تعالوا شوفوا كاميرون هدسون قال ايه !!..
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
كاميرون هدسون زميل في برنامج افريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نشر مقالا في مجلة ( فورين بولسي ) الأمريكية ، وما يهمنا في مقاله هذا تلك الجملة التي تقرأ :
( ترامب وحده يستطيع صنع السلام في السودان ) !!..
ونرد عليه بهذه الجملة المؤمنة :
( اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الاكرام ) .
لاحظنا أن ترامب ولم يمض على دخوله البيت الأبيض عدة أيام وهو في عجلة من أمره يصدر وابل من القرارات ويعرض علي الشاشات توقيعه عليها بصورة مسرحية يتفوق بها علي ابطال هوليود ويتبعها بتصريحات نارية واخري مثيرة للجدل وغيرها وغيرها مما يتعثر علي الدماغ فهمه وكان هذا الرئيس الاستعراضي يريد أن يثبت للعالم أن مستوي فهمه فوق الجميع وأنه ( حلال العقد ) بما عنده من قلة ذوق وفهم وفهلوة وغطرسة ونرجسية ولا مبالاة وقسوة قلب وبلادة وحقارة ، وهذه الصفات التي عرفها عنه أهل الأرض جميعا صارت طابعه المميز وخاتمه البريدي وارثه الحضاري والثقافي والاجتماعي والبيولوجي والتكنلوجي وملكته في الرسم والتلوين والتاليف والجولف علي وجه الخصوص ووقوفه مع الكيان الإسرائيلي كالبنيان المرصوص ...
هذا كله مفهوم عنه وقد عاد لولاية ثانية ولن يتواني في أن يكرر نفس سيناريو ولايته السابقة ويسير عليه بالكربون وقد أفصح عن الكثير مما ظل يصدع به العالم زمان إذ أن هذا الشخص ليس عنده جديد فلم نراه يفتح كتابا أو يلقي علي المسامع مايفيد وكل بضاعته إذا استثنينا العقارات نجدها في الكيد والتبكيت علي الآخرين ويريد مالا ولا يهمه أن كان حلالا أو حراما وأوروبا العجوز مسكينة سيبتزها لتدفع من خزائنها الخربة مقابل حمايته المزعومة لهم وكمان اهلنا في الخليج سيلعب معهم دور التاجر وهم الزبائن يشترون من سلعه حتي التي إليها لا يحتاجون ويمنعهم من التصنيع ويريدهم مستهلكين مطيعين فيالهم من مساكين !!..
نعود ونكرر أن الحرب اللعينة العبثية المنسية في السودان لها أجل محتوم وهي عاجلا ام اجلا الي نهاية بحول الله وقوته وعظمته وجبروته مهما تدفق السلاح من الشرق والغرب ومهما كان كنه هذه الكارثة هل صراع محلي علي السلطة ام أن الطامعين الدوليين وجدوها فرصة ليدسوا انفهم فيها فانقسوا فريقين هذا مع الجنرال ( ا ) وذاك مع الجنرال ( ب ) والمسألة كلها صراع علي الحقوق والموارد البشرية كما جاء في الفلم الأمريكي ( السديم The Mist ) !!..
الوضع في بلادنا الحبيبة كالاتي: شعب مشرد وجايع وقتلاه بالالاف ومرضي وجرحي من غير إسعاف أو غرفة عمليات ومقابر تملأ الساحات والرحب ودولة منهارة ... والعجيب أن الأمريكان بالذات في عهد هذا المدعو ترمب إذا تدخل في السودان وبحكم أنه لايري غير مصالحه فإن ليل الشعب الطويل ومايكابده من ويل لن يهمه في شيء بل الذي يهمه أن لا تنفرد إيران وروسيا بالسودان وهذا هو الذي يجنن ترمب ومعاه عبد القادر كمان !!..
تاني هذا الصهيوني ترمب سيحاول فتح بوابة التطبيع مع بلادنا الحبيبة ( وربما نري قريبا مسؤول كبير من بني جلدتنا تحمله طائرة مجهولة تحط به في يوغندا أو ايسلندا ( مامعروفة الظروف ولا الحروف والخوف كل الخوف المرة دي الشرك يهبر وتتم ملاقاة الزعيم العبري والحكاية تخلص ويسدل عليها الستار ونحن آخر من يعلم كالعادة لشعب قليل الحظ والسعادة ) !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الـعــرب .. من يهن يسهل الهوان عليه
أحمد الشريف
كنا نعتقد أن الموقف اليمني الثابت والشجاع في مواجهة ثلاثي الشر العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل سينعكس إيجاباً على مواقف الحكام العرب ويخرجهم من دائرة الذل والخوف التي حشروا أنفسهم بداخلها ويكون قدوة لهم لكن مع الأسف الشديد فلم يحرك فيهم ساكناً.
ولذلك كم هو محزن أن يصل إذلال الحكام العرب وهوانهم على شعوبهم وعلى أنفسهم من قبل الإدارة الأمريكية لدرجة أن منعهم دونالد ترامب من عقد قمتهم العربية التي كانت مصر قد دعت لانعقادها يوم السابع والعشرين من شهر فبراير الجاري وكانت أهميتها تكمن بأنها ستناقش مسألة دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وعزم أمريكا على تملك قطاع غزة حسب ما جاء في تصريحات ترامب وتسليم الضفة الغربية لإسرائيل وربما من خلال هذه القمة لو توافرت لها الظروف لانعقادها كان سيتم التوافق بين الحكام العرب لاتخاذ موقف موحد حتى لو في شكل إصدار بيان دفاعا عن الحق العربي ليس في فلسطين فحسب وإنما في كل البلدان العربية التي تتعرض للتهديد والغزو كما حدث في سوريا مع أن الفرصة متاحة ومهيأة أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن قضايا الأمة والاستقلال بقرارها السياسي بعيداً عن التأثير الخارجي، لكن كما سبق وأشرنا في تناولات سابقة فإن معظم الحكام العرب إن لم يكونوا كلهم عليهم ملفات مهددون بها وهي من تكبلهم وتجعلهم يبتلعون ألسنتهم عن قول كلمة الحق خشية من أن يتم فتحها فينفضحون أمام شعوبهم ولذلك فإنهم يؤثرون السلامة على حساب قضاياهم والتنازل عنها ولم يستفيدوا من شجاعة حكام دول صغيرة وضعيفة استطاعوا أن يقفوا في وجه الغطرسة الأمريكية ويتحدونها بل وطلبوا منها سحب قواعدها العسكرية من أراضيهم بعد أن تخلصوا من الحكام العملاء الذين كانوا يدورون في الفلك الأمريكي وما حدث في عدد من الدول في إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية رغم فقرها يعد انموذجا يمكن أن يحتذى به فهم لم يخضعوا للإرادة الأمريكية وأجبروها صاغرة على القبول بتنفيذ مطالبهم.
أما في العالم العربي فيكفيهم الدرس البليغ الذي قدمه لهم اليمن المعتدى عليه والمحاصر مُنذ عشرة أعوام وكيف استطاع بما يمتلكه من إرادة حرة أن يواجه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عسكريا في وقت واحد ويجبرها على سحب بوارجها ومدمراتها من البحر الأحمر وكان صاحب آخر طلقة وجهت إلى قلب يافا المسماة إسرائيليا تل أبيب قبل إبرام الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبين الكيان الصهيوني حيث يتم تنفيذ مرحلته الأولى بشروط المقاومة ومن ثم الدخول في المرحلة الثانية التي ستكفل الوقف الكامل لإطلاق النار، ومن المفارقات أنه يتم التفاوض مع حركة حماس كدولة بعد أن كان المجرم نتنياهو وقيادته العسكرية يهددون منذ ما يقارب عام ونصف العام بالقضاء عليها نهائيا ومسحها من على وجه الأرض حسب زعمهم ولكن تشاء إرادة الله إلا أن تحقق المقاومة انتصارا تاريخيا رغم ما تعرض له قطاع غزة من خراب ودمار وإبادة جماعية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وهذا النصر المبين الذي تحقق على أيدي المقاومة في غزة وجنوب لبنان على جيش الكيان الصهيوني المدعوم من ثمانية عشرة دولة عسكريا وماديا مما جعل الحرب على المقاومة حرب عالمية قد أزعج الحكام العرب وجعلهم أقزاما حيث ضاقوا به أكثر مما ضاق به العدو الصهيوني نفسه وقد اعترف الرئيس الأمريكي السابق بايدن بأن إدارته لم تكتف بالدعم العسكري والمادي لإسرائيل وإنما أرسلت قوات عسكرية أمريكية لتقاتل إلى جانب الجيش الصهيوني.
ومع أن الدروس والعبر التي مرّت بها الأمة العربية في تاريخها الحديث ممثلة في حكامها وشعوبها كثيرة جدا إلا أنها لم تستفد منها لتخرج من عنق الزجاجة التي حشرت نفسها فيها بقدر ما أظهرتها أمام الأمم الأخرى بأنها أمة عاجزة عن التفكير ولا تستطيع الدفاع عن قضاياها في وقت يستأسد فيه كل نظام عربي على الآخركما يحدث اليوم من عدوان على اليمن وسوريا والعراق وخلاف شديد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تحالفت ضد اليمن باستثناء سلطنة عمان الشقيقة؛ وهذا مالا نتمناه أن يستمر لاسيما وأن الضعف قد أصاب العرب جميعاً ولا يجب أن نحمّله للغير من الدول الكبرى سواءً كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها وذلك لسبب بسيط وهو أن مبعث وسبب هذا الضعف والهوان هم الحكام ومواقف الشعوب السلبية لأنهم لم يدركوا حقيقة ما يجري لهم وليس عندهم بعد نظر لما سيأتي، وأناس هكذا حالهم لا يستحقون أن يكونوا حكاماً أو أن يشكلون شعوباً.
ولا ندري لم هذا الهوان الذي فرضه العرب على أنفسهم مع أنهم يمتلكون كل أسباب القوة وكل مؤهلات ومقومات التحوّل لصالحهم من خلال ما حباهم الله من ثروة اقتصادية لو تم توظيفها لصالح قضايا الشعوب العربية لاستطاعوا أن ينافسوا الدول الكبرى بالإضافة إلى موقعهم الجغرافي المتميز المتحكّم في مداخل البحار كما أنه يجمعهم دين واحد ولغة واحدة وهي ميزة يتفردون بها ولا تتوافر لأي أمة أخرى غيرهم، وكما هو الحال بالنسبة للدول الكبرى التي تعمل على رعاية وخدمة مصالحها؛ فمن حق الدول الصغيرة أن تقوم بنفس الدور لأن ذلك حق من حقوقها القانونية وليس من حق أحد أن يمنعها كما فعل الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا عندما منع الحكام العرب من عقد قمتهم الخاصة بقضية فلسطين ولم يكتف بذلك فحسب وإنما يريد أن يفرض نفسه وصيا على العالم ولم يبقي لنفسه لا صديق ولا عدو إلا ووقف ضده ووجه إليه تهديده في محاولة منه لفرض إرادته عليه، ولنا في التاريخ عبرة حيث نجد دولاً صغيرة استطاعت بقوتها وفرض إرادتها أن تتحكّم في مصائر دول كبرى ذات مساحات شاسعة واستعمرتها لمئات السنين حتى انتفضت تلك الشعوب وتحرّرت من الهيمنة الاستعمارية، لكن لأن الروح الانهزامية قد طغت على كل شيء عند العرب فقد أصبحوا عاجزين عن حل مشاكلهم حتى مع أنفسهم في إطار المجتمع الواحد وتفرغوا لمحاربة بعضهم البعض؛ فكيف بالدفاع عن قضاياهم ضد الدول الأخرى وخاصة قضيتهم الأولى والمركزية فلسطين، وعليه فإن أطماع الآخرين فيهم ستزداد وإن كانت تختلف في أهميتها من فترة إلى أخرى نظراً لما يشهده العالم اليوم من متغيّرات متسارعة وتطورات اقتصادية وتكنولوجية، إضافة إلى الدور الذي يلعبه الأعداء بتعميق الانقسامات في العالم العربي بحجة أن هذا النظام معتدل قابل للتطبيع مع إسرائيل وذاك ممانع، وهي كذبة كبيرة صدّقها العرب وربطوها بأنفسهم بدليل إن سوريا التي ارتبط بها مصطلح الممانعة قد سقطت بسهولة في أحضان أمريكا وتركيا وإسرائيل ولم يستطع جيشها العربي المؤمن بعقيدته البعثية التقدمية أن يدافع عن مدينة سورية واحدة ويمنع سقوطها في أيدي المتطرفين حتى لعدة ساعات وعليه ومن الله العوض.