين بالمرض في جنوبي هذا البلد الأسبوع الماضي.
ويأتي تفشي الكوليرا في ولاية النيل الأبيض في أعقاب غارة بمسيّرة على محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء على بُعد 275 كيلومترا جنوب الخرطوم، ما أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن كوستي، عاصمة الولاية.
أخبار متعلقة الكوليرا تقتل 58 شخصًا وتصيب 1300 في السودان خلال 3 أيام"الصحة": يجب تلقي لقاح الحمى الشوكية قبل 10 أيام من أداء العمرة"الصحة القابضة" توقع 4 اتفاقيات مع إندونيسيا وكبرى جامعات شرق آسياويتزامن هذا التطور في الوقت الذي يواجه فيه النظام الصحي السوداني شللا بسبب الحرب الأهلية التي خلفت آلاف القتلى وشردت أكثر من 12 مليون شخص منذ أبريل 2023.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وفاة 70 شخصا في السودان خلال أسبوع جراء الكوليراوباء فتاكوأعلنت المنظمة الإنسانية في بيان أن أكثر من 2200 شخص بينهم أطفال يواجهون حاليا وباء الكوليرا الفتّاك في مدينة كوستي.
وقالت المنظمة إن وزارة الصحة أبلغت عن أكثر من 2243 حالة إصابة بالكوليرا - بمعدل 400 حالة يوميا - في كوستي مع ما لا يقل عن 70 حالة وفاة مؤكدة بسبب المرض بين 20 و26 فبراير.
وبحسب بيان نشرته الوزارة الثلاثاء، سجلت البلاد أكثر من 55 ألف حالة إصابة بالكوليرا وأكثر من 1400 حالة وفاة منذ إعلان تفشي الوباء في أغسطس 2024.
وقال محمد عبد اللطيف مدير المنظمة الانسانية في السودان، إن مئات الأطفال معرضون للخطر في ولاية النيل الأبيض.