موقع 24:
2025-04-01@22:50:48 GMT

كيف يمكن تفسير التحول السياسي لإيلون ماسك؟

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

كيف يمكن تفسير التحول السياسي لإيلون ماسك؟

تناول هنري ماهر، محاضر في السياسة بجامعة سيدني، الدور غير المسبوق الذي لعبه إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد دعمه المالي والسياسي الهائل لحملة إعادة انتخاب دونالد ترامب، إذ لم يكتف ماسك بتأمين نفوذه فحسب من خلال استثمار قدره 277 مليون دولار وحملات نشطة، بل أثار أيضاً تساؤلات حول دوافعه، سواء كانت مدفوعة بمعتقدات سياسية شخصية، أو مكاسب تجارية، أو مزيج منهما.

نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنته

وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بموقع "آسيا تايمز" على المسار السياسي لماسك، والتعقيدات التي أحاطت بتحوله من الليبرالية ذات الميول اليسارية إلى أقصى اليمين. وبالرجوع إلى الجذور التاريخية، صوَّت ماسك لمرشحين ديمقراطيين مثل باراك أوباما وجو بايدن. ومع ذلك، فهو يدعي الآن أن التحول التقدمي للحزب الديمقراطي جعله منعزلاً سياسياً، مما دفعه نحو تأييد الحزب الجمهوري.

وأشار ماسك إلى أن نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنه الذي أجرى عمليه تحويل ليصبح أثنى، وأطلق على نفسه اسم، فيفيان جينا ويلسون. وألقى ماسك باللوم على "فيروس العقل المستيقظ"، وهو مصطلح يستخدمه كثيراً للتنديد بالأيديولوجيات التقدمية. وفي حين يبدو هذا الحادث محورياً، يقول الكاتب إن ماسك كان بالفعل على مسار سياسي يتماشى مع الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة. 

The White House Chief of Staff removed President Musk from the West Wing and send him to the office building across the street. That's how that went. People are getting tired of the little weasel. pic.twitter.com/KPpd5zRjes

— Maga Is A Mental Illness (@stephan72790281) January 26, 2025

ويرمز انتقال ماسك إلى ظاهرة أوسع نطاقاً وصفها الكاتب بأنها "خط أنابيب من الليبرالية إلى اليمين البديل"، حيث يتحول الليبراليون من المُثُل اليسارية إلى السياسة اليمينية المتطرفة.

ويعكس هذا الخط اندماج السياسات الاقتصادية الحكومية المحدودة مع المواقف الاجتماعية المحافظ، بما يعارض التعددية الثقافية والمساواة بين الجنسين والتنوع.

الليبرتارية تلتقي باليمين البديل

وأشار الكاتب إلى سياق التحول الأيديولوجي الذي حدث لماسك من خلال فحص الانقسام التاريخي لليبرتارية، مضيفاً أن الليبراليين اليساريين يدافعون عن الحكومة المحدودة إلى جانب القيم الاجتماعية التقدمية، مثل المساواة في الزواج وإلغاء تجريم المخدرات. ويشاركهم الليبراليون اليمينيون الرؤية الاقتصادية ولكنهم يعتنقون القيم المحافظة اجتماعياً مثل الوطنية والمواقف المناهضة للإجهاض. 

#ElonMusk’s alliance with Trump raises questions: Is he advancing an alt-right agenda or protecting his business interests? Beneath the surface, Musk’s alliance with Trump seems more transactional than ideological. #DOGEhttps://t.co/UuWg1hmfsL

— Asia Times (@asiatimesonline) January 27, 2025

وأوضح الكاتب أن اليمين البديل نجح في السنوات الأخيرة في جذب العديد من الليبراليين إلى صفوفه، خاصة من خلال ثقافته على الإنترنت المتمثلة في التصيد، و"الهيمنة"، والترويج لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة.

ويعكس سلوك ماسك، خاصة على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الحساسيات اليمينية البديلة. فهو يعمل على تضخيم الخطاب القومي الأبيض، وينخرط في نظريات معادية للسامية مثل "الاستبدال العظيم"، ويروج لسرديات مثيرة للانقسام حول الهجرة والتنوع.

وقال الكاتب إن استخدام ماسك لهذه التكتيكات يتماشى مع مفهوم الفيلسوف هاري فرانكفورت "الهراء"، والذي يوضح تصريحات ماسك التي تبدو استفزازية ولكنها غير صادقة.

وأضاف الكاتب أن هدف ماسك لا يتعلق بمصداقية ادعاءاته بقدر ما يتعلق بإثارة الجدل وتقويض المنتقدين ووضع نفسه كضحية للاضطهاد اليساري.

ماسك في إدارة ترامب: القوة والتناقضات

يؤكد تعيين ماسك رسمياً كرئيس لـ"وزارة كفاءة الحكومة" على أجندته المتمثلة في الحكومة المحدودة وإلغاء القيود التنظيمية وخفض الميزانية. ويهدف ماسك إلى القضاء على 2 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي، مع التركيز على البرامج المثيرة للجدال سياسياً مثل مبادرات "التنوع والمساواة والإدماج".

ولفت الكاتب النظر إلى أن هذه الإجراءات تؤكد على انحياز ماسك إلى أيديولوجيات اليمين البديل. ومع ذلك، غالباً ما تتعارض مبادئ ماسك الليبرالية مع أفعاله.

على سبيل المثال، على الرغم من الدعوة إلى الحد الأدنى من التدخل الحكومي، اعتمدت شركات ماسك، بما في ذلك تيسلا وسبيس إكس ونيورالينك، بشكل كبير على إعانات الدعم الحكومية، وتعكس مساهمات ماسك المالية في حملة ترامب على الأرجح توقعاته باستمرار الدعم الحكومي لمشاريعه.
ويسلط موقف ماسك بشأن الهجرة الضوء على تناقض آخر. فخلال الحملة، ردد نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، مدعياً بأن الهجرة غير الشرعية كانت مؤامرة ديمقراطية لاستبدال الناخبين الحاليين بـ "المهاجرين غير الشرعيين".
ومع ذلك، بعد الانتخابات، دافع ماسك عن برامج هجرة العمالة الماهرة مثل تأشيرات H1-B، والتي تفيد قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركاته الخاصة. ويزعم المنتقدون أن هذه التأشيرات تستغل العمال في كثير من الأحيان، وتخلق ظروفاً أشبه بالعبودية.

أيديولوجية اليمين البديل 

وتابع الكاتب أن ميول ماسك اليمينية البديلة لا تتجلى فقط في الخطابة ولكن في أولويات السياسة أيضاً، متوقعاً أن يركز ماسك على خفض الجدل حول البرامج الحساسة سياسياً، مثل حقوق الإنجاب ومبادرات "التنوع والمساواة والإدماج" بينما يسعى في الوقت نفسه إلى زيادة النقاش حول سياسات تفيد أعماله. لذا، قد يكون دوره بمنزلة منصة لإثارة الجدل والحفاظ على مكانته العامة.

هش وقائم على المنفعة التجارية

ورأى الكاتب أن العلاقة بين ماسك وترامب بطبيعتها غير مستقرة، والتي تشكلت من خلال طموحاتهما المتداخلة والمتنافسة. فكلاهما بارع في التلاعب بوسائل الإعلام ويزدهران في إثارة الجدل، مما يخلق إمكانية للصراع.
وأشار الكاتب إلى الخلاف بين ماسك والزعيم المشارك السابق لوزارة الكفاءات، فيفيك راماسوامي، كمؤشر مبكر على التحديات.
يمثل هذا التحالف بين مليارديرين، وفق الكاتب، ظهور "عصر ذهبي جديد" يتميز بالفساد السياسي وعدم المساواة المتزايد.

وختم الكاتب بقوله إن "نفوذ ماسك، إلى جانب نهج ترامب القائم على الصفقات في إدارة الحكم، من شأنه أن يعيد تشكيل السياسة الأمريكية بشكل عميق، ويمزج بين مصالح الشركات والسلطة الحكومية بطرق غير مسبوقة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الیمینیة المتطرفة الیمین البدیل ماسک إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

السعودية تخلع معطفها القديم

في عالم السياسة، لا شيء يحدث مصادفة، وحين يتغير خطاب بحجم الإعلام السعودي الرسمي، فذلك لا يعد مجرد تعديل في النشرة، بل انقلاب في البوصلة، منذ شهور وأنا أتابع هذا التحول الغريب، جميل في بعضه، مربك في توقيته، ومذهل في إيقاعه المتصاعد، القناة السعودية الأولى، التي اعتادت لعقود أن تتجنب الاقتراب من حدود السياسة الإقليمية المشتعلة، باتت تتكلم كما لو أن داخلها قناة عربية ثائرة أطلق سراحها

في قلب شاشة الإخبارية الرسمية، تقرير عن هتلر العصر نتنياهو بلغة حادة، ويدك الكيان الصهيوني بلغة كانت محظورة في الإعلام الخليجي لعقود، باستثناء الإعلام القطري، واللافت أن هذا الخطاب لا يظهر عرضا، بل هو مستمر منذ أسابيع في هذه القناة تحديدا، التي تعبر بشكل مباشر عن التوجه الرسمي

وفي الوقت ذاته، كانت القناة تبث مقابلات مع معتمرين سودانيين من قلب الحرم المكي، يدعون للبرهان بالنصر، ويشاركهم الدعاء الصحفي السعودي ذاته، المشهد لا يحتمل التأويل، الرسالة واضحة، السعودية اختارت طرفا في الصراع، دون مواربة، ولا لغة رمادية، كما أن وزير الخارجية السوداني قال أن المملكة أبلغتهم أنها ستتكفل بكل احتياجات السودان لمدة ستة أشهر ،،

حتى المعرفات السعودية ذات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين بارزين، لم تعد تغرد خارج السياق الجديد، تحول خطابها بشكل لافت ليواكب التوجه الرسمي، تبنت نبرة دعم واضحة للجيش السوداني، وقبلها انفتاحا كبيرا تجاه السلطة السورية، هذا التحول في المزاج الرقمي يعكس أن التغيير لم يعد مقتصرا على القنوات الرسمية، بل أصبح يشمل الوعي العام الموجه أيضا

منذ متى تفعل السعودية ذلك، منذ متى يتحدث إعلامها بلهجة الجزيرة، دون أن تكون الجزيرة، هناك شيء يتغير، لا في الشاشة فقط، بل في القصر

منذ عام 2011، وأنا أتابع الإعلام السعودي حين أنشأت أول صفحة لي على تويتر،، كما عملت مراسلا لصحيفة الاقتصادية لعام ونصف من صنعاء ، كان الإعلام السعودي أقرب إلى متحف رسميات، لا يعادي ولا يناصر، كان حياديا إلى درجة البرود..

اليوم، لم يعد كذلك

الخطاب تغير

اللهجة تغيرت

كما أن تجربتي المهنية في مجال رصد وتحليل المحتوى، والتي امتدت لست سنوات، تجعلني أقرأ هذا التحول في الخطاب السعودي بدقة، ما يحدث في المنصات الرقمية، خصوصا عبر المعرفات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين وإعلاميين مؤثرين، ليس مجرد تفاعل لحظي، بل هو تحول موجه ومتدرج في المزاج العام، يعكس انسجاما مع التوجه الرسمي الجديد

هذا التغير لم يأت ارتجالا، بل يظهر بوضوح أن هناك إعادة تموضع شاملة في الخطاب، تتجاوز الإعلام الرسمي لتصل إلى وعي الجمهور عبر أدواته اليومية..

قبل أيام، ظهر عيدروس الزبيدي في خطاب تهديدي فج تجاه قبائل حضرموت، خطاب لم يأت من فراغ، بل من أزمة ثقة تتعمق بين مشروعه والمكون القبلي في الشرق، بعدها بأيام فقط، يظهر وزير الدفاع السعودي في لقاء مباشر مع رئيس حلف قبائل حضرموت

الرسالة لا تحتاج إلى محلل استراتيجي

في الملف السوري، الخطاب السعودي أقرب إلى نبض الشعب، منه إلى الخط الرسمي للدولة، أحيانا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين خطاب قناة الجزيرة حين تتحدث عن القضايا الكبرى..

من كان يتوقع أن تتحدث القنوات السعودية بهذا الوضوح عن الغارات والاحتلالات والحق الفلسطيني، بهذا القدر من الحزم والصفاء، ما نراه ليس تغييرا في اللهجة فقط، بل تفكيك كامل للخطاب القديم

قد يقول البعض إن التغير نتيجة ظروف إقليمية بعد السابع من أكتوبر، وآخرون يرونه استجابة لحاجة واستدارة داخلية وخارجية واسعة، لكن مع ذلك، السعودية تغيرت.

من يراقب المشهد بعين أوسع سيدرك أن ما يحدث في الإعلام ليس سوى انعكاس لتحول جذري أعمق في السياسة السعودية مع صعود محمد بن سلمان، فقد نسجت المملكة خلال السنوات الأخيرة علاقة استراتيجية متنامية مع الصين، متجاوزة بذلك النمطية التقليدية التي حصرت توجهاتها لعقود في النفوذ الأمريكي، وكأن واشنطن كانت الخيار الإجباري الوحيد، هذا الانفتاح نحو الشرق أجبر واشنطن على إعادة النظر في تعاملها مع الرياض، بعدما تخلت الأخيرة عن موقع التابع واختارت أن تتصرف كقوة مستقلة وفاعلة في توازنات الإقليم والعالم، وكان اختيار السعودية كمقر للحوار الروسي الأمريكي دليلا واضحا على هذا التحول

مقالات مشابهة

  • ترامب: ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
  • ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
  • ماكرون يمرغ أنف الكبرانات في الرمال ويجبرها على قبول الإعتراف بمغربية الصحراء وإطلاق سراح الكاتب صنصال
  • ماسك يوزع شيكات بمليون دولار على ناخبي ويسكونسن قبيل انتخابات المحكمة العليا
  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • تفسير حلم رؤية رقم 4 في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل
  • معنى الله الصمد.. خالد الجندي يشرح تفسير سورة الإخلاص
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • موقع صدى البلد ينعى الكاتب الصحفي مصطفى الجمل
  • وول ستريت جورنال: المشهد السياسي الفرنسي قد يشهد تحولا زلزاليا